عبد الحكيم عبد الناصر: عودة تمثال ديلسيبس إهانة لتضحيات المقاومة والجيش المصري - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > العدوان الثلاثى وحرب 1956

    العدوان الثلاثى وحرب 1956

    عبد الحكيم عبد الناصر: عودة تمثال ديلسيبس إهانة لتضحيات المقاومة والجيش المصري


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 7th July 2020, 06:32 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي عبد الحكيم عبد الناصر: عودة تمثال ديلسيبس إهانة لتضحيات المقاومة والجيش المصري

    أنا : د. يحي الشاعر




    عبد الحكيم عبد الناصر: عودة تمثال ديلسيبس إهانة لتضحيات المقاومة والجيش المصري









    د. يحي الشاعر








     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 178 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1609 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 773 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 343 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 262 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 7th July 2020, 06:39 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي لماذا تمثال ديليسبس ؟؟

    أنا : د. يحي الشاعر







    لماذا تمثال ديليسبس ؟؟



    أصبح تمثال "ديليسبس" شعارا للمدينة حتى وصل الأمر أحيانا الى تسمية الأجانب للمدينة بأسم بورديليسبس" أى ميناء ديليسبس"، وليس بورسعيد، وكم تمنينا فى طفولتنا أن يكون لمصر تمثال مشابه حتى ولو كان تمثال الملك الفرعوني رمسيس، مشابهة للقاهرة، تعبيرا عن وطنيتنا وانتمائنا الى مصريتنا، ولكن النفوذ الأحنبى وتسلط البريطانيين وشركة قناة السويس الفرنسية والجاليات الأجنبية فى بورسعيد والأسماعيلية والسويس أبوا أن تكون المدن على امتداد مجرى الملاحة مدنا مصرية أصيلة بالأخص مدينة بورسعيد التى يرجع سبب وأساس نشأتها الى حفر قناة السويس لا يمكن الفصل بينها وبين قناة السويس وتمثال ديليسبس يكفى نظرة الى الصور
    المرفقة والتى يمكن بواسطتها المقارنة بين ضخامة التمثال والحجم البشرى حتى نستنتج الشعور الذى كان يحس به البورسعيديون, لا بد أن يواجهوه خلال دقائق السير الطويلة كل مرة يذهبون فيها للتمشية على الكورنيش الموازى للميناء والمؤدى الى تمثاله الضخم المرتفع لكى يشاهد فى النهاية فرديناند ديليسبس واقفا بتعال وتعاظم كبيرين وهو يمسك فى يده وثيقة فرمان حفر القناة, بينما ترحب يده اليمنى للسفن القادمة بالدخول الى القناة، وكان التوجه الى هذا الرصيف الطويل وفى نهايته التمثال الضخم، مشابهة للتوجه للعبادة الكافرة والتعبير عن الشكر اليه، وهو أمر كان قد ناقشه
    البورسعيديون قبل العدوان أكثر من مرة ولم يكن يدرون كيفية التخلص منه,

    ثم لعب ثمثال ديليسبس دورا مهما فى تحديد نقطة الأبرار الجوى لطائرات الهليوكوبتر البريطانية للهجوم والغزو الجوى لاقتحام بورسعيد، اذ كن لطائرات الهليوكوبتر، العلامة الطبوغرافية التى إعتمدوا عليه فى تحديد مناطق الأبرار الرأسى الجوى المحمول ، كما كانت الأرض الفضاء فى ناحيته الغربية، مكانا ومعسكرا هاما لتخزين المعدات فور انزالهم من السفن الحربية، ووقفت أمام رصيفه خلال أيام تواجد البريطانيين والفرنسيين ، كافة السفن الحربية والبوارج والمدمران، علاوة على أن رصيف التمثال اصبح طريق النزول الى المدينة وكان الرصيف، آخر نقطة غادرها البريطانيون من بورسعيد للأبد

    وكان هبوط الطائرات الهليوكويتر ومروحيات مهاجمة كتيبة الفدائيين البحريين البريطانيين"كوماندو رويال مارين" لبورسعيد وهبوطهم بجانب تمثال ديليسبس قبل حوالي سبعة أسابيع وحيث تم نزل إنزال الدبابات من سفن حمل الدبابات والمعدات ورسو الطرّادات والفرقاطات والمدمرات وسفن حمل الجنود على جانب الرصيف المشهور وهبوط عشرات الآلاف من الجنود وأسلحتهم الإضافية القاتلة لمهاجمة واحتلال المدينة وتقدمها من هناك جنوبا لمهاجمة بقيّة مصر. أصبح التمثال رمزا للعدوان وللاحتلال وممثلا للحرب على المدينة معاناتها.

    محمد البيلى يقترح نسف تمثال ديليسبس

    لم تكن هناك أوامر من القاهرة لنسف التمثال ، بل على العكس كما ستبين سطورى فيما بعد، ولكن محمد البيلى مراسل جريدة الشعب (غير جريدة الشعب الخاصة بحزب العمل) ومستشار وكالة أنباء الشرق الأوسط حاليا كان قد ناقش مع سمير غانم القيام بعملية ذات صدى كبير فور مغادرة القوات الأنجلوفرنسية وجلاء قواتهم عن المدينة للتعبير عما يدور فى أنفسنا من الرغبة فى انقلاب السكان على السيطرة والنفوذ الأحنبى، تنفيثا لشعورهم المكبوت ضد النفوذ والضغط الأحنبى وتأييدا للسلطات المصرية الوطنية تنبه
    اليها كافة الأجهزة الإعلامية والصحافية فى العالم بسبب أهميتها الدعائية. اقترح محمد البيلى على اليوزباشى سمير محمد غانم، نسف تمثال ديليسبس كتعبير عن التحرر الأبدى من السيطرة الأجنبية وخاصة أن التمثال كان يمثل الغدر وعذاب الشعب فى القناة ، وبعد مناقشة طويلة لفوائد ومضار هذه الفكرة لجأ سمير الى الصبر المؤقت ولم يود سمير أن يعطى أى رأى دون الرجوع الى تعليمات مكتب الرئاسة، نظرا لأن عملياتنا اليومية كانت تحظى بالأهمية الأولى، وأن الأهم لنا كان تحميل العدو الخسائر الجسيمة، قبل أن ننسف تمثالا ورغم ذلك، فقد اختمرت الفكرة فى رأس سمير غانم، ويؤكد سمير
    غانم بتعليقه بخط يده الذى وقعه يوم 9 مارس 1997 بأن محمد البيلى مراسل جريدة الشعب كان قد اقترح عليه وناقش معه فكرة ضرورة نسف تمثال ديليسبس كتعبير عن التحرر الأبدى من السيطرة الأجنبية

    طلب التصريح من السلطات والرئاسة فى القاهرة

    بعد انسحاب البريطانيين الى الشريط الضيق على طول الشارع المواجه للميناء استعدادا لإخلاء المدينة، توجه سمير الى منزلنا فى الساعة الحادية عشرة صباح يوم الأربعاء 19ديسمبر، وسلم الى الملازم فرج محمد فرج رسالة لأرسالها باللاسلكى الى رؤسائه فى ادارة المخابرات العامة اقترح فيها عليهم الموافقة على نسف التمثال المذكور, كما طلب فيها السماح له باصدار الأوامر لتشكيلاتنا بالقيام بالنسف بأسرع ما يمكن فى اليوم التالى لمغادرة القوات المحتلة النهائية عن المدينة "الأحد 23 ديسمبر 1956" ,
    حيث أن أنظار العالم كلها سوف تتوجه الى بورسعيد انتظارا لرد الفعل المصرى على جلاء القوات المعادية وبناء على طلب اليوزباشى سمير، قام الملازم فرج محمد فرج باعداد الرسالة وتحويلها الى الشفرة المعينة ليوم السبت 22 ديسمبر ثم جلس أمام الجهاز وفتحه للاتصال بالقاهرة فى ، وكان جهاز اللاسلكى قد اصبح مفتوحا وعلى اتصال 24 ساعة مع المخابرات فى القاهرة وفى الاسماعيلية وأرسل فرج طلب سمير لاسلكيا بإشارات المورس الى القاهرة , بينما أخفى سمير نيته عن الصاغ أ ح سعد عبدالله عفرة، الذى كان يتولى قيادتنا منذ مغادرة البكباشى عبدالفتاح ابوالفضل كما لم يكن أحد غيره يعلم بهذا الطلب وهذه الرسالة سواه وسوى فرج. وانتظر سمير غانم أن
    يتم الرد على الرسالة فى المساء عند بداية نشرة الأخبار المسائية عند بدء نشرة الأخبار المسائية

