ترددت دعوات تطالب المرشح الرئاسي المحتمل، الفريق سامي عنان، بإعلانموقف صريح من أوضاع المعتقلين وأحكام الإعدام وملف الحريات بشكل عام، مؤكدين أنتلك الخطوة هي مفتاح فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وأعلن عنان، الجمعة، ترشحه لخوض سباق الانتخابات الرئاسية في مصر، المقررة في آذار/ مارس المقبل، ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي أعلنترشحه هو أيضا رسميا، الجمعة.
ويعول الشارع السياسي المصري المعارض على الفريق عنان رئيس أركانالجيش المصري الأسبق في عهد حسني مبارك وأثناء حكم المجلس العسكري للبلاد إبانثورة يناير 2011؛ لتغيير السيسي عبر صناديق الانتخابات.
كما يتطلع قطاع عريض من المعارضين لسياسات السيسي أن يقوم عنان، حالفوزه برئاسة مصر بخطوة يطالب بها الكثيرون، وهي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام، وتوفير محاكمات عادلة لكل المتهمين، وإلغاء القوانينالمقيدة للحريات.
وفي هذا الإطار طالب الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالحميد عمران، الفريق عنان، بالإعلانعن موقفه من هذا الملف، وقال عبر صفحته بفيسبوك: "كلمة في أذن الفريق ساميعنان: إن أردت الفوز، أعلن بصدق موقفا إيجابيا من المعتقلين والإعدامات"،مؤكدا أن "هذا هو الطريق للفوز بثقة الشعب وتأييده".
كما قال المصري المقيم بأمريكا، يسري حبيب بخيت، إن "عنان لو قال إنه سيُخرج مرسي وكل المعتقلين السياسيين من السجن سأنتخبه"، معلنا قبولهبمرشح عسكري آخر يترأس مصر مقابل الإفراج عن المعتقلين، مضيفا عبر صفحته بفيسبوك،"يخدوها العسكر ويشبعوا بيها بس الناس دي تطلع تعيش زي خلق الله".
أما الحقوقي والإعلامي هيثم أبوخليل، فقد طالب عنان وفريقه بكلام واضحوصريح في برنامجه الانتخابي عن إلغاء كافة الأحكام المسيسة النهائية التي صدرت بعد3 تموز/ يوليو2013، سواء بالإعدام، أو السجن، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلينوالمختفين قسريا.
ودعا أبوخليل الفريق عنان لاتخاذ قرارات أخرى تدعم الملف الحقوقيبمصر، مطالبا إياه بإلغاء كافة القوانين الاستثنائية التي صدرت بعد الانقلاب مثلحالة الطوارئ وقوانين المنشآت العسكرية والتظاهر والإرهاب، وغيرها من القوانينالمكبلة للحريات.
وفي إشارة إلى أحد مطالب ثورة يناير، طالب أبوخليل عنان بإعلانموقفه من مبدأ "تحقيق العدالة الانتقالية"، وذلك في خطوات واضحة، وبفتحتحقيقات شفافة فيما ارتكب من مجازر وجرائم بحق المصريين بعد الانقلاب.
وفي ملف سيناء، أكد أبو خليل أنه على الفريق عنان الإعلان عن وقفالعمليات العسكرية في شمال سيناء، ووقف التهجير القسري فورا، ويتخذ الحل السياسيكوسيلة بدلا من الحل العسكري، وعقد مصالحة شاملة تزيل كل أسباب الاحتقان.
كما طالب أبوخليل، عنان، تبنيه قرار برفع أسماء جميع من تم وضعهمعلي قوائم الإرهاب، وإلغاء كافة قوائم المنع من السفر والترقب للوصول لمن تمإدراجهم عليهم بعد الانقلاب.
وحث عنان على التعهد بإعادة أموال وممتلكات الأشخاص والجمعياتوالمؤسسات التي تم تأميمها وتجميدها، وإعادة الحياة لمنظمات المجتمع المدني، وإلغاءالقيود عليها، خاصة المنظمات الحقوقية
ورد أبوخليل على منتقديه، نافيا أن تكون دعوته لعنانخيانة للرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي ولدماء الشهداء وحرية المعتقلين،وقال إنها "محاولة لإنقاذهم من عجزنا وفشلنا خلاف إنقاذهم من إجرام السيسيوعصابته"، مضيفا: "اعتبروها مرحلة انتقالية نستعيد فيها أنفاسنا التيقطعت"، قائلا: "العبوا على المتناقضات، واعملوا على إزاحة السفاح المجنونبأي ثمن".
الفوز باكتساح
وحول أهمية تلك الدعوات، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجيل الجديدلحقوق الإنسان، حمدي العزازي، إنه "لو تم بالفعل إطلاق سراح جميع المعتقلينالسياسيين؛ فلربما يكون هناك مخرج لكل مشاكل مصر، وتبدأ عملية مصالحة وحواروطني".
وحول إمكانية أن يزيد تبني عنان ملف الحريات من أسهمه الانتخابية، أكدالعزازي، لـ"عربي21": "ربما تكون فرصة عنان في الفوز برئاسة مصرباكتساح"، مؤكدا أن "الشعب المصري تعب من سياسات النظام الحالي".
وأوضح الحقوقي المصري أن "الظلم هو سبب كل المصائب التيحلت بمصر"، مؤكدا أنه "لن ترفع لها راية ما دامت خيرة العقول في السجونظلما وعدوانا"، في إشارة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وشباب الثورة بالسجونوالمعتقلات.
وأضاف العزازي،:"أنا لست من الإخوان المسلمين، وليس لي أصدقاءمنهم سوى قلة، لكن الجماعة لها وزن كبير في مصر، وكان لديهم مشروع اقتصاديواجتماعي". وفي المقابل، فإن "السيسي أصبح كارتا محروقا لكل من ساندهخارجيا وداخليا، وأصبح عبئا كبيرا على الجميع".
سلاح ذو حدين
وفي تعليقه، قال الكاتب الصحفي أحمد الشحري، إن قضايا الحرياتوالمعتقلين وأحكام الإعدام هو ملف في منتهى الأهمية، لكن مطالبة عنان بها الآنتأتي في غير أوانها.
وفي حديثه لـ"عربي21"، طالب الشحري الجميع "بالتوقفعن هذه المطالبات لعنان الآن، وانتظار إن كانت أوراق ترشحه للرئاسة ستقبل أملا"، مضيفا: "وبعدها سيكون لكل حادث حديث".
وأضاف الشحري أنه لو قبل ترشح عنان بالفعل، وأعلن موقفه من ملفالحريات والمعتقلين بصراحة، فإن ذلك بالتأكيد سيمثل لعنان سلاحا ذا حدين، موضحا أنالبعض سيعتبر تلك الخطوة بدعمه للحريات في صالحه، بينما سيستغلها البعض الآخرللنيل منه والهجوم عليه.
مزيد من التفاصيل