وثيقة الحل الجذري للقضية الفلسطينية

[أسامة الكباريتي]

الصحف المصرية والعربية

هنا وهناك نراهم بكل وضوح ..
هم قليلون
(بالقياس على الأغلبية الصامتة)
لكن أصواتهم تصفع الأذن ..
ونبراتهم حادة كصفير قطار بخاري قديم
أو نعيق بوم

هم منا
لا نتبرأ منهم
وهم محسبون علينا ..
ولا بأس في أن يعن على بال أحدهم
أن يجاملنا
بتلويحة كف .. أي أغرب عن وجهي ..
أو بطلب غلق بوابة عبور ..

نراهم في المطارات والموانئ
نعرفهم من لون عيونهم الموحد
خاصة عندما تقرحها رؤية وثيقة سفر للاجئ فلسطيني حقير ..
وكأن عقرب قد لسعته ..
أو أنه قد وقع في Septic Tank
هو معذور..
فقد نسي او تناسى أن من علمه في مختلف مراحل الدراسة كان واحد منهم
لاجئ
ونسي أو تناسى ان من أنقذ حياته في Mayo Clinic
كان واحد منهم

لكنه لا ينسى التعليمات
"فلسطيني طاعون الأرض غريب ملعون ..
عكنن عليه واقرفه في حياته
خليه يندم إنه جاء إلى هذا البلد
..............
................
....................
قائمة مختصرة من التعليمات
لأنك ماتوصيش حريص
واحنا شايفينهم
شباب زي الورد وضحكته من الودن للودن
ولما يشوف الجواز الفلسطيني
الله لا يحطك مكانه"

هم
يتمنون المحاق لفلسطين وشعب فلسطين
ومن شاء حظه العاثر أن يكون مواطنا في بلد وضعه الله بجوار فلسطين
أو وضع فلسطين في طريقه ..
فإنه يبتهل مناديا الرب أن يلبي نداء رابين ..
فيفيق ذات صباح وقد ابتلع البحر فلسطين كلها وليست غزة فحسب ..

إلى هؤلاء الذين يتمنون ليل نهار زوالنا عن وجه البسيطة
مارأيكم في الحل الجذري للقضية الفلسطينية ..
حل باتر حاسم قاصم عاصم باصم
مُنهي
هو ليس من نسج خيال سكير اجترحه على باب خمارة في زقاق ينتهي ببيت دعارة ..
بل هو وثيقة مودعة منذ ما يزيد عن 40 عاما .. يزيد ..
وثيقة مودعة في الكنيست الصهيوني حيث ألقى الرئيس المؤمن محمد أنور السادات خطبته العصماء ..
ومن خلفه ثبت لوح من الجرانيت الصلد..
رمادي كان لونه على ما أذكر
المهم ان يهود صرحاء جدا في مواقفهم ..
عندما يشعرون بأن المقود بأيديهم ..
لوح الجرانيت كتب عليه بالعبرية الفصحى:
أرضك يا إسرائيل .. من الفرات إلى النيل

ماعلينا جرانيت والا طوب حراري
المهم العبارة
والوثيقة المودعة في الكنيست الصهيوني وفيها أيقونة الحل الجذري للقضية الفلسطينية:
يعتمد الحل في بدايته على ما بدأه يهود في عام 1948
الترانسفير = TRANSFER
تهجير كل من هو فلسطيني من على أرض فلسطين كلها إلى دول الجوار دفعة واحدة
وجعله أمر واقع ..

كل فلسطيني يقيم في بلد يحصل على جنسيتها رغم أنف حكامها ..

بقي هناك شرط صغير
على الدول مانحة الجنسية ان تقوم بتعقيم من سوف يكتسبون جنسيتها أو قد اكتسبوها من قبل ..
حتى الطفل الرضيع يجب أن يطاله العقم ..

وللفلسطينيين ان يهنأوا بما سوف يغدق عليهم من اموال وعز وجاه وبهنسة ..
يعيشها بالطول والا بالعرض مش مهم
المهم انه مش رايح يورثها لأحد
خصوصا الأجيال الشابة والأطفال منهم ..

قول احنا نفدنا باللي عملناه
وخلفنا ماشاء لنا الله ..
ياحسرة على اللي جاي
راح يعيش فشنك ..

