الانفصال في مذكرات جمال الفيصل قائد الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    Almatareed Mobile Version
    (الكاتـب : Admin ) (آخر مشاركة : Thomashib)
    المعادلة الكندية للصيادلة
    (الكاتـب : Batman ) (آخر مشاركة : LucasCen)
    حل مشكلة في ادراج مقاطع الفيديو
    (الكاتـب : يسر ) (آخر مشاركة : JamesCem)
    العملة الرقمية Tether ورمزها USDT
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : JamesCem)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > الجمهورية العربية المتحدة

    الجمهورية العربية المتحدة

    الانفصال في مذكرات جمال الفيصل قائد الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 17th February 2018, 12:46 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي الانفصال في مذكرات جمال الفيصل قائد الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة

    أنا : د. يحي الشاعر






    الانفصال في مذكرات جمال الفيصل قائد الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة



    يدكرالفريق جمال فيصل ، قائدألجيش الأول "ألسوري" للجمهورية ألعربية ألمتحدة
    عدد من ألعوامل ألتي أدت للإنقلاب ألعسكري والإنفصال ألسوري عن مصر ،

    وسنتعجب جدا ، عند قرائتهم ،حيث أن عدد منهم ، لا علاقة له بمصر إطلاقا ولكن
    بالطبيعة وألطقس ...فلم تؤثر مصر عليألطقس ألسوري ولا يمكنها دلك

    بل أن ألملاحظة ، بشراء ألمصريين للعديدمن ألمنتجات ألسورية ، فإنما كان له
    جوانب إقتصادية إيجابية علي الإقتصاد ألسوري ألعاديوالإنتاجي

    يبقي ألتنويبه بـــ "ألأتصرفات" من عدد من "ألمصريين" في ألحكومات وردود ألفعل
    ألسورية علي دلك...وهنا لا بد من أن نأخد في الإعتبار ، بأن "ألــوحــدة" مع مصر
    كانت مطلبا مـــلـــحـــا من ألضباط ألسوريين وأن ألسرعة ألتي تم بها تحقيق ألوجدة
    ما كان إلا فــــــرض رغبة "ضباط عسكريين" تفاديا للإنقلابات ألتي هزت سوريا
    قبل تحقيق ج.ع.م. بشكل متواصل ومتلاحق ... أثبتت الأحداث تكرارهم أيضا
    بعد الإنفصال ... مما أدي إلي مـــحـــاولات ضباط سوريين "إســــتــــعــــادة" ألوحدة
    مع مصر مرة أخري ...ولكن كان ألدرس في نفوس ألمصريين ، بلأيضا وعلي
    الإقتصاد ألمصري "تدعيما لسوريا" أعمق سلبيا مما قد يمكن تصوره
    وكان "رفض" عبدألناصر لدلك وطلب ألتمهل ، وأن يكون كما حدث فيما بعد نوع من
    ألتعاون ألفدرالي أي إتـــحــــاد وليس وحــــدة




    د. يحي ألشاعر ...

    الانفصال في مذكرات جمال الفيصل قائد الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة



    دوّن الفريق جمال الفيصل قائد الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة في مذكراته الغير منشورة تفاصيل مهمة، بعضها ينشر لأول مرة حول التطورات السياسية والعسكرية التي جرت في عهد الوحدة، فيما يلي ما كتبه الفريق جمال الفيصل عن حادثة الانفصال التي جرت في الثامن والعشرين من أيلول 1961:



    امتازت أشهر تموز وآب وأيلول من عام ١٩٦١ باضطراب الأحوال في دمشق للأسباب التالية:

    تذمر الوزراء المستقيلون وإطلاقهم لمختلف أنواع الشائعات التي تنتقد تصرفات المصريين.

    إصدار القوانين الاشتراكية.

    توحيد الوزارة ونقل الوزراء السوريين إلى القاهرة.

    نقل بعض ضباط المخابرات.

    سوء المواسم الزراعية الناتجة عن الجفاف الذي ضرب سورية في أعوام ١٩٥٨-١٩٥٩-١٩٦٠.

    إغلاق أسواق السعودية والعراق في وجه المنتجات الصناعية السورية بسبب الخلافات السياسية.


