في أعقاب القصف الإسرائيلي الأخير شرقي مدينة رفح، يوم الخميسالماضي، لاحظ سكان المنطقة المحيطة بالقصف وجود عدة صواريخ من نوع ( أف 16) لمتنفجر، وهو ما أثار الذعر في أوساط المواطنين، ما دفع بقوات الشرطة لتحذير سكانالمنطقة من مغبة الاقتراب من مكان القصف لمسافة لا تقل عن ألف متر مربع؛ خوفا منانفجار الصواريخ في أي لحظة.
وبالرغممن أن هذه ليست الحالة الأولى التي تشهد سقوط صواريخ إسرائيلية على قطاع غزة لاتنفجر لحظة ارتطامها بالأرض، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تسجيل العديد من الحالاتالمشابهة، وهو ما يطرح تساؤلا حول تعمد سلاح الجو الإسرائيلي القصف بهذه الطريقة،وما هي أهدافه من وراء ذلك.
إضعاف قدرة المقاومة
إلى ذلك، أشار الخبير الأمني وعميد البحث العلمي في كلية الرباطالتابعة لوزارة الداخلية، إبراهيم حبيب، إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتعمد قصفالمناطق الحدودية بصواريخ لا تنفجر لحظة سقوطها بالأرض؛ لتحقيق مجموعة من الأهداف،التي تتمثل بتعطيل حركة المقاومة الفلسطينية في هذه المناطق، التي يشتبه بوجودنشاط غير اعتيادي فيها، مثل وجود أنفاق يجري التحضير لها، أو أن المنطقة المستهدفةتشكل عمقا استراتيجيا للمقاومة".
وأضاف حبيب أن "سلاح الجو الإسرائيلي هو الأكثر تطورا على مستوىالعالم؛ لذلك فإن احتمالية الخطأ في قصفه تكاد تكون شبه مستحيلة، وهو يعني أن فرضية القصد هي الأقرب من فرضية الخطأ الفني في طريقة القصف أو في الصاروخنفسه".
وتابع حبيب، في حديث لـ"عربي21"، بأن "الغرض الآخر من القصف بهذه الطريقةيأتي في سياق الجهود الإسرائيلية لمواجهة خطر الأنفاق في المناطق الحدودية، حيثيعلم الجيش أن سقوط صاروخ في منطقة يشتبه بوجود أنفاق عسكرية فيها سيعطل من نشاطالمقاومة في هذه المنطقة لفترة أطول، وهي إستراتيجية أقل كلفة من الدخول في مواجهةعسكرية مباشرة مع المقاومة في غزة للقضاء على خطر الأنفاق".
ويشهد قطاع غزة حالة من التصعيد الحذر بين المقاومة الفلسطينيةوالجيش الإسرائيلي منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بنقل السفارةالأمريكية لمدينة القدس، قبل نحو شهر من الآن، حيث يقوم سلاح الجو الإسرائيليباستهداف المناطق الحدودية والمواقع المسلحة، كرد على إطلاق المقاومة لصواريخباتجاه البلدات الإسرائيلية.
بدوره، أشار الصحفي الفلسطيني الذي يسكن في المناطق الحدودية لمدينةخانيونس، حسن إصليح، إلى أنه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وانطلاق المظاهرات فيالمناطق الحدودية، تقوم الطائرات الإسرائيلية بين الفينة والأخرى بإسقاط مظلاتهوائية تحتوي على أجسام مشبوهة ومتفجرات على طول الشريط الحدودي، وهو ما يعرض حياةالمواطنين والمزارعين في هذه المنطقة للخطر فور ملامستهم لهذه الأجسام.
وأضاف إصليح، في حديث لـ"عربي21"، أنه بالإضافة لماتشكل هذه المواد من خطر على حياة المواطنين، فإنها تهدف أيضا لإبادة المحصولالزراعي في هذه المناطق؛ كي لا تشكل عائقا أمامهم في تتبع ورصد أي نشاطات عسكريةللمقاومة الفلسطينية.
وحدة هندسة المتفجرات
وفي السياق ذاته، قال الخبير الأمني والمتحدث السابق باسم وزارةالداخلية، إسلام شهوان، إن "وزارة الداخلية تدرك حجم المخاطر التي قد تسببهابقاء المخلفات الإسرائيلية على حياة المواطنين؛ لذلك فقد أسست وزارة الداخلية وحدةمتخصصة لمتابعة هذه الحالات، وهي (الإدارة العامة لهندسة المتفجرات)، قوامها أكثرمن 70 عنصرا من كافة مدن قطاع غزة، تقوم هذه الوحدة بتجميع المخلفات الإسرائيليةوالأجسام المشبوهة، بما فيها الصواريخ التي لم تنفجر، ثم تقوم بتفجيرها في مناطقمفتوحة، بعد إشعار المواطنين؛ منعا لوقوع أي أذى بحق السكان".
وأضاف الخبير الأمني، في حديث لـ"عربي21"، أن "هذه الوحدة تضم عناصرمتخصصة ومدربة على التعامل مع كل الأجسام المشبوهة، وقد نجحت خلال السنوات الماضيةبالقضاء على أكثر من 90 في المئة من المخلفات الإسرائيلية، بالرغم من قلةالإمكانيات".
مزيد من التفاصيل