بمرور الساعات تزداد أزمة تونس السياسية تعقيدا،ما يقارب الشهر من إدخال تحوير وزاري على حكومة هشام المشيشي ولكن دون دعوة رسمية منرئيس الجمهورية قيس سعيد لأداء اليمين الدستورية على خلفية رفضه للتحوير.
تتعمق الأزمة وهناك تحذيرات من دخول البلادفي الفراغ والفوضى والإفلاس بسبب تعطل لغة الحوار وخاصة بين السلطات.
وتبحثعدة أحزاب سياسية أبرزها من خارج دائرة الحكم بالتعاون مع المنظمات الوطنية وشخصياتوطنية عن إيجاد حل أساسه "الحوار السياسي" على اعتبار أن الأزمة سياسية بالأساس،وإجماع جل المتابعين حتى من خبراء القانون على أن الحل لن يكون إلا "سياسيا".
وتتسارع اللقاءات خاصة في الأربع والعشرينساعة الأخيرة لإطلاق مبادرة الحوار، شبيهة بحوار 2013 (بعد اغتيالات سياسية)، الذيقادته أربع منظمات وطنية كبرى.
من جهته توجه رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس حركةالنهضة راشد الغنوشي برسالة تضمنت طلب دعوة من رئيس الجمهورية لاجتماع الرؤساء الثلاثة والبحث عن حل للأزمة.
مشاورات حثيثة
لقاءات معلنة وغير معلنة تقودها شخصيات فاعلةفي المشهد السياسي في محاولة منها لحلحة الأزمة السياسية والخروج بحوار وطني يجمع كلالأطراف، ذلك ما أكده الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي خليل الزاوية في تصريح لـ"عربي21":"بالفعل هناك لقاءات لتحسيس المنظمات الوطنية بضرورة دعم عقد الحوار الوطني، نريدجمع مختلف الفرقاء على نفس الطاولة لإيجاد حل والتوافق، فالحكومة الحالية والقائمةعلى النيابة (أغلب الوزراء بالنيابة)، وبشكلها المؤقت، لا يمكن أن تواجه الوضع الصعب".
وعن أسماء المنظمات المنخرطة في الموضوع قالالزاوية: "التقينا الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة الأعراف، واتحاد الفلاحين،وعمادة المحامين".
ويوضح أمين عام حزب التكتل الديمقراطي:"لا نريد أن نصل إلى طرف غالب وآخر مغلوب، لا بد من أمر واضح وإصلاحات سياسيةهامة وأساسا منظومة الانتخابات والمحكمة الدستورية لأجل تطبيق الدستور".
وثمن الزاوية تجاوب جل الأطراف للحوار،وقال: "الإيجابي أن الأطراف كلها قررت التحرك وهناك لقاءات، توجد رغبة في حلحلةالوضع، ورئيس البرلمان من جانبه تقدم بطلب لقاء ثلاثي، الأسبوع القادم سيظهر مدى نجاحهذه اللقاءات".
بدوره قال الأمين العام المساعد بالاتحاد العامالتونسي للشغل سمير الشفي في تصريح صحفي، الجمعة إن "البلاد تمر بأزمة سياسيةغير مسبوقة، الحكمة تتطلب بلورة مشروع وطني لإنقاذ البلاد من العبث".
وشدد الشفي: "سنكون جسر عبور من خلالمبادرات ومواقف وطنية"، متحدثا عن أن "هناك غلبة للعبث والمصالح الحزبية".
وأكد الشفي: "تبقى مبادرة الاتحاد طوقالنجاة التونسيين".
الإثنين الحسم
من جهته كشف عميد الهيئة الوطنية للمحامينبتونس إبراهيم بودربالة في تصريح لـ"عربي21" أنه سيلتقي، الإثنين، الرباعيالراعي للحوار (اتحاد الشغل، المحامون، الأعراف والرابطة) "لتحديد الخطوات الواجبالقيام بها، وكيفية العمل، والأطراف التي سيتم التواصل معها ودعوتها للحوار".
وأفاد بودربالة: "أمام الأزمة التي تمربها البلاد وتمسك كل طرف بموقفه، تواصلنا نحن المنظمات واقترحت على الاتحاد إحياء مبادرةالحوار الوطني كسنة 2013 نظرا لوقوفنا على نفس المسافة من جميع الأحزاب وأن نحاول تقريبوجهات النظر والخروج بحل للأزمة وأن يتنازل كل طرف خطوة".
وفي سؤال عن مدى القدرة على الحل وتجاوب أطرافالخلاف رد بودربالة: "نحن بادرنا وهناك أمل للنجاح، وكل الأطراف ستغلب لغة العقلعلى العاطفة، ولنا أمل ببلوغ نتيجة إيجابية".
والتقى عميد المحامين، وهو أول من دعا للحوارالوطني، رئيس الجمهورية قيس سعيد، وتم الحوار بخصوص الأزمة السياسية وضرورة إيجاد مخرج.
كما اجتمع مساء أمس رئيس الحكومة هشام المشيشيبرئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، وتحدثا عنالوضع بالبلاد والأزمة السياسية.
اقرأ أيضا: رسالة من الغنوشي إلى سعيّد تطلب لقاء مشتركا مع المشيشي
مزيد من التفاصيل