"لا عودة الى الوراء": ثورة مصر مستمرة

[arwa ahmed]

الصحف المصرية والعربية

الإسلاموية باعتبارها اشتراك التقاليد الدينية مع العمل السياسي لم تنشأ كحركة فعالة حتى أواخر 1920s عندما أنشأ حسن البنا الاخوان المسلمين . بدأ هذا كجمعية ثقافية ولكن سرعان ما ظهر جدول الأعمال السياسي: في 1930s نظمت المقاومة ضد الاحتلال البريطاني طالبت بالإصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس، وفرت الفرق من المقاتلين لدعم الفلسطينيين في نضالهم ضد كل من بريطانيا وحركة الصهيونية . نمت المنظمة بسرعة مذهلة: وفقا لريتشارد ميتشل في غضون 20 عاما اصبح لديها 2000فرع، 500،000 أعضاء وعدد متساو من الأنصار، مما يجعلها أول منظمة جماعية حقا في العالم العربي. هيمن الإخوان على الحركة المناهضة للاستعمار، وخلقوا مشاكل كبيرة للبريطانيين، وروضواالبرجوازية القومية لحزب الوفد و نظام فاروق الملكي . ولكنها كانت مليئة بالتناقضات: فهي تنتقل ما بين المعارضة الحادة للبريطانيين والنظام المحلي، والتسوية معهم،و تقترح المشاركة النشطة من جانب المصريين في النضال ضد الاستعمار ولكن تعمل مع قيادة، سلطوية ونخبوية إلى حد كبير، وقد جذبت أعداد كبيرة من الناس المهمشين، بمن فيهم العمال والفلاحين الفقراء، ولكن كان يسيطر على جوهرها (وقيادتها) أفراد أثرياء نسبيا للبرجوازية الصغيرة التجارية. كانت حركة عابرة للطبقية التي نمت بسبب واقع الاحتلال العسكري، والطبيعة المشوهة للاقتصاد الاستعماري، وفشل القومية العلمانية، وقضية فلسطين. عدم قدرتها على تحدي سلطة الدولة قدم في نهاية المطاف لعبدالناصر والضباط الأحرار الفرصة للقيام بانقلاب في يوليو 1952.

 

 

[arwa ahmed]

حظر ناصر المنظمة واضطهد نشطائها. على مدى السنوات ال 40 المقبلة مرت من خلال عدة مراحل متميزة. تعليقات نجيب:

كل من التاريخ ما قبل الناصري للحركة وتطورات 1980s و 1990s تظهر إلى أي مدى منظمة مثل جماعة الإخوان مثلت مختلف الفئات الاجتماعية في لحظات مختلفة من تطورها. تاريخها مليء التحولات والتناقضات، وكلتا الميزتين المنهجية والمناهضة للمنهجية، ... جماعة الإخوان كانت في حالة تغير متواصل والتناقضات الداخلية والتغيرات في التركيبة الاجتماعية للحركة أجبرت على التغييرات في استراتيجيتها، و تكتيكاتها، خطابها و برامجها.

عندماعاد أعضائها الرواد إلى مصر في أوائل 1970s بعد جيل في المنفى في المملكة العربية السعودية كان لديهم جدول أعمال أكثر تحفظا. يهيمن عليها رجال الأعمال، وخاصة المشاركين في البنوك الإسلامية،لعبوا دورا هاما في تحقيق ("الانفتاح")، وهو برنامج من marketisation -اي جعل الشركات الحكومية تتصرف كما لوانها شركات في السوق -المرتبط بتخبط السادات من موسكو إلى واشنطن، ومعسكر أمريكا وإسرائيل. في الوقت نفسه أعيد أعضاء الأصغر سنا (وكثير منهم اليوم في قيادة الإخوان) الى العمل بين الطلاب والشباب. خلال 1980s و 1990s بدأت مبارك هجوم شرس على التيار الجهادي المتطرف: بينماهذا الأخير أصبح أقل فعالية نما الإخوان مرة أخرى كمنظمة جماعية، وخاصة في الجامعات، في النقابات المهنية والاجتماعية من خلال برنامج واسع النطاق يعتمد على الجمعيات الخيرية المحلية ، العيادات والمدارس التي تقدم خدمات للأسر الفقيرة.و سرعان ما هيمنت على المعارضة للنظام، والدعوة للمساواة بين الإصلاح الاجتماعي، منتقدة الفساد الرسمي و دولة مبارك الشرطية، وتتضمنت حتى "النقدالشعبي لليبرالية الجديدة في خطابها المؤيد للسوق ". مع يسار مصاب بالشلل بسبب غياب وجود مستقل يمكن للإخوان أن يكون كل شيء لجميع المصريين، أو على الأقل لجميع المسلمين (كان لديهم موقف ملتبس بشأن حقوق الأقلية المسيحية الكبيرة). جذبت لهامن مختلف ألوان الطيف: الأغنياء، والبرجوازية الصغيرة والطلاب والعمال والفلاحين وفقراء المدن.

