جماعة الإخوان المسلمين و الرئاسة

[arwa ahmed]

الصحف المصرية والعربية

جماعة الإخوان المسلمين والغموض بشأن الرئاسة- في الوقت الحالي
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية المجموعة السياسية الأكبر في مصر -جماعة الإخوان المسليون، لا يزالون بعد بدون اعلان عن موافقتهم على مرشح، مصرين على أن الرئيس الأول لمصر بعد الثورة يجب أن يكون رجلا "من الاجماع".

وفقا لمحمود حسين، الأمين العام للجماعة، الإخوان يفضلون الانتظار حتى تقترب فترة الترشيح من النهاية قبل أن يتخذوا قرارا نهائيا بشأن دعم اي منهم .

واضاف "نعتقد انه لا تزال هناك الكثير من الشخصيات الوطنية والمؤمنة قد تمثل توافق في الآراء والذين قد يتشجعون لترشيح أنفسهم،" .

اقل من شهرين تقف بين الجماعة والانتهاء من فترة الترشيح. أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية، وهي الهيئة القضائية المسؤولة عن إدارة ومراقبة الانتخابات المقبلة، يوم الاحد ان المرشحين المحتملين يمكن أن يرسلوا ترشحهم ما بين 10 مارس و8 ابريل . ومن المتوقع للرئيس القادم ان يتولي منصبه في نهاية يونيو.

لترشيح نفسه، وهو مرشح الرئاسة يجب ان يكون لديه ضمان تأييد ما لا يقل عن 30 من أعضاء البرلمان المنتخبين 678 أو جمع توقيعات ما لا يقل عن 30000 ناخب مما لا يقل عن 15 من 27 محافظة في مصر.

قائد توافقي؟

في الأيام الأخيرة، أصبحت العبارة "رئيس توافقي" تتصدر عناوين الصحف في الصحافة المحلية. ظهرت جماعة الاخوان المسلمون وجناحها السياسي، حزب الحرية والعدالة، كراعية لمشروع القرار الرئيسي لهذه الفكرة.

وأوضح حسين المرشح "التوافقي"، تعني به اقدم منظمة في البلاد الاسلامية مرشح الرئاسة الذي يمكن للقوى السياسية من "الوزن الكبير" أن تتفق عليه ،. فقط مثل هذا المرشح يمكن أن "يملك القوة لادارة البلاد" و "تحقيق الاستقرار السياسي"، واضاف:

ولهذا لا ينبغي أن يكون للمرشح أي انتماء حزبي، وفقا لحسين، الذي جادل بأن "وجود مرشح الذي ينتمي الى تيار سياسي معين قد لا يكون في مصلحة مصر، وربما تسبب في انقسامات".

في ضوء الوفاق الذي اتسمت به العلاقات العسكرية للاسلاميين منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك، يفسر الكثير من المشككين الى دعوة "رئيس التوافق" كمؤشر على أن الإخوة والجنرالات يسعون إلى طرح مرشح التي يمكن أن تخدم مصلحة من المعسكرين.

 

[arwa ahmed]

في الأسبوع الماضي، والصحافة المحلية نقلت عن مصادر مجهولة مدعية أن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية السابق، قد يكون هوالمرشح المتوقع للاخوان. ومع ذلك، أثارت هذه التقارير ضجة بين العديد من المرشحين الرئاسيين الذين زعموا أن الجيش يسعى للتوصل الى اتفاق مع حركة الإخوان لفرض رئيس معين على الأمة.

وردا على ذلك نفى الاخوان بأنهم قد اتصلوا بالعربي، في حين أن الدبلوماسي ذو ال 77 عاما اعلن انه ليس لديه نية للترشح للرئاسة.

ومع ذلك، ينظر إلى إحجام الجماعة أن تعلن عن مرشحها المفضل باعتباره مؤشرا أن أيا من المرشحين الفعلي لا يلائم توقعات الإخوان.

، وقال خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة دورهام الذي يدرس المجموعة"الإخوان في أزمة". "انهم لا يستطيعون العثور على المرشح الذي يحقق ما يريدون".
انهم يريدون مرشحا من دون أيديولوجية. انهم يريدون شخص أكثر منه تكنوقراط غير متحيز عن كونه سياسي. هذا الشرط لا ينطبق على أي في المرشحين الحاليين، " .