    أدى نقص المواسم الزراعية إلى نقص وجود القطع النادر والذي كانت تحصل عليه سورية من بيع هذه المحاصيل. وبالتالي أدى ذلك إلى نقص السلع الضرورية المستوردة من الخارج في الأسواق. وبالنتيجة هبوط القيمة الشرائية لليرة السورية.

    إقبال المصريين على شراء السلع الضرورية المستوردة ونقلها من دمشق إلى القاهرة بسبب افتقار مصر لهذه السلع أيضاً.

    سوء تصرف بعض المسؤولين العسكريين المصريين التي أتيت على ذكرها سابقاً.

    نشاط العملاء الذين يعملون بوحي من الدول الغربية لإساءة سمعة الدولة وعبد الناصر.

    كل هذه الأمور أدت إلى تعيين المشير عبد الحكيم عامر نائباً لرئيس الجمهورية في دمشق وإعطائه صلاحيات رئيس الجمهورية. وقد تعددت زيارات المشير لدمشق وباشر في معالجة الوضع على الشكل التالي:

    الحد من سلطة رجال المخابرات وإغلاق بعض مكاتبهم.

    محاولة إعطاء بعض التفسيرات الخيرة لقانون الإصلاح الزراعي في كل ما يتعلق بحصة أفراد العائلة الواحدة وخاصةً فيما يتعلق برجال العشائر.

    الإسراع في صرف تعويضات الأسهم التي شملها قانون التأميم.

    إصلاح الوضع في سورية بصورة عامة.

    خلاف المشير عامر مع السراج

    اعتقد وزير الداخلية السوري ورئيس المجلس التنفيذي عبد الحميد السراج أن مجيء المشير عامر إلى دمشق معناه سحب السلطة منه وتقليص صلاحياته وخاصةً بعد أن أبدى السراج معارضته لنقله من دمشق للقاهرة . وقام عبد الناصر باستدعائهما للقاهرة لحل الخلاف وأصر السراج على موقفه ثم عاد لدمشق وكان مستاءاً جداً من المعاملة التي لقيها بالقاهرة. فاجتمع بأعضاء الاتحاد القومي بدمشق وأعلمهم بنبأ استقالته لخلافه مع المشير وكأنه يريد منهم دعمهم في موقفه، إلا أن بعض من اجتمع بهم نقل إلى المشير أقوال السراج فاجتمع المشير أيضاً بأعضاء الاتحاد القومي وشرح موقفه بعدها دعا الرئيس عبد الناصر السراج للسفر ثانيةً للقاهرة فسافر مع المشير بنفس الطائرة ولكن الرئيس فشل في إقناعه بتسوية الخلاف وأصر السراج على الاستقالة وعاد لدمشق .

    تنفيذ عملية الانفصال:

    في مساء يوم الأربعاء ٢٧ أيلول ١٩٦١ ذهبت إلى مكتبي كالمعتاد وقد حضر لزيارتي الوزيران طعمة العود الله وأحمد حنيدي وغادرا مكتبي في الساعة العاشرة مساءً وقد لاحظت في ذلك الوقت غياب المقدم عبد الكريم النحلاوي عن القيادة لأن من عادته أن يقدم لي معاملات لجنة شؤون الضباط مساء كل يوم، ولدى السؤال عنه علمت بأنه قام بزيارة الوزير جادو عز الدين في منزله .

    الاستطلاع الجوي فوق اسرائيل:

    تم الاتفاق مع قيادة القوات الجوية على أن تقوم الطائرات العربية بعملية استطلاع جوي فوق المطارات الاسرائيلية والتقاط الصور الفوتوغرافية لتلك المطارات على أن تبدأ العملية من المطارات الموجودة في سيناء ومنطقة القنال ودمشق في الساعة الثالثة والعشرون من مساء يوم ٢٧ أيلول ١٩٦١ . وفعلاً قامت الطائرات بالوقت المحدد بالاستطلاع ثم عادت من مهمتها سالمة ، وأبلغني قائد القوات الجوية السورية العقيد موفق عصاصة بنجاح عملية الاستطلاع في الساعة الرابعة والعشرون من اليوم المذكور. ثم ذهبت إلى بيت المشير وأعلمته بانتهاء عملية الاستطلاع ونجاحها. وهكذا بينما كنا نسهر الليالي للاستعداد للعمليات الحربية القادمة مع إسرائيل كان أعداء الوحدة يستعدون للقضاء عليها

