جدد الناشط الليبي، المقيم في أميركا، عماد الدينزهري المنتصر، مطالبته بإصدار مذكرات قبض ضد اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر،واصفا إياه بـ"العقل المدبر والأب الروحي لكل جرائم الحرب في الشرق الليبي".
وطالب الناشط الليبي، المجتمع الدولي ومنظماتهبضرورة "استبدال بيانات الشجب والإدانة بمذكرات اعتقال وتوقيف بحق حفترومرؤوسيه، لارتكابهم عدة جرائم حرب وكذلك تحديهم للعالم بالاستمرار في هذهالجرائم"، حسب كلامه.
ونشر المنتصر عبر صفحته الرسمية ترجمة لنص المذكرةالتي تقدم بها لكل من: الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجنائية الدوليةوالمندوب السامي لحقوق الإنسان ووزارة العدل والخارجية الأمريكيتين وغسان سلامةووزيرة الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي.
ودعم الناشط الليبي مذكرته بعدة وثائق بالتسلسلالزمني للجرائم التي تم ارتكابها في الشرق الليبي على يد حفتر ورجاله، ومنهم قتل36 شخصا معارضا ومحاولة اغتيار وكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، فرج قعيم، والتخطيطلعدة عمليات اغتيال لمعارضين له، وغيرها من الجرائم.
اقرأ أيضا: "غضب دولي" ضد حفتر بسبب "ضابط الإعدامات".. ما نتيجته؟
وختم المنتصر، رسالته بقوله: "السيدة فاتوبنسودا، المدعية العامة للجنائية الدولية، حينما تقومين بإصدار أمر قبض على حفتر،فإن المحكمة ستصبح جزء من المشكلة وليس جزء من الحل"، وفق مذكرته.
وحسب دورية "أفريكا إنتليجنس" البريطانية،تسببت الشكوى التي قدمها المنتصر في التسريع بإصدار مذكرة القبض بحق الضابط بقواتحفتر، الرائد محمود الورفلي.
وفي ظل هذه المذكرة، يتبادر تساؤلا مهما؛ حول مدى نجاح المذكرة في تحريك المجتمع الدولي ضد "حفتر".
وقال الناشط الليبي المقيم في كندا، خالد الغول، إن"المنتصر يتحرك وينطلق من كونه مواطن أمريكي، وحفتر كذلك بموجب القوانينالأمريكية يرى أن يحاسبه من خلالها ومن خلال المحكمة الجنائية وقراراتها".
اقرأ أيضا: العثور على خمس جثث في بنغازي الليبية
وحول مدى نجاح هذه المذكرة، أوضح الغوللـ"عربي21"، أن "النجاح من عدمه، تلك قضية أخرى ولكن طرح القضيةللرأي العام الأمريكي وغيره هو ما قد ينجح فيه المنتصر، والأمر متوقف على فهمالليبيين للقضية فهي ليست مختزلة في حفتر ذاته"، وفق قوله.
وتابع: "حفتر يعد قائدا عاما للقوات المسلحةوفوقه القائد الأعلى وهو رئيس البرلمان عقيلة صالح وبقية مجلس النواب فهي من عينتهوهي مسؤولة عن أفعاله ما لم تتبرأ منه وتفصله، وهذه النقطة الأخيرة لم يعملالناشطون عليها فهم مركزون على حفتر فقط".
غطاء دولي
ورأى الناشط والكاتب الليبي، مختار كعبار، أن"المجتمع الدولي بمؤسساته غير جاد في مواجهة جرائم حفتر وأتباعه، وخير مثالعلى ذلك استمرار الضابط الورفلي في جرائمه، رغم مطالبات محكمة الجنائيات بتسليمه".
وأضاف كعبار لـ"عربي21": "ربما يكونلحفتر وقياداته غطاء دوليا تمنعهم من الملاحقة، وبخصوص الورفلي ومن يشابهه لنيسلم، وربما يتم التخلص من هؤلاء عبر الاغتيالات وفقط"، كما قال.
وأكد الإعلامي من طرابلس محمد علي، أن "التعويلعلى رد فعل مباشر على الأرض جراء هذه المذكرة وما يماثلها أمر لا يعمل عليه هؤلاءالناشطون، بقدر عملهم على محاسبة الجناة ووضعهم على قائمة الملاحقة الدولية ولضمان عدم الإفلاتمن العقاب ولو بعد حين".
وأوضح في حديثه علي لـ"عربي21"، أنه"لا يمكن بأي حال من الأحوال النظر إلى الانتهاكات التي ارتكبت ولا زالتترتكب بأنها محل ضجة وبيانات وتنتهي، خاصة أنها الآن أصبحت موثقة وواضحة للعالمأجمع، فلم التأخر في ملاحقة مرتكبيها"، حسب رأيه.
منظمات دولية "مخترقة"
من جانبه، شدد المحلل السياسي الليبي أسامة كعبار علىضرورة "الاستمرار في تحريك الملفات والقضايا الدولية بهدف الضغط الإعلاميوالقانوني على هذه المنظمات الدولية، حتى برغم أن المال السياسي القذر يلعب دوره فيتعطيل مثل هذه القضايا، وإبعادها من طاولة التحقيقات الدولية".
وأشار إلى أن "المنظمات الدولية جميعها مخترقوتعمل وفق مصالحها، لذا من الصعب التكهن بما يمكن أن تتخذ من مواقف تجاه هذهالانتهاكات، لكن الضغط المستمر وتعرية الجرائم أمر مطلوب من قبل المتابعين، ومؤكدسيثمر عند نقطة ما"، وفق تقديره.
مزيد من التفاصيل