وذكرت الجماعة أنها ستساند مرشح الرئاسة الذي يكون بدون علاقات مع نظام مبارك، والذي لا يخرج من الجيش والذي لا يحمل الضغائن ضد الاسلاميين. وفي الوقت نفسه، كثير من المراقبين إضاف شرطا رابعا - أن تتم الموافقة على المرشح من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
حسين ينفي هذه المزاعم التي تشترط موافقة المؤسسة العسكرية بأنها "لا اساس لها". ويرى ان فريقه يسعى للتوصل الى التوافق فقط مع الجماعات السياسية المدنية على المرشح الأفضل للرئاسة. "[الفريق] يريد توافقا في الآراء بين القوى السياسية، وأنه لا علاقة له مع SCAF،"كما قال.

 

 

[arwa ahmed]

حتى الآن،لقد أعرب أكثر من 10 شخصا عن اهتمامهم على التوالي. مع ذلك، ربما لا يتجاوز العدد ستة كمرشحين مقبولين، بما في ذلك عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأحد وزراء خارجية الرئيس السابق مبارك ، وأحمد شفيق، رئيس الوزراء الأخير للرئيس مبارك ؛ حمدين صباحي، وهو الزعيم السياسي الناصري ؛ سليم محمد العوا، أحد المحامين الإسلاميين؛ عبد المنعم أبو الفتوح ، وهو زعيم سابق لجماعة الاخوان المسلمين، وحازم أبو إسماعيل، الداعية السلفي.

لا احد يبدو قادرا على تلبية المعايير التي وضعتها جماعة الإخوان.

مساندة شفيق أو موسى قد تقوض مصداقية الاخوان المسلمون بسبب علاقاتهم مع نظام مبارك. وجهات نظر صباحي الناقدة بشدة لأداء SCAF خلال الفترة الانتقالية قد تثني الإخوان عن مساندته. وأكدت الجماعة أيضا عدة مرات انها لن تدعم أي مرشح إسلامي بشكل علني مستبعدة العوا، ابوالفتوح وأبوإسماعيل

مصدر مجهول في جماعة الاخوان المسلمون قال لصحيفة الحياة اليومية ومقرها لندن في الاسبوع الماضي ان المجموعة ما زالت تبحث عن مرشحين محتملين في التوافق ولكن إذا لم تستطع العثور على أي،فان موسى هو المرشح الاوفر حظا للفوز بدعم المنظمة . وعلى الرغم من انه شغل منصب وزير في ظل حكم مبارك لم يتم وصم موسى حسبما انتمائه إلى النظام القديم كما شفيق.
عناني يعتبر هذا السيناريو معقول، وخصوصا ان موسى قد يكون مرشح الإخوان الذي يمكن السيطرة عليه .

"وسوف يكون موسى دائما معتمدا عليهم. فهو ليس من الاسلاميين، وبالتالي ليس لديه قاعدة دعم واسعة، حتى انه سوف يعتمد على الدعم الذي يمكن ان يحصل من كتلة المجموعة البرلمانية "، يضيف العناني.

و في نفس الوقت ، الدبلوماسي السابق يمكنه أن يكسب ود الجنرالات،.

 

 

[arwa ahmed]

التخلي عن الإسلاميين

اعتراض الجماعة القاطع على المرشحين الإسلاميين لا يتردد صداها بالضرورة مع كل أخ واحدفي الجماعة .

واضاف "حتى الآن، أن الجماعة لم تطرح سبب منطقي لإقناعنا بفكرة" مرشح التوافق، " قال أحمد أبو ذكري، وهو أخ 28 عاما من مدينة بني سويف بصعيد مصر. "الاسلاميون هم في المقدمة في كل مكان. لماذا ليس في رئاسة الجمهورية أيضا؟ "

حائزا على أكثر من 40 في المئة من المقاعد، والحزب السياسي للحركة يقف كالكتلة الأكبر في مجلس الشعب، ولكنها ليست فقط الوحيدة في معسكر الاسلاميين في البرلمان. انتزع التحالف الاسلامي المتشدد، بقيادة حزب النور السلفي، ما يقرب من 25 في المئة من المقاعد. وفي انتخابات مجلس الشورى المستمرة، الطرفان على وشك التوصل إلى نتائج مماثلة.