    التنفيذ الفعلي للانفصال:

    ذهبت إلى منزلي في حي المزرعة بعد أن أبلغت المشير بنجاح عملية الاستطلاع في الساعة الواحدة من صباح يوم الخميس ٢٨ أيلول ١٩٦١ . وفي الساعة الثانية اتصل معي هاتفياً العقيد محمد اسطنبولي و أعلمني أن معسكر الفدائيين في حرستا تعرض لإطلاق النار من قبل بعض وحدات اللواء ٧٢ الذي يرأسه العقيد جاسم علوان وأن العقيد علوان موجود معه في مكتبه في قيادة الجيش . وفور سماعي للنبأ ارتديت ثيابي بسرعة وقدت سيارتي بنفسي إلى قيادة الجيش في ساحة الأمويين، وعند مدخل القيادة وجدت بانتظاري العقداء محمد اسطنبولي ، جاسم علوان وأحمد زكي وقد كرر العقيد اسطنبولي أقواله السابقة وأضاف عليها العقيد جاسم علوان بأنه قام بتفتيش لوائه في الساعة الثانية عشرة واستقبله رئيس أركانه المقدم مهيب الهندي وأن الوضع كان طبيعياً في اللواء وأنه حاول بعد وصوله لدمشق الاتصال مع المقدم مهيب الهندي أكثر من مرة ، وأخيراً اتصل معه وقال له المقدم مهيب: (إن كل شيء قد انتهى وعلى المصريين مغادرة دمشق وإننا نرفض الوحدة ونريد الاتحاد). وعندئذٍ اتضح لي بعض الأمور أهمها

    أن اللواء المميز ٧٢ الذي تحتفظ به القيادة لصيانة وحماية الوحدة هو الذي قام بضربها .

    أن العقيد جاسم علوان كان غائب الفطنة بحيث أنه لم يلاحظ شيئاً مريباً عندما قام بزيارة لوائه قبل ساعتين من تنفيذ الانفصال مع أن اللواء في ذلك الوقت كان يستعد للحركة باتجاه دمشق وأنه كان في تلك الأثناء يتمون بالمحروقات والذخائر وتوزيع المهمات على كتائبه وتجهيز الدبابات بالمدخرات وهذه الأمور تستغرق مدة ثلاث ساعات على أقل تقدير .

    أن العقيد محمد اسطنبولي رئيس شعبة المخابرات الحربية لم يتمكن من استجواب الضابطين الطيارين حول الانقلاب الذي ذكراه في تقريريهما رغم مضي ١٥ يوم.

    لقد حدث ما توقعته فعلاً عندما طلبت من المشير عامر الموافقة على نقل العقيد محمد اسطنبولي من رئاسة شعبة المخابرات إلى مركز آخر لأن العقيد اسطنبولي على طيب عنصره غير قادر على إدارة شعبة المخابرات الحربية في وقت تتعرض فيه الجمهورية لاضطرابات داخلية. عندما أعلمني العقيد جاسم علوان أن المقدم مهيب الهندي مشترك بمؤامرة الانفصال اتجه تفكيري فوراً إلى المقدم عبد الكريم النحلاوي ورفاقه من الضباط.

    صعدت إلى مكتبي وباشرت باستدعاء ضباط القيادة من منازلهم وبعد فترة وجيزة حضر المشير عبد الحكيم عامر بعد أن تلقى نفس الهاتف الذي تلقيته من العقيد اسطنبولي واستمع إلى أقواله وأقوال جاسم علوان وأحمد زكي ثم أصدر أمره باستدعاء الوزراء العسكريين طعمة العود الله، جادو عز الدين، أحمد حنيدي، وأكرم ديري. وفي الساعة الثانية والنصف صباحاً انقطع الاتصال مع دوريات الشرطة العسكرية التي كانت تعمل على محوري دمشق-قطنا و دمشق-القابون-عدرا .

