حكم لبس المرأة السروال في حصة الرياضة أمام المدرب

[صوت الإسلام]

السؤال:
انصحوني بما هو خير لي في أمري: من بين المواد في مدرستنا الرياضة إلزامنا بلبس السروال, فتحدثت مع المدرب، فسمح لي أن ألعب بتنورة طويلة, لكن بعد مرور أيام منعني من لبسها وقال إن علي أن ألبس السروال عوضا عنها، ولا أعلم ماذا أفعل؟ فهل أطبق ما قال للحاجة؟ أم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟. أشكركم جزيل الشكر على جهودكم.

الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا أولا نشكرك على حرصك على تعلم أمر دينك ومعرفة الأحكام الشرعية، امتثالا لقول الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.

حفظك الله ووفقك لكل خير، ولا يخفى عليك أنه يجب على المرأة المسلمة أن تستر جسدها عن الرجال الأجانب، فلا يجوز لك الظهور أمام مدرب الرياضة بما لا يتحقق به الستر المطلوب شرعا سروالا كان أم تنورة أم غير ذلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:59}.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 6745.

ولا تجوز لك طاعته في معصية الله تعالى، روى البخاري ومسلم عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

ولا تجاملي في دينك أحدا من الناس، فماذا يجدي إرضاء الناس فيما فيه سخط الله، روى الترمذي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس.

ودين المسلم أغلى شيء عنده، فلا يبغي به بدلا، وقد أحسن من قال:

الدين رأس المال فاستمسك به **** فضياعه من أعظم الخسران.

وليست كل حاجة معتبرة شرعا بحيث يترخص بها، فيمكنك البحث عن سبيل للدراسة في غير هذه المدرسة، فتجدين من المدارس ما ينتفي عنك فيه مثل هذا الحرج، ولن تعدمي ذلك ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}.

والله أعلم.






مزيد من التفاصيل