 

 

[arwa ahmed]

الأولوية في برنامج الإخوان الانتخابي هى ضرورة الإصلاح الاجتماعي مسترشدة بالمبادئ الإسلامية. في عام 2011 دخلت الانتخابات العامة مع جدول الأعمال الإصلاحي الذي يناشد ملايين الناخبين:

برنامجنا الانتخابي يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان توزيع عائدات النشاط الاقتصادي بما يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص كجزء من أهم التزامات الدولة. واعترافا بهذه المسئولية، فأهم أهداف البرنامج الانتخابي لدينا هي معالجة قضية ارتفاع الأسعار، والقضاء على الفقر والبطالة، وتوفير الخدمات العامة الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والنقل وغيرها من الخدمات والمرافق، وتحسين الظروف المعيشية للعمال والفلاحين، وإيجاد حلول عملية للمشاكل الاجتماعية مثل العنوسة ، وأطفال الشوارع وذوى الاحتياجات الخاصة، ودعم الأسر المتبنية، وزيادة دخل أصحاب المعاشات. في كل ما سبق، سوف نعمل لتحقيق العدالة لجميع المواطنين، مع الأخذ في الاعتبار استرداد ما تم نهبه من أموال الدولة، وإصلاح النظام الضريبي، وتشجيع الزكاة ونظم الوقف ومكافحة والفساد والهدر المتعمد وتبديد الموارد السيادية توفير الموارد اللازمة لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة بين جميع المواطنين ...
دوى صدى هذه البرامج في جميع أنحاء العالم الديمقراطي الاجتماعي، وباستثناء إشارات إلى الزكاة والوقف، فإنه ربما كان جدول الأعمال الاكثر إصلاحيا من المقدم من جميع الأحزاب في أنحاء أوروبا. كون الإخوان الآن شبكات واسعة من الدعم في الجمعيات، نقابات الأطباء وأطباء الأسنان والمحامين والمهندسين والصحفيين والطلاب من خلال مجموعات كبيرة مما جعل السياسة الإسلامية الحالية مهيمنة على معظم الجامعات. في نفس الوقت استفادوا من أزمة نوع آخر من الإصلاح - تلك،التي كانت لليسار القديم.

 

 

[arwa ahmed]