    فتح الملازم فرج محمد فرج أبواب دولاب ملابس والدتى حيث كان جهاز اللاسلكى مازال مخبأ هناك، وجلس على الأرض أمام الجهاز كعادته التى كان يفضلها وبسبب مكان الجهاز المنخفض على القاعدة الأدنى فى الدولاب ، وبدأ فرج الاتصال مع القيادة حسب النظام المتبع عليه، ومضت مدة طويل تم فيها انهاء مهام الاستقبال والارسال للرسائل المورس الشفرية قبل أن يغلق فرج جهاز الاتصال، ثم انتقل فرج الى المكتب كعادته حيث أخذ فى هدوء وتركيز واضح فى التفريق بين نوعيات الرسائل الشفرية الواردة وتنسيقها تبعا لمستقبليها وبدأ فى ترجمة الرسائل تبعا للشفرة المخصصة لهذا اليوم ولهذا الاتصال ويحول محتوياتها الى نص مفهوم يقرأ بينما أعدت والدتى للحاضرين
    فى الغرفة أكواب الشاى, وبدأت تعد وتجهز وجبة العشاء لنا. نسق فرج الرسائل الواردة وأعدها لتسليمها تبعا لأوامر القاهرة، ونظرا لكمية الرسائل الكبيرة التى وصلت هذا مساء فقد استغرق فرج بعض الوقت، وكانت هناك رسالتان معينتان لكل من الملازم أول فرج محمد فرج علاوة على البرقيات العديدة الموجهة الى جبل "الصاغ سعد عفرة " وياسر "يحيى الشاعر" نيابة عن اليوزباشى كمال الصياد" فى قيادة المقاومة السرية بالاضافة الى بعض الرسائل لليوزباشى سمير غانم

    أولا: التعليمات الشفرية العديدة الموجهة الى الصاغ أ ح سعد عفرة الذى كان ما يزال متواجدا معى ومع شقيقى محمد هادى الشاعر فى الغرفة يجهز الأوامر المحددة لمواجهة الغد بعد جلاء البريطانيين ويعد تقريرا معينا عن وضع المدينة بعد مغادرة القوات
    الأنجلوفرنسية وللاجابة الفورية على الرسائل الشفرية التى كانت توجه اليه بشكل متزايد

    ثانيا: الأوامر الشفرية لفرج بإنهاء مهمته فى بورسعيد وتفكيك الجهاة وإعداده للنقل مساء يوم 26 ديسمبر 1956والرجوع الى القاهرة يوم 27 ديسمبر 1956 وبينت البرقية أن سيارة ستأتى من الادارة لنقله وبعض الأفراد لآخرين الى الاسماعيلية ومن هناك الي القاهرة

    ثالثا: أوامر شفرية موجهة لسمير غانم تتعلق بالتصرف مع أفراد تشكيلاتنا وتعليمات علاة على بعض التعليمات للاتصال بملازم البوليس سامى خضير فى المحافظة واليوزباشي جلال الهريدى قائد مجموعة الصاعقة

    اعتقد اليوزباشى سمير غانم بأن القاهرة سوف توافق على طلبه بالموافقة على
    نسف التمثال، مشابهة للموافقة سابقا على اقتراحه للادارة فى القاهرة بخطف الضباط والجنود البريطانيين للتحفظ عليهم كرهائن لأسرانا من القوات المسلحة، ولذلك فلم يوال تتبع رد القاهرة على طلبه أى اهتمام واستمر فى الاستعداد فكريا لما يجب حدوثه وما يجب اتمام عمله فى اليوم التالى لمغادرة البريطانيين لبورسعيد، اذ أن
    القاهرة كانت مشغولة بما يعتبر أهم من طلب نسف تمثال برونزي فقط كان أكثر من تمثال رمزي كان يعبر عن جزء من تاريخ مصر وآلامها تحت النفوذ الأجنبى واعتبرت القاهرة الطلب غريبا فى حد ذاته وان الوقت لم يكن مناسبا لأننا ما زلنا مشغولين في الهجمات الليلية
    ضدّ البريطانيين، الذين ما زالوا يحتلون جزء بورسعيد.



    المفاجـأة

    أصر فرج فى هذا الصباح على النزول بنفسه الى سوق الحميدى وأحضارالفلافل
    والفول الطازجين من محل أبوسمرة فى شارع الحميدى وكانت يبدو علي ملامح
    وجه أثار الحزن ، حيث كنا نعلم جميعا أن وقت الفراق قد حان وأن فرج سيرجع
    الى القاهرة فى الأيام التالية بعد إقامته فى منزلنا ليس ضيفا فقط ولكن كأخ أكبر
    لى وانسان عزيز علينا وصديق حميم لشقيقى محمد هادى, وانتظرت مع والدتى
    رحمها الله حضور أشقائى لمشاركتنا فى الفطور .فقد كان شقيقى محمد هادى قد
    التقى فى الصباح المبكر مع الصاغ أ ح سعد عبدالله عفرة وغادرا المسكن معا ، أما شقيقى عبد المنعم فقد كان مازال يتواجد خارج المنزل، وسمعت صوت جرس الباب فأسرعت لأفتحه متوقعا أشقائى الاثنين وكانت أيام الكفاح قد جمعت بينهما بشكل يدعو الى السعادة

    سمير غانم والحقيبة السوداء وتمثال ديليسبس

    كانت الساعة قد بلغت الثامنة والربع صباحا من صباح هذا اليوم الأحد 23 ديسمبر 1956 وكانت والدتى رحمها الله والملازم فرج محمد فرج يجهزان مائدة الفطور, ولما فتحت الباب فوجئت باليوزباشى سمير غانم أمامى دون موعد محدد فى اليوم السابق كعادته وكان يحمل فى يده حقيبة مكتب سوداء صغيرة ، وكان وجه سمير غانم يمتلئ بالسعادة ، وما كاد سمير يرانى حتى قام على غير عادة سمير المتحفظة بمعانقتى فور مشاهدتى ، فطلبت منه الدخول وأعلنت حضوره لوالدتى ولفرج، الذى استعجب أيضا لظهور سمير فى هذا الوقت المبكر من الصباح، وخاصة أنه لم يعد هناك داع للقلق بعدما غادر آخر جندى مدينتنا تحت ظلام مساء الأمس، فعلق فرج بمرح، قائلا "... خير إن شاء الله، هما غيروا رأيهم ورجعوا تانى ...؟؟؟"

    فضحك الضابطان بمرح وطلبت والدتى رحمها الله من سمير مشاركتنا فى الفطور الطازج الذى له قيمة معينة، فقد خرج فرج من مخبئه واشتراه ووضع سمير يده فوق كتفى محثا على التحرك، فاعتذرت للموجودين وغادرت مسكننا فى صحبة سمير بسيارتة التى كانت قد أحضرت من مكتب الاسماعيلية بعد دخول قوات البوليس للمدينة فى الأيام السابقة

    وما كدت أدخل السيارة وأغلق بابها حتى سلمنى حقيبة مكتب سوداء ثقيلة كان يحملها فى يده قائلا "..على بركة الله يايحيى ...الى تمثال ديليسبس وانسفه..." وبدأ يحرك السيارة فى اتجاه شرق بورسعيد ناحية رصيف ديليسبس حيث أخبرنى سمير بأنه شاكر جدا لشجاعتى ونشاطاتى ووطنيتى خلال الأسابيع الماضية، وأنه يفتخر بى وبالشباب أمثالى، كما أخبرنى سمير بأنه قد اختارنى لكى أقوم بهذه العملية التاريخية اعترافا منه لى ولعائلتى, ووالى سمير حديثه مشجعا, انتفخ صدرى انبهارا وافتخارا به وسارت السيارة بينما كانت الأحداث على رصيف ديليسبس تتوالى بشكل سريع

