مخاطر تحاصر الثورة بين العنف والتراجع - رفيق حبيب - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    نتائج انتخابات الرئاسة
    (الكاتـب : تصحيح ) (آخر مشاركة : AndrewInfub)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > المنتدى العام > منقوووووووووووولات

    منقوووووووووووولات خاص بالموضوعات المنقولة فقط

    منقوووووووووووولات

    مخاطر تحاصر الثورة بين العنف والتراجع - رفيق حبيب


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 14th September 2014, 09:55 AM محمد علي عامر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Brigadier General
     





    محمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond reputeمحمد علي عامر has a reputation beyond repute

    افتراضي مخاطر تحاصر الثورة بين العنف والتراجع - رفيق حبيب

    أنا : محمد علي عامر




    مخاطر تحاصر الثورة
    بين العنف والتراجع

    د. رفيق حبيب


    تتناول هذه الدراسة المخاطر التي يتعرض لها الحراك الثوري، خاصة خطر الانزلاق للعنف، وخطر الانزلاق لحالة من التراجع الحركي، في محاولة لكشف عناصر قوة الحراك الثوري، والمسار الذي يحسم معركة الثورة



    لقراءة الدراسة إضغط
    هنا







    يواجه الحراك الثوري عدة تحديات، تؤثر على قدرته على الاستمرار، كما تؤثر على اتجاهه.
    فالحراك الثوري كفعل شعبي، تؤثر عليه توجهات المشاركين فيه، والظروف التي تواجههم، كما يؤثر فيه
    المناخ العام.
    مع دخول الحراك الثوري عامه الثاني، أصبح يواجه تحديات أكثر، فالثورة التي تحسم سريعا، لا
    تواجه نفس التحديات التي تواجه ثورة النفس الطويل. فمع استمرار الحراك الثوري، وتعدد المراحل التي
    يمر بها، تواجهه تحديات ومخاطر، يمكن أن تؤثر على مساره.
    ومن أهم التحديات التي تواجه الحراك الثوري، هي مستوى هذا الحراك، ومدى انتشاره وتأثيره
    وفاعليته، لأن الحراك الثوري في النهاية، هو احتجاج شعبي يستهدف إسقاط الحكم العسكري، لذا فإن قوة
    هذا الحراك، تمثل عاملا مهما، يحدد قدرته على الحسم.
    وفي أي حراك ثوري مستمر، لا يمكن أن يكون بنفس الدرجة والتأثير طيلة الوقت، فمع استمرار
    المواجهة لفترة زمنية، يصبح الحراك الثوري متغيرا مع تغير الظروف المحيطة به، كما أن استمرار
    الحراك الذي تحقق، يفرض عليه تغييرا في درجته وحضوره.

    ويصبح السؤال المركزي يدور حول أهمية استمرار الحراك الثوري، ومن الواضح أن شرط
    الاستمرار، يعد الشرط الأول لنجاح الحراك الثوري، لإن بقاء الحراك الثوري مستمرا منذ حتى ما قبل
    الانقلاب العسكري، يمثل فعليا أهم عوامل النصر.
    وقد تخطى الحراك الثوري مرحلة تحدي الصمود، لأنه تمكن بالفعل من الصمود والاستمرار،
    وأستطاع مواجهة آلة القمع، دون أن تتمكن السلطة العسكرية من وقف الحراك الثوري، مما جعل الحراك
    ينتصر في معركته الأولى، وهي معركة الصمود.
    وتمكن الحراك الثوري من استيعاب وامتصاص استراتيجية الصدمة والرعب التي اتبعتها السلطة
    العسكرية، مما مكنه من إفشال الاستراتيجية الوحيدة التي تعتمد عليها السلطة العسكرية، وأصبح قادرا على
    الاستمرار والبقاء والصمود.
    بعد تحقق شرط النجاح الأول، وهو القدرة على الصمود، يواجه الحراك الثوري تحديات جديدة،
    تتمثل أساسا في القدرة على استمرار التأثير والفاعلية، فاستمرار الحراك الثوري في حد ذاته يمثل نجاحا،
    ولكن الحراك الثوري يحتاج لتحقيق عدة نجاحات أخرى، حتى يتمكن من حسم المعركة لصالح الثورة.

