تفاصيل أكثر:
تفاصيل اجتماع قادة أجهزة السلطة بجنرالات إسرائيليين
صالح النعامي
نشر 30/09/2008
يكشف الصحافي في 'يديعوت أحرونوت' ناحوم برنيع في تقرير خاص نشره في عدد الصحيفة الصادر الجمعة الماضي ما دار في لقاء جمع الأحد من الأسبوع الماضي قادة الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة سلام فياض بعدد من الضباط 'الإسرائيلي'ين في مقر قيادة قوات جيش الاحتلال في مستوطنة ' بيت إيل' القريبة من رام الله.
اللافت في الأمر أن برنيع وهو الصحافي الوحيد الذي سمح له بحضور اللقاء نقل أمورًا بالغة الخطورة قالها قادة أجهزة السلطة لنظرائهم 'الإسرائيلي'ين،تعكس الشوط الذي قطعه هؤلاء في تنسيقهم الأمني مع إسرائيل في حربها ضد حركات المقاومة في الضفة الغربية.
نحن هنا نعرض ترجمة التقرير الذي نشره برنيع:
هم وصلوا الى قيادة الجيش 'الإسرائيلي' في يوم الأحد ليلا مجتازين حاجز المحكمة على مسافة 3 دقائق من رام الله صاعدين في الطريق الذي يقود إلى مستوطنة بيت ايل العتيقة ليدخلوا بوابة المعسكر الأردني سابقاً الذي يضم منذ سنوات طويلة قيادة فرقة يهودا والسامرة.
كلهم كانوا يرتدون الزي المدني باستثناء المفتش العام للشرطة الفلسطينية. كان هؤلاء 8 من قادة أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة. كلهم من أتباع فتح القدامى. الفرصة الأخيرة للجيل الذي جاء من تونس حتى يواصل الإمساك بمقاليد السيطرة على الشعب الفلسطيني من قبل أن تقوم حماس بابتلاع الشعب كله.
قائد قوات الجيش 'الإسرائيلي' في الضفة الغربية العميد نوعم تيفون أراد استضافتهم على مأدبة الإفطار في نهاية يوم الصوم. إلا أن جدول أعمال الفرقة تشوش لأسباب منها التحقيق في إخفاق الجيش 'الإسرائيلي' في كبح أعمال الشغب التي قام بها المستوطنون وموت فتى فلسطيني بنيران الجيش في اليوم التالي. الأمر الذي اضطر الضيوف للإفطار في منازلهم.
(إسرائيل) هي التي أعدت خطة انتشار السلطة في جنين
حسناً فعلوا: هذا النقاش كان سيهدر الوقت لو جرى حول صحون مليئة بالطعام الذي اعده الجيش 'الإسرائيلي'. تيفون ورئيس الإدارة المدنية 'الإسرائيلية' في الضفة العميد يؤاف موردخاي أرادا عرض خطة 'جنين 2' المعدة من اجل سيطرة قوات السلطة على مدينة جنين على قادة الأجهزة. قادة الجيش 'الإسرائيلي' طلبوا السماح بإدخال صحفي لهذا اللقاء فاستجاب لهم الضيوف الفلسطينيون، فكنت أنا الصحافي الوحيد الذي حضر اللقاء. بسبب وجود الصحفي وبالأساس بسبب الشعور بالاستعجال في الجانب الفلسطيني تدحرج اللقاء نحو اتجاهات مغايرة مفرطة في مداها.
قالوا أموراً صاعقة
خلافاً للاعتقاد السائد، الصحفيون يكرهون ان يكونوا متفاجئين. هم على ثقة أنهم يعرفون كل شيء وما لا يعرفونه لا يعتبر هاماً في نظرهم. أنا فوجئت من الأمور التي قالها الفلسطينيون كما فوجئت من اللهجة التي قيلت فيها. خلاصة قولهم هو أن مجابهة عنيفة بين فتح وحماس حول السيطرة على الضفة ستحدث في شهر كانون الثاني القادم. في التاسع من كانون الثاني ستنتهي فترة رئاسة أبو مازن. هو عازم على البقاء في المنصب حتى كانون الثاني 2010. يجب عدم استبعاد إمكانية إعلانه عن غزة منطقة متمردة. قادة الأمن الفلسطينيون يطلبون من أجهزة الأمن في (إسرائيل) أن تعكف معهم على أعداد الخطة الميدانية وأن تدرب القوات وأن تزودها بالأسلحة.
لم أسمع بمثل هذا الاستعداد المفرط للعمل مع (إسرائيل) من قبل القيادة الفلسطينية في أية مرة من المرات باستثناء فترة قصيرة في ربيع 1996.
قلت بعد اللقاء لأحد قادة الجيش 'الإسرائيلي' الذي تواجد في القاعة: هذا كلام بكلام. الا تخشى من ان يختفي اتباع فتح في اللحظة الحاسمة مثلما اختفوا في غزة؟
'لا' رد علي، 'قبل أحداث غزة لم يكونوا يعرفون ما الذي سيحدث لهم أما الآن فهم يعرفون'.
حرب كانون الثاني
ابو الفتح هو قائد جهاز الأمن العام التابع لحكومة فياض، وهو الجهاز الذي يمثل القوة العسكرية الفلسطينية. هو الأكثر تقدماً في السن والأعلى رتبة بين قادة الأجهزة. 'ليس هناك خصام بيننا'. هو يقول لضباط الجيش 'الإسرائيلي'. 'لدينا عدو مشترك'.
