جريمة افتراق (قصة قصيرة)

[Ahmad Farahat]

الصحف المصرية والعربية

لم يدر لماذا بدت تلك الخفقة مألوفة لديه للغاية؟

خفقة خفقها قلبه عندما رأى تلك الملامح مرة أخرى

لقد غابت عن عينيه فترة من الزمن لكن الشعور لم يختلف.....

رآها وهي تصعد إلى حافلة إعتاد أن يأخذها في الطريق لعمله حيث يمتهن تدريس مادة العلوم لطلاب المرحلة الإعدادية في مدرسة من مدارس البنين الحكومية.....

لقد استطاع أن يحصل على تلك الوظيفة منذ عام وهو الآن مدرس فيها بعد ان تخرج منذ عامين....

ولقد رأى تلك الملامح بالفعل منذ ثلاثة أسابيع وقد تمنى ألا يراها بالفعل مرة اخرى.....

تمنى ذلك لأنه أراد لوهلة أن يحتوي ذلك الوجه الرقيق بين ذراعيه....

أخذته عيناها ونشاطها ورقتها وهو الذي قد قاوم الحب عمرا طويلا، ولقد أراد بالفعل أن يقول لها:::::

((أحبك))

لكنه لم يفعل....

لقد صمم على كبح جماح نفسه حتى افترقا في ذلك اليوم ولم يحاول مجرد البحث عنها.....

أما هي فلقد تمنت لو أنه قال لها شيئا.....

تمنت لو أنه قد أراد أن يحصل على شيء بإمكانه ألا يقطع أي اتصال بينهما.....

لقد كان يوما عجيبا بحق ذلك الذي تقابلا فيه....

هي في آخر أعوامها في كلية التربية وتحتاج طبقا للقانون إلى تدريب على كيفية التعامل مع الطلاب، وقد اعتادت أن تذهب يوم الأربعاء إلى تلك المدرسة لتقوم بالتدريس مكان مدرس الفصل الأساسي كنوع من التدريب المحض.....

لكن ذلك اليوم كان مختلفا.....

فقد كان هنالك ثمة احتفال ثقافي وفني وكان هو مقدم الحفل والمنظم الأول له ورغم انه كان لا ناقة لها ولا جمل في هذا إلا أنها لم تنصرف وقررت مشاهدة الإحتفال.....

وكان للصدفة عامل ما في أن يتبادلا أطراف الحديث....

ولم ينكر هو بعد ذلك أنه تمنى لو طال بهما الوقت معا، ولم تنكر هي أنها تمنت لو كان أكثر جرأة من ذلك....

لكنهما افترقا عقب نهاية الحفل ولم يحاول مطلقا أن يعرف شيئا عنها.....

بل لم يحاول ان يبحث عنها ولو في يوم الأربعاء رغم أنه كان ينطلق بعينيه في أرجاء المدرسة عله يلمح لها طرفا لكنها لم تظهر وهو لم يجد في البحث......

لقد انتفض قلبه من منبته عندما رأى تلك العينين والوجه والشفتين، ورأى تلك الإبتسامة تنبعث منها في رقة لا تعادلها رقة في تلك الدنيا.....

((يا إلهي))

أتكون هي؟

((هل تسمحين أيتها الآنسة أن أسألك إذا ما كنا قد التقينا من قبل؟))

ابتسمت بنفس جمالها الذي اعتاده من قبل....

((لقد عرفتك من الوهلة الأولى...لكنني انتظرتك حتى تبدأ الحديث))

((كيف حالك؟))

((بخير...وأنت؟))

((الحمد لله))

ثم استدرك قائلا....((هل تأتين يوم الأربعاء؟))

((بالتأكيد فإن تدريبي في ذلك اليوم))

صمتا قليلا لكنها قالت...((واليوم هو آخر يوم لي هنا))

ارتجف قلبه بشدة لدى سماعه لتلك العبارة لكنه لم يظهر ذلك....

((أتمنى لكِ التوفيق))

قالها وهو يلعن نفسه ويلعن رغبته في عدم الإرتباط لكنه لم يبد شيئا ولم تظهر اي شيء.....

((لا تنسيني)).......

قالها في حزن حقيقي استطاع أن يداريه قدر ما أمكنه ذلك لكنها قالت:

.....((بالتأكيد لن أنساك)).....



23-4-2009

 

[ثورة]

كثيرا ما تكون السعادة بين أيدينا ونتركها تتسرب من بين أصابعنا

ونعود بعد ذلك نبكي مافقدناه بملء إرادتنا

وربما يكون السبب العناد

أو هو النصيب

نعم

هو النصيب

لا أدري - أحسست عند قراءة القصة أنها واقعية

ربما لصدق المشاعر فيها

ربما

 

 

[ابتسامــة]

عجباً لهذا الإنسان !
ينفق عمره بحثاً عن السعادة
ويضيعها بمحض إرادته بسهولة تصل حد الحماقة .

*
*
*

أجدت جدا في اختيار العنوان يا أحمد (عشرة على عشرة)
أيضا نجحت في جذب القاريء من أول جملة
وتقنيات القصة القصيرة من تركيز الحدث واستخدام الجمل القصيرة
وعدم الاسهاب في السرد إلى جانب إبراز أماكن المشاهد موفقة بشدة

لي ملحوظة واحدة ( عارف انت بنت سيباويه بأه ) :
ما هو سر الغرام الفظيع المريع بــ (لقد) و (قد) ده


كل التقدير