بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى و صلاة و سلاما على عباده الذين اصطفى و اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله " صل الله عليه و سلم " , ثم اما بعد,
"اطراف الصراع فى مصرى"
رأيت ان افتح هذا الموضوع ليكون تحليلا موضوعيا نشارك فيه جميعا بأرائنا المتواضعة فى محاولة لوضع التصور لاطراف الصراع فى مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013 على المستوى الداخلى و الخارجى و تقييم مدى قوة كل طرف على الصعيدين و مدى تأثيرهم على بعضهم البعض.
أرى ان اطراف الصراع فى داخل مصر تنحصر بين ثلاثة عناصر اساسية الا هى:
1- النظام العسكرى.
2- الاسلاميين.
3- الاقليات ( مسيحين- عالمانيين – ليبراليين ).
و تنجذب كل منها لقوة خارجية مؤيدة لها و هى كالاتى:
1- امريكا و اوروبا و المشروع الصهيوامريكي.
2- دول الاصلاح الاسلامى مثل ( تركيا – قطر) كدول مستقرة ,(ليبيا – تونس) كدول بادئة - نسأل الله لها الاستقرار و التقدم - و المشروع الاسلامى.
لا يقولن احد انى اغفلت الشعوب العربية و الاسلامية او اخرجتها خارج المعادلة,انا لم اغفلها و لكنى اراها مازالت فى طور الكتلة الحرجة المنتظرة لما سينتج عنه الحراك الدائر فى المنطقة رغم علمى بتعاطفهم و حبهم للمشروع الثانى.
و سنبدأ بتحليل الطرف الداخلى الاول و هم " العسكر":
- منذ انقلاب 1952 ثم تبعه انقلاب 1954 على القائد "محمد نجيب" و قفزت على السلطة فى مصر القيادة العسكرية التى تتعامل من ساعتها ان حكم مصر حق مكفول لهم دون غيرهم مما تسبب فى افساد الحياة السياسية و هو ما جلب الفساد فى كل مناحى الحياة فى مصر,و تم تسخير كل مؤسسات الدولة للتخديم على هذه الفكرة و هى ( لا يصلح لحكم مصر الا العسكر) و بدأوا فى تسخير الاعلام و حتى القضاء لم يسلم منهم فاقاموا له المذابح و تفصيل القوانين ,او بمعنى اخر (نحن القانون و نحن الدولة و نحن من يمتلك القوة) و هو مبدأ " شرعية القوة " , و دائما ما ينظرون الى الشعب على انه قاصر و لن يرشُد ابدا ليختار لنفسه طريقا او حاكما ,و بدى هذا واضحا فى تصريحات قيادات عسكرية سابقة مثل اللواء/ عمر سليمان و غيره .
مثل هذا النوع من الديكتاتوريات لن يسبب ارق للنظام العالمى الحالى مادام بعيدا عن الاهداف الاستراتيجية و مسائل الامن القومى الامريكي "اسرائيل" و منها عدم قيام مشروع نهضوى حقيقي للدولة او السعي لتحقيق تفوق عسكرى للجيش المصرى على حساب جيش الصهاينة و هو ما أكده اللواء/ العصار فى تصريحاته لاحد المجلات الغربية, و هذا هو سبب دعم الغرب المنافق لمثل هذه النظم القمعية فى المنطقة ,فى تأويل للاستراتيجية المتبعة فى السياسة الخارجية الامريكية و هى "استراتيجية الاحتواء" او كما يقولون ( لسنا فى حاجة لحكم الشعوب و احتلالها طالما سيقوم احد بهذا نيابة عنا ).
اتمنى ان ينال الموضوع اهتمامكم و اعجابكم.
المرة القادمة سنتحدث عن الاسلاميين