تزايدت الاتهاماتلإيران بخصوص برنامج نووي سري تقوم عليه بعيدا عن أعين المجتمع الدولي، والوكالةالدولة للطاقة الذرية، بالتزامن مع إعلان إيران تخفيض التزامها بالاتفاق النوويالأخير، وزيارة الوكالة لمنشآت إيرانية وبيانها الذي لم يكن كما ترغب إيران.
وقالت وكالات غربيةنقلا عن دبلوماسيين إن الوكالة وجهت أسئلة لإيران عن آثار يورانيوم وجدت في منشآتلم تفصح عنها إيران للوكالة، وقالت عنها طهران إنها مواقع لـ"تنظيفالسجاد".
ويرى مراقبون أن زيارةالوكالة الأخيرة، من شأنها أن تزيد الضغوط على إيران، التي تحاول إقناع الأوروبيينبتنفيذ التزاماتهم بشأن الاتفاق النووي الأخيرة، بعد انسحاب الولايات المتحدةالأمريكية منه، وفرض عقوبات على إيران.
وأعلنت إيران أنهاستخفض التزاماتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي، مالم ترفع العقوبات عن إيران،وتنفذ بنود الاتفاق كاملة من كل الأطراف.
ويحاول الأمريكيون جرالإيرانيين إلى مفاوضات ثنائية، ترفضها طهران، وتصر على أنها لن تتفاوض قبل رفعالعقوبات، والعودة للاتفاق النووي الموقع عليه.
وتشن إسرائيل حملةدعائية تتهم فيها طهران بأنها تملك منشآت نووية سرية، وإن إسرائيل هي أول من كشفعن مواقع نقلت إليها مواقع نووية.
الأكاديمي والخبيربالشؤون السياسية، محمد حيدر، قال لـ"عربي21" إن زيارة الوكالة الدوليةلإيراني بحد ذاتها نقطة إيجابية في الملف الإيراني، وإن الزيارة ترسيخ لدور إيرانالنووي طبقا للمعايير الدولية التي تقرها الوكالة.
ورفض حيدر ادعاءاترئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن البرنامج النووي الإيراني السري،قائلا: "يدعي نتانياهو لأكثر من 15 عاما في المجالس الدولية أنه يتخوف منتملك ايران لأسلحة نووية بينما تملك إسرائيلما لا يقل عن أربعين راسا نووية دون أن تستطيع وكالة الطاقة الذرية الدخول إلىكافة منشآتها النووي".
اقرأ أيضا: فرنسا: عدة أشهر أمام إيران لتصبح قادرة على صنع قنبلة نووية
ولفت إلى أن إعلانإيران تخفيض التزامها بالاتفاق النووي، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم لم يلقَ ترحيبامن الوكالة، إلا أن إيران تعلل ذلك بعدم قدرة الأوروبيين على الوفاء بالتزاماتهمتجاه الاتفاق وعدم قدرتهم على ملء الفراغ الذي تركه الأميركيون.
وأكد أن ما تحاولإسرائيل قوله ليس إلا دعاية إعلامية يريد منها نتنياهو إياهم العالم بأن إيران تلكسلاحا نوويا، رغم أن إسرائيل تمله دون شك، ولم توقع على أي اتفاق مع الوكالةالذرية، ولا يتقبل أن يزور مفتشو الوكالة منشآتها، في حين تشرع إيران أبوابهاللوكالة وتتعاون معها بشكل مستمر بغض النظر عن ملاحظات الوكالة بين حين وآخر.
وعن الاستفساراتالأخيرة للوكالة بشأن آثار اليورانيوم في موقع لـ"غسل السجاد"، قلل حيدرمن احتمالية أن يكون موقعا لتخزين اليورانيوم مؤكدا على أن إسرائيل هي من يقف وراءهذه الادعاءات.
وتابع: "ليسالمهم أن تجيب طهران عن تساؤلات وكالة الطاقة الدولية بل الأهم أن تبقى طهرانمتعاونة مع مفتشي وكالة الطاقة الذرية الأمر الذي يجلب الارتياح لدول العالم".
ولفت إلى أن دبلوماسيةطهرات بدأت تؤتي أكلها، مع عرض الوكالة أن تكون هي الجهة التي تطبق الاتفاقالنووي، الأمر الذي ترحب بها طهران بشرط أن تكون تقارير الوكالة محايدة، إذا ليسمن المقبول أن تلتزم إيران بالاتفاق وحدها دون بقية الأطراف الموقعة.
وختم بأنه يمكن تفسيرالزيارة الأخيرة للوكالة بأنه من باب فرض مزيد من الضغوط على إيران، لكنه أمرخاطئ، ولن يساعد الأمريكيين المنسحبين من الاتفاق النووي، ولا الأوروبيين الذييتلكؤون في تنفيذ الاتفاق، الأمر الذي يعطي إيران مرونة في مواقفها بأي اتجاهتريد.
واستنكرت إيران ماقالت إنها "مؤامرة أمريكية إسرائيلية" للضغط على الوكالة الدولية للطاقةالذرية بعدما دعت طهران في الأيام القليلة الماضية لمزيد من التعاون بعدما تحدثدبلوماسيون عن رصد لآثار اليورانيوم في موقع غير معلن.
وقال كاظم غريب آباديسفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان لاجتماع مجلس محافظيالوكالة: "نشهد مؤامرة أمريكية إسرائيلية بدعم من وسائل الإعلام التابعةلهما".
من جانب آخر، أكد مديرالمركز الوطني للعدالة، محمد الشيخلي، أن "البرنامج النووي السري العسكري"الإيراني عليه من الأدلة والمؤشرات الكثير، وتمتلكها الوكالة الدولة للطاقةالنووية، وكثير من الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بسحبتعبيره.
اقرأ أيضا: واشنطن: عدم تصدي إيران لمخاوف الطاقة الذرية "غير مقبول"
وتابع الشيخلي في حديثلـ"عربي21" بأن سبق أن أُعلن عن مواقع سرية رفض النظام في إيران الإفصاحعنها خلال سنوات عديدة اكتشف لاحقا أنها كانت تستخدم للبرنامج النووي الإيراني،لكن إيران ظلت تماطل المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن الزيارةالأخيرة للوكالة إلى إيران جاءت بفعل بعض هذه المواقع السرية، ووجدت مؤشرات على أنهنالك تخصيب لليورانيوم داخل مواقع سرية، وهو مؤشر خطير ويدق ناقوس الخطر أمامالمجتمع الدولي بأن النظام الإيراني ليس موضع ثقة في التعامل أو التصريح عنبرنامجه النووي السري.
وبخصوص الاتفاق النوويمع الدول الكبرى في 2015 ، قال الشيخلي إنه لا يعتقد أن النظام الإيراني حتى أثناءالاتفاق مع المجموعة الأوروبية وأمريكا قبل أن تنسحب، كان سيوقف البرنامج السريالنووي.
وكرر الخبير في الشأنالإيراني تحذيراته التي أطلقها سابقا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدةمن أن العالم سيصحو ذات يوم على تفجير نووي إيراني، بحسب تعبيره.
وعن الدعايةالإسرائيلية الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال الشيخلي إنه "ليسدفاعا عن نتنياهو أو إسرائيل في هذا الشأن، ولكن اعتقد أن إسرائيل ونتنياهو قدقدموا أدلة ثابتة عن البرنامج النووي الإيراني أمام العالم"، مشيرا إلى أنإيران "استخدمت أساليب ملتوية مع مفتشي الوكالة".
مزيد من التفاصيل