    بين الصعود والهبوط

    من الطبيعي أن تتذبذب حركة الحراك الثوري من يوم لآخر، ومن أسبوع لآخر. فالحركة المتذبذبة
    للحراك هي جزء من طبيعة الحركة الثورية الشعبية، التي تخوض معركة النفس الطويل. وفي نفس الوقت،
    فإن التحكم الكامل في حركة الحراك الثوري، بين الصعود والهبوط أمر صعب.
    ومن الناحية الاستراتيجية، فإن التخطيط للحراك الثوري بحيث يتراوح بين موجات صاعدة
    وموجات الاستمرار الرمزي، يحتاج لرؤية تقوم على تحديد أهداف الحراك المرحلية والنهائية، وأيضا
    تضع في اعتبارها الظروف العملية.
    ولا يمكن التخطيط لحراك يعتمد على التصعيد المستمر، إلا إذا وصل الحراك الثوري لمرحلة
    الحسم، وأصبح الوقت المتبقي على المعركة الحاسمة قليل، وعندها يمكن أن يدخل الحراك الثوري في
    مراحل متتالية من التصعيد.

    ولا يمكن التخطيط لحراك ثوري رمزي ومستمر بدون تصعيد، إلا إذا كانت معركة الحسم مؤجلة،
    ولن تأتي قبل سنوات، مما يجعل الحراك الثوري يتجه للحفاظ على الاستمرار، دون أن يحاول التصعيد،
    مادامت معركة الحسم مؤجلة.
    فالتصعيد المستمر يأتي في مرحلة المعركة قصيرة الأجل، والاستمرار الرمزي بدون تصعيد
    يحدث في مرحلة المعركة طويلة الأجل، أما في مرحلة المعركة متوسطة الأجل، فإن الحراك يحتاج لخيار
    آخر، وهو خيار الجمع بين الاستمرار الرمزي المتدرج، والتصعيد المحسوب المخطط.
    والأغلب أن الحراك الثوري يحتاج بالفعل إلى الاستمرار، كما يحتاج للحراك الرمزي، ويحتاج
    أيضا للتصعيد المحسوب والمخطط، حتى يتمكن من حسم معركة الثورة في المدى المتوسط. مما يعني أن
    الحراك الثوري يحتاج للجمع بين أدوات الحراك المختلفة، وأيضا درجاته المختلفة.
    والمتابع للحراك الثوري، يجد أنه بالفعل استطاع تحقيق حالة حراك متنوعة ومتعددة الدرجات،
    كما يبدو أن الظروف العملية فرضت أيضا نوعية الحراك المتعدد الدرجات والأشكال. مما يعني أن الحراك
    الثوري يواجه تحدي المحافظة على قدرته على الاستمرار، بدرجات رمزية وتصعيدية متتالية.

    والتحكم الكامل في الحراك، أمر غير عملي، مما يعني أن التخطيط للحراك يضع الإطار العام له،
    ولكن في التنفيذ تختلف الصورة بدرجة أو أخرى، عن ما هو مخطط لها، فالحراك الثوري ولأنه عمل
    شعبي واسع، لا يمكن التحكم في صورته وفعله بالكامل.
    ويواجه الحراك الثوري تحديا مزدوجا، لأن الحفاظ على القدرة على الاستمرار، والحفاظ على
    الحركة الرمزية والحركة التصعيدية، ليس أمرا سهلا. كما أن رغبة الحراك في الحفاظ على السلمية، تمثل
    أيضا تحديا له، خاصة مع تزايد حدة الغضب الشعبي.
    فالتصعيد يمكن أن يتسبب في انزلاق الحراك لنوع من العنف، كما أن الخوف من التصعيد ومحاولة
    السيطرة عليه، قد تجعل الحراك يتحول إلى المستوى الرمزي اليومي، ويفقد بذلك القدرة على التصعيد،
    وهو ما يجعل معركة الحسم مؤجلة.
    فإذا غلب على القيادة الميدانية للحراك الخوف من الانزلاق لنوع من العنف، سوف يدفعها هذا إلى
    تقليل مساحة التصعيد بالدرجة التي تغير من مسار المعركة، وتحولها إلى معركة طويلة الأجل، وتكون
    قيادة الحراك هي التي غيرت مسار المعركة.
    وإذا غلب على القيادة الميدانية الرغبة المستمرة في التصعيد، فإنها بذلك تدخل المواجهة إلى
    المرحلة القصيرة المدى، فإذا حدث هذا في ظرف غير مناسب لحسم المعركة، فإن الحراك الثوري يواجه
    مخاطر أن ينزلق التصعيد المستمر، إلى نوع من العنف، مادامت المعركة لم تحسم.