    العلمان البريطانى الفرنسى وبيريه مظلات فرنسى فوق الرأس

    كاد الشعب يفتح عيونه فى الصباح المبكر ويتوجه الى منطقة رصيف ديليسبس
    ليتأكد من مغادرة آخر السفن وعدم تواجدها على خط الأفق، حتى صدمته رؤية ما تركه خلفهم جنديان فرنسى وبريطانى فوق التمثال مما زاد من غضبهم الفورى، فقد قام آخر الجنود البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا يحرسون مقر الجنرال ستوكويل فى مبنى فندق وكازينو بالاس فى مساء اليوم السابق، وسمحا لنفسهما بربط علمين بريطانى وفرنسى متوسطي الحجم على يد تمثال ديليسبس اليمنى, وعلاوة على ذلك فقد وضعا على رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية ولزيادة الأمر سوءا ، قاما بدهن التمثال بطبقة شحم كثيفة، كما وضعا الشحم على ذراعه الممتدة والمثبت فيها العلمان البريطانى والفرنسى المذكوران لمنع الأفراد من التسلق وانتزاعهما دلالة على استمرار سيطرتهم المعنوية على المدينة

    ولما شاهدت مجموعات الشعب هذا المنظر المستفز، حاول العديد من الأفراد التسلق على التمثال وقاعدته، الا أن طبقة الشحم التى دهن بها التمثال ومنصة قاعدته منعا من التسلق، ولم يتمكنوا منه، فلم يتوان المواطنون وطلبوا مساعدة المطافئ بإمدادهم بإحدى السلالم الطويلة من معداتهم حتى يتسلقوا الى قاعدة التمثال ويتمكنوا من نزع العلمين الأجنبيين، وفى الحال، تجاوب رجال المطافىء فأسرعوا ومعهم السلم الطويل على عجلتين وتقدما على الرصيف وضعاه على الجهة الجنوبية حيث أمدوه ولما استكملت درجاته انتشارها، تسلق أحد المواطنين وانتزع العلمين وألقا بهما للجماهير
    الشعب المتجمعة حول القاعدة الضخمة وفى الأرض الفضاء بجانب قاعدة التمثال، وماكاد العلمان يصلان للأرض حتى داس المتجمعون عليهما فى غضب بأقدامهما وبصقوا عليهما وبدأوا فى تمزيقهما الى قطع صغيرة وأخيرا اشعلوا فيهما النار تعبيرا عن الغضب وبدأت السماء تمتلىء بالهتاف " الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبدالناصر"

    الى رصيف ديليسبس بالسيارة

    دون تعليق نظرت الى اليوزباشى سمير، ثم شكرته على ثقته فى شخصى وقلت له
    بأننى سأفعل ما يمكننى لتحقيق هذا الطلب، ثم أخبرته بأننى أود أن يصاحبنى شقيقى عبد المنعم لكى نتشارك فى هذه العملية, حيث أننى كنت أود أن يدخل اسمه أيضا فى سجلات التاريخ وطلبت من سمير التوجه الى منزل تواجد شقيقى عبد المنعم لأخذه معنا، ولما شاهدت النظرات الاستفسارية على وجه سمير، أكدت له بأن هذه رغبتى فى أن يشاركنى شقيقى عبد المنعم، ففكر سمير للحظات قصيرة ثم أجابنى موافقا بقوله "... زى ماإنت عايز يا يحيى ، دى عمليتك وأنت حر تتصرف فيها زى ما تشوف... "، ثم أضاف سمير "منبها لى بأن شقيقى محمد هادى لن يمكنه الاشتراك فى هذه العملية وقال " ... بس أنا مش عايزك تاخذ هادى دلوقت لأنه بيعمل لنا حاجة مهمة فى الأفرنج.." وكان محمد هادى فى صحبة الصاغ أ ح سعد عبدالله عفرة حيث ينفذان إحدى العمليات فى منطقة الأفرنج، وسألنى سمير عن عنوان المنزل حيث يتواجد شقيقى
    عبدالمنعم ، فشرحته له ولم يتباطأ سمير وقاد سيارته بسرعة متوجها الى شارع أبوالحسن وعبادى لكى اصطحب شقيقى معى لمشاركتى فى هذه العملية

    الشعب يحاول تحطيم التمثال

    بعد لحظات طويلة من فرح وتهليل الجماهير المتجمعة حول قاعدة تمثال ديليسبس، أحضر خلالها إحدى البانبوطية حبل ربط سفن سميك , ثم تسلق على السلم الى القاعدة المدهونة بالشحم الزلق، وربط الحبل حول عنق تمثال ديليسبس فى ربطة عقدة بحرية مشابهة للمشنقة، فلم يكن من الامكان غير ذلك، نظرا لأن العبئة التى كان يلبسها ديليسبس، كانت جزءا من التمثال قد شابهت حائطا قويا لتثبيت التمثال الضخم الثقيل ، ولما شاهدت التجمعات الهائجة ما يحدث لم يتوقف هتافهم وحماسهم عندما رأوا البامبوطى ومحاولته التى تفهموها فورا، فتسابق العديد من الممواطنون وأمسكوا بالطرف الآخر للحبل وبدأوا يسحبونه من الناحية الشمالية بقوة وشدة أملا فى جذب التمثال الى الأرض، ولكن دون جدوى فازداد غضبهم وبدأوا يلعنون وازدادت محاولاتهم فى جذب الحبل حتى بلغوا العشرات من المواطنين بينما استبعد جنود المطافىء
    السلم الى شارع كتشنر وثبتوه الى إحدى سياراتهم تمهيدا لسحبه الى قاعدتهم، وصاحبت محاولاتهم الهتافات التى تردد صداها الى السماء فوق المدينة، بحيث سمعناه يصل إلينا الى داخل سيارة سمير فى طريقنا الى رصيف ديليسبس رغم نوافذها المغلقة

    "احضر معى معى ننسف ديليسبس ...!! "

    وصلنا امام مبنى تواجد شقيقى عبد المنعم، فطلب منى سمير الاسراع وعدم التباطؤ، فتركت فى حوزته الحقيبة السوداء وهرعت إلى السلم الى الدور الأول وطرقت على باب مسكن تواجد شقيقى، ولما فتح أقاربه الباب لى رحبوا وبدأوا يزغردون ، فهروع شقيقى من الداخل مستفسرا، ليجدنى أطلب مقابلته، وأفهمته بأننى أود التنحى به جانبا لموضوع هام، فابتسم، لأنه كان يعلم بأننى أنوى شيئا ما، فدخلنا غرفة صالون المسكن وافهمته باختصار, بل كان أمرا وليس طلبا، بضرورة مرافقتى فورا والحضورمعى لمشاركتى فى نسف ديليسبس

    ظهرت على سماء وجههه علامات استفهام عديدة، وبدأت مناقشة بسيطة، أفهمته
    خلالها بأن هذه فرصة حياته للدخول فى سجلات التاريخ، وإنه عليه مصاحبتى دون مناقشة، كما أفهمته بأن اليوزباشى سمير ينتظرنا فى السيارة أمام باب البناية، فأراد عبدالمنعم أن يدعو سمير الى شرب الشاى قبل مغادرة المكان، ولكننى جاوبت شقيقى وأفهمته بطريقة يعرفها منى جيدا بأن الوقت قصير ولا بد أن يهرول، وبالفعل استجاب عبدالمنعم وأسرع بمغادرة المكان

    هرولنا الى السيارة، وجلس عبدالمنعم على المقعد الخلفى بينما جلست بجانب سمير ،وقادنا سمير فى اتجاه رصيف ديليسبس وهبط على جو السيارة سكون عميق لم يقاطعه أى منا فى طريقنا الى رصيف التمثال المشئوم، وفى خلال هذا الوقت فتحت الحقيبة السوداء وشاهدت فيها اثنى عشر قالب مفجرات تي أن تي T N T دون فتيل الأمان أو كابسولات التفجير كما كان فى الحقيبة أربعة صوابع متفجرات جليجانيات، وكان شقيقى يتطلع عما أفعل ، وبهره مشهد القوالب البيضاء العديدة، فقد كانت هذه أول مرة له فى حياته، ليشاهد هذه المفجرات، وحام عليه سكون عميق سألت سمير عن فتيل الأمان والكابسولات ، حيث أنه لا يمكن التفجير دونها، فأشار لى لفتح درج السيارة فى مواجهتى، لأجد فيه علبة كارتون صغيرة بها لفة فتيل أمان واثنتى عشرة كبسولة انفجار بينما نقصت مطوة أو سكينة لقطع وتقسيم الفتيل فاستفسرت من سمير عنها، فمد سمير يده الى جيب قميصه وأعطانى ما طلبته، وفى هذا الوقت كنا قد وصلنا أمام رصيف ديليسبس وكانت اصوات ونداءات وهتافات المتجمعين تدخل الى السيارة بشكل عال