هو اختار البــدء بشكــوى حول عربدة المستوطنين. التفسير الذي ســـاقه أبو الفتح كان مثيراً للاهتمام، فقد واصل حديثه للجنرالات 'الإسرائيليين' قائلاً 'هذا يصــــعب الأمور علينا في التعامل مع مواطنين في الأسفل، يجب ان يكون لديكم قانون ونظام مثلما تتوقعون أن يكون عندنا قانون ونظام. أنا سأفعل اليوم كل ما أستطيعه حتى أمنع العمليات. انتم تدركون أننا افضل من السابق وأنتم تمدحون ذلك. بفـــضل عملياتنا أصبــــحتم اقــل حاجة لقواتكم'.
حماس عدونا المشترك
وواصل 'أبو الفتح' حديثه 'يجري هنا صراع كبير استعداداً لشهر كانون الثاني. أبو مازن يقود خط السلام وعليكم أن تعززوا وضعه. أطلقوا سراح السجناء الأحداث. هذا هام جداً ارفعوا الحواجز ولتزيلوا المستوطنات. أنا اطلب إرسال سرية من أريحا إلى الخليل. أنا اعرف أن هناك مشكلة في الخليل مع المستوطنين ونقاط احتكاك. ليست لدي أية نية للدخول إلى هناك. القوة ستعمل في القرى جنوبي جبل الخليل'.
العميد كيفون رد عليه ' أنا سعيد بما تقول، على قادة الألوية عندنا وعندكم ان يلتقوا ويتفقوا حول ذلك'. إلا ان العقيد مردخاي حذر الضباط الفلسطينيين قائلاً ' ولكن يجب ان يكون تحرك السرية من أريحا إلى الخليل في يوم الجمعة ليلاً، حتى لا يصطدموا بالمستوطنين'. فرد عليه أبو الفتح قائلاً ' لا مشكلة. نحن نتحرك ضد حماس الان ايضاً في رمضان'.
وهنا تدخل رئيس الاستخبارات العسكرية التابع لحكومة فياض ماجد فراج 'نحن في معركة صعبة جداً،. هناك مثل بالعربية – البحر من أمامنا والعدو من ورائنا – ونحن لا نملك حتى بحراً. قررنا خوض الصراع حتى النهاية. قررنا وضع كل مشاكلنا على الطاولة كل شيء علني وظاهر: لا مزيد من الألاعيب. حماس هي العدو. قررنا شن حرب عليها وأنا أقول لكم لن يكون اي حوار معها، فمن يريد أن يقتلك عليك ان تبكر بقتله. انتم توصلتم إلى هدنة معهم أما نحن فلا. توخياً للصدق أقول أننا تصرفنا بصورة مغايرة في الماضي ' .
يعالجون شأن المؤسسات الحمساوية وفق تعليمات إسرائيل
وواصل فراج تباهيه قائلاً ' الان نقوم بتولي امر كل مؤسسة حمساوية ترسلون اسمها الينا. اعطيتمونا في الاونة الاخيرة اسماء 64 مؤسسة وقد انتهينا من معالجة 50 منها. بعض هذه المؤسسات اغلقت وفي البعض الاخر استبدلنا الادارة. كما وضعنا ايادينا على اموالهم ('إسرائيل' حولت للسلطة 150 حساباً بنكياً يشتبه بعلاقاتها بالتنظيمات الارهابية. السلطة اغلقت 300 حساب). 'عندي ملاحظتين. الاولى ذات مرة كنا نفكر الف مرة قبل الدخول للمسجد اما اليوم فنحن ندخل لكل مسجد عند الحاجة. لا تفهموا من ذلك انه من المسموح لكم انتم ايضا ان تدخلوا: على العكس بامكاننا نحن ان ندخل لأنكم انتم لا تدخلون. كما اننا ندخل للجامعات بما في ذلك الجامعة الإسلامية في الخليل. نحن نبذل قصارى جهدنا. حتى لو لم يكن النجاح 100 في المائة فالدافعية 100 في المائة'.
الاستعداد للمواجهة مع حماس
حازم عطا لله المفتش العام للشرطة الفلسطينية تدخل وقال 'حتى آخر السنة سندخل في مجابهة مع حماس، خالد مشعل صرح بأن حكومة ابو مازن لن تكون شرعية في التاسع من كانون الثاني وعلينا ان نستعد للمجابهة'.
حسين الشيخ مسؤول الشؤون المدنية في حكومة فياض قال ' هذا هام جداً. حماس لا تملك قوة عسكرية في الضفة ولكن لديها قوة لإخراج الناس للشارع'.
ووجه عطا الله حديثه للإسرائيليين ' انا اتحدث عن خطة شاملة،ان دخلنا السنة القادمة من دون الاستعداد لن يتبقى أمامنا إلا التخاصم حول المسؤولية عن الهزيمة نحن او انتم والامريكيين'.
مردخاي طمأنه قائلاُ ' سنشكل طاقماً مشتركاً معكم، سنساعدكم في التدريب والعتاد'.
الفلسطينيون اشتكوا من ان ارسالية الهروات المخصصة للشرطة من كندا محجوزة منذ اشهر في اسدود. فطمأنهم تيفون 'نحن سنقوم بتخليصها'.