    وفي الساعة الثالثة والنصف وصلت وحدات حرس البادية إلى منزل المشير عامر وابتدأت بإطلاق النار الكثيف عليه. وفي هذه الأثناء حاولت الاتصال بالعقيد عواد الباغ رئيس أركان الجبهة ولم أتمكن من الاتصال بأي من ضباط قيادة الجبهة المكلفون بصيانة الحدود وحراستها. اتصلت بالعقيد رفعت خيري قائد لواء السويداء وأعلمته بنبأ الانقلاب العسكري وطلبت منه إرسال بعض وحداته لتحرير القيادة التي كانت قد حاصرتها دبابات اللواء ٧٢ فأجابني بأنه سينفذ الأمر فوراً. ولكني علمت بعد ذلك أنه كان يقوم باعتقال الضباط المصريين وبالتحضير لمساندة الانفصال في نفس الوقت الذي كان يعدني فيه بمساندة الوحدة والإبقاء عليها. في تمام الساعة الرابعة اتصل معي هاتفياً العقيد موفق عصاصة قائد القوات الجوية السورية وأعلمني أن بعض وحدات المشاة قد احتلت مطار المزة العسكري وعلمت بعد ذلك أنه كان يتفق مع الانفصاليين في نفس الوقت الذي كان يتصل فيه معي هاتفياً. في تمام الساعة الرابعة والنصف تم للانفصاليين محاصرة مبنى القيادة ومحطة الإذاعة والهاتف الآلي ومركز الشرطة العسكرية، كما قام المشير عامر بإرسال برقية إلى الرئيس عبد الناصر يعلمه فيها بنبأ الانقلاب ويطلب مساعدته.

    في تمام الساعة الخامسة صباحاً اجتمع ضباط الانفصال وطلبوا مقابلتي ، فذهبت لمقابلتهم عند مدخل القيادة الرئيسي وفوجئت عندما وجدت كل من العقيد موفق عصاصة ، العقيد محمد منصور الذي قدم من اللاذقية ، العقيد عبد الغني دهمان (قائد منطقة دمشق) ، المقدم حيدر الكزبري الذي كان من المفروض أن يكون في دير الزور لتفقد أحوال الثكنات الشرقية ودراسة إصلاحها وترميمها ، المقدم النحلاوي ، المقدم عبد ربه ، النقيب حناوي ، والمقدم زهير عقيلي. وعند مقابلتي حاولوا استمالتي إلى جانبهم وابتدروني بالقول : (نحن خدامك ونأتمر بامرك وأنت رئيسنا وقائدنا) ثم أخذ أحدهم طرف ردائي وقبله وقال : ( نحن تلاميذك ونطلب منك استلام مقدرات البلد والتحكم فيها كيفما تشاء ولن نخالف لك أمراً). فأجبتهم بالحرف الواحد : (إنكم الآن تقومون بإشعال النار وسوف تحرقون أيديكم وتحرقون البلد معكم فما هي غايتكم ؟).

    العقيد موفق عصاصة: (نريد تبديل الوحدة باتحاد يشترك فيه لبنان والأردن).

    فأجبته إن الوحدة قائمة فلا تقوموا بتحطيمها وأن لبنان له وضع خاص ولا يمكن أن يشترك بأي اتحاد مع البلاد العربية وكذلك بالنسبة للأردن وأن هذا الأمر سياسي ويتعلق بالرئيس عبد الناصر.

    العقيد عبد الغني دهمان: (نريد التخلص من المصريين).

    فأجبته بأن التخلص من المصريين لايجب أن يكون سبباً لتحطيم الوحدة وأن الضباط المصريين أشخاص يصيبون ويخطئون كغيرهم، وهذا الأمر تسهل معالجته.

    المقدم عبد الكريم نحلاوي: (نريد إجراء بعض الإصلاحات ضمن الجيش وإن حركتنا عسكرية بحتة كما نطلب إعادة الذهب السوري الذي أخذه المصريون من البنك المركزي في دمشق).

    فأجبته أنني لا أمانع في إجراء بعض الإصلاحات ضمن الجيش، أما الذهب فإنه لايزال موجوداً في صناديق البنك المركزي بدمشق.