    الدعم الشعبي والتصعيد

    من أهم ما يواجه أي حراك ثوري شعبي من تحديات، هو العلاقة بين الحراك الثوري والقاعدة
    الشعبية المؤيدة له، وأيضا القواعد الشعبية التي يحاول جذبها للحراك الثوري. فأي ثورة شعبية تعتمد على
    تشكل إرادة شعبية قوية ومؤثرة ونافذة، وقادرة على تحقيق معركة الحسم مع الاستبداد.
    والحراك الشعبي بعد الانقلاب يتراوح بين أشكال من الحراك تجذب منضمين جدد، وتزيد من
    انتشار قاعدة الحراك، وبين أشكال أخرى من الحراك ليست جاذبة للآخرين للمشاركة فيها. وكثيرا ما يكون
    التصعيد المؤثر غير جاذب للمشاركة فيه، في حين أن الحراك المعتمد على التظاهر يجذب أعدادا أكبر.

    التظاهرات الحاشدة، تعرض المشاركين فيها لآلة القمع بصورة أكبر من الحراك والتظاهر
    المتفرق. وكلما ضربت آلة القمع أكثر، قل عدد من يشارك في الحراك الحاشد، في حين أن الحراك الذي
    يتجنب آلة القمع، يزيد عدد المشاركين فيه.
    كأن الحراك الثوري يواجه تحديا مزدوجا، حيث عليه أن يختار بين العمل على جذب قطاعات
    جديدة من المجتمع للحراك الثوري، وبين العمل على تصعيد المواجهة حتى يختصر مدة تلك المواجهة،
    ويقرب موعد الحسم.
    ، وفي كل الأحوال، فإن الحراك الثوري لا يجذب كل المجتمع، ولم يحدث هذا في يناير 1011
    فهناك قطاعات من المجتمع تؤيد الاستبداد، وقطاعات تفضل العلمانية العسكرية، وقطاعات تستفيد من حكم
    منظومة الاستبداد والفساد، ولكن هناك قطاعات يتم تضليلها، ومكانها الصحيح مع الحراك، وليس مع
    الاستبداد.
    والحراك الاحتجاجي السلمي، يمثل عامل جذب، خاصة مع قدرته على الاستمرار، مما يجعله
    حركة مستمرة حاضرة في الشارع، وتجذب مؤيدين جدد كل يوم. مما يعني، أن قدرة الحراك الثوري على
    الاستمرار، تؤدي إلى قدرته على جذب مؤيدين جدد، ومشاركين جدد، مما يجعله حراكا متصاعدا شعبيا.
    ولكن هدف جذب المؤيدين الجدد، إذا أصبح على حساب قدرة الحراك على التصعيد، فإن ذلك
    يعني أن الحراك يطيل المعركة، أو أن قيادته الميدانية ترى أن المعركة طويلة بالفعل، مما يجعل لجذب
    قطاعات جديدة من المجتمع، أولوية على أي تصعيد، مادامت معركة الحسم مؤجلة.

    تحدي العنف

    ليس الحراك الثوري بعد موجات الثورة المضادة، هو الفاعل الوحيد في الساحة العربية، فقد عاد
    بقوة العنف المسلح باعتباره بديلا آخر، يواجه النظم المستبدة. وعودة الروح لفكرة العنف المسلحة، نتجت
    أصلا من الانقلاب العسكري في مصر، ودموية النظام المستبد في سوريا.
    والحراك الثوري يواجه خطر الانزلاق للعنف، بل ويواجه مخطط السلطة العسكرية التي تستهدف
    دفع الحراك الثوري للعنف. فأي سلطة مستبدة عسكرية، تفضل معركة السلاح عن معركة الثورة الشعبية،
    كما تفضل معركة القوة المسلحة، عن أي معركة سياسية.
    وكما دفع النظام السوري المستبد الثورة في سوريا إلى مرحلة الثورة المسلحة، فإن السلطة
    العسكرية في مصر تريد دفع الحراك الثوري إلى مرحلة المواجهة المسلحة، لأنها سوف تتمكن من تعضيد
    سلطتها في ظل المواجهة المسلحة بصورة أفضل.
    ومصر ليس لها جغرافيا طائفية، مما يعني أن جغرافية مصر السكانية لا تسمح بثورة مسلحة كما
    حدث في سوريا، لهذا فإن انزلاق الحراك الثوري للعنف، يعني الدخول في مرحلة استنزاف طويلة المدى،
    وأيضا الدخول في مرحلة اضطراب مجتمعي أشد خطورة.
    ولكن الخوف من الانزلاق للعنف، إذا أصبح على حساب قدرة الحراك الثوري على التصعيد، فإن
    ذلك يمد من أجل المعركة، ويؤجل معركة الحسم. خاصة وأن التصعيد بالحشد أصبح يمثل تكلفة بشرية
    عالية على الحراك الثوري.
    والسلطة العسكرية أرادت أن تجعل تكلفة التظاهر الحاشد، وتكلفة الاعتصام باهظة، حتى تمنع
    الحراك الشعبي من الحشد بأي صورة من الصور، وحتى تفقده قدرته على تصعيد الاحتجاج السلمي، وتشل
    أحد أهم أدوات الاحتجاج السلمي، وهي الحشد الشعبي.
    والقيادة الميدانية للحراك، تدرك أن تصعيد الحراك من خلال الحشد، وبشكل مستمر أو متتالي،
    سوف يرفع التكلفة البشرية، وهو ما يؤثر على قدرة الحراك على جذب قطاعات جديدة من المجتمع
    للمشاركة فيه. فالكتلة الصلبة للحراك، مستعدة لدفع أي ثمن، ولكن الكتل الأخرى المؤيدة، قد لا تتمكن من
    تحمل التكلفة البشرية الباهظة.
    لذا يصبح الحراك أحيانا محاصرا، ليس من السلطة العسكرية، بل من قيمه والأسس التي قام عليها،
    وأيضا من أهدافه، التي هي أهداف أي حراك ثوري شعبي. فالثورة الشعبية تعتمد على الجماهير أساسا،
    مع وجود الطليعة المناضلة والقادرة على قيادة الحراك، والصمود في الميدان.

