ديليســبس مين ... ؟؟؟ ...
ده كـان المهندس النمساوى نيجريللى
بواسطة يحى الشاعر » 29 مايو 2006, 14:55
رجــع "السيد العربى" الى المقهى العتيق ، بعد تمشيته على رصيف "بــسطويــسى" ...
واتخذ مكانه على مائتده " ، أمام الحائط فى وسط المقهى ، تحت صورة " سنيور جيانولا"
....
...........
أســرع خالد اليه مندهشــا ، " حضرتك رجعت بسرعة ....!!!
خير إنشاءالله ...؟؟؟
.... "وااله يـاخالــد ، الناس فيهم عجايب .... !!!
"... طب ... حاضرتك عايز قهـــوة مرة تانية .....؟؟؟
....
...
"..... لآ .....، المرة دى ، أنـا عايز حاجة ساقعة ....، علشان ابرد الحمى اللى فى قلبى ....!!!!
... يــاســاتر ....
وأسرع خالد ليحضر كوب عصــير مـــانجــو .... وضعه على المائدة أمام "السيد العربى .. وانصرف ، ليتركه فى أشجــانه ....
لم يلتفت خالد للوراء ، ولم يود أن يختطف نظرات الى "السيد العربى" فقد كانت سماء وجهه تعبر عن الألم الى يحذى به فى داخل نفســه ...
وســرح "السيد العربى" بأفكاره ...... عـــــــــــيدآ .......بعـــيدآ ....
متســــائلا ......." يعنى أنا مش فاهم الدوشـــة دى والزيطة والزمبليطة دى علشان إيه يــــانـــــاس ..... ؟؟؟
.... يعنى أنتو فاكرين ، أنهم فى فرنســا ، ما عندهمش حاجة مشغلة رأسهم ، غير إعادة التمثال لمحله .....؟؟؟؟
أبــــــــــــــــدا .... بالــمرة .....
ولا حـــد بيفكر فيهـا بالطريقة المتشنجة اللى إحنــا بنفكر فيها فى بورسعيد بالنسبة للموضوع ده ...!!!
ســبس مين يــاعــم ... ؟؟؟ وبســطويســـى مين يـانــاس ...؟؟؟؟
مفيش حــد بيفــكر فيه عندهم ...!!!
... أنتهى من "زمـــــان .... !!!
إقراو ، وتتبــعوا صحفــهم .... حتى بــورسعيد .نفســها ... ... تـــاريخ مضى ...
بس الجدعنة فيهم ، وفى جمعيات الصداقة ، هوه " الـتـتـــــــبـع و المـــواصلة ، والثبات على المبــدأ
إحنـــا متشنجين ، اللى عايزينه ، واللى مش عايزينه ، واللى يتجاهلوا الموضوع .... !!!
خـناق ، وزعيق ، وفضيحة ، والكــلام ، ولغة المناقشة ...إيــه أولا " رغم أنه معاه حق ،
بس الثقافة تستدعى برضه ، أن يتجاوب الطرفين مع بعض ....
إظــهر نيتك "مش محفظتك" .....
هوه إحنـــا خـــايفين من إيـــه .... دى بلدنـــا ، ونعمل فيها اللى من مصلحتنا ، واللى فى مصلحة الشعب ...
الأدب لا يعنى تخلينا عن " ســــيادتنا ...... !!!
وتذكر "السيد العربى" مناقشة " جيانولا"، بعد تناول الغذاء خلال مؤتمر رجال الأعمال المصريين ، الذى دعى له الدكتور "اللواء أ ح " مصطفى كامل
.... أحتد النقاش بين الحاضرين، والزعيق ، والمعارضة والتأييد ، فكانت كاميرا التلفزيون موجودة ، والجدع بقى يــظهر ........، أو زى مابيقولوا ، يــسرق ضوء الكــاميرا ... !!!
كان يحي الشاعر يجلس وبجانبه الشقيق عبدالمنعم ، ودخل النقاش فى كلام ودراهيب
.... سـبـس ،هنا وسبس هناك ، واللى فرقعوه ... والأجانب وسلامتهم وقتهــا ، والأدعـــاء بأن تلك كانت أوامر القاهــرة ... !!!
