استنكرتالقوى السياسية التصريحات الأخيرة لرئيس الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، التيتضمنت تحذيرا شديد اللهجة إلى معارضيه، وتلميحه إلى طلب تفويض جديد من المصريينلدعمه، قائلا: "احذروا، الكلام اللي اتعمل من سبع… تمن سنين مش هيتكرر تانيفي مصر، واللي منجحش ساعتها، هتنجحوه دلوقتي، باين عليكوا متعرفونيشصحيح، لا والله أمنك واستقرارك يا مصر تمنه حياتي أنا وحياة الجيش".
دورالمعارضة
واستهجنالقيادي في الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة، وأحد داعمي السيسي السابقين، محمدسامي، محاولات النظام تركيع المعارضة، وقال لـ"عربي21": "علىالسلطة أن تدرك أنه ليس من دور المعارضة أن تنافق للرئيس، وأن تطبل له ولإنجازاته،فنحن ندرك حقيقة دورنا، الانتقاد من أجل البناء، ولسنا بصدد النيل من شخصأحد".
وطالبسامي النظام "بضرورة مراجعة مواقفه مجددا تجاه الأحزاب والحركات السياسية، وفتح أبواب الحوار وليس إغلاقها، فالجميع في مصر وطنيون، وحريصون على مستقبل الوطن والمواطنين، لا التلويح بالتهديد والوعيد"، مشيرا إلى أن "كل المحاولاتفي اتجاه عدم الحوار ستبوء بالفشل".
لامعارضة ولا سلمية
المعارضالسياسي في الخارج، والبرلماني السابق، ثروت نافع، أكد أن نظام السيسي لا يسمحبوجود أي شكل من أشكال المعارضة، قائلا: "السيسي اعترف في لقائه الأخير بأنهليس سياسيا، ما أكد ما حذرنا منه منذ بداية الانقلاب بأن العسكر لا يؤمنونبالديمقراطية ولا بالتداول السلمي للسلطة".
وأضافلـ"عربي21": "ما قام به مؤخرا تجاه معارضة الداخل لا يختلف كثيرا عما اتبعه معنا في الخارج. لكن المثير في الأمر أنه يسير على خطى بشار الأسد فيتوحده كرأس للنظام مع الدولة، بل والأكثر خطورة مع الجيش".
وانتقدنافع بقوة محاولات السيسي "رهن حياته بحياة الجيش، ووضعهما في سلة واحدة،وكأنه يدعو إلى اقتتال داخلي في حالة وجود أي معارضة له، لأنه يرفض السياسة كسبيللمعارضته"، لافتا إلى أن السيسي "أصبح خطرا، ليس فقط على معارضيه، ولكنعلى الدولة المصرية ومؤسساتها أيضا، ما دعاه لتوجيه تهديداته الأخيرة المبطنةلهم" .
السماحأو الانفلات
وحذرالمعارض المصري المقيم بالولايات المتحدة، كمال صباغ، من أنه "فيحال استمر السيسي في إغلاق المجال العام، عندما يفوز (وهو المتوقع)، واستمر علىنهجه، أخاف أن تتخلى كثير من مجموعات المعارضة اليوم عن منهج السلمية"، مشيراإلى أن "تهديد الدولة باستخدام القبضة الحديدية والعنف يهدد بعواقب وخيمة، وربما ستكون من داخل معسكر السيسي نفسه، وليس من خارجه".
وأكد، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "السيسي مضطر لفتح المجال أمام معارضةعاقلة ومسؤولة؛ لأنه هو المتضرر في النهاية، و تهديداته لا تخص مجموعة بعينها، بلتمتد إلى كل من تسول له نفسه انتقاده أو الاقتراب منه، فنحن نجد المعارضة التييهددها اليوم هي التي كانت تدعمه بالأمس، فالمعارضون في الحركة المدنية كلهمكانوا شاركوا في أحداث 30 يونيو، وهم الأساس في جعل هذا الرجل (السيسي) يجلس علىالكرسي الذي هو عليه الآن، والآن هو انقلب عليهم، وفي المستقبل سينقلب على أكثروأقرب داعميه".
وأشارإلى أن "هناك حركة من الترجمة في العالم لكل ما يحدث في مصر، فما يقولهالسيسي لا يمكن أن يُخطَأ فهمه عندما يترجم في الاتحاد الأوروبي أو في الولاياتالمتحدة الأمريكية؛ وبالتالي أصبح مكشوفا أمام الجميع، وإذا كان اليمينيون همالمسيطرون الآن، فلن يستمر الوضع كثيرا".
خياراتالمعارضة
خياراتالمعارضة وفق الصحفية المصرية، شيماء جلال، أمام مظالم السيسي، تنحصر في ثلاثوسائل "أولها ..المقاطعة.. وثانيها العصيان.. أما ثالثها فيتمثل في تشكيلتحالفات ثورية من النخب والشخصيات والأحزاب السياسية المناهضة للانقلاب؛ لتشكيلجبهات مضادة للسيسي تعمل على فضحه وكشف عوراته أمام الجميع، في ظل عملية انتخابيةتفتقد كافة المعايير والأسس المطلوبة".
مضيفةلـ"عربي21": "للأسف المعارضة في الداخل أصبحت تكلفتها باهظة، وجزاءالصوت المعارض هو الاعتقال، ولكن لا بد أن يستمر المعارضون في التنديد، والأخذ بعينالاعتبار فكرة تشكيل جبهات وكيانات أفضل؛ لتوفير غطاء من الحماية والدعم".
وعنشكل المعارضة التي يريدها السيسي أمامه، أوضحت جلال قائلة: "كعادة أي نظام عسكري لايريد أي أصوات تعارضه أو تنافسه، فلم يرحم أقرانه العسكريين الذين حاولوا التسللإلى كرسي الرئاسة بالطرق المشروعة".
ولكنهاشددت على دور السوشيال ميديا في محاصرة أفعال السيسي، قائلة: "حتى الآن فشلنظام السيسي في كتم أصوات المعارضين على مواقع السوشيال ميديا، التي ما زالت تشكلصداعا له، ولكن يجب ترجمة ذلك الغضب في تلك المواقع إلى عمل معارض على أرضالواقع".
مزيد من التفاصيل