    ثورة مصر

    مع اختلاف الثورات عن بعضها، وحتى ثورات الربيع العربي نفسها حسب ظروف كل بلد، فإن
    الثورة المصرية، هي ثورة شعبية بامتياز، وهي بالفعل تعتمد أساسا على إرادة شعبية خالصة، قادرة على
    حسم المعركة مع الاستبداد.
    ولأن الإرادة الشعبية القادرة على حماية الثورة لم تتوفر بالقدر الكافي، حدث الانقلاب العسكري.
    ولأن الإرادة والوعي الشعبي لم يبني بعد أساس قوي للثورة، لذا فإن قطاعات من المجتمع يتم تضليلها،
    وتصبح خصما من الثورة، رغم أن الثورة هي التي تعبر عنها وتحقق مصالحها.
    لذا فالحراك الثوري بعد الانقلاب العسكري، يبنى على القاعدة الشعبية، وعلى تشكل وعي وإرادة
    شعبية قوية، تبني قاعدة للثورة، تنجح الثورة، ثم تحمي مسارها. مما يعني أن الحراك الثوري، هو عملية
    بناء قاعدة شعبية تتوسع تدريجيا.
    وإذا كانت المواجهة بين الثورة والانقلاب، هي مواجهة المدى المتوسط، فإن الزمن يفيد الحراك
    الثوري، لأنه يتيح له الفرصة لكشف الانقلاب العسكري، وبناء القاعدة الكافية لإنجاح وحماية الثورة،
    ويصبح عامل الوقت، هو أداة كسب الشارع لصالح الثورة.
    يظل عامل استمرار الحراك، هو الذي يجعل الثورة مستمرة، والانقلاب العسكري لم يستقر، وبدون
    استمرار الحراك الثوري، سوف تصبح الثورة مهمة مؤجلة، وهو ما يجعل الاستمرار والتجديد في طرق
    الاستمرار أمرا مهما.
    لا يمكن أن يكون الحراك ثوريا، إلا بقدر ما يكون مؤثرا، ولأن المعركة هي معركة النفس الطويل،
    لذا فإن تأثير الحراك يجب أن يكون حاضرا. مما يجعل التأثير والفاعلية، من العوامل المهمة، التي تجعل
    الحراك ليس احتجاجا سياسيا، بل عملا ثوريا.
    حفاظ الحراك على قدرته على الحشد ومن ثم التصعيد، من الأمور المهمة، والتي تبرز القاعدة
    الشعبية الواسعة المؤيدة للثورة، والمناهضة للحكم العسكري. وأيا كانت وسيلة الحشد، فإن الحشد ضروري،
    مع تجنب رفع التكلفة البشرية التي يتحملها الحراك الثوري.
    التصعيد بطرقه المختلفة أمر مهم، حتى وإن بدى أحيانا وكأنه بداية انزلاق، فالمحافظة على سلمية
    الحراك ضرورية ومهمة، دون أن تكون عائقا أمام حراك يتطور شعبيا، ولا يمكن أن يكون تحت السيطرة
    الكاملة.
    في ذكرى الانقلاب ومحرقة رابعة، تحرك الحراك الثوري بصورة فاعلة ومؤثرة، جعلته يملك
    قرار التصعيد، بعد أن ملك قرار الاستمرار والصمود. وفاعلية الحراك الثوري، عندما يصعد حركته، تؤكد
    على أنه صاحب القرار في الشارع.
    تشير تجربة الحراك الثوري، أن الجمع بين الاستمرار والتصعيد مهم، وأن التصعيد المخطط في
    فترات متقاربة، يمثل عاملا مهما لصالح الحراك. كما أن التصعيد بالحشد أحيانا مهم، والتصعيد بامتلاك
    الشارع مهم أيضا في أحيان أخرى.
    والموازنة بين الاستمرار في التظاهر وكسب أنصار جدد، والقدرة على التصعيد في مواعيد محددة
    ومختارة أمر مهم، بحيث لا يكون كسب الشعبية على حساب التصعيد، ولا العكس أيضا. وهو ما يوفر
    للحراك الثوري كل مقومات النجاح.
    كما أن القدرة على التصعيد، سوا ء بالحشد أو التأثير، تعد مرانا ميدانيا على مرحلة التصعيد
    الأخيرة، عندما يحين حسم معركة المواجهة مع الحكم العسكري. بجانب أن القدرة على التصعيد، تؤكد
    على قوة الحراك، وهو ما يكسبه شعبية، لأن البعض قد لا يؤيد الحراك، بسبب يأسه من إمكانية نجاح
    الثورة.
    ومع تحولات الحراك الثوري، أصبح أهم ما يميزه قدرته على التنوع، وتنوع الشرائح المنتمية له،
    وقدرته على اكتساب أرض جديدة، مما يعني ضمنا، أن استخدام الحراك الثوري لمختلف أدوات وطرق
    الحراك أصبحت لصالح الحراك وقدرته على التأثير.