    حبل المشنقة حول رقبته

    كنت أحترق من اللهفة، فقد طغى على شعورا بالاعتزاز، لاختيارى للقيام بهذه المهمة، كتقدير من سمير لكفاءتى ونشاطاتى خلال الأسابيع الطويلة السابقة, وماكدنا نصل الى الرصيف الطويل وكانت هذه أول مرة لى اطىء فيها الى الرصيف منذ عملية وتجسسى على القوات البريطانية يوم الخميس 8 نوفمبر لجمع المعلومات للقاهرة وشاهدت آثار التشويه العديد من طلقات المدافع الرشاشة التى وجهتها الطائرات والجنود البريطانيون ضد المدافعين المصريين الذين ربضوا دفاعا عن الميناء خلال يومى الاثنين والثلاثاء 5 و 6 نوفمبر ، كما شاهدت آثار تحطيم جنازير الدبابات والسيارات الثقيلة لحائطى الرصيف عندما عبرته بعد انزالها فى ميناء ميناء الصيادين القديم

    ما كادت تصل السيارة أمام درجات السلم االخمسة المؤدية للرصيف وكنت احترق لهفا، وبعدما هدأ سمير من سرعته للتوقف، ودون أن انتظر ، فتحت بابها وقفزت منها قبل أن تقف تماما قد كان صبرى نفذ ، وهرعت وانا أحمل الحقيبة السوداء وعلبة كارتون الكبسولات فى اتجاه جموع المواطنين الذين تزايد عددهم ليتراوح بين 20 الى 30 شخصا يجذبون مشنقة الحبل حول رقبة تمثال ديليسبس ، وشاهدنى بعضهم فى الطريق اليهم

    حسنى عوض جاويش المظلات

    لحق بى شقيقى، وهرولنا، بينما بقى سمير فى سيارته لمراقبة ما يحدث من بعد، ولما شاهدنى المواطنون وكان منهم العديد الذين تعرفوا على شخصيتى لأنهم كانوا قد شاهدونى فى الاستعراضات العسكرية التى كنا نقوم بها فى المدينة فى الماضى وقيادتى لطوابير تدريب الطلبة العسكرى التى كنا نقوم بها اليومية فى ميدان المحافظة ، كما كان منهم العديد من أفراد الحرس الوطنى، وبعض أفراد مجموعاتنا ،

    ماكادوا يشاهدون الحقيبة السوداء فى يدى والعلبة الكرتون فى اليد الأخرى، حتى استنتجوا نيتى فى القيام بنسف التمثال، فارتفعت هتافاتهم وتردد صوت "الله أكبر" كالرعد ، وهامت على الحاضرين هيستيريا فرح لا يمكن وصفها فى سطور، وفجأة تركوا الحبل الذى كانوا يشدونه وهرعوا الى ليحملونى على أكتافهم ويسرعون بى الى قاعدة التمثال ، وواجهت أول مشكلة ، وهى التسلق الى قاعدة التمثال على ارتفاع حوالى خمسة أمتار، وكانت المشكلة الثانية، هى سلامة المواطنين الذين تجمعوا حولى لمشاهدة ما يحدث...وفجأة أحسست بيد تطرق على كتفى منادية باسمى، فلما استدرت مستطلعا، شاهدت حسنى عوض جاويش المظلات وموظف المخابرات الذى تعاون معنا بشكل كبير خلال المقاومة وفى يده حقيبة سوداء أخرى مشابهة لتلك التى كانت فى يدى، واستنتجت بأن محتوياتها أيضا من قوالب انفجار الديناميت ت ن ت T N T وعرض على حسنى مساعدته، فرفضتها وأفهمته أن هذه عمليتى لمدينتى التى ولدت فيها ولا أود أن يشاركنى فيها أحد ونظرت اليه والى شقيقى عبدالمنعم بما يعنى تصميمى على القيام بالنسف لوحدى دون مساعدة، فابتعد باحترام وأظهر إعجابه وبأنه
    سيراقب من بعيد اذا احتجت أى مساعدة فقد كان حسنى يعلم أن هذا يومنا ولم يتدخل

    ................

    ..........
    ...
    د. يحى الشاعر
    مقتطف من سطور كتابى
    " الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
    أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
    بقلم يحى الشاعر
    الطـبعة الثـانية 2006
    طبعة موسعة
    رقم الأيداع 1848 2006
    الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:42 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر







    لماذا تمثال ديليسبس ؟؟

    .......
    .....
    ...



    التسلق أمتارا على الحبل

    قررت أن أتصرف، فناديت المتجمعين بصوت عال، وطلبت منهم، بل أمرتهم
    بالابتعاد الى أكبر مسافة ممكنة لأننى أحمل ديناميب فى الشنطة وأننى سأنسف التمثال ... لم يسمع صوتى الجميع ، فأعدت انذارى بشكل فهموا منه قصدى، وأمرتهم بالابتعاد لأننى سأفجر وأنسف التمثال، ويظهر أن البعض سمعوا تنبيهى وطريقة صوتى بإصدار الأوامر لهم، فأعاد العديد منهم اكثر من مرة جملة "... ابعدوا يالله... ده حيفرقع التمثال وينسفه ..إوعى يابنى ..ابعد يالله يابنى ... ."

    وفجأت هبط الصمت على جميع الحاضرين للحظة قصيرة لتسمع أوامرى لهم بالابتعاد ومغادرة المكان وأطاعت التجمعات أوامرى فورا وبدأت تبتعد عن قاعدة التمثال فى سرعة وصلت الى حد الهرول ، بينما تركونى أقف وأفكارى معى لوحدى أمام قاعدة التمثال لأفكر فى كيفية وصولى وتسلقى الى أعلى القاعدة ومعى الحقيبة السوداء وصندوق الكرتون الصغير ، فقد كان يكفى احتكاك الكابسولات بشكل عنيف، لتنفجر فى يدى، وكان مؤكدا أن انفجار الكابسولات الأثنى عشر سوف يؤدى الى انفجار قوالب الديناميت تي ان تي T N T وهى نهايتنا سويا

    القيت نظرة الى يمينى، فوجدت شقيقى عبد المنعم يبتسم لى قائلا ".. ربنا يساعد ..." وسرنا حول قاعدة التمثال الى الجهة الشمالية حيث تركوا حبل السفن الذى كانوا يشدونه قبل دقائق لإسقاط التمثال الضخم، دون جدوى، لنستطلع كيفية تسلقنا ، ثم خلعت حزام بنطلونى حيث أدخلت جزءا منه فى مقبض الحقيبة على ظهرى ثم أعدت ربط الحزام بشكل قيد وفتحت قميصى وادخلت علبة الكرتون بينه وبين الفانلة على ظهرى، فسألنى شقيقى عما اذا كان يمكنه أن يساعدنى ويحمل شيئا، ولكننى ابتسمت رفضت ونظرت اليه وطلبت منه الابتعاد عن قاعدة التمثال، ولكنه رفض وأخبرنى بأنه سيمسك بنهايه الحبل حتى اتسلق بسهولة ، وإنه سيتبعنى كما تعلم خلال خدمته فى البحرية

    بدأت أتسلق حبل السفن السميك، بالطريقة التى تدربت عليها فى معسكرات الفدائيين، وتركت شقيقى الذى أبى مغادرة المكان منتظرا وصولى سالما الى القاعدة بحمولتى الخطيرة ، رغم أنه اذا حدث شيئا ، فكانت نهايته كنهايتى محتمتان. وبعد لحظات مرت على كثوان بسيطة ، وصلت الى قاعدة التمثال، ثم تبعنى شقيقى وتسلق الحبل ليلتقى بى فوق القاعدة ، وما كادت اصل للقاعدة، حتى صدمتنى ضخامة حجم التمثال التى لا تظهر بهذا الشكل من أسفل القاعدة عندم التطلع اليه، وأحس شقيقى بنفس الشعور عندما انهى تسلقه ووصل .. !!