    المقدم زهير عقيلي: (إن الوضع الاقتصادي سيء جداً ونريد العمل على تحسينه والتخلص من الضباط المصريين).

    ثم اختتمت الحديث ووعدتهم بنقل مطالبهم فوراً إلى المشير عبد الحكيم عامر. ولدى بحث الأمر مع المشير طلب مقابلة المقدم عبد الكريم نحلاوي مدير مكتبه في دمشق والذي يتمتع بثقته . وفي الحال طلبت منه الحضور ، فحضر بعد أن أخذ رفاقه ثلاثة ضباط مصريين كرهائن حتى عودته من مقابلة المشير. وعند دخول النحلاوي إلى مكتب المشير جردته من بندقيته واختلى مع المشير لنصف ساعة وبعد خروجه عاد الضباط الرهائن ، ثم طلب الضباط الانفصاليون مقابلتي للمرة الثانية. وتمت المقابلة في أحد مكاتب شعبة المخابرات في الطابق الأرضي من مبنى القيادة. وقبل مقابلتي لهم حاول السيد أكرم الديري التفاهم معهم لكنه فشل وعاد والدم يسيل من ساقه، وأعلمنا أن المقدم حيدر الكزبري أطلق عليه النار عندما انتهره قائلاً: (أنت آخر من يحق له أن يتكلم).

    اجتمعت مع ضباط الانفصال وكرروا أمامي أقوالهم السابقة ، واقترحت عليهم الاجتماع مع المشير عامر فوافقوا على مبدأ الاجتماع وأعلمتهم أني لن أسمح لهم مطلقاً بإساءة معاملته باعتباره من رموز الوحدة القائمة، ثم جردتهم من أسلحتهم وأعلمتهم أنهم سيمرون على جثتي قبل الإساءة له. ولدى اجتماعهم به تقدموا إليه بالمطالب التالية:

    المطلب الأول: إعادة الذهب إلى صناديق البنك المركزي. فأجابهم المشير أن الذهب موجود فعلاً في صناديق البنك المركزي في دمشق وبإمكانهم التأكد من ذلك بتفقد صناديق البنك المذكور.

    المطلب الثاني: استبدال الوحدة باتحاد تدخل فيه كافة الدول العربية وخاصة السعودية والأردن ولبنان . فأجابهم المشير بأن هذا حلم من أحلام الجمهورية العربية المتحدة ولكن الدول المذكورة لن توافق على ذلك. وعلى كل حال فإن هذا الأمر من اختصاص الرئيس عبد الناصر وبإمكانكم السفر إلى القاهرة على متن طائرة عسكرية خاصة وبحث الأمر معه، ولكن الانفصاليين تنازلوا عن مطلبهم هذا ولم يوافقوا على السفر إلى القاهرة.

    المطلب الثالث: ترحيل الضباط الآتية أسماؤهم إلى القاهرة وهم : اللواء أنور القاضي (مصري)، العقيد أحمد زكي (مصري)، العقيد أحمد علوي (مصري)، العقيد محمد اسطمبولي (سوري). فوافق المشير على ترحيلهم وقد تم ترحيلهم فعلاً على طائرة سورية إلى القاهرة.

    المطلب الرابع: ترحيل كافة الضباط المصريين الموجودين في سورية وإعادة الضباط السوريين الموجودين في مصر. فوافق المشير على هذا المطلب وكلفهم بتنفيذه على أساس أن الطائرة التي تقوم بنقل الضباط المصريين تعود إلى دمشق محملة بالضباط السوريين.

    المطلب الخامس: تعديل لجنة الضباط . فوافق المشير على التعديل المطلوب وطلب منهم تعيين أسماء اللجنة التي يريدونها وفعلاً فقد تم تشكيل اللجنة المذكورة من قبل الضباط الانفصاليين وقام المشير بتوقيعها ثم قاموا بتوزيعها وتعميمها.

    المطلب السادس: إجراء بعض التنقلات بين الضباط القادة في قيادة الجيش والأسلحة والوحدات الأخرى . فأجابهم المشير بأنه يوافق على التعديلات والتنقلات التي يريدونها وفعلاً فقد تم تنظيم قائمة بالتنقلات المطلوبة وضعها الضباظ الانفصاليون ومهرها المشير بتوقيعه ثم قاموا بتعميمها وتنفيذها.

    وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق على الأمور التالية:

    أولاً:إعلان الاتفاق من قبل الانفصاليين بإصدار البلاغ رقم ٩ الذي قمت بوضع كلماته.

    ثانياً: أن يقوم الانفصاليون بفك الحصار عن القيادة وسحب الدبابات والمصفحات وإعادتها إلى معسكراتها.

    ثالثاً: أن يقوم المشير عبد الحكيم عامر أو الفريق جمال فيصل بإلقاء البيان رقم ١٠ الذي يعلن انتهاء الخلاف وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي.

    رابعاً: أن تقوم وحدات دمشق العسكرية بعرض عسكري في اليوم التالي ٢٩ أيلول ١٩٦١ للبرهنة على إنهاء الاختلاف وبيان تماسك وحدة الجيش.

    وبذلك يكون الاختلاف قد انتهى بصورة نظرية، وقد باشرت فعلاً بتحضير نص البيان رقم ١٠ المفروض إذاعته بعد انسحاب الوحدات إلى مراكزها.

    وبعد أن تم الاتفاق مع الانفصاليين على كافة الأمور العسكرية اتصل معي هاتفياً الرئيس عبد الناصر وأوصاني بالمشير خيراً ، كما أعلمني أنه يعتمد علي اعتماداً كلياً لحل الأزمة والمحافظة على سلامة المشير. ثم اتصل بالمشير الذي أعلمه بأن الأمور في طريق الحل والتسوية وأنه في طريق التفاهم مع الضباط الانفصاليين لإيجاد مخرج للأزمة. وفي تلك الأثناء اتصل معي العميد حكمت الداية من حلب وأعلمني أنه يؤيد القيادة الوحدوية وأنه لا يعترف بالانفصاليين وكذلك كان موقف العقيد ماجد ماميش.

    البلاغ رقم ٩:

    تمت إذاعة البلاغ رقم ٩ بعد أن قام الانفصاليون بإجراء بعض التعديلات عليه على الشكل التالي:

    (إن القيادة العربية الثورية للقوات المسلحة التي دفعها الشعور بالخوف على وحدة الصف العربي وحماسها للقومية العربية وتأييدها لها ودفاعاً عن مقوماتها تعلن للشعب العربي الكريم أنها لاتنوي المس بما أحرزته القومية العربية من انتصارات وتعلن أنها لمست عناصر انتهازية مخربة تريد الإساءة لقوميتنا فقامت بحركتها المباركة تلبيةً لرغبة الشعب العربي وآماله وأهدافه ، وأنها عرضت قضايا الجيش على سيادة المشير نائب الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة الذي تفهم أمور الجيش على حقيقتها واتخذ الإجراءات المناسبة لحلها لصالح وحدة القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة. وقد عادت الأمور العسكرية إلى مجراها الطبيعي اعتماداً على ثقتها بحكمة القائد العام للقوات المسلحة وقائد الجيش الأول الذين يحققان أهداف القوات المسلحة والجمهورية العربية المتحدة).

    نتائج إذاعة البلاغ رقم ٩:

    أولاً: على الصعيد العسكري

    عندما أذيع البلاغ رقم ٩ اعترض عليه بعض الضباط الانفصاليين الذين لم ترق لهم تسوية الأمور والإبقاء على حكومة الوحدة ، فاتصلوا برفاقهم الذين اتفقوا مع المشير وطلبوا منهم إلغاء البلاغ رقم ٩ والسير بعملية الانفصال حتى النهاية وقد حدثني العميد فيصل سري الحسيني بأن المقدم مهيب الهندي اتصل من معسكر قطنا بالمقدم عبد الكريم النحلاوي في قيادة الجيش وطلب منه إلغاء الاتفاق وتنفيذ عملية الانفصال وهدده بالزحف على دمشق وتقويض مبنى القيادة على رؤوس الضباط الذين يحاولون الاتفاق مع المشير. وهكذا تراجع الانفصاليون عن الاتفاق الذي تم معهم وامتنعوا عن سحب الدبابات المحاصرة للقيادة وإعادتها إلى معسكراتها، وبالعكس فقد دخلت بعد مصفحات قوى البادية إلى الساحة الداخلية لمبنى القيادة. ثم امتنعت والمشير عامر عن إذاعة البيان رقم ١٠ بإنهاء حالة التمرد ، وهكذا فقد عادت الأمور إلى ماكانت عليها في الصباح قبل الاتفاق على حل الموضوع وتأزم الموقف من جديد. وعندها طلب العقيد موفق عصاصة بلسان رفاقه تسفير الوزراء العسكريين أكرم ديري ، جادو عز الدين ، طعمة العودالله ، وأحمد حنيدي للقاهرة فوافق المشير على سفرهم وسافروا فعلاً على طائرة عسكرية خاصة.

