حول القرآن الكريم

[أحمد فاروق]

الصحف المصرية والعربية

بين الحين والآخر تخطر ببالي تساؤلات حول آيات مختلفة من كتاب الله العزيز ، أسجل بعضها ولا أسجل الآخر ، أبحث في بعضها وأتقاعس عن البحث في البعض . وربما أتتني قدرًا إجابة بعضها من قراءة أو سماع . تلك بعض هذه التساؤلات ، نتناقش فيها سويًا ثم أعرض ما قرأته أو سمعته عن تفسيراتها .

قال الله عز وجل في محكم التنزيل : "وما ربك بظلام للعبيد" .

فينفي المولي سبحانه وتعالى أن يكون ظلامًا للعبيد . وكلمة "ظلام" صيغة مبالغة من صفة الظلم . كقولك : فلان أكّال . فكلمة "أكّال" صيغة مبالغة من صفة الأكل ، أي أن فلان كثير الأكل . ونفي المبالغة في الصفة لا يقتضي بالضرورة نفي أصل الصفة غير المبالغ فيه . فقولك "فلان ليس بأكّال" لا يقتضي بالضرورة نفي الأكل عنه . فربما لم يكن أكّالا لكنه فقط "آكل" ، أي "فاعل" للصفة فقط من دون مبالغة . وعلى ذلك فنفي المولى عز وجل للمبالغة في الظلم لا يقتضي ظاهريًا نفي الظلم ذاته عنه عز وجل . فكيف يستقيم ذلك ؟

 

[حشيش]

موضوع جميل يابو حميد أحييك عليه ... بالفعل كلمة (ظلام) تعنى كثير الظلم حسبما نفهم من حصيلتنا اللغوية كغير متخصصين ولكنى على ثقة بأن هناك من الأخوة والأخوات من يستطيع البحث فى المعنى والرد علينا ... أرجو أن يتسع هذا الموضوع إذا وافقت لكل خاطرة قد تخطر لأحدنا عن آية من أيات القرأن الكريم لمناقشتها من خلاله ... تحياتى

 

 

[sanaa]

الموضوع اكثر من رائع لاني تعرضت لاسئله كتيره من هذا النوع وكان من ضمنهم السؤال ده






أنه لايلزم من نفي الظلم بصيغة المبالغة نفي أصل الظلم ، والواقع نفيه قال الله تعالى

1. إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [ يونس الآية 44]

1. إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [ النساء الآية 40]

وقد اجيب عنه بالاتي


أن ظلاما وإن كان يراد به الكثرة لكنه جاء في مقابله العبيد وهو جمع كثرة ، إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا ، ويرشح هذا الجواب أنه سبحانه وتعالى قال في موضع آخر ( علام الغيوب ) فقابل صيغة فعال بالجمع ،وقال في موضع آخر (عالم الغيب) فقابل صيغة فاعل الدالة على أصل الفعل بالواحد ، وهذا قريب من الجواب عن قوله تعالى :( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون) حيث احتج به المعتزله على تفضيل الملائكة على الانبياء ،وجوابه أنه قابل عيسى بمفرده بمجموع الملائكة وليس النزاع في تفضيل الجمع على الواحد .
الثاني :أنه نفي الظلم الكثير فينتفي القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة ظلمه في حق من يجوز عليه النفع كان الظلم القليل في المنفعة أكثر .
الثالث : أنه على النسب واختاره ابن مالك ، وحكاه في شرح الكافية عن المحققين أي ذا ظلم كقوله : « وليس بنبال» أي بذي نبل ، أي لاينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار .
الرابع : أن فعالا قد جاء غير مراد به الكثرة كقوله طرفه :
ولست بحلال التلاع مخافة = ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لايريد أنه يحل التلاع قليلا لآن ذلك يدفعه قوله يسترفد القوم ارفد هذا بدل على نفي الحال في كل حال لان تمام المدح لايصل بإيراد الكثرة .
الخامس : أن أقل القليل لو ورد منه سبحانه وقد جل عنه لكان كثيرا لاستغنائه عنه كما يقال زله العالم كبيرة ذكره الحريري في الدرة قال وإليه أشار المخزومي في قوله: كفوفه الظفر تخفى من حقارتها = ومثلها في سواد العين مشهور
السادس : أن نفي المجموع يصدق بنفي واحد ويصدق بنفي كل واحد ويعين الثاني في الآية للدليل الخارجي وهو قوله إن الله لايظلم مثقال ذرة .
السابع : أنه اراد ليس بظالم ليس بظالم ليس بظالم فجعل في مقابله ذلك وما ربك بظلام .
الثامن : أنه جواب لمن قال ظلام والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم كما إذا خرج مخرج الغالب .
التاسع : أنه قال بظلام لآنه قد يظن أن من يعذب غيره عذاب شديدا ظلام قبل الفحص عن جرم الذنب .
العاشر : أنه لما كان صفات الله تعالى صيغة المبالغة فيها وغير المبالغة سواء في الإثبات جرى النفي على ذلك ..