    محاولة النسف الأولى

    وقفت فوق منصة قاعد التمثال وعلى ظهرى الحقيبة السوداء تحتوى على 12 قالب
    متفجرات ت ن ت وبين القميص والفانلة كابسولات المتفجرات ، ونظرت الى أعلى، فاتضح لى ضخامة وارتفاع التمثال التى تفوق ارتفاعها خمسة أمتار وكان حجم كل من حذائيه يقارب حجم جسمى كاملا ، وكان صدى هتافات الجماهير يدوى فى أذنى من بعيد ، ثم استعنت بالحبل الذى كان ما زال ملفوفا حول رقبة التمثال لكى أثبت وقفتى ، وكانت هذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أصعد فيها الى منصة التمثال ، ونظرت الى رأسه الضخمة ودخل فى نفسى العديد من المشاعر المتضاربة، فلم يخطرا فى بالى أبدا فى حياتى، أننى سأقوم يوما ما بنسف التمثال الذى كنت قد أمضيت على قاعدته القسم الكبير من طفولتى عندما كنت أتمعن السفن التى تدخل القناة وتغادرها وكم سرحت أحلامى فى البعد وصاحبت السفن فى رحلاتها البعيدة سارحا بأحلامى خلف خط الأفق،
    الا أن الوقت لم يتح لى وقتا للمشاعر، فقد واجهتنى المعضلة التالية والتى أقوم فيها بنسف التمثال

    شمل تدريب الفدائيين العادى و المتقدم على طرق ووسائل وكيفية نسف المبانى
    والدبابات وحساب الكمية اللازمة للتفجير وتوجيه موجه التفجر بحيث تحقق الدمار الأفضل، .... والآن !! ، واجهت مشكلة لم تخطر فى بالى ، نسف تمثال ضخم دون علم كمية المتفجرات اللازمة لإنهاء المهمة وتحطيم التمثال، ولما كنت أعرف مدى القوة المحطمة لقالب متفجرات الديناميت من طراز تي أن تي T N T، ونظرت الى ساقى التمثال الضخمين الذى بلغ محيط كل منهما محيط جسدى، فقمت بالتخمين وقررت استعمال خمسة قوالب متفجرات تيأ ن تي وزعتها على القاعدة تحت أقدام التمثال، بوضعى قالبين حول أحذية كل قدم بينما وضعت القالب الخامس بين ساقيه، وجهزت المفرقعات بحيث تكون موجهة الانفجار والنسف فى اتجاه واحد لناحية البحر، تفاديا لجرح أى من المواطنين بشظايا النسف بعكس القالب الخامس الذى أعددت اتجاه موجة نسفه لتتجه الى أعلى حتى تنزعه من القاعدة،

    وفى هذا الوقت، قطع لى شقيقى فتائل النسف بالطول المتساوى الذى طلبته منه ، ثم أخذتهم وجهزتهم فأدخلت كل منهم فى كبسولة الأنفجار الألومنيوم ، وتلك بالتالى فى كبسولة الأنفجار الأولى أما النهاية الأخرى، فقد جمعتهم حول صابع متفجرات الجلجنابت بالشكل الذى يمكن الانفجار فى وقت واحد من الجلجنايت الى قوالب ت ن ت، وجهزت طول فتيل الأمان بما يناسب و يعطينا الوقت الكافى للتزحلق على الحبل نزولا من القاعدة والرجوع الى مكان يحمينا من الشظايا ثم أدخلت الفتيل فى كبسولته وأعطيت شقيق الأشارة ليسبقنى فى النزول، حتى أشعل الفتيلة المتصلة بالجلجنايت ، فأطاع ولم يتباطىء، بينما القيت نظرة أخيرة على قوالب وفتائل الديناميت، وأعددت
    نفسى للنزول ولم أنس حمل الحقيبة السوداء وفيه بقية الكبسولات وقوالب المفرقعات وفتيل الأمان معى وصوابع الجلجنايت.

    انتظرت حتى ينادينى شقيقى من أسفل بوصوله، وماكاد يفعل، حتى هرعت منزلقا
    لحبل السفن السميك الذى كنت قد تسلقته قبل لحظات، وشاهدنى شقيقى أنزلق على الحبل فناديانى بالحذر، ولكننى أجبته بضرورة الأسراع فى الأبتعاد عن المكان والأحتماء من شظايا الأنفجار، وما كادت قدماى تلمس الرصيف، حتى اسرعنا بمغادرة المكان هرولنا إلى مرتفع رمل بعيد تبقى من حفرة دشمة خندق مكان واحتمينا خلفه حفظا لسلامتنا من شظايا الانفجار المنتظر .... ومرت ثوان انتظار ثقيلة مضت على كدهر طويل

    الانفجار، والصدى والدخان ولا شىء

    حدث الانفجار، وارتفع الدخان ، ودوى صدى قوالب المتفجرات الخمسة فى شوارع
    المدينة ليزداد صداها عنفا، بعدما تأثرت المساكن العديدة والمحلات الخالية وتوالى صدى الانفجار من حى الأفرنج الى أحياء المدينة كزلزال فظيع، وكأنها نداء المآذن وأجراس الكنائس تدعو للصلاة، وارتفعت الهتافات والدعاء وبدأت السماء مرة أخرى تمتلىء بصدى الهتاف " الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبدالناصر" ، بينما ارتفع صوت نبضات قلبى ليطغى على دوى الانفجار، وازداد القلق وانقشعت السحابة، لكى أصاب بخيبة أمل كبيرة.... فمازال التمثال الضخم يقف بهامته مستقيما وظهرت عوامل الخيبة على وجوهنا جميعا ، وسألنى شقيقى عن السبب، فوضحت له بأن شكل التمتال لا يسمح لبلورة موجة النسف بشكل مؤثر، وأننى لم أحسب جيدا لكمية المفرقعات اللازمة لنسف التمثال من أقدامه،.... وظهر الغضب على وجهى فنهضت من مكانى وهرولت مسرعا متوجها الى القاعدة مرة أخرى دون انتظار شقيقى، الذى تتبعنى طالبا منى الأنتظار، ولكننى لم أطع وقد حملت فى يدى الحقيبة بمحتواها القوالب السبعة من بقية المتفجرات وعددهم كما حملت كبسولات النسف وفتيل الأمان ولم أكن متأكدا بالمرة أن ذلك سوف يكفى لنسف التمثال، ولحق بى شقيقى عبد المنعم عند أسفل القاعدة وحاول تشجيعى وأبدى إعجابه بإصرارى على مواصلة محاولة النسف، وفى هذه اللحظة لم أود أن اتركها تمر دون أن يشاركنى فيها، فقد أحسست أن هذه العملية ستدخل التاريخ بشكل ما

    محاولة النسف الثانية

    ما كان حبل السفن السميك مازال مربوطا فى عقدة المشنقة حول عنق ديليسبس
    ولم تؤثر عليه موجة الانفجار بشكل ظاهر، فأمسكت بها وطلبت من شقيقى إبعاد
    الجماهير بالأمر القوى ولكنه رفض مغادرة المكان فطلبت منه أن يضع الكبسولات فى الحقيبة ويربطها فى نهاية الحبل بعد تسلقى، حتى اسحبهما للقاعدة بعد تسلقى اليها، وذلك لتسهيل سرعة تسلقى الحبل للقاعدة، ، وطلبت من شقيقى أن يتسلق الحبل ليلحق بى بعد وصولى لقاعدة التمثال وبعدما يخبر المتجمعين بأننا سنقوم بمحاولة ثانية لنسف التمثال - فقد أصررت على تكملة قيامى بهذه العملية لوحدى - ، وطلبت منه الانصياع وعدم المعارضة لأن هذه العملية فرصة تاريخية ، فوافق ولم يتردد ، فأعطيته الحقيبة بالمفجرات ثم بدأت أتسلق مرة أخرى حبل السفن السميك بينما بدأت جموع الموطنين يقتربون من القاعدة، ولكنهم ابتعدوا بشكل سريع عندما شاهدونى أمسك بالحبل متعلقا بالقرب من أقدام التمثال على القاعدة، ، وكان شقيقى أمرهم قد ثبت الحقيبة فى نهاية الحبل، وما كدت أصل الى القاعدة ، حتى سحبت الحبل بالحقيبة الى
    وأنزلت الحبل لشقيقى فتسلق ولحق بى حتى يشاركنى هذه اللحظات