اللــه ؟؟؟ لأ بقى ... ... لحــد هنــا و بـــس .......!!! دى قلة أدب ... قــاهرة مين ، ومعرفش مين ....
قاطعهم يحى الشـاعر ...، وأخذ الكلمة ... وقــال مــايلى .... للتــــاريخ ... وللحــق .... وتوضيــحـــا للحقيقة
" .....أولا : لم يحدث أن وافقت القاهــرة على عملية النسف ، وعـــارضتها
......ثانيا . لم تصـــل أى أوامــر من القاهرة بالموافقة على فكــرتها
......ثالثا : تمت العملية دون حصول " اليوزباشى " سمبر غانم على موافقة مسبقة من القاهرة
......رابعا: . صدرت الأوامــر من اليوزباشى "سمير غانم" الى "يحى الشـــاعر" بتنفيذ عملية نسف التمثال
......خامسا وأهمهم : كانت أوامر القاهرة والرئاسة واضحة.."...عـــدم المســـاس بالممتلكات الأجنبية ، والمحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم.." فور مغادرة البريطانيين والفرنسيين لبورسعيد
......سادسا: لا توجد لنا أى علاقة ، ولم يحدث أن خطر للقيادة ، تحطيم تمثال الجندى التيوزيلندى المجهول ، ولكن ذلك تم ، خلال فترة نسفى لتمثال ديليسبس
يبقى الدوشة ليه دلوقتى.... ؟؟؟
لقد مضى نصف قــرن "خمســـين سنة " ، ولسه الدنيا عايشة فى أمان ....
يعنى ماعندناش وجع قلب غير "بـــسطويــسى" .....
يـــانــــاس ، بطـــلوا بقـــه
لو إحنـــا تمسكــنا برأى واحد " وهذا صعب فى كل مكان فى الدنيا كلها لأن ذلك طبيعة بشرية ، وتعبير عن الأستقلال فى الرأى الفردى ، ولو قـــلنا "بصوت واحـــد "
التمثال يبقــى فى بورسعيد ، لأنه جــزء من تاريخها ، وسيوضع فى ســاحة "المعرض " ، أى معــرض ، ولو حتى معرض الزهــور ، فى وسط مكان يســمى " ساحة المهندس نيجريللى "
كل العالم .. شرقآ ,, وغربآ .. شمالآ وجنوبآ .. حاليا ومستقبلآ ومنذ آلاف السنين .. كلهم مبهورون بالحضارة المصرية القديمة ، ومازالوا يكنون لنا كل احترام بسبب هذه الحضارة العظيمة .. ومع ذلك فان أحفاد هذه الحضارة لايبدون القدر المناسب من الاهتمام ، مع أن جزور الانسان .. أى انسان .. هى التى تدعم كيانه وتحافظ على تماسكه واستمراره !! " روز اليوسف 18 / 12 / 2004 " د. وسيم السيسى
1 - ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله. وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم أنظر الى السماء فأرى نجومآ كانت منذ آلاف أو ملايين السنين ، وقد لا يكون لها وجود الأن ، ما أعتقد أنه حاضر هو ماضى سحيق !
......
......
2 - . أقرأ عمن حفر قناة السويس انه ديلسبس الفرنسى ثم أعرف أنه المهندس النمساوى نيجريللى .
3- أزور تمثال الحرية فى نيويورك فأعرف أنه كان رمز للفلاحة المصرية وأهدته فرنسا للولايات المتحدة احتفالا بمرور مائة عام على استقلال أمريكا عن بريطانيا !
هل هناك ظلام أحلك أو معميات أكثر من هذا ؟!" ..... لقد تم حفر قناة السويس ثمانى مرات قبل نيجريللى النمساوى:
- بدأت يسنو سرت الثالث 1874 ق.م ثم ستى الأول 1210 ق.م ثم نخاو الثانى 610 ق.م ثم دارا ثم الاسكندر ...الخ .