و
أهدي سلامي لأخي العربي الأبي من المحيط المسروق سمكه
إلى الخليج المسروق بتروله

 

[د. يحي الشاعر]

أخ أسامة العزيز

نحن الإثنين ، عاصرنا "حرب فلسطين" .. وتداعياتها

لا يوجد ما نطلق عليه حل جذري ، لأنه .. هو الحل العادل ... الذي سوف يخرج "الإسرائيليين" من إسرائيل

وكما يكافح "الفلسطيني" من أجل أرضه ووطنه الذي أغتصب ، سيقاتل ويكافح "اليهودي" .. الإسرائيلي ، الذي لا يعرف أرض أخري ووطن آخري غير إسرائيل ، لأنه ولد فيها وترعرع تحت سمائها .. وتعلم في مدارسها .. وخدم في جيشها ... وتزوج علي أرضها .. ويعمل بين حدودها ...


أنت ... تطال بإستعادة أرض وطنك المغتصب .. وهو .. يدافع عن " إغتصاب" أرض وطنه -- لا تؤخذني ، بكلمة "إغتصاب" .. بالنسبة له .. ولكنها .. الواقع ..

كم من مئات المرات ، ناقشت يهود وإسرائيليين ... سواء من إسرائيل أو من خارجها ... سواء أمريكان أو أوربيين أو حتي "مصريي الأصل"

هذا هو الواقع ....

كما تري ...

الإتفاق الأول والأخير .. هو بينكما .. أنتما ( شعب فلسطين "ممثليه" .. و مواطني إسرائيل "حكومة إسرائيل" وليس غيركما .. ودون تدخل ثالث بينكما ... ودون توجيهات وإشراف وموافة "ولي أمر" لأي منكما ... وهذا صعب .. ولكن ليس مستحيل





د. يحي الشاعر

 

 

[أسامة الكباريتي]

مؤرخنا العريق د. يحي حفظه الله
أما عن الحل الجذري فهذا ما يراه يهود كحل يريحهم من شعب عنيد لا يرى لوجودهم على أرض الإسلام بقاءا ما بقي مسلم على وجه البسيطة ..
وهذه وثيقتهم المودعة في مجلس نوابهم ..
وليست مجرد شائعة ..
ويهود يعملون دوما على انتظار الوقت المناسب لتنفيذ ما خطط لهم شياطينهم..

نحن لا نكافح ولا ننافح عدوا عاديا..
بل إن مجرد بقاء المسلم في فلسطين يكون رباطا في سبيل الله ..
وما مواجهته لأعداء الله إلا جهادا في سبيله جل وعلا ..
وهذا يدعمه الوعد الحق
لن يمثلنا من يتفق مع يهود على التنازل عن شبر من أرض الإسلام لهم ..
بل هو أقرب إليهم وأبعد عنا ..

ولقد جرب مفجر الثورة الفلسطينية مخالفة الشرع بالاتفاق مع يهود على غير ما امر به الله
فدفع في النهاية -غفر الله له- حياته رخيصة وبلا مقابل ..
بل إن المقابل كان تمكين متهاونون وعملاء من رقاب العباد في فلسطين ..
مستعينين بحكام العرب الذين وضعهم يهود في مناصبهم لهذه الأدوار القذرة ..

ولقد حما الله مصر من جديد إذ غير الناس شيئا مما بانفسهم ذات يوم هو من أيام التاريخ ..
فخلصهم من أعتى جلاوزة الظلم والطغيان بعدما زلزل الأرض تحت قدميه وأوقع في قلبه الرعب ..
فجاء الحق وهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ..

أما عن أرض الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس فإنها وقف إسلامي ارتوت أراضيها بدماء المسلمين عبر أربعة عشر قرنا ونيف ..
وإذا ما كانت الظروف لم تنضج بعد ليبدأ التحرير الشامل
فلا أقل أن يبقى أهلها في رباطهم ولا يتنازل أحد منهم عن شبر من أرضها المقدسة ..
وليلتف الأنصار من شعوب الأمة العربية والإسلامية من حولهم في دعم ومؤازرة ..
وهذا أضعف الإيمان ..