السؤال:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.أحسن الله إليكم، وجزاكم خيرا.سؤالي عن مشكلة في العمرة، بت لا أنفك منها كلما اعتمرت وعدت إلى البيت، بل منذ أن أكون في الحرم ينتابني شعور بانتقاض وضوئي وخروج المذي. إذا عقدت الإحرام أخاف أن لا تكتمل عمرتي لانتقاض الوضوء، خاصة بسبب المذي بسبب احتكاكنا بالرجال، ورؤيتهم، وبسبب الازدحام، أو الخطأ في عد الأشواط ونحو ذلك؛ مما يستلزم بقائي على إحرامي، وعودتي لإكمال العمرة فيما لو حصل؛ لذلك أجدني دائما متوترة في عمراتي التي اعتمرها، ونادرا ما يطمئن قلبي لعمرة أنها وقعت على طهارة تامة، ولم ينتقض فيها وضوئي.عمرتي الأخيرة منذ اقترابنا من الحرم بدأت أشعر بتهيج، وخوف من خروج المذي أثناء الطواف، وكلما تذكرت ذلك تتحرك شهوتي بسبب خوفي، وأحاول أن أصرف فكري عن ذلك، ثم نظرت في بعض الفنادق، فتذكرت خطيبي وأن زواجنا قريب، وأنا سنقضي بضع ليال في فندق، فتحركت شهوتي أيضا، فصرفت الفكر عن ذلك، ومع هذا لم أكن أعلم أخرج مني مذي أم لا؟ وعزمت على الوضوء قبل دخول الحرم، وبالفعل ذهبت لدورات المياه لأتوضأ، ولم أجد مذيا. لكني خشيت أن يخرج بعد عدة دقائق، فحاولت أن أنتظر قليلا لعله يخرج فأغسله، لكن لم يخرج شيء وكان أهلي ينتظرونني، فاستنجيت بالماء، ثم توضأت وخرجت، وبدأنا الطواف، وأحيانا يقع بصري على رجل ممسك بامرأته بشكل ملفت، فتتحرك شهوتي، أو إذا حصل اصطدام بيني وبين أحد دون قصد يحصل ذلك، لكن لا أعلم مع طوافي ومشيي هل خرج مذي بسبب الأمر الأول أو بسبب هذا الأمر الثاني أم لا؟ مع أن المشي يتسبب في نزول الإفرازات، والمذي ونحوها لكني لست متأكدة، إنما أظن أنه قد خرج مني المذي لكن لم أخرج من طوافي، ولم أذهب لأفتش، ولأتوضأ، وصليت ركعتي الطواف، وبعدها أحسست ببلل، لكن لا أعلم ما هو؛ لأني كنت قد وضعت منديلا على الفرج، وقد يكون مبتلا بماء الاستنجاء.المهم أني أكملت العمرة، وسعيت، وقصرت بعدها، ولما عدت للبيت، وبعد أربع ساعات من ذلك الوضوء الأول، وجدت إفرازات بيضاء رقيقة لا أدرى متى خرجت، ولا أدري أهي مذي أم من إفرازات الفرج الطاهرة أم هي خليط من الاثنين؟ فهل عمرتي صحيحة؟ وهل ركعتا الطواف صحيحتان؟عقد قراني قريب بعد ثلاثة أسابيع، وأخشى أن أكون لا زلت محرمة.استفتيت الشيخ الطريفي، فقال لي الوضوء للعمرة، والطواف، والسعي، مستحب وليس واجبا، لكني خائفة؛ لأن هناك من يقول الطهارة شرط لصحة الطواف، وهم علماء أجلاء كالألباني، وابن باز رحمهما الله تعالى.هل علي من حرج في الأخذ بقول الشيخ عبد العزيز، خاصة أني لا أكاد أنفك من هذا الأمر، وهو الشعور بانتقاض الوضوء في العمرة دائماوفيما لو تيسرت لي العودة لمكة قبل أن يتم عقد قراني. هل تنصحوني بالإحرام مرة أخرى لعمرة جديدة، أم أتوجه للطواف، والسعي، والتقصير دون إحرام بدلا عن هذه العمرة التي أشك فيها، مع العلم أن العمرة التي قبلها كنت أشك فيها، وفي سلامة طهارتي من المذي فيها؛ لذلك أحرمت بهذه على أن تكون بديلا عن تلك التي قبلها، ولو عدت فسأجعلها بديلا عن السابقة، وأخشى أنني أيضا سأشك فيها، ثم أعود لأعتمر مرة أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ انصحوني مع أني فعلا في العمرة تتحرك شهوتي غصبا عني، بلا إرادة، بل أصرف بصري وفكري، ولا أريد ذلك، لكنه يحصل لي دون قصد، ولا أعلم هل يخرج المذي بعدها بسبب المشي أم لا؟ وأحيانا أشعر ببلل لا أدري ما هو إفرازات طاهرة، أم مذي، أم مجرد وسوسة، أم هو بلل المنديل؟ جزاكم الله خيرا.
الفتوى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الوسوسة قد بلغت منك مبلغا عظيما، والذي ننصحك به للعلاج من هذا الداء العضال، ألا تسترسلي مع هذه الوساوس، ولا تلتفتي إلى شيء منها، بل أعرضي عنها، ولا تعيريها أي اهتمام، فإذا شككت في أنه قد خرج منك مذي، فلا تلتفتي إلى هذا الشك، ولا تبحثي، ولا تفتشي في ثيابك، ولا غيرها، وانظري الفتوى رقم: 51601
وبخصوص ما سألت عنه: فقد أجبناك سابقا على نحو هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 196561 وأوضحنا لك أن عمرتك صحيحة، ما دمت لم تتيقني يقينا جازما أنه قد خرج منك شيء، وأنه يسعك الأخذ بقول من يرى أن الطهارة ليست شرطًا في صحة الطواف.
فاطرحي عنك الوساوس، وأعرضي عنها، ولا تعيدي عمرتك السابقة، بل إن عدت إلى مكة -إن شاء الله- فأحرمي بعمرة جديدة.
والله أعلم.
مزيد من التفاصيل