قامت القنواتوالصفحات المؤيدة للواء الليبي خليفة حفتر بنشر عدة أخبار ومقاطع فيديو قديمة، تزعمتقدم قوات الأخير وسيطرتها على عدة مدن في الغرب الليبي، وهو ما نفته القوات التابعةلحكومة الوفاق، التي سارعت بنشر صور تمركزاتها في كل المناطق التي زعم حفتر دخولها.
وقام رئيس حكومةالوفاق الليبي، فائز السراج بزيارة عدة كتائب متمركزة في العاصمة طرابلس، ليؤكد استقرارالوضع وليرسل رسالة تكذيب ضمنية لما زعمته قوات حفتر من سيطرة.
"أسرى وغنائم"
ولم تكتف القواتالتابعة لحكومة الوفاق بنشر بيانات مصورة من الأماكن تكذب روايات قنوات حفتر والمتحدثباسمه أحمد المسماري، لكنها نشرت عشرات الصور-وصل إلى عربي21 مجموعة منها- لجنود تابعينلقوات حفتر بعدما قامت باعتقالهم في مدينة غريان وفي معسكر الـ"27".
وصرح المتحدثباسم قوة حماية غريان (غرب ليبيا)،التي تصدت لقوات حفتر لـ"عربي21" إن"القوة استطاعت تدمير عدد من الآليات العسكرية والاستيلاء على أخرى، وإصابة عددمن "مليشات" حفتر، وتم نقلهم إلى مستشفى غريان واعتقال البعض".
إيقاف النشر
في المقابل،طالب المتحدث باسم حفتر كل القنوات المؤيدة لهم ومنصات التواصل الاجتماعي عدم نشر أيصور تظهر مواقع وتمركزات وحداتهم المسلحة في أي منطقة عسكرية كانت، وخاصة حول مدينةطرابلس، دون الكشف عن أسباب ذلك.
وأثار نشر المعلوماتالمغلوطة من قبل إعلام حفتر مزيدا من التساؤلات حول أهداف هذا الأمر ودلالته؟ وهل هوحرب نفسية أم تضليل متعمد؟
"حرب نفسية"
ورأى وزير التخطيطالليبي السابق، عيسى التويجر أن "التضليل الإعلامي هو أسلوب معتمد لدى قوات حفتر،وهو للأسف أسلوب فعال في إقناع المجتمع المحلي والدولي للحصول على التأييد والدعم"،مضيفا لـ"عربي21": "لكن استخدامه هذه المرة هدفه تثبيط الهمم لدى مناوئيهعبر إطار الحرب النفسية".
وقالت الناشطةمن مدينة الزاوية (غرب ليبيا)، نورا العطار إن "الحرب الإعلامية جزء مهم من الحربلدعم معنويات الجنود والمؤيدين لقوات حفتر، لذا يهتم بها جدا ويحاول إيهام مؤيديه بتقدمهنحو العاصمة وهم بالفعل يصدقونه"، مضيفة لـ"عربي21": "لكن هذاالتضليل لن يدوم طويلا وستظهر الحقيقة التي لايريدون سماعها، وربما تشكل لهم صدمة كونهاتخالف كل ما نشره إعلامهم".
"إعلام القذافي"
في حين أكدتالصحفية المتابعة للشأن الليبي بشبكة الجزيرة، وديان عبد الوهاب أن "هذا الأسلوبليس بجديد على إعلام اللواء المتقاعد حفتر، فهو يعتمد على زعزعة ثبات الطرف الآخر منالمقاتلين، وكذلك يراهن على التأييد الشعبي عندما يظهر نفسه المسيطر على الأرض ويقلبموازين القوة لصالحه".
وأشارت في تصريحاتلـ"عربي21" أن "هدف هذه الطريقة هو إلحاق هزيمة نفسية بخصومه، وللأسفهناك من يصدق ويتشرب المعلومات المغلوطة في ظل غياب وسائل الإعلام الليبية سواء الرسميةأو الخاصة المستقلة، التي تمتلك مصادر معلومات قوية أو موثوقة على الأرض".
وتابعت:"هذا الأسلوب استخدمه القذافي في حربه عندما أوهم الجميع أنه يحكم السيطرة علىالعاصمة، وفجأة انهارت كل دفاعاته ودخل الثوار لطرابلس، والآن أصبح الكل يستخدم التضليلوهو واحد من أساليب الحرب الإلكترونية، وبسبب الأزمة الليبية بات الحصول على معلومةحقيقة كاملة أمر صعب".
"ضعف إعلام الوفاق"
وبدوره، قالالصحفي من طرابلس، محمد الشامي إن "حفتر يعتمد على الضخ الإعلامي الكبير له لإيجادمكاسب ولو معنوية، وعلى النقيض نجد القنوات التابعة لحكومة الوفاق تقف عاجزة وفي سباتعميق في مجابهة هذا التضليل، وهو ما يشجع ممارسة التضليل على الاستمرار".
وأضاف لـ"عربي21":"ما يفعله حفتر هو نفس التكتيك المعتاد للعسكريين الليبين، الذي كانت تتبعه إدارةالتوجيه المعنوي التابع لكتائب معمر القذافي، ويهدف من وراء ذلك إلى رفع معنويات أنصارهفي الغرب والخلايا النائمة التابعه له في العاصمة، وأحيانا تكون إشارة لأتباعه بالتقدممثل ما حدث في تقدم أتباعه من مدن صرمان وصبراتة إلى بوابة "27".
اقرأ أيضا: ضربة موجعة لقوات حفتر في الزاوية.. وأسراها بالعشرات (شاهد)
مزيد من التفاصيل