تشهدالعلاقات التصادمية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقناة "سي ان ان" منذالأربعاء فصلا جديدا مثيرا للجدل أدى إلى سحب اعتماد كبير مراسليها في البيت الأبيض،لكنه يعزز دور كل من الطرفين.
وانتشرتكلمات ترامب التي وجهها إلى الصحفي جيم أكوستا في جميع أنحاء العالم إذ وصفه بأنه"شخص وقح وفظيع" بعد أن رفض الأخير الجلوس وتمرير المذياع لزملائه أثناءمؤتمر صحفي لترامب الأربعاء بعد أن طرح أسئلة عديدة. وتسبب ذلك بسحب اعتماد الصحفيفي البيت الأبيض.
والجمعة،وبخ ترامب مراسلة "سي ان ان" آبي فيليب عندما سألته إذا كانت إقالة وزيرالعدل بهدف السيطرة تماما على التحقيق الروسي الحساس، بقوله "ما هذا السؤال الغبي.هاكم سؤالاً غبياً".
وتابعدون أن يجيب على سؤالها وموجهاً إصبعه إليها، "أنا أراك كثيراً. أنت تطرحين الكثيرمن الأسئلة الغبية".
اقرأ أيضا: اتهام ترامب بتجاوز السلطة بعد إقالة وزير العدل
وأضافمتوجهاً للصحفيين "عندما تكونون في البيت الأبيض فهذا مكان مقدس جداً بالنسبةلي. يجب أن تعاملوا البيت الأبيض باحترام. عليكم أن تعاملوا الرئاسة باحترام".
وقالالبيت الأبيض إنه "علّق التصريح الممنوح للمراسل (أكوستا) حتى إشعار آخر"وذلك ليس بسبب الأسئلة الملحّة التي طرحها أكوستا إنما بسبب تصرّفه مع الموظفة المتدربةفي فريق ترامب المكلفة نقل المذياع".
وأكدتالمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن المراسل "وضع يديه على امرأة شابةتحاول فقط القيام بعملها كموظفة متدربة في البيت الأبيض". ونشرت مقطع فيديو يظهرمشاهد تُقدم ما حصل بطريقة مبالغ بها.
لكنالصور الأصلية تُظهر بوضوح أن الموظفة هي من حاولت أخذ المذياع فيما لم يقم أكوستاإلا بإبعاد يدها موجهاً إليها الاعتذار.
وقالأستاذ الصحافة في جامعة "نورث ايسترن" دان كينيدي "أعتقد أننا تجاوزناخطاً جديداً لأن السبب الذي أعطي لتعليق اعتماد أكوستا هو كذبة".
وكتبالكاتب البريطاني جاين ميريك على موقع "سي ان ان" الإلكتروني أن الاتهاماتبـ"الاعتداء" التي وجهها البيت الأبيض للمراسل "إهانة لضحايا التحرشوالاعتداء (الجنسي) الحقيقيين".
وأثارتالقضية ضجة كبيرة إذ وصف الصحفيون المعتمدون لدى الرئاسة الأمريكية سحب اعتماد الصحفيبأنه "غير مقبول".
ومنذالمؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب في 11 كانون الثاني/ يناير 2017 عندما حصل توتّر فيأول تبادل بينهما، بات جيم أكوستا أحد رموز قناة "سي ان ان" الذي يكرهه الرئيسالأمريكي.
وظهرالمراسل الذي يبلغ 47 عاماً مرات عديدة بأسلوبه الجريء مع دونالد ترامب على عكس الطرقالأكثر لباقةً التي يعتمدها زملاؤه، وأيضاً في مبادلاته مع سارة ساندرز.
واتهمأكوستا المتحدثة باسم البيت الأبيض بأنها "لا تلتزم بالوقائع" ولا تريد التخليعن عبارة "عدو الشعب" التي استخدمها دونالد ترامب لانتقاد الصحافة.
وتواجهساندرز الأمر بصرامة وغالباً ما تتهمه بأنه يريد لفت الأنظار قبل كل شيء.
استعراض في البيتالأبيض
ونددتالصحافة بالاجماع تقريباً بسحب اعتماد جيم أكوستا في بالبيت الأبيض، وهي عقوبة غيرمسبوقة منذ إنشاء جمعية مراسلي البيت الأبيض عام 1914.
فيالمقابل، لا يوافق زملاؤه الصحفيون على أسلوب أكوستا.
ورأىكاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" اريك ويمبل الخميس أنه "عندمايتقدم موظف من البيت الأبيض لأخذ المذياع الذي تحملونه في يدكم، أعيدوه واتركوا إصرارالرئيس على مقاطعة (كلام) الصحفيين (...) يتحدث عن نفسه".
وكتبتالصحفية في موقع "ذي بلايز" الإخباري المحافظ سارة غونزاليز "لا أعتقدأن (أفعال جيم أكوستا) تبرّر تعليق اعتماده" مضيفة "لكن من الصعب التعاطفمع شخص كان يسعى إلى ذلك".
ماحصل يجسّد التحوّل العميق في عالم الإعلام الذي تسيطر عليه شكلاً القنوات الإخباريةوالإعلام الاستعراضي الذي يستغلّه ترامب.
واعتبرتالكاتبة في صحيفة "تورونتو سان" لوري غولدشتاين في تغريدة أن "أكوستاهو صحفي لكنّه أيضاً ممثل تلفزيوني". وأضافت "يبدو أن هذا ما تريده سي انان في البيت الأبيض".
فيالعام 2014، كانت "سي ان ان" تسجّل معدّل نسبة مشاهدة يومية يبلغ 400 ألف.الشهر الماضي، ارتفعت النسبة إلى 689 ألف مشاهد.
ورغمالفارق الكبير بين نسبة مشاهدتها ونسب مشاهدة القنوات المنافسة لها مثل "فوكسنيوز" (1,6 مليون) و"ام اس ان بي سي" (909 آلاف)، تستفيد المحطة مندون شك، من "تأثير ترامب" الذي يمتدّ إلى أبعد من الحملة الرئاسية.
ويطرحما حصل الأربعاء أيضاً سؤالاً دارت حوله نقاشات إلى ما لا نهاية منذ ثلاث سنوات، حولمعاملة ترامب وإدارته للإعلام.
وكتبتالصحفية الأمريكية لوسي شانكر في صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية أن"الشجار بين جيم أكوستا وترامب كان غريباً ومؤلماً"، مضيفة "لكن هكذاتتصرف إدارة تسعى إلى السيطرة".
وكتبتإدارة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، "اتركوا جيم أكوستا يقوم بعمله".
اقرأ أيضا: ترامب يتشاجر مع مراسل "CNN" ويرفض إجابة أسئلته (شاهد)
مزيد من التفاصيل