قالتصحيفة "إزفيستيا" الروسية إن الوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية،تؤكد الارتباط المباشر للبنتاغون بالتطورات البيولوجية في أوكرانيا ومختبرات هذاالسلاح في أوكرانيا.
وأفادتالصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن هذه الوثائق الموقعة من كبارالمسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، تشير إلى العملاء والمستفيدين والمبالغ التيتم إنفاقها وأهداف البرنامج؛ حيث اكتشفت الصحيفة نوع البحث الذي أجراه البنتاغونفي أوكرانيا وكيف شارك هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي فيه.
قاعدةبيانات الوثائق
وذكرتالصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 24 آذار/مارس اكتشاف وثائق جديدة تؤكدالتمويل الأمريكي للتنمية الحيوية في أوكرانيا على وجه الخصوص؛ حيث تم نشر الوثائقالتي تتحدث عن البحث عن مسببات الأمراض الجديدة للجمرة الخبيثة تحت مشروع "UP-2"،والتي تحصلت عليها الصحيفة، حيث كُتب فيها "بناءً على التوصيات التي تمتلقيها في اجتماع المجلس الاستشاري للبحوث البيولوجية التعاونية في وزارة الدفاعالأمريكية في 27 أيلول/ سبتمبر 2007، بصفتنا رؤساء مشاركين للمجلس، فإننا نوافقعلى تطوير مفهوم مشروع "UP-2"، ويشمل المشروع التطوير وجمعالمعلومات حول التركيب الجزيئي لمسببات الأمراض المتوطنة في أوكرانيا ونقلالسلالات"؛ فيما أشارت الصحيفة أن الوثيقة كانت موقعة من نائب وكبير نوابوزير الدفاع الأمريكي.
ونقلتعن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف قوله إن هذاالعمل تضمن أخذ عينات من العامل الممرض في مدافن الماشية القديمة من أجل الحصولعلى سلالات جديدة من الجمرة الخبيثة.
وأشارتالصحيفة إلى أن الوزارة قالت إن العميل الذي أنشئت الدراسة من أجله هو إدارة الحدمن التهديدات بوزارة الدفاع الأمريكية، والمنفذون هم المحطة المركزية للصحةوالوبائيات في كييف ومعهد أبحاث لفيف لعلم الأوبئة والصحة، وذلك من خلال مركزالعلوم والتكنولوجيا الأوكراني، مضيفة إن تمويل هذه الدراسات والأبحاث مباشرة منالجيش الأمريكي يشير إلى إمكانية استخدام نتائجها لأغراض عسكرية؛ حيث أشار عالمالفيروسات بيوتر تشوماكوف إلى أن هذا العمل يتم عادة لأهداف التطوير العسكري.
وقالتإن مشروع دراسة الجمرة الخبيثة لم يكن إلا قمة جبل الجليد، فقد نشرت وزارة الدفاعالروسية بطاقة تسجيل مشروع يسمى "برنامج المشاركة البيولوجية المشترك"؛حيث تشير الجهة المانحة مرةً أخرى إلى مكتب الحد من التهديدات التابع لوزارةالدفاع الأمريكية، وتقدر التكلفة بحوالي 31.8 مليون دولار، بالاشتراك مع مراكزالبحوث والمختبرات الأوكرانية بمجموع 31 مختبرًا، كما تنص الوثيقة على أن البرنامجيتم تنفيذه على أساس اتفاق بين وزارة الصحة الأوكرانية ووزارة الدفاع الأمريكيةبشأن التعاون في مجال منع انتشار تقنيات مسببات الأمراض.
وأوضحتأن مثل هذه الدراسات خطيرة لأنها يمكن أن تتسبب في تفشي الأمراض بشكل صناعي؛ مشيرةإلى أن الجمرة الخبيثة في الماشية والنوع الجديد من فيروس كورونا في البشر؛ أمثلةلم تأت صدفة.
الدوائرالمالية المغلقة
وبحسبالصحيفة؛ فقد تحدث إيغور كيريلوف، رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائيوالبيولوجي بالقوات المسلحة الروسية، عن الوثائق التي تم تحليلها والتي كشفت عنمخطط التعاون بين الإدارات العسكرية الأمريكية والأوكرانية في مجال البحوثالبيولوجية، لافتًا الإنتباه إلى أن الجهات المشاركة في تمويل الأنشطة تعود لهياكلقريبة من القيادة الأمريكية الحالية، ولا سيما صندوق "روزمانت سينيكا"الاستثماري الذي يرأسه هانتر بايدن (نجل الرئيس الأمريكي)؛ كما يؤكد كريلوف أنه"بالإضافة إلى الإدارة العسكرية، تشارك الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليةومؤسسة جورج سوروس ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بشكل مباشر فيتنفيذها".
