قال باحث إسرائيلي إن "مرور 101 عاما على إصدار وعد بلفور تعتبر مناسبة للكشف عن المزيد من الحقائق التاريخية التي لم تجد طريقها إلى الكتب والمذكرات الشخصية أو المؤلفات السياسية، لأن زاوية مهمة في إصدار هذا الوعد لم تأخذ نصيبها في إصداره، وتتعلق بالجهود التي بذلتها الجالية اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة".
وأضاف كوبي برادا الباحث في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "الحكومة البريطانية لم يكن لديها حماس كبير باتجاه إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، باستثناء وزير الخارجية جيمس بلفور صاحب الوعد المزمع إعلانه، حتى أن لندن أرسلت للرئيس الأمريكي في حينه وودرو ويلسون لأخذ رأيه في إصدار الوعد، لكنه لم يبد هو الآخر تشجعاً له، مما تطلب تفعيل أدوات الضغط على الرئيس لتغيير رأيه".
وأشار برادا، العامل في برنامج دراسات اليهود في الولايات المتحدة بجامعة حيفا، أن "الزاوية المهملة في كتب التاريخ تتعلق باللقاء الذي جمع حاييم وايزمان زعيم الحركة الصهيونية مع صديقه الأمريكي القاضي لويس برانديس".
وشرح عنه قائلا أن "برانديس هو القاضي اليهودي الأول في المحكمة العليا الأمريكية، وهو صهيوني متحمس وأحد الشخصيات القانونية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، حتى أن العديد من السياسات والقرارات التي اتخذها ويلسون الرئيس الـ28 للولايات المتحدة كانت من وحي أفكاره ومقترحاته".
وأوضح أن "برانديس جند بدوره الحاخام اليهودي ستيفان فييز، وطلب منه تنظيم لقاء مع الكولونيل إدوارد مندل-هاوس، سياسي ودبلوماسي أمريكي ومستشار مقرب من الرئيس، ورغم عدم تقلده أي مهمة عسكرية لكنه حظي بلقب كولونيل، ونشأت علاقته الوثيقة بالرئيس حين كان الأخير حاكما لولاية نيوجيرسي، وساعده هاوس في الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 1912".
وأضاف أن "ويلسون بعد أن أصبح رئيساً أخذ معه هاوس للإقامة في البيت الأبيض، وأصبح الأقرب الذي يهمس في أذنيه، حيث عينه مستشاره الشخصي للمهمات الدبلوماسية، ومنها جهود السلام بين عامي 1914-1916، ثم مبعوثه إلى مؤتمر باريس في 1919".
وأشار الكاتب أن "الثلاثة الحاخام فييز والقاضي برانديس والكولونيل هاوس التقوا يوم 25 سبتمبر على أمل إحداث اختراق في موافقة الرئيس ويلسون على إصدار وعد بلفور، بعد اللقاء أرسل برانديس كتابا إلى حاييم وايزمان قال فيه إن المباحثات مع المساعد الأقرب للرئيس أظهرت تعاطفه مع مطلبنا الذي قدمناه".
وأكد أن "هاوس أرسل من جهته مذكرة للرئيس لشرح محتوى اللقاء، فرد عليه الأخير على ذات المذكرة في مثل هذا اليوم قبل مائة عام أنني أتبنى موقفك في موضوع الحركة الصهيونية، وطلب منه إبلاغ الحكومة البريطانية باسمي عن موافقتي على إصدار وعد بلفور".
وأوضح أن "بعد موافقة الرئيس ويلسون أجرى وايزمان لقاء مباشرة مع رئيس الحكومة البريطانية لويد جورج، الذي طلب عرض برقية الرئيس على اجتماع المجلس الوزاري البريطاني المصغر لشئون الحرب رقم 245 بتاريخ 4 أكتوبر 1917، وقال بلفور أن الرئيس الأمريكي ينظر بعين الرضا إلى الحركة الصهيونية".
يختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول أن "هذه قصة اللقاء الذي عقد قبل 101 عاما، وغير وجه التاريخ، وبموجبه منحت الولايات المتحدة موافقتها على وعد بلفور الذي بادرت إليه بريطانيا لصالح الحركة الصهيونية".
مزيد من التفاصيل