"تميل شريحة كبيرة من الشباب داخل جماعة الإخوان إلى [التصويت ل] ابو الفتوح ويعتقدون انه رجل وطني"، علق أبو ذكري.

في شهر مايو، أعلن ابو الفتوح، وهو عضو في جماعة الاخوان المسلمون في مستويات صنع القرار، انه سيرشح نفسه لمنصب الرئيس. مع هذا الاعلان، فان الإسلامي ذا ال 61 عاما انتهك قرار المنظمة بعدم إيفاد أخ لرئاسة الجمهورية. في النهاية، أقيل من المنظمة. ومثلت اقالته من منصبه كرئيس الحلقة الأخيرة في العلاقة المتوترة بين ابو الفتوح الإصلاحي وقادة التنظيم المتشدد. في أواخر عام 2009، تم استبعاد ابو الفتوح من مكتب إرشاد المنظمة في استطلاع داخلي مزور ، حسبما زعم.
وكان طرده من الجماعة كليا في يوليو قد أثار غضب العديد من الاخوة الشباب، الذين ما زالوا يعتبرونه زعيم سياسي مميز . في وقت سابق، شرح المسلمون قادة الإخوان أنهم لن يصوتوا لمرشح اسلامي لتفادي احتكار الإسلاميين للنظام السياسي. واعتبر الموقف بأنه محاولة لطمأنة الليبراليين في الداخل والحكومات الغربية التي لا تزال متشككة من الإسلاميين.

في آذار، قال خيرت الشاطر، و نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ،لصحيفة محلية ان الجماعة تخشى مواجهة نفس مصير حماس أو الحركة الإسلامية الجزائرية واحدة منبوذة من قبل المجتمع الدولي والأخرى سحقت من قبل الجيش بعد ان سيطرت على الانتخابات، لو التقطوا كل من البرلمان والرئاسة.

لكن هذه الحجج لا تزال قاصرة عن اقناع الاسلاميين الشباب.

واضاف "اذا فشل الاخوة في تقديم بديل حقيقي لابو الفتوح، الناس [في الجماعة] سوف يصوتوا لصالحه"، قال أبو ذكري.

ومع ذلك، فإن موقف أبو ذكري لا يعني بالضرورة أن الإخوة الكبار سيفشلوا في إثناء غالبية أتباعهم عن التصويت لمرشح اسلامي.

وفقا لمحمد حبيب، وهو زعيم سابق في جماعة الإخوان المسلمون، فالانضباط الداخلي في التنظيم يقوم على "السمع وطاعة" ومن شأنه أن يسهل مهمة القادة في بيع مرشحا من غير الإسلاميين طبقا لرغباتهم.
على الرغم من تصريحات في وقت سابق لا لبس فيها عن هذه المسألة، أظهرت الجماعة نبرة رسمية أقل صلابة بشأن المرشحين تحت مسميات اسلاميه طوال هذا الاسبوع.

واضاف "اننا لا نريد مرشحا ينتمي إلى تيار اسلامي معين، ولكن لديه اتجاهات إسلامية. وهذا هو المهم بالنسبة للمزاج المصري، " قال حسين يوم الاحد. وأدلى ببيان مماثل في وقت سابق الناطق باسم جماعة الاخوان المسلمون في وسائل الاعلام محمود غزلان.

"هل نحن نتلاعب بالكلمات؟" تساءل حبيب. "كيف يمكن لمرشح لا ينتمي إلى التيار الإسلامي، وفي الوقت نفسه لديه اتجاهات إسلامية؟"
قال حبيب مثل هذه التصريحات تدل على "حالة البلبلة" داخل قيادة الجماعة، موضحا ان القادة يحاولون ان يبدو أكثر انسجاما مع "المزاج الاسلامي العام " للناخبين المصريين.

"وقد اختار الناس [الإخوان] لأنهم إسلاميون. كيف يأتي [الإخوان] ويقولون لهم انهم لا يريدون مساندة مرشح اسلامي للرئاسة؟ "أضاف حبيب.

نهى الحناوي
20 فبراير 2012
https://www.egyptindependent.com/node/672006