واعتبرتالصحيفة أن هذه التصريحات كانت بمثابة القنبلة، حيث لم ينسى الكثيرون فضيحة الفسادالمتورط فيها نجل الرئيس جو بايدن بسبب الخصومات التي تلقاها صندوق بايدن جونيورمن شركة الغاز والنفط الأوكرانية "بوريسما"، والتي كان عضوًا فيها،مبينة أن الأمر لم يكن يتعلق بالمال بقدر التأثير الذي استخدمه جو بايدن لإقالةالمدعي العام الأوكراني، الذي فتح قضية فساد ضد شركة "بوريسما"، حيثتحولت - الآن - المؤسسة التي تلقت رشاوى من عائدات الغاز الأوكراني، إلى كونهاراعية للمختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
وتضيفأن من بين الشركات المنفذة لبرامج البتاغون؛ "ميتابيوتا" و"بلاكفياتش"، وهي الشركات التي كانت المورد الرئيسي للمعدات لمراكز البنتاغونالحيوية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مختبر آغور - سيء السمعة في جورجيا -والذي انتهت فيه تجارب كيميائية على البشر بوقوع العديد من الضحايا، وكذلك فيسيراليون بتفشي فيروس إيبولا. وقد ثبت وجود علاقات مالية وثيقة بين هذه الشركاتومؤسسة "روزمانت سينيكا" التابعة لهانتر بايدن.
قصةو تساؤلات
واستطردتالصحيفة قائلة إنه في أوائل آذار/ مارس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه خلالعملية عسكرية خاصة، تم اكتشاف وثائق بتاريخ 6 آذار/مارس 2005 تؤكد مشاركةالبنتاغون في تمويل المشاريع البيولوجية العسكرية في أوكرانيا؛ حيث أشار الجنرالآغور كيريلوف إلى أن الوثائق التي تم اكتشافها تشهد على إنشاء مكونات أسلحةبيولوجية في البلاد بدعم مباشر من الولايات المتحدة، والتي بلغ إجمالي التمويلالأمريكي فيها 32 مليون دولار، مبينًا أن الاتفاق بشأن الأنشطة البيولوجية كان بينوزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الصحة الأوكرانية، لكن المتلقي الحقيقي للتمويلاتكانت مختبرات وزارة الدفاع الأوكرانية الموجودة في كييف وأوديسا ولفوف وخاركوف.
ولفتتإلى أنه بعد ذلك تمت الإشارة إلى تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا من قبل الممثلالدائم لروسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ومع ذلك فقد صرح نائب الأمينالعام للمنظمة، أنها لا تملك التفويض والوسائل اللازمة للقيام بالتحقيق في وجودبرامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا.
ونقلتالصحيفة تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي أشار فيه إلى أن أوكرانياقد تكون أكبر مشروع معملي بيولوجي للبنتاغون، موضحًا أن الولايات المتحدة قد نشرتأكثر من 300 مختبر في جميع أنحاء العالم بما في ذلك دول الاتحاد السوفييتي السابق.
ونوهتالصحيفة إلى أنه في بداية هذا العام استولى مسلحون على مختبر بيولوجي أمريكي فيكازاخستان، أما في سنة 2018 فقد انتشر خبر تطوير البنتاغون لأسلحة بيولوجية فيجورجيا.
وتابعتالصحيفة قائلة إنه بعد التصريحات الروسية الأولى باكتشاف المختبرات البيولوجيةالتي تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا؛ سارعت واشنطن إلى وصفها بأنها خاطئةوسخيفة، وذلك رغم إعلان سابق لوكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية،فيكتوريا نولاند، خلال خطاب أمام مجلس الشيوخ؛ عن وجود مرافق أبحاث بيولوجية فيأوكرانيا.
واختتمتالصحيفة بالتقرير بالإشارة إلى أن روسيا عبرت عن استعدادها لإثارة قضية تطوير الأسلحةالبيولوجية في أوكرانيا مرارا و تكرارا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لأنهامرتبطة بشكل مباشر بالمخاطر والتهديدات للسلم والأمن الدوليين، وذلك بحسب ما قالهسيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي؛ حيث ستعتمد المناقشات هذه المرة على المستنداتالأصلية الموقعة والمختومة من قبل ممثلي القيادة الأمريكية والأوكرانية.
مزيد من التفاصيل