أعلن أمير دولة الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، الأربعاء، أن بلاده ستقدم للعراق مليار دولار على شكل قروض وستقوم باستثمار مليار دولار آخر للمساهمة في إعادة إعمار البلد الجار في أعقاب الحرب مع تنظيم الدولة.
وقال الصباح في اليوم الثالث والأخير لمؤتمر إعادة إعمار العراق الذي تستضيفه بلاده منذ الاثنين، إن المساهمة الكويتية تأتي "انطلاقا من التزامها بدعم الأشقاء في العراق".
وكانت بغداد أعلنت أنها "انتصرت" على تنظيم الدولة الإسلامية في كانون الأول/ ديسمبر بعدما استعادت قواتها، مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أجزاء واسعة من البلاد كان التنظيم المتطرف عليها في منتصف العام 2014.
ويتطلع العراق، الأربعاء، إلى أن يقابل المجتمع الدولي "انتصاره" على تنظيم الدولة المتطرف بمساهمة مالية ضخمة تعيد بناء ما دمرته حرب السنوات الثلاث.
ومن المقرر أن تعلن الدول الحليفة للعراق والشريكة في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم اليوم، عن مساهمات مالية في مشروع إعادة الإعمار الضخم، تأمل بغداد أن تصل إلى نحو 88 مليار دولار.
وقال أمير الكويت إن بلاده تدرك "حجم الدمار الذي لحق بالعراق جراء سيطرة تلك التنظيمات الإرهابية على بعض الأراضي العراقية".
اقرأ أيضا: هل تكرس "كعكة إعادة الإعمار" صراع النفوذ في العراق؟
ورأى أن إعادة الإعمار "عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحده، ما دعانا إلى التوجه بالنداء إلى المجتمع الدولي بدعوته للمشاركة في هذا العمل وتحمل تبعاته".
وأشار الصباح إلى أن "هناك دعما كبيرا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والبنك الدولي للمساهمة في إعادة إعمار العراق"، لافتا إلى أن "مؤتمرنا سيخرج بدور فاعل لإعمار العراق ومستقبل آمن للمنطقة".
5 ملايين نازح
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأربعاء، إنه تمت إعادة نصف النازحين داخل العراق الذين يزيد عددهم عن خمسة ملايين نازح، عقب انتهاء الحرب على تنظيم الدولة.
وأضاف العبادي في كلمة له بالمؤتمر، إن بلاده تتطلع إلى "شراكة واسعة مع القطاع الخاص في العراق، ولن نتوقف عن محاربة الفساد الذي هو أحد أسباب وجود الإرهاب في العراق".
وأردف: "نتطلع إلى شراكات إستراتيجية وتفاهم لواقعنا والمعوقات المتمثلة في البيروقراطية المزمنة، وبدأنا بالعمل للتخلص من بعض القوانين القديمة".
معالجة أسباب التطرف
وعلى الصعيد ذاته، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الكويت، الأربعاء، المجتمع الدولي على دعم جهود العراق في إعادة الإعمار بعد الحرب مع تنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: "إعمار العراق" يواصل أعماله.. والعبادي يشجع المستثