انتشرتعبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مصورة لقوات الأمن في مصر وهي تعتقل وتطاردعددا من طلاب الصف الأول الثانوي المعترضين على تطبيق منظومة التابلت في امتحانات آخرالعام، بعد فشلها في عدد كبير من المدارس.
طلاب اولي ثانوي راحو عند المحافظة النهردة يعترضو ع النظام الجديد.. قامت الحكومه قبضه عليهم#اولي_ثانوي pic.twitter.com/E1GWXbZH0x
— ElGanzorey Elahlawy74 (@ganzorey74) 21 مايو 2019
#اولي_ثانوي و بيحصل فبنا كده pic.twitter.com/ry5EQ3w8bR
— Kareem Ameen (@KareemAmeen13) 21 مايو 2019
وبالأمس، ظهر مقطع فيديو لطلاب من الصف الأول الثانوي يسيرون بمظاهرة في أحد الشوارع، منددينبمنظومة التابلت، وبفشل وزير التعليم، ليتطور الأمر اليوم إلى حد اعتقال ومطاردة بعضهم-معظمهم في سن 15عاما- بالقاهرة والجيزة والإسكندرية وعدة مناطق أخرى.
ومعبداية امتحانات الصف الأول الثانوي، الذي اختصه وزير التعليم، طارق شوقي، بتطبيق تجربةالتابلت هذا الأسبوع، اشتكى طلاب وأولياء أمور من محافظة الشرقية لـ"عربي21"،مما تعرض له الطلاب من أزمات مع المنظومة الجديدة منذ بدايتها وحتى وقوع السيستم.
وأكدوافشل تجربة الامتحانات عبر جهاز التابلت، وتحول معظم الطلاب للامتحان الورقي، وتقليصمدة الامتحان من 3 ساعات إلى ساعة ونصف، ومكوثهم باللجان من الثامنة والنصف صباحا حتىالواحدة ظهرا بينما هم صائمون، وهو الأمر الذي تكرر منذ يوم الأحد وحتى الثلاثاء.
وعبرت عن حالة الغضب تلك تظاهرة لبنات الصف الأولالثانوي بمدينة الإسماعيلية (شرق القاهرة) انطلقت بمشاركة بعض الأهالي الغاضبين بعدالامتحان، أمس الاثنين، أمام مبنى المحافظة، ورددوا خلالها هتافات ضد منظومة التعليموالوزير، وقالوا: "ياللي بتسأل إحنا مين.. إحنا الطلبة المطحونين".
والثلاثاء،نشر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ظهر فيه ضباط برتب كبيرة وهم يروعونالطلاب ويهددونهم.
الناشطالطبيب محمود فؤاد، نشر عبر صفحته بـ"فيسبوك" بعضا من تلك الصور والتي تظهرعمليات القبض على الطلاب، وأشار إلى أنها وقعت بمنطقة الطالبية والهرم بالجيزة، ومدينةطنطا بمحافظة الغربية.
ونشرالناشط محمد صلاح صورة، قال إنها من مدينة طنطا لتظاهرات الطلاب، وفي منطقة الدخيلةفي الإسكندرية، مؤكدا أن الشرطة ضربتهم وقبضت عليهم.
ونشرالمحامي الحقوقي طارق العوضي مقطعين لطالب وطالبة تعرضا للضرب من قوات الأمن، وقال:"حقكم علينا كلنا، دموعكم تسوى كتير أوي، وسيأتي الوقت ويتوفر الظرف".
وعلقالكاتب الصحفي، سليم عزوز، على أحد المقاطع التي يعتقل فيها الأمن الطلاب، قائلا:"الشرطة تعتدي على الاحتجاجات ضد سلطة التابلت"، مضيفا أن "الخائف منخياله يزعجه مظاهرة التلاميذ".
وأشارنشطاء إلى اعتقال طلاب في الإسماعيلية، والسويس، وكفر الزيات بالغربية، والإسكندرية،وأنه تم الاعتداء على بعض الطالبات وتهديد الباقين.
واعتبرأستاذ التاريخ الحديث، الدكتور صبري العدل، أن هذه التظاهرات الطلابية قد تكون شرارةلما هو أكبر منها مستقبلا.
الأكاديمي المصري قدم بحديثه لـ"عربي21"نماذج في تاريخ مصر الحديث عن حراك الطلاب ضد السلطة، وأوضح أن "الطلبة هم المحركالرئيسي لكل تغيير"، مشيرا إلى أنهم "من بدأوا شرارة ثورة 1919، ضد الاحتلالالبريطاني، وهم من أطاحوا بحكومة إسماعيل صدقي، وأعادوا دستور 1923، وإلغاء الدستورالتفصيل دستور 1930".
وأضافأن "الطلبة هم قادة المستقبل، وأمل كل أمة ومستقبلها، ولا مستقبل يصنعه العواجيز"،مؤكدا أن "الطلبة هم أمن مصر القومي، ولا يعلوهم أي أمن، فهم ببساطة مصر القادمة".
وطالبسياسيون مصريون وخبراء في التعليم ونشطاء بإقالة وزير التعليم طارق شوقي، نظرا لمااعتبروه فشلا في ما أسماه خطة تطوير التعليم، وإهدار أموال الوزارة، والاقتراض لأولمرة بتاريخ وزارة التعليم، وإهمال المنظومة التعليمية، والسطو على مخصصات الأبنية التعليمية،وصرف ملايين الجنيهات على منظومة التابلت التي أثبتت فشلها.
وقالالسياسي المصري ناجي الشهابي لـ"عربي21"، إن "الوزير حظى بميزانية ضخمةلم تتوفر لأى وزير قبله، ولكنه بدلا من بناء فصول لخفض كثافتها استقطع من ميزانية هيئةالأبنية التعليمية لصالح استيراد التابلت بدلا من تصنيعه بمصر".
وأضافأن "حصول الوزارة الخدمية على قرض 500 مليون دولار من البنك الدولي بشروط مهينةمنها استخدامه بصرف بدلات حضور الاجتماعات والمكافآت، خطأ جسيم".
وتساءلرئيس حزب الجيل: "هل تطورت المدرسة المصرية من حيث الأبنية والأفنية؟ وهل تم معالجةارتفاع كثافة الفصول والاقتراب بها إلى معدلاتها العالمية؟ وهل تطورت المناهج التعليمية؟وهل تدرب المعلم المصري وتم تأهيله؟ وهل تدربت قيادات الإدارة المدرسية وتم تأهيلها؟".
وأكدأن "تطوير التعليم عملية متكاملة لا بد أن تشمل كل عناصرها معا وليس من أهمها استبدالهم بالكتاب المدرسي التابلت، أو استبدالهم بالامتحان الورقي امتحانا على التابلت".
مزيد من التفاصيل