الإرث الستاليني
سجل اليسار في مصر منذ 1960s هو واحد من أكثرالاشياء الكئيبة في تاريخ الشيوعية الستالينية. عندما حل الحزب الشيوعي المصري في عام 1965 انضم رموزه الى الاتحاد العربي الاشتراكي لعبد الناصر، والحزب القانوني الوحيد في البلاد. كان هذا من الناحية النظرية، منظمة ذات عضوية جماهيرية والتي لها فروع في القرى، في كل مركز حضري، وفي أماكن العمل والمؤسسات التعليمية. في الواقع كانت المنظمة قشرة ليس لديها أي حياة داخلية و لا يوجد أعضاء في الحقيقة. ناصر نفسه اعترف في نهاية المطاف: "والحقيقة هي ليس لدينا التنظيم الداخلي، إلا في الكتب". وكان الاتحاد ليس أكثر من أي وكالة تابعة للدولة والتي يديرها البيروقراطيين وضباط الجيش، الذين كانوا يسيطرون على كل جانب من جوانب الحياة السياسية الوطنية. في أماكن العمل كان دور الاتحاد الرسمي هو تعزيز التعليم : في واقع الأمر كان يعمل كجزء من قوات الأمن، والحفاظ على مراقبة العمال وحتى على المديرين المحليين. لاحظ الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي كان واحدا من أقرب المتعاونين مع عبد الناصر، وذلك في صناعة الاتحاد يعمل بشكل رئيسي كنظام للتجسس
في الانضمام للاتحاد الاشتراكي هجر الشيوعيين السابقين منظمة مستقلة نهائيا، وأصبحوا المدافعون عن الديكتاتورية. لم يلعبوا اي دور ذا مغزى في صراعات العمال المستمرة 'من 1970s. حاول الناشطون الشباب الذين شكلوا حزب العمال الشيوعي الذي لم يدم طويلا " لسد العجز ولكن عملوا في ظلال من انهيار الحزب الشيوعي المصري . قبل 1980s كانت بقايا اليسار القديم ترسخت في 'التجمع. وادعى في البداية الحزب ان لديه 150،000 عضوا نشطا وجوهر من 20،000؛ وقيل إن جريدتها الأسبوعية، الأهالي، يبلغ تداولها 130،000 نسخة. حتى لو كانت هذه الأرقام مبالغ فيها فمن الواضح أنه في هذا الوقت من الاضطراب الاجتماعي الحزب كان له جمهور كبير، وهو ما وجهه بشكل صائب نحو تسوية مع مبارك. وبصرف النظر عن الاحتجاجات على "التطبيع" بين مصر وإسرائيل، وكان "التجمع لايوجد له طابع شخصي مميز. رأى قادته ان مهمتهم الرئيسية هي معارضة الحركة الإسلامية وكانوا على استعداد لتأييد عنف النظام المتشدد ضد الاسلاميين. في منتصف 1990s، وقال الأمين العام رفعت السعيد: "نحن نعتقد أن سياسات الحزب الحاكم على خطأ وخطر على البلاد، في حين الجماعات الإسلامية هي أكثر خطأ وأكثر خطورة". النظام يستخدم 'التجمع حسب الرغبة: هناك ادعاءات متكررة بقيام المسئولين بتزوير الانتخابات لصالح الحزب من أجل تقويض حملات للإخوان.
في عام 1999 قدم السعيد اعتراف غريب، معلقا أن الأحزاب السياسية القانونية في مصر "لاتمثل شيئا في الحياة السياسية المصرية وليس لديهم وقفة على الإطلاق مع الشعب المصري". وقال ان ، جميع هذه المنظمات، بما في ذلك حزبه، كانت "مجرد تجمعات من الأفراد تطفو على سطح المجتمع". في عام 2011 أكد بيان الانتخاب للحزب الالتزامات لجميع أنواع المثل السياسية: فقد كان للحرية والديمقراطية والدولة المدنية والعدالة والمساواة، ومكافحة الفقر والقمع والاستبداد والفساد وتثبيت الأسعار والبطالة. هنا كان الإصلاحية مختلفة: واحد من الذي يستدعى ذكريات للحركة الشيوعية في 1930s و 1940s، والراديكالية التي كانت منذ فترة طويلة قد فقدت معناها. تقاسمت أحد الملامح الرئيسية مع الإصلاح الإسلامي - ينظر كلاهما إلى كتلة الناس كأداة لمشروعهم السياسي،مع عدم تشجيع العمل المستقل وتحدي الدولة. ولكن في الظروف المروعة حقا الناجمة عن الانهيار الستاليني، وكان الاسلاميون لهم أكبر الأثر بكثير - عملهم في النقابات، ومن خلال مشاريع الرعاية الاجتماعية، والقمع الذي يتعرض له آلاف من انصارهم أعطى مصداقية للإسلاموية كمشروع سياسي.

 

 

[arwa ahmed]

التيار الإسلامي واليسار
الثورة المعنية بمثابة انفصال تام عن الإسلاموية والسياسات من اليسار القديم. من أجل النزول الى الشوارع وإطلاق الإضرابات الشاملة يجب على الملايين من الناس ان تنحى جانبا الموانع المرتبطة بسياسات الهزيمة. ولكن ما زالت الحركة العمالية تثبطها هذه التقاليد. كيف يمكن لها
التقدم -على وجه الخصوص، كيف يمكن أن إحراز تقدم في سياق الدعم الانتخابي الشامل للإخوان المسلمين؟