    جنود الشرطة وقوات الطوارىء

    كان لصدى الانفجار الشديد أثره على العديد من المواطنين فى المدينة، فقد انتشرت الأخبار بسرعة فى المدينة بأن ".. الشاعر بينسف ديليسبس..." ووصلت الأخبار لأذان شرطة البوليس، الذين أسرعوا بسيارتين بيكاب مملوءتين بالجنود بينما تبعهم اليوزباشى كمال الصياد فى سيارة أخرى ولم ينقضى الوقت حتى التحق بكمال الصياد اليوزباشى منير الألفى وهما يرتديان ملابسهما الرسمية وفى نفس الوقت وصلت سيارة نقل مملوءة بجنود سويديين تابعين قوات الطوارىء بغطاء رأسهم البيريه الأزرق المشهورة وكانوا يستفهمون عن سبب الانفجار،

    وبعد دقائق قليلة، اندفع المئات من مواطنين بورسعيد الى الأرض الفضاء بجانب تمثال ديليسبس متسفسرين ومهللين ومحتفلين على السواء ، بينما أصدر نبيل الالفى أوامره للجنود بعمل كردونجنود حول الرصيف للمحافظة على النظام ونبه عليهم بعدم التدخل فيما يحدث، فقد كان يعلم أن الشعب فى المدينة يود أن ينفث عن غضبه وأن أى تدخل قد يسبب ما لا يرجى ، وما كاد القائد السويدى يرى كمال الصياد ونبيل الالفى، حتى اتجه إليهما مستفسرا، فأفهمه الضابطان بأن الأفضل لهم أن لا يتدخلوا بفيما يشاهدان وأن يغادرا المكان بسرعة محافظة منه على الشعور الذى كان قرب الغليان، أما اليوزباشى سمير غانم، فقد نادى على اليوزباشى كمال الصياد وتناقشا لوقت قصير فى
    السيارة ثم رجع كمال الصياد ليتمكن من التدخل بسرعة إذا استدعى الأمر، وبقى الجاويش حسنى عوض بجانب سيارة سمير، يراقب من بعد ما يحدث

    سبعة قوالب تي أن تي
    .. والدعاء

    ماكاد شقيقى يتسلق الى قاعدة المنصة ويلحق بى عند اقدام التمثال الضخمة، حتى أثار عجبنا عدم حدوث أى ضرر للتمثل أو غطائه، وادهشنا أن خمسة قوالب ت ن ت لم يؤثروا فيه بالمرة فتشاورنا واتفقنا على زيادة عدد القوالب اللازمة لتحقيق الأنفجار ونزع التمثال من مكانه، وقررنا استعمال ثمانية قوالب ، وبدأت فى توزيع القوالب ووضعهم على نفس الأمكنة التى وضعت فوقها القوالب السابقة، خلال المحاولة السابقة، لأن تأثير الأنفجار قد سبب بالتأكيد ضعف النقطة وأن انفجارا فى نفس المكان سوف يسبب انقلاب التمثال ، فقد كان الوقت يجرى من بين أصابعنا، وبدأت تفقد صبرها الجماهير وزادت أصوات الهتافات كرعد مخيف،

    طلبت من شقيقى مساعدتى بتحضير 8 فتائل أمان فى الطول الذى حددته ، وأعدت
    فورا نفس ما فعلته سابقا من تثبيت نهاية كل فتيلة فى الكابسولة المعدنية الرئيسية ووضعتها بعيدا عن المفجرات، ثم وضعت كل منهم بدوره فى الكابسولة الثانية الخاصة بالقوالب ، وكذلك تحضير صابع الجلجنايت وبعدما انتهيت، طلبت منه تسبقى بالنزول بسرعة والابتعاد عن القاعدة مشابهة للمحاولة الأولى مع رجائى إليه بالتنبيه على المتجمعين وكافة الموجودين بالابتعاد لأننا نستعمل عددا أكبر من قوالب الديناميت

    وبدأت أدعو لله تعالى أن تنجح محاولتى هذه المرة، فقد فقدت ثقتى فى قوالب مفجرات ت ن ت ، وكالسابق، أدخلت الكبسولات فى مكانهم المخصص فى القوالب، ثم أدخلت نهاية فتيلة الأمان فى إحدى أصابع الجليجانيات ، شبها بالمحاولة الأولى، بالشكل الذى يمكن الانفجار فى وقت واحد وجهزت فتيل الأمان بما يعطينى الوقت للنزول من القاعدة ، ولكننى هذه المرة، لم أنس إلقاء الحقيبة السوداء الى مياه القناة البعيدة بما فيهما من بقية " كبسولتان اساسيتان وأصبعان جليجنايت وقطعة فتيل أمان قصيرة " - من فوق قاعدة ديليسبس, فلم أكن اتوقع سوى النجاح المؤكد هذه المرة، ثم أشعلت فتيلة الأمان المتصلة بالجلجنايت وهرعت منزلقا للحبل السميك ، وشاهدنى شقيقى انزلق الحبل وكان ينتظرنى قلقا ، فناديته بضرورة البعد بسرعة وهرولنا مرة أخرى الى مكان إحتماء أبعد من الأول، لحمايتنا من شظايا الانفجار المنتظر

    وانتظرت ثوانى بشعة كرهتها مضت على كسنوات طويلة جدا ، كنت اسمع خلالها
    نبضات قلبى ، وسدى على الحاضرين صمت وانتظارنا ..... وأخيرا صدى صوت
    الأنفجار وارتفعت سحابة دخان سميكة أحاطت بالتمثال ... وانتظرنا... انفضاء السحاب عن التمثال .... ولكن....

    الانفجار والصدى والدخان ولا شىء

    يشاء القدر، وسوء التقدير أن يعيد نفسه، فحدث الانفجار، وارتفع الدخان ، ودوى صدى قوالب المتفجرات السبعة فى الأفق لينزل على شوارع المدينة يصم الآذان ، وحدث زلزال فظيع ولكن صوت نبضات قلبى طغى على دوى الانفجار، وانقضت ثوان طويلة، وساد صمت عميق على المكان، وانتظر الجميع ولم ترتفع الهتافات فقد انقشعت السحابة عن السماء فوق القاعدة.... ومازال التمثال الضخم يقف بهامته مستقيما... وبدأ غضب الشعب يغلى فى صدرهم، وبدأت اللعنات تملأ الجو، ليس فقط ضد الانجليز وفرنسا فقط، ولكن ضد ديليسبس والذين ينسفونه, بينما شاهدت حبل السفن السميك يتهاوى من السماء الى الأرض، وقد قطعه الانفجار القوى ، ووقع علينا العديد من قطع حجر الزلط الصغيرة وكأنها مطر من السماء، ولاحظ المواطنون ما حدث، وتأكدوا بأن
    محاولات النسف كانت صحيحة، ولا بد أن السبب يقبع فى التمثال وتثبيته الى القاعدة، وفجأة بدأت تتوالى أصداء الهتافات وترتفع " الله أكبر، تحيا مصر، يسقط الاستعمار ، يعيش جمال عبدالناصر " تطلع شقيقى الى استغرابا وعجبا، بينما توجه نظرى الى الأرض تفكيرا وغضبا، ونهضنا من مكاننا

