شيكابالا- عمر طاهر

[Farida]

الصحف المصرية والعربية

https://dostor.org/ar/index.php?optio...d=13&Itemid=51

اقتباس عمر طاهر شيكابالا سأل أحد الروائيين المعروفين شاعرًا معروفًا قائلاً (إنت من فين؟) فقال له (أنا من شارع طلعت حرب) فرد الروائي بتلقائية ويقين قائلاً (طلعت حرب؟..إحنا عمرنا ما سمعنا إن وسط البلد طلعت شُعرا!)، يتداول الوسط الثقافي هذه القصة باعتبارها «إفيه» لا يخلو من دلالة، حيث يندر بالفعل أن تنجب القاهرة أديبا متميزًا (أستثني نجيب محفوظ وصلاح جاهين وبليغ حمدي)، لابد من تغريبة ما ومسافة بعيدًا عن العاصمة تسمح للموهبة بالنمو الصحي. ومعظم المبدعين في جميع المجالات أبناء للأقاليم هبطوا إلي القاهرة كغرباء يرددون السلام الجمهوري للغرباء الذي كتبه سيد حجاب (ابن فلاحي الدلتا) وغناه محمد منير (ابن النوبة) والذي يقول (إيه يا بلاد يا غريبة.. عدوة ولاَّ حبيبة) ،وهو السلام الجمهوري الذي زود بملحق كتبه الأبنودي (ابن الصعيد) وغناه منير أيضا قائلا (جاي من بلادي البعيدة..لا زاد ولا مية). الموهبة التي تنمو خارج القاهرة تشبه الطفل الذي يكبر داخل حضّانة صحية تحافظ عليه وتحميه من التلوث والضوضاء، هكذا هي حضّانة الأقاليم التي تفتح سهولها الخضراء وحقولها ورمالها وشواطئها للموهبة حتي تنمو في براح خلاق بعيدا عن القاهرة التي تنمو المواهب فيها داخل شقق مجروحة، أما الرتابة والملل والإيقاع البطيء التي تميز الأقاليم فهي في مجموعها ميزة تحول بين الموهبة وشوشرة العاصمة وضجيجها وإيقاعها السريع الذي يجعل الموهبة تنمو وهي مشتتة، وما أن تصبح الموهبة ناضجة كحبة مانجو يأتي أوان نزولها إلي العاصمة لتأخذ مكانها تحت الأضواء، وهذه ليست قاعدة، فالأقاليم تعج بالمواهب الناضجة التي تري أنها ليست في حاجة لأي أضواء. راجع معي تاريخ المواهب التي أثرت تاريخ مصر في كل المجالات، أم كلثوم وعبد الحليم وارد الشرقية، جمال عبد الناصر وارد أسيوط والسادات وارد المنوفية، أحمد زويل وارد كفر الشيخ، يوسف إدريس وارد الزقازيق، صلاح عبد الصبور وارد أسيوط، كمال الطويل وارد الإسكندرية وكذلك يوسف شاهين ومحمود عبد العزيز وعادل أدهم وصلاح أبو سيف وعمر الشريف، يحيي الطاهر عبد الله وأمل دنقل وارد قنا، الفنان الكبير حجازي وارد طنطا، وجورج البهجوري وارد الأقصر، الموسيقار محمد فوزي وارد طنطا، ومحمد رشدي وارد دسوق، أنيس منصور وارد المنصورة وكذلك محمد المنسي قنديل ومحمد المخزنجي وأحمد خالد توفيق، وفي الجيل الجديد المخرج وائل إحسان وارد الإسماعيلية، المخرج خالد يوسف وارد الشرقية، عمرو دياب وارد بورسعيد، محمد أبوتريكة وارد القليوبية، أحمد حلمي وارد بنها، كتاب السينما الشباب محمد دياب وارد السويس وبلال فضل وارد الإسكندرية وناصر عبد الرحمن وارد سوهاج. أصحاب الموسيقي التي تطرب مصر الآن معظمهم من الأقاليم الملحن محمد رحيم وارد كفر الشيخ ومحمد يحيي وارد بني سويف وتامر علي وارد الإسكندرية ووليد سعد وارد الإسماعيلية. القائمة طويلة بعرض تاريخ مصر ولا مجال لسردها في هذه المساحة الضيقة، ولم أكن أنوي الكتابة عن أبناء الأقاليم الذين أتشرف بكوني واحدا منهم وكنت أفكر في الكتابة عن إصابة رئيس كوستاريكا بإنفلونزا الخنازير وكلي فضول أن أعرف مصير الصحفيين الذين نشروا خبر مرض الرئيس (بالمناسبة رئيس التحرير وارد قويسنا)، ولكن ربع ساعة لعبها شيكابالا(وارد أسوان) في مباراة المنتخب(وارد تايوان) أمام غينيا جددت حبي لهذا اللاعب الموهوب وجعلتني ألاحظ أنه صار أكثر التزامًا في الملعب بعد وفاة والدته منذ شهور وتذكرت وفد لاعبي الزمالك الذي سافر معه إلي أسوان لتشييع جثمان والدته، واستنتجت أنه تلقي صدمة عاطفية من النوع الذي يؤجج الموهبة، صدمة تجعل الشخص يتحدي نفسه ويتعالي علي أحزانه بالنجاح، صدمة عاطفية ضع معها قليلاً من لوعة الغربة لتعرف شيئًا بسيطًا عن سر تفوق أبناء الأقاليم.

 

[SindBad]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Farida https://dostor.org/ar/index.php?optio...d=13&Itemid=51

كل ما جاء بالمقال يصب في حقيقة النفس البشرية
فالبعد عن مراكز الإهتمام يجعل الحافز والدفاع للإبداع قوي جداً
كذلك تعرض الفرد للصدمات القوية -كفقد عزيز- يجعله يُعيد حساباته
ويقف مع نفسه وقفة تصحيح لتعديل الأهداف والاهتمامات.
==================================

تصحيح بسيط - لا أدري إن كان يفيد-

"جورج عبد المسيح بشاي شنودة ساليدس جرجس" وشهرته جورج البهجوري
من قرية بهجورة "وإليها يُنسب" - مركز نجع حمادي - محافظة قنا