    الخلاصة

    أهم ما يجعل الحراك الثوري لا ينزلق للعنف، هو أن يكون حراكا فاعلا بدون عنف، وفي نفس
    الوقت، دون محاولة وضع الحراك في قالب منظم للغاية، لأن هذا أمر غير عملي. كما أن فاعلية الحراك
    الثوري السلمي، تعضد السلمية كمنهج في مواجهة أي منهج عنيف تستخدمه الجماعات المسلحة.
    ما يقي مصر من العنف، وانتشار الجماعات المسلحة، هو استمرار الحراك الثوري، حتى وإن
    شاب بعض حركته أي تجاوز، وتحمل تلك التجاوزات، والعمل على الحد منها ضروري، لأن الحراك
    السلمي يجذب كل الكتل الغاضبة بعيدا عن العنف، ويقلل من احتمال انتشار الجماعات المسلحة.
    والموازنة بين الاستمرار والتصعيد من جانب، والموازنة بين كسب المؤيدين وبين تصعيد التأثير
    والفاعلية من جانب آخر، تمثل عناصر قوة الحراك الثوري، الذي امتلك عمليا القدرة على الاستمرار
    والصمود، ثم امتلك القدرة على التصعيد، وأصبح عليه أن يحقق كل هذه العناصر معا، في تخطيط متكامل.
    يراكم الحراك الثوري تأثيره ونجاحاته، كما يراكم قدراته، مما يجعل من المهم توظيف تلك القدرات
    المتراكمة في مسيرة تصاعدية في مجملها، لا تتعجل المعركة، ولا تبطئ من حركة المواجهة، وتوازن
    حركتها، وتدرك طبيعة المعركة المتغيرة. فإدراك الحراك الثوري للمساحة الزمنية التي يتحرك فيها، وهي
    مساحة متغيرة مع الوقت، تمكنه من تجنب إبطاء حركته بدون سبب، أو تعجيل الحركة بدون ظرف مناسب.









    .






    .

     

    الموضوع الأصلي : مخاطر تحاصر الثورة بين العنف والتراجع - رفيق حبيب     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : محمد علي عامر

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد علي عامر ; 14th September 2014 الساعة 10:13 AM
     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    إنتهى الدرس يا غبي منقوووووووووووولات محمد علي عامر 2 3694 16th September 2017 07:26 AM
    #جمعة_غضب_16يونيو ثورة مصر ... 25 يناير 2011 محمد علي عامر 2 3437 15th June 2017 02:47 AM
    أنجاس العرب شؤون عربية ودولية محمد علي عامر 0 1028 7th June 2017 04:07 PM
    أيادي أولاد زايد السوداء شؤون عربية ودولية طارق السعد 4 1571 29th May 2017 07:38 PM
    قاهرة العسكر تحصل على المركز قبل الأخير شؤون مصر الداخلية اسلام عبده 1 1150 15th May 2017 12:44 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    مخاطر, التراجع, الثورة, تحاصر, يبحث, رفيق, والعنف



    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]