    حسنى عوض يسلمنى صندوق مفجرات جديد

    كان الجاويش حسنى عوض يشاهد من بعد ما يحدث ، فأسرع حسنى الى اليوزباشى
    سمير غانم فى سيارته وأحس سمير وكل من اليوزباشى كمال الصياد واليوزباشى
    نبيل الالفى باقتراب وقت حساس لا بد من تفاديه بعدما شاهدوا من مكانهم البعيد ما حدث أمامهم ، فأصدر سمير غانم تعليماته الى حسنى عوض بمشاركتى بأسرع مايمكن فى عملية النسف وتقديم خبرته، كجاويش مظلات، له خبرة عميقة فى موضوع المفجرات , وأمره سمير كضابط مشاة ، بناء على خبريته العملية الواسعة فى استعمال المفجرات والتخريب منذ أيام مقاومة القوات الأنجليزية فى قواعد قناة السويس، بضرورة استعمال كمية ضخمة للنسف حتى يتحطم التمثال فورا ، ثم فتح الحقيبةالخلفية لسيارته وأخرج من السيارة صندوقا خشبيا يحنوى على عشرون قالب ت ن ت ، أعطاه لحسنى ثم بقى سمير خارج سيارته ليراقب ما يحدث ، بينما توجه اليوزياشى كمال الصياد الى جنود المطافىء الذين كانوا يشاهدون الانفجارات من مكانهم بالقرب من كازينو بالاس ومازال معهم السلم الطويل، وأصدر أوامره لهم بإحضار السلم إلى قاعدة التمثال وتجهيزه بسرعة لتسهيل التسلق للقاعدة،

    ولاحظ الضباط الثلاثة حضور العديد من المواطنين الى المكان الفضاء قرب التمثال وهم يحملون المدافع الرشاشة والبنادق والأسلحة الآلية وحمل اثنان منهم مدفعين بلندسيد المضاد للدبابات ، وكان من المواطنين عديد من أعضاء تشكيلات المقاومة السرية الذين اجتذبتهم أصوات الأنفجارات الى المكان، ولما شاهدونى من بدأت هتافاتهم وتشجيعهم دون توقف فشاركهم العديد فى الهتاف، وتردد اسم "..الشاعر.." أكثر من مرة مما أدخل الهدوء والراحة الى نفسى، التى كانت قريبة من التفتق غضبا، ولما شاهد اليوزباشى نبيل الألفى مايحدث وسمع الهتافات، توجه الى جنود البوليس وأمرهم مرة أخرى بعدم التدخل بالمرة وتوسيع نطاق كردون الحماية لإبعاد المواطنون عن دائرة محيط خطر الشظايا محافظة على أرواحهم ، وكرر عليهم أوامره بعدم الاستفزاز
    والصبر، فقد كان المواطنون الين يحملون الأسلحة الحديثة بينما لم يحمل جنود البوليس مثلها

    وأشاهدت جاويش المظلات حسنى عوض يهرول فى طريقه الينا على الأرض الفضاء وفى يده صندوق خشبى، ولما سمعت نداءه وشاهدت مافى يده استنتجت بانها مملوءة بالمفرقعات، بينما شاهدت جنود المطافئ وهم يدفعون بالسلم الطويل باستعجال الى قاعدة التمثال مرة أخرى، فهم منه كل من شاهد الموقف، بأن الموقف سيحل بشكل حتمى هذه المرة

    ساق التمثال مليئة بالإسمنت المسلح وعامود حديدى سميك

    كان الصندوق الخشبى يحتوى على عشرون قالبا ت ن ت ، ولما اقترب حسنى حيانى كما وجه تحيته الى شقيقى ثم أعطانى الصندوق ، ثم طلب منى فى أدب واضح وسألنى اذا كنت أعترض على مشاركته لى حيث أن الجماهير فقدت الصبر وأنه يخاف من تأزم الموقف، وأخبرنى أنه قد أحضر معه عشرين قالب تي أن تي تكفى لتحطيم الهرم وأبوالهول، وطلب منى الاسراع الى قاعدة التمثال لتقييم النتيجة، وتفهم شقيقى من طريقة توجيه حسنى حديثه الى، بأنه يبغى محادثتى وحدنا وأن لا يشاركنا أى شخص ثالث فى ذلك الحديث ، فتراجع عبدالمنع للخلف خطوة تمهيدا لانسحابه، غير أننى طلبت من شقيقى مرة أخرى أن يصاحبنى

    وتوجهنا معا فى خطوة عسكرية منظمة على امتداد الرصيف الى سلم المطافىء وفى يدى الصندوق الصغير الثقيل المملوء بقوالب ت ن ت بينما حمل شقيقى لفة فتيل الأمان، وكنت أناقش مع محسن خلال ذلك الوقت، عدد ما استعملته من قوالب المتفجرات ونتبادل الرأى فيما يجب عمله فورا، و شاهد المواطنون المتجمعون وجنود المطافىء وجنود البوليس ما يحدث أمامهم ونحن الثلاثة نتقدم فى خطوات ثابتة فى طريقنا الى قاعدة التمثال للتسلق، ففقدوا جميعا شعورهم للحظات تعالت فيها هتافاتهم بصوت عال ، جنودا وشعبا "...الله أكبر...الله أكبر "

    وصلنا الى السلم، بعدما تعجل جنود المطافىء فى دفعه الى القاعدة وتجهيزه بأسرع ما فى إمكانهم ونظر بعضه الينا فتذكروا سرقتى لسيارات البيك اب واللنقل بدفورد يوم 8 نوفمبر والتى سلمتها اليهم ، بعدما ساعدونى فى نقل السيارات الى مركز المطافىء فى اللأفرنج، فحيونا بكل إعجاب ودعونا طالبين منا أن نصعد عليه، فطلب منى حسنى التقدم فى صعود السلم الى القاعدة، ثم تلاه عبدالمنعم وأخيرا حسنى عوض ، ووصلنا الى القاعدة، بينما كانت يدور فى ذهنى العديد من الأسئلة، خاصة السؤال عن مكان تواجد كل هذه المتفجرات مخبأة كل الوقت أثناء عمليات المقاومة السرية ولماذا لم تعطى لنا لاستعمالها ؟، ووصلت الى الاستنتاج بأنهم كانوا فى حوزة القوات المصرية
    التى دخلت المدينة بعدما غادر البريطانيون وسط المدينة

    ما كدنا نصل، حتى واجهنا فور صعودنا الى قاعدة التمثال، منظرا لم تصدقه عيوننا عند تقييم نتيجة الانفجار اذ شاهدنا كيف أن الانفجارين السابقين تحت الساق اليسرى لم يسببا أى ضرر بالمرة، أما بالنسبة للساق اليمنى، فقد مزق الانفجار غطاء بنطلونها من البرونز السميك، ليكشف بقعة تبلغ حوالى مترا تبين خلفها أن ساق التمثال كانت مليئة بالإسمنت المسلح حول ماسورة عامود حديدى سميك يبلغ محيطه حوالى خمسة سنتيمترات، كما مزق الانفجار صورة فرمان وخريطة القناة الى كان يمسك بها ديليسبس فى يده اليسرى

    هذا بينما تواصلت الهتافات المرتفعة لتصل الى آذاننا كدوى بعيد، تبادلنا النظرات مع حسنى عوض وبدأ شقيقى فى فتح الصندوق واستخرجنا القوالب العشرين منه، والقى شقيقى بالصندوق فى ماء القنال وانتظر ما سأفعله بمساعدة حسنى نظرا لخبرتنا فى استعمال المتفجرات وتحضيرها للانفجار، وسالت حسنى عن الكبسولات والجلجنايت، فأخرج حسنى من جيبه أصبعين جلجنايت ولفة دوبار أعطاهما لى بينما ظهرت على وجهه علامات الحيرة، فاستنتجت حدوث ما لم نوده

    أين كبسولات الانفجار ؟


    لم يكن الموقف يدعو للانتظار أو التفكير لحظة بعدما أخبرنى حسنى والحيرة تظهر على وجهه بأنه قد نسى فى حماسه أن يأخذ علبة الكبسولات من اليوزباشى سمير، فأخبرت محسن وشقيقى بأننى سأسرع لإحضار الكبسولات من اليوزباشى سمير ، وطلبت من محسن توزيع جميع القوالب العشرين خلف التمثال وتوجيه موجت الأنفجار تجاه القناة، مشابهة للمحاولتين السابقتين ، حتى تنزعه موجة الانفجار الضخمة المنتظرة من قاعدته وتلقى به فى مياه القنال ، كما طلبت من عبدالمنعم إعادة نفس نظام قطع وتقسيم لفة فتيل الأمان السريعة الطويلة الى 20 جزءا متساويا بعدما يقطع قبلها جزءا طوله حوالى 3 أمتار يسمح لنا بوقت كاف، لمغادرة المكان والاختباء بعيدا عن موقع النسف، وأخبرتهم بأننى سأحضر فورا،

    ولأول مرة لاحظت بأن شقيقى كان يحمل معه كاميرا تصوير صغيرة من طراز أجفا، فاستغربت للحظة قصيرة، ثم فكرت سريعا وطلبت منه الكاميرا وأخذتها معى ونزلت درجات سلم المطافىء فى طريقى الى اليوزباشى سمير غانم لكى أحصل على أهم جزء فى عملية النسف ..... كابسولات التفجير.