انا مش فاكره بالضبط المصدر بس ده اللي كان عندي في رد السؤال ده

 

 

[حشيش]

سناااااااااء باشا

شكراً جزيلاً لك ... أعتقد أن الشيخ الشعراوى رحمه الله تطرق لهذه الأية الكريمة بالتحليل وكان له فيها رداً شافياً وافياً ... إن شاء الله سأحاول البحث عنه

 

 

[sanaa]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حشيش .. أعتقد أن الشيخ الشعراوى رحمه الله تطرق لهذه الأية الكريمة بالتحليل وكان له فيها رداً شافياً وافياً ...

رد الشيخ الشعراوي رحمه الله حول هذا السؤال

اقتباس إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ(40)سورة النساء

اقتباس هذه الآية الكريمة .. نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى، ثم تأتي الآية الكريمة بقول الله جل جلاله وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ(46)سورة فصلت نلاحظ هنا استخدام صيغة المبالغة .. "ظلام" .. أي شديد الظلم .. وقول الحق سبحانه وتعالى: "ليس بظلام" .. لا تنفي الظلم ولكنها تنفي المبالغة في الظلم، تنفي أن يظلم ولو مثقال ذرة نقول أنك لم تفهم المعنى .. أن الله لا يظلم أحدا .. الآية الأولى نفت الظلم عن الحق تبارك وتعالى ولو مثقال ذرة بالنسبة للعبد .. والآية الثانية لم تقل للعبد ولكنها قالت للعبيد .. والعبيد هم كل خلق الله .. فلو أصاب كل واحدا منهم أقل من ذرة من الظلم مع هذه الأعداد الهائلة .. فإن الظلم يكون كثيراً جداً، ولو أنه قليل في كميته لأن عدد من سيصاب به هائل .. ولذلك فإن الآية الأولى نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى. والآية الثانية نفت الظلم أيضا عن الله تبارك وتعالى .. ولكن صيغة المبالغة استخدمت لكثرة عدد الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة.

 

 

[حشيش]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحظت أن كلمة (الصف) قد تكرر ذكرها فى القرآن الكريم فى العديد من المواضع منها:

وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا (الكهف)

والصافات صفا (الصافات)

ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص (الصف)

يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا (النبأ)

وجاء ربك والملك صفا صفا (الفجر)

وأيات أخرى ... ما سر تكرار كلمة الصف فى القرآن الكريم ولماذا هى الصورة المفضلة عند الله تبارك وتعالى لعرض الناس والملائكة عليه ؟

 

 

[Farida]

ارى ان هذا الموضوع مكملا لموضوع حول القرأن الكريم فرجاء ضمهما منعا للتشتيت و حفاظا على وحدة الموضوع و اهميته و شكرا

 

 

[sanaa]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farida ارى ان هذا الموضوع مكملا لموضوع حول القرأن الكريم فرجاء ضمهما منعا للتشتيت و حفاظا على وحدة الموضوع و اهميته و شكرا

عندي وجهت نظر تانيه يافريده

الموضوع ده بيحث عن معني في القرآن وسبب تكرار كلمه

الموضوع التاني داخل في شبهات حول القرآن

والله أعلم

 

 

[حشيش]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Farida ارى ان هذا الموضوع مكملا لموضوع حول القرأن الكريم فرجاء ضمهما منعا للتشتيت و حفاظا على وحدة الموضوع و اهميته و شكرا

خفت يافريدة أن أخرج موضوع أخونا أحمد فاروق عن مساره ... لو معندوش مانع سأكون سعيد بضم الموضوعين ليكونا نواة لكل أية نتوقف عندها للمزيد من التأمل والتدبر ... تحياتى

 

 

[أحمد باشــا]

....