- انتقل تنفيذ مشروع قناة السويس من "نيجريللى" بعد أن بدأ الحفر بناء على اتفاق مع سعيد باشا الى ديلسبس بعد تولى اسماعيل باشا الحكم ، خصوصا لصلة الصداقة بينه والامبراطور نابليون الثالث والملكة أوجينى ،أستخدمت الشركة الفرنسية سواقى الحفر المستمدة فكرتها من سواقى الماء المصرية ، حتى لا يكون هناك سخرة للعمال طلب اسماعيل باشا من المثال الفرنسى "فردريك بارتولدى" بعد دعوته لزيارة الأثار المصرية ورؤية الفلاحة المصرية أن يصنع له تمثالا طوله مائة متر ، حتى يضعه على مدخل قناة السويس وطلب منه أن يكون التمثال على هيئة فلاحة مصرية بملابسها القروية ، وأن يعبر وجهها المصرى عن حضارة مصر الفرعونية وأن تحمل بيدها المتجهة الى السماء فنارا " شعلة " تهدى السفن الى مصر.. السلام .. والنور..والحضارة ..والأمان ،
.... كما طلب الخديوى أن ينبعث النور من غطاء الرأس من سبع جهات ، حتى يهدى السفن القادمة من سبعة بحار مختلفة . كان اسماعيل باشا عاقدا العزم على اعلان استقلال مصر عن تركيا يوم افتتاح قناة السويس واقامة تمثال الحرية ، ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، عجز اسماعيل باشا عن دفع تكاليف التمثال ، فاستبدله بتمثال ديلسبس
"....... وذهب تمثال الحرية هدية للولايات المتحدة الأمريكية فى عيد استقلالها المئوى بعد تعديل موضع الشعلة من الزراع اليسرى " مدخل بور سعيد " الى الزراع اليمنى " مدخل ميناء نيويورك .....
وقد اراد الأمريكيون تعديل رداء الفلاحة المصرية ووجهها الى ملامح وملابس رومانية ولكن المثال الفرنسى "فردريك بارتولدى" رفـــــــض هذه التعديلات . انه تمثال الحرية المصرية فى نيويورك ، انـــها مصـــــر يا صاحبى ........انها النور الذى يدرك الناس جميعا وان اعتقدوا أن المنتأى عنها واسع !
وكــان التعليق ...... فهمت الآن ما كتبه الصحفى الألمانى عن تمثال الحـرية ، أنه فتاة أمريكية بقميص النوم ! لم يعرف أنه زى الفـــــــلاحة المصـــــرية
الجــهل عيب يا ألـــمــــانـــيـــا ... بلاش تحيز .... المصــاروة مش وحشـــن ، والفلاحين أصلـــهم ..... فـــراعنة ..... !!!!!
مش قلت لكم أخو الجهالة فى الشقاوة ينـــــــعــــم
.....
........
لكن حكاية نسف التمثــال دى بقى ، حكـــاية طويلة قوى .....
عملهــــا إبن البلد .... يحي الشاعر ، وساعده فيها شقيقه عبد المنعم .... !!!!
يعنى زى مابقولوا ...... " أنا وأخويا ..........
على ....... .بـــســـــطـــــويـــى .....!!!! "
إبتسم "السيد العربى" لنفسه ، وتمتم ..." بورسعيد يناس فيها قصص طويلة ....!!!
وغادر السيد العربى "المقهى" وقد سمت على وجهه نظرة سعادة ....
بينمــا إبتسم خالد ...منشرحــا ، مثل صباح اليوم
فــالدنيا حــلوة ، مش عــايزة زعـــل
ولا تنسـوا هذه الصورة مساء يوم 23 ديسمبر 1956 ، عندما ثبت جنديان (بريطانى ، وفرنسى) علم إنجلترا وعلم فرنسا على يد ذراعه الأيمن ، لحظات قبل مغادرتهم بورسعيد ... ، وكيف أنهم طلوا التمثال بالشحم حتى لا يمكن التسلق عليه ... !!!!!
د. يحي الشاعر