    ما كدت أصل الى آخر درجة منه، حتى نادانى شقيقى من فوق القاعدة، فنظرت لأعلى وخطرت فى بالى كاميرا التصوير التى أحملها فى يدى، فوجهتها اليه وأخذت صورته الملحقة وهو على القاعدة، فى نفس اللحظة التى كان يصرخ فيها بقوله "يالله استعجل يا .... ؟؟؟" ، استغربت لهذا التصرف العجيب وخطرت فى بالى إهانته وصفع وجهى خلال تهريب جهاز اللاسلكى الى مسكننا لإخفائه، وتألمت لشعوره جهتى وعلقت لنفسى قائلا "... معلهش ..."، وصممت على عدم تشتيت تركيزى وانتباهى حيث أن أى غلطة بسيطة سوف تودى بأرواحنا جميعا ، وشاهدت فى هذه اللحظة أحد جنود المباحث يصعد السلم وينادى على حسنى بأن سمير غانم أرسله إلينا بالكابسولات التى نسيها حسنى، وأعطى المخبر العلبة الصغيرة لحسنى عوض ثم نزل السلم مسرعا وغادر المكان
    ..............
    ......
    د. يحى الشاعر

    مقتطف من سطور كتابى
    " الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
    أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
    بقلم يحى الشاعر
    الطـبعة الثـانية 2006
    طبعة موسعة
    رقم الأيداع 1848 2006
    الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5


     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:42 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    لماذا تمثال ديليسبس ؟؟



    ................
    ........
    ....
    الانفجار وسحابة الدخان وانهيار التمثال

    نادانى حسنى من فوق القاعدة للصعود لأنه حصل على الكبسولات وطلب منى الصعود، فأسرعت على السلم ودرجاته وبعدما التقينا فوق القاعدة، بدأت معه فى إعداد فتائل الأمان فى الكبسولات كما فعلت فى المرتين السابقتين، ورفضت أن يساعدنا شقيقى فى ذلك العمل الحساس الخطير، لعدم خبرته فى استعمال المفجرات أو تحضيرها وتجهيزها كما تدربنا فى معسكرات الفدائيين وفى دورات التدريب العسكرى المتقدمة، فقد يؤدى خطأ غير مقصود الى انفجار فظيع لن يتبقى من جسدنا شيء فيه ووضعنا العشرين قالبا فى صفين خلف التمثال، موجهين موجة الانفجار لناحية الميناء والمياه ، كما شرحت لحسنى ولشقيقى، ثم بدأت مع حسنى فى تحضير الكبسولات المعدنية الأساسية
    والكبسولات الخاصة بقوالب ت ن ت وانتظرت قبل وضعهم كل فى مكان وسط قالب
    المتفجرات الأبيض ، فأومأ لى الجايش حسنى عوض فبدأنا فى وضعنا للفتائل الى جهة نهاية السلم، وكالساعة التى تدور بتنسيق آلى، قام حسنى فثبت نهايتهما فى وسط وحول أصبعى الجلجنايت وثبت ربطهم بشكل قوى، بينما كنت امسك فى يدى بآخر فتيل وطوله حوالى 3 أمتار ثبتت فيه كبسولة انفجار معدنية اساسية لإدخالها بين صابعى الجلجناينت لتسبب الانفجار المركزى فى وقت واحد،

    تبادلنا النظرات، فنظر حسنى عوض الى وابتسم لى بطريقة أفهمتنى وأكدت لى انه بأنه كان قد سمع شقيقى ينهرنى ويهيننى، واعتقد أن حسنى قد شاهد على ملامح وجهى تأثير إهانة شقيقى سابقا ، ثم قال لى بصوت لا يدعوا لسوء الفهم أو التعليل "... اتفضل يايحي يابطل... دى بتاعتك انت بقى ..."

    فشكرت محسن على مساعدته لى، وطلب حسنى منى ادخال آخر كبسولة الأنفجار
    الرئيسية فى الجلجنايت للنسف وانتظر حتى انتهيت ، ثم طلبت منه ومن شقيقى
    النزول قبلى والاختباء بعيدا عن مجال الشظايا التى سيسببها انفجار العشرين قالبا تي أن تي الذى يكفى موجة انفجارهم الضخمة الى تحطيم بناية سكن من ثلاثة ادوار

    نزل شقيقى درجات سلم المطافىء وتبعه حسنى، الذى خبط على ظهرى بشكل مؤيد
    قائلا ".... مبروك إن شاء الله .. يايحيى.." ، وانتظرت لحظات نادى محسن على جنود المطافىء الذين كانوا مازالوا بجانب أسفل السلم ينتظرون انتهاءنا، وطلب منهم ومن بعض المواطنين بالقرب منا الاسراع فى المساعدة بإبعاد السلم فور نزولى من القاعدة

    نظرت لحسنى يقف منتظرا، ولما أعطانى إشارة البدء، أشعلت الفتيل وأسرعت فى نزول السلم بينما كان الجنود وحسنى والمواطنون يسحبونه بعيدا عن قاعدة التمثال وأنا مازلت فوق درجاته ـ فقفزت من فوق السلم وهرولت بأكثر سرعة الى امتداد الرصيف وتبعنى الجنود بالسلم، فطلبت منهم تركة فورا على مسطح على ارض الرصيف وتبعوننا بالقفز فوق سور الرصيف للاختباء

    منظر مخيف والصال البحرى

    لن أنسى فى حياتى، القلق المتزايد حتى لا نصاب بخيبة أمل مرة ثالثة، وصممنا على استعمال مدفع بلندسيد بطلقة صاروخية موجهة للتمثال اذا فشلت هذه المحاولة أيضا، ولكن صوت الرعد وانفجار عشرين قالبا من تي أن تي ، واهتزاز الأرض تحت قدمى أفاقانى من ذهاب فكرى بعيدا، لكى لا تبعد عن ذاكرتى منظر سحابة الدخان السوداء الكثيفة التى احتوت التمثال ، وثوانى السكون البشعة الفظيعة التى تلت الانفجار، وكيف أن الهتافات قد توقفت، حتى كنا نسمع دقات قلوب الجماهير المتجمعة بعيدا، والذين رقد بعضهم على

    ...



    د. يحى الشاعر

    مقتطف من سطور كتابى
    " الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
    أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
    بقلم يحى الشاعر
    الطـبعة الثـانية 2006
    طبعة موسعة
    رقم الأيداع 1848 2006
    الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:45 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    !For Medical Professionals Only

































    د. يحى الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:46 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




























    د. يحى الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:48 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر

































    د. يحى الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:49 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر














    د. يحي ألشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:50 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر








    د. يحي ألشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th July 2020, 06:57 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي .تمجيدا للاستعمار..مصطفى بكرى:إعادة تمثال دي لسبس لـ مدخل قناة السويس مرفوض‎ Inbox x

    أنا : د. يحي الشاعر






    تمجيدا للاستعمار..مصطفى بكرى:إعادة تمثال دي لسبس لـ مدخل قناة السويس مرفوض‎









    د. يحي ألشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    لتضحيات, المصرى, المقاومة, الحكيم, الناصر:, تمثال, ديلسيبس, عودة, إهانة, والجيش

    عبد الحكيم عبد الناصر: عودة تمثال ديلسيبس إهانة لتضحيات المقاومة والجيش المصري

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]