    ثانياً: على الصعيد المدني

    عند إذاعة البلاغ الأول الذي أذاعه الانفصاليون من محطة إذاعة دمشق قامت في دمشق بعض المظاهرات الهزيلة المنظمة تهتف هتافات معادية للوحدة. أما بعد إذاعة البلاغ رقم 9 فقد عمت مظاهرات الفرح والابتهاج كافة شوارع دمشق واتجهت باتجاه قيادة الجيش الأول لتعبر عن بهجتها وسرورها بإنهاء الخلاف وتسوية الأمور ، إلا أن الانفصاليين منعوها من الوصول إلى مبنى القيادة بعد أن اتفقوا على المضي بعملية الانفصال وإلغاء اتفاقهم مع المشير.

    السفر إلى القاهرة:

    عندما قرر الانفصاليون إلغاء اتفاقهم مع المشير ذهبت إلى مكتبي ووقفت فيه برهة وجيزة من الزمن وسألت الله أن يلهمني إلى سلوك الطريق السوي وعندها غمرتني موجة من ارتياح الضمير والاطمئنان النفسي وقررت البقاء على موقفي المؤيد للوحدة ومساندة المشير حتى يصل سالماً إلى أهله. ثم دخلت إلى مكتب المشير وبقيت لجانبه إلى أن دخل العقيد عصاصة وطلب من المشير السفر للقاهرة كما دخل العقيد محمد منصور وطلب مني البقاء في دمشق ثم تبعه اللواء عبد الكريم زهر الدين (وقد ظهر للمرة الأولى) وطلب مني بإلحاح البقاء في دمشق واستلام البلد بصورة تامة والتصرف بمقدراتها، وأعلمني بأن الضباط الانفصاليين يطلبون عدم سفري للقاهرة وعندها أجبته : (يا عبد الكريم لقد أقسمت يمين الولاء للجمهورية العربية المتحدة وسأبر بقسمي وإن الرجال تعرف بمواقفها الحاسمة في الفترات الحرجة من حياتها، وإن العمل الذي قام به الضباط الانفصاليون سيكون له نتائج سيئة جداً على مستقبل الأمة العربية تفوق نتائج حروب المغول وتحطيم الخلافة العباسية كما تفوق نتائج الحروب الصليبية. وإنكم بعملكم الذي قمتم به اليوم قد حطمتم الوحدة العربية وقضيتم عليها لفترة طويلة من الزمن لا يعلم إلا الله مدتها) وعند ذلك ذهبت إلى مطار المزة مع المشير عامر يرافقنا اللواء عبد الكريم زهر الدين والعقيد موفق عصاصة . وفي المطار وقبل إقلاع الطائرة طلب مني اللواء زهر الدين عدم السفر والبقاء في دمشق ، ولكني رفضت طلبه ودخلت الطائرة. وعند إقلاع الطائرة نظرت إلى غوطة دمشق وتألمت لأن ضباط الانفصال حطموا الوحدة تلبيةً لنزعات شخصية ونزوات فردية تحقيقاً لأطماع مادية سعى إليها بعض أبناء هذا البلد المجاهد المناضل.

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 638 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة LucasCen 11 2068 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 1068 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 510 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 440 29th January 2024 01:31 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    للجمهورية, مذكرات, الانفصال, العربية المتحدة, جمال الفيصل, قائد الجيش الأول



    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]