المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء المقدسية
شبكة فلسطين للحوار -اليوم:
تعليقي على كلمات اللواء احمد وصفي و تهديده الصريح لغزة
بقلمي :
كثيرا ما سمعت و راقبت كما الكثيرين حال العلاقة المتردية بين مصر و قطاع غزة غير ان كلمات قائد الجيش الثاني الميداني قلبت اركان القصة و بدت نوايا الجيش واضحة تجاه القطاع مقتصرة على من يريد العبث بامن مصر فماذا عن امن فلسطين , هو ذلك الامن الذي لا تضمنه قوة على وجه الارض فالجيش الاسرائيلي يصول و يجول في الضفة الغربية مدعوما باتفاقيات السلام مع السلطة و يرابط على حدود غزة -ممتعضا و مكبود- منتظرا لحظة سانحة لينقض عليها بلاهوادة انتقاما لكرامته التي اهدرت في حرب الايام الثمانية , كما ان الظروف تتغير تدريجيا لصالحه فغزة عادت تقف وحيدة في الزاوية فضلا عن اكتسابها عدواة جديدة مع الجيش المصري و خسارتها محورها و حليفها الرئيس المصري محمد مرسي .
منذ أن قامت حماس بالتصحيح وطرد كلاب دايتون/عباس/دحلان من غزة، والقطاع في حالة حصار صهيوني عربي ..
الاستثناء جزئيا كان خلال أشهر معدودات من حكم الرئيس مرسي ولم يكن طوال عهده، فهو لم يملك تغيير شئ على الأرض في رفح المصرية ولا في سيناء شمالها وجنوبها ..
فالحال يبقى على ما هو عليه ..
الجديد هو العداء اللاسياسي المعلن من النظام الانقلابي على قطاع غزة، باعتبار أن حماس جزء من العدو الذي انقلبوا عليه في مصر وهو "جماعة الإخوان المسلمون" ..
فجاء تدمير الأنفاق وتجريف الشريط الحدودي ليضيف إلى أعباء شظف العيش في القطاع وسيلة لتأليب الشعب على حماس ..
الجيش الاسرائيلي مولع بحروب الوكالة و هو افضل الخيارات و لا شك , فالمستعربين يتقدمون الجيش في كل عملياته تقريبا في الضفة الغربية و البدو يتقدون الصفوف في قطاع غزة حتى يظل الجيش محافظا على القوة الاساسية خارج نطاق المعارك الا في حدود ما تتطلبه العمليات , فهل سيكون الجيش المصري قوة متقدمة للجيش الاسرائيلي في الحرب القادمة ؟ يتسائل الكثيرون في غزة هنا خاصة و نحن نقف على اعتاب ذكرى اكتوبر حين خاضت اسرائيل حربا على جبهتين مصر و سوريا فهل ستخوض غزة حربا مشابهة و هل سنشهد انتصارا مشابها .
على الرغم من الحملات المتعهرة للإعلام الفاجر في مصر، إلا ان قطاعا عريضا من الشعب المصري، ينتفض يوميا مطالبا بعودة الشرعية وهذا شأن داخلي مصري، وما يعنينا أن هذا القطاع من الشعب يمثل الجانب المستنير الذي لم تضلله أراجيف الإعلام وتغضبه عمليات المواجهة القاتلة من قبل الجيش والداخلية، وبالتالي فإن هذا القطاع سوف يستقطب إضافات ملموسة في حال حاول الجيش المصري الاعتداء على قطاع غزة -الأصغر من شبرا- وهذا مالا يحتمله الجيش المصري ذاته .
فبالرغم من تطويع الجيش ليدافع عن الانقلاب حتى الآن، فإن الجيش يقاتل نفسه وأهله .. ولا قوة للطرف المقابل سوى التظاهر السلمي ..
أما في حالة العدوان على غزة .. غزة التي انبهر بصمودها الجيش المصري لسنوات، لن تكون لديه عقيدة قتالية تؤثر على معنوياته التي ترسخت عبر السنين ..
ثم إن هذا الجيش لم يخض منذ 40 عاما أي نوع من الحروب الحقيقية، ولا يعرف سوى المناورات، وبعض العمليات الأمنية الداخلية، وقد تحطمت معنوياته وهو يجد نفسه يقتل اخيه وابيه بالأمر العسكري!!
الحالة المعنوية للجيش المصري وجهوزيته القتالية سوف تكون في أدنى مستوياتها وهو يقترب من الحدود الفلسطينية ..
هذا ولم نتكلم عن فئات كبيرة من الجيش على قدر عال من الوطنية ومنها من تقبل الإعدام غدرا رافضا أن يوجه سلاحه في وجه أخيه المصري ..
هكذا كان حال الجيش المصري الذي أرسل لليمن في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل..
قرائتي المتواضعة تشي بغير ذلك , و خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار دهاء القادة العسكريين الاسرائيلين , فتاريخهم يتحدث عنهم و لا اشك للحظة ان اعتبارهم للعرب اعداءا لم يتغير و سقوط الجيوش العربية امنيتهم العزيزة الغالية و هم يسعون جاهدين لتحقيقها , عل خطتهم التالية ترتكز على هدم الجيش المصري بدا بهدم ثقة المصريين بجيشهم و انتهائا بحرب وكالة يخوضها جيش مصر في غزة ,,
العدو الصهيوني هو الرابح الأكبر من هذا الوضع المخزي الذي تقوقعت داخله قيادات العسكرتاريا المصرية العميلة ..
ولسوف تمضي قوى الغدر في خيانتها لبلادها حتى نهاية الشوط، فقد فقدوا خط الرجعة، ولم يعد امامه سوى القتل وتنفيذ ما يؤمرون به من التحالف الصهيوأمريكي مع البترودولار المتعفن .. فهم يعلمون تماما ان الإعدام ينتظرهم في نهاية المطاف ..
أتوقع لهذه الحثالة الفاسدة نهاية لا تختلف كثيرا عن نهاية القذافي، فقد اوغلوا كثيرا في الدم المصري الطاهر .. ولن يبقى الحال في القوات المسلحة المصرية حتى يتم تدميرها وسقوط مصر في الهاوية بانهيار الدولة ..
تعقيب أسامة الكباريتي باللون الأحمر