على مدى العقد الماضي انتقل بعض الناشطين السياسيين، ولا سيما الشباب، بشكل حاد إلى اليسار، بعيدا عن الإسلام. أحد الأسباب الرئيسية تكمن في زيادة الانخراط إلى جانب المتطرفين العلمانيين المصريين المتأثرين بجداول الأعمال الإسلامية. وكان هذا واضحا منذ ظهور حركة كبيرة للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، و. في وقت لاحق في التحركات المناهضة للحرب-العراق، في الحركة الديمقراطية، والعمال، والطلاب و نضالات المجتمع .رباب المهدي تشير إلى تأثير "اتساع رقعة" هذه الدورات لطعن الدولة وجها لوجه، مع كل مرحلة من مراحل الصراع بين عامي 2000 و 2010 وبذلك تتزايد الثقة وتحفز المزيد من الإفعال :
[المتورطين شملوا] الناشطين في جميع أنواع الصناعات والخدمات التي تقدمها الدولة؛ الآباء الذين اعتصموا احتجاجا على ظروف المدارس في القرى النائية؛ سكان العشوائيات الذين شردتهم مخططات الإزالة الحضرية؛ الأمهات في إضراب عن الطعام ضد تعذيب الشرطة لأطفالهم؛ ​​العشرات من القرى والبلدات يسيرون للمطالبة بالحصول على مياه نظيفة.
طوال 1980s و 1990s كان يهيمن علي المعارضة لدولة مبارك الإخوان: في النضال الذي بدأ في عام 2000 اجتمع كثير من الإسلاميين لأول مرة مع النشطاء من اليسار المستقل . كان هناك جدل حاد، وخاصة في الجامعات، حيث يجري وضع الإيديولوجيات والممارسات الإسلاموية على المحك بشكل منتظم. اليسار الجديد اتحد ببطء، وجذب الشباب الذين بقوا في وقت سابق داخل الأوساط الإسلامية. كانت استراتيجيته الرئيسية، حيثما كان ذلك ممكنا،المشاركة في النضال ضد الحرب الإمبريالية، وإسرائيل ، والشرطة، وأرباب العمل المحليون والرؤساء بالجامعة إلى جانبالنشطاء الاسلاميين. الاشتراكيون الثوريون (RS) على وجه الخصوص-وهي المجموعة التي كانت تعمل تحت الأرض طوال 1990s، كان المبدأ الاستراتيجي الرئيسي لها معارضة الدولة باستمرار، والجمع بين العمل في هذا مع الذين كانوا على استعداد للقتال. كانت RS "مع الاسلاميين في بعض الأحيان، مع الدولة أبدا"، مع المحافظة دائما على سياسات مستقلة من الماركسية الثورية. كان هذا التطبيق الخلاق للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الاستراتيجية للجبهة الموحدة وسائل للإشتراك مباشرة مع الآخرين في النضال المشترك من أجل الدفاع عن المصالح المباشرة للجماهير المصرية ضد الدولة وعلى نطاق واسع أكثر ضد الإمبريالية. تعليقا في عام 2012 على نهجها للاسلاميين، لاحظ نجيب:
وأشار تحليلنا للتناقضات داخل وبين التيارات الإسلامية المختلفة، وبين قياداتها البرجوازية ورتبهم البرجوازية الصغيرة والملف ودوائرهم الانتخابية الكبيرة في الطبقة العاملة والفقراء في الأحياء. وقد تم احتواء هذه التناقضات دائما بشعارات دينية غامضة، وعلى الرغم من تسويات الإسلاميين المتكررة مع النظام،فانه و في حال عدم وجود بديل نظرت أقسام من الجماهير تجاههم كالمعارضة الجادة الوحيدة.

 

 

[arwa ahmed]

ووضع شباب وأنصار جماعة الإخوان الى حيز العمل وحيز النقاش حول المسائل التي لم تعالج علنا من الجهة اليسارية لعدة عقود، بما في ذلك القضايا المشحونة مثل طبيعة الطائفية الدينية، معاداة الصهيونية ومعاداة السامية وحقوق المرأة وطبيعة الديمقراطية. هذه التبادلات برزت أيضا في سلسلة من المؤتمرات الدولية الكبيرة التي جمعت بين الإسلاميين والنشطاء المناهضين للحرب على موضوع الدعم لشعب العراق وفلسطين. لوعارضوا الإسلاميين من حيث المبدأ، متجاهلين مبادرات الإخوان (بما في ذلك حملات لإطلاق سراح السجناء السياسيين والتضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي) و امتنعوا عن النقاش فسيكون هذا نوع من الانتحار-مما يدل على أن الماركسيين الثوريين لم يتعلموا شيئا من المآسي الستالينية. نتيجة لهذه النقاشات، كان اتجاه السفر من النشطاء فرادى من معسكر الإسلاميين نحو اليسار التطور الذي ينعكس التناقضات العميقة في السياسة الإسلاموية. سرعان ما ظهر هذه بصورة أكمل ومستوى الصراع يتكثف.
وكان مأزق الإخوان الواضح منذ البداية. قبل أيام من احتجاجات 25 يناير 2011 قال واحد من أبرز رموزه، عصام العريان،ان المنظمة لن تدعم التعبئة العامة، ومحمد مرسي (الرئيس الحالي) قال لنشطاء أن جماعة الإخوان المسلمين "لن تتبع حفنة من الاطفال". نطاق الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني ورد فعل النظام السريع جلب الآلاف من أعضائها الى الخط الأمامي للنضال. القيادة علي وجه السرعة تحولت تحولا حاد، معلنة أن الجمعة 28 يناير سيكون "يوم الانتفاضة". كان يوما من القتال الوحشي الذي قتل فيه العديد من النشطاء. اح اعضاء الاشتركيين الثوريين يتذكر:
الحقت قيادات الإخوان ضررا عظيما بالمنظمة باخبار اعضائها عدم الانضمام إلى الاحتجاجات. وقد كان الإخوان في المعارضة لمبارك لسنوات، ولكن اين كانوا عندما جاءت أخيرا الأزمة؟ في الواقع يمكن القول أن القيادة لاتستطيع السيطرة على الإخوان والأخوات العاديين[للإخوان] وقدانضموا لنا على أي حال. ظهروا في مجموعات كبيرة، وخاصة في 28 يناير كنا نعرف أنهم كانوا إخوان وقاتلوا بشجاعة كبيرة، جنبا إلى جنب معنا ، جنبا إلى جنب مع الشعب. كانوا منظمين وفعالين جدا. نحن جميعا متحدون دون اختلاف الدين أو تنظيم، ولكن الإخوان كانوا يتبعون الناس.

 

 

[arwa ahmed]

على مدى عقود وقبل قادة الإخوان كل نوع من الإذلال على أيدي النظام. امتلأت السجون المصرية بأعضائها، وحتى الثمانينون الذين كانوا قد توقفوا طويلا عن لعب أدوار نشطة في الحركة سجنهم مبارك لأغراض مثالية. وحظرت بشكل روتيني اجتماعات الإخوان أو هوجمت وفي مراكز اقتراع الانتخابات في المناطق ذات الشعبية الإسلامية الوقت ال تعرض مرشحوهوها للاعتداء بوحشية . قدمت العديد من الفرص للرد، بما في ذلك كجزء من الحركة المناهضة للحرب والحركة الديمقراطية،لكن وفي معظم الحالات، رفضت القيادة مما أثار غضب العديد من الأعضاء، خاصة في أوساط الشباب. قال قادتها أنهم يلعبوا لعبة طويلة الامد ولم يحن الوقت لأخذ زمام المبادرة، والذي إن شاء الله سوف يأتي عندما تكون الظروف مواتية. غير متاكدة من استراتيجيتها، تراجعت جماعة الإخوان إلى نهج أكثر خجلا: في عام 2009 فازت مجموعة بقيادة محمد بديع المحافظ بالسيطرة وبدأ في تقييد أنشطة المنظمة السياسية. امتلا النظام بالرضا: في انتخابات عام 2010 تم التلاعب بنتائج التصويت وكان العنف فظا لدرجة أن الإخوان انسحبوا، مع الغضب الشديد من الإهانة. وبينما التنظيم لا يزال يضمد جراحه بدأت الثورة في 25 يناير وحينها اجتاح الإخوان الشوارع.
اعتقد قادة الإخوان عندما سقط مبارك في فبراير شباط 2011،ان لحظتهم اضحت في متناول اليد، بعد أكثر من 80 عاما كانوا على وشك الدخول الى قاعات مصرللسلطة. ولكن كانت هناك اثنتين من العقبات، : النخبة العسكرية والشعب. مطلقين مبارك بعيدا ثبت القادة العسكريون ال SCAF كسلطة للقيادة داخل الدولة. زعماء الاخوان لم يستغرق وقتا طويلا لإعادة تركيز جهودهم: متسقة مع عقود من الممارسة السياسية، وأنها الموجهة نحو على أصحاب السلطة، والتي تحدد لاستمالة الجنرالات. علق طارق على إدراك النشطاء العلمانيين في الأشهر الأولى من عام 2011، "جماعة الإخوان المسلمين وSCAF يبدو أنهم على الصفحة نفسها"، وهي تتمتع "شهر العسل"، و "اتفاق وراء الكواليس ، وصفقة أو تسوية، والتي من شأنها أن تفيد كلا الجانبين ". في مقابل معاملة تفضيلية من قبل المجلس العسكري، بما في ذلك موقع متميز في ترتيبات الانتخابات وكتابة دستور جديد، كان جماعة الإخوان على استعداد لتهدئة الحركة الجماهيرية.

 

 

[arwa ahmed]

وقال أعضاء قياديون في جماعة الإخوان أنها لن تسمي مرشحا لرئاسة الجمهورية وستخوض 25 في المائة فقط من المقاعد البرلمانية، مما يعني احتراما للجيش وخياراته السياسية. أصر العريان على أن جماعة الإخوان المسلمين ليست حزبا سياسيا، وانهاغير مهتمة بالسلطة: "نحن نعمل مع الشعب. هدفنا هو الشعب. وليس السلطة ". فى مسألة الرئاسة، أصر، "نحن ليس لدينا مرشح، لا رجال ولا نساء. نحن ليس لدينا مرشح الآن، على الإطلاق ".راوغ الإخوان حول معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي كانت قد عارضتها بشدة في عهد مبارك، وعلى موضوع المحاكمات العسكرية للمدنيين (كان قد تم سجن العديد من قادتها أمام المحاكم العسكرية الخاصة) استمرت المظاهرات الحاشدة في الوقت نفسه، مع المطالبة بمحاكمة مبارك والفلول و، لتطهير جهاز الدولة، وتحقيق العدالة لشهداء الانتفاضة. أثارت الإضرابات عبر الصناعة جميع أنواع القضايا الاقتصادية ومواصلة التطهير من المديرين الفاسدين وأصحاب الشركات، والمسؤولين المعادين بالنقابات التي تديرها الدولة. أكثر وأكثر في كثير من الأحيان والإضرابات وافعال الشارع هوجمت من قبل الشرطة في تحركات موافقة بوضوح من الSCAF ؛ صامتة إلى حد كبير، في واقع الامر جماعة الإخوان أيدت القمع الجديد ، في الوقت الذي امتنعوا عن المظاهرات الوطنية الرئيسية، بما في ذلك "يوم الغضب الثاني" والذي له أهمية رمزية فقد دعا إلى تحقيق "اكمال أهداف ثورة 25 يناير". و عندما تحدى أعضاء قسم شباب الإخوان القيادة، و شارك بأعداد كبيرة في يوم الغضب،اصبحت التوترات في المنظمة في العراء.

عانت جماعة الإخوان الآن من سلسلة من الانشقاقات. تعتبر منذ زمن طويل - خاصة خارج مصر- ككتلة واحدة متجانسة والتي تم غرس الطاعة في اعضائها الموالين على أساس الإيمان الديني والولاء التنظيمي. كان هذا متسقا مع الرغبة في تصوير الجماعات والأحزاب الإسلامية على انها متجانسة، مع عضوية الولاء الذي لا جدال فيه لقيادة جامدة بموازاة النماذج الفاشية أو الستالينية. في تحليل للشؤون الخارجية (مجلة المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية) كتبت بعد انتفاضة يناير 2011 كان لا يزال الإخوان وقال أن "جماعة الإخوان المسلمين غير قابلة للكسر"، والتي "يقوم أعضاؤها بأخلاص بتنفيذ أهداف قيادتها الوطنية على المستوى المحلي "، مما يتيح للزعماء حشد أتباعهم" على النحو الذي يعتبرونه مناسبا ". وكان هذا خطأ واضحا. في عام 1996 غادر النقاد الليبراليون القيادة لتأسيس حزب الوسط. في عام 2010 أنشأ أعضاء جبهة الإصلاح منشق، الذي طالب بهيكل داخلي أكثر انفتاحا . عندما بدأت الثورة في يناير 2011 تجاهل الكثير من الأعضاء القيادة، وقاموا بالتضامن مع زملاء العمل، والطلاب الزملاء والجيران والعائلة والأصدقاء كان أكبر من الولاء للشيوخ من مكتب ارشاد الإخوان-مفتاح صنع القرار . على حد تعبيرمرسي كان أعضاء جماعة الإخوان "يتبعون الاطفال". خلال ازدهار النشاط الديمقراطي الذي تلى سقوط مبارك، كانوا الأعضاء العاديون يعملون بكل أنواع احتجاجات الشوارع والإضرابات والمبادرات الطلابية والاجتماعية. تأثروا بعمق بارتفاع الثقة الجماعية في كل أنحاء المجتمع غير راغبين في قبول سلطة النظام القديم وSCAF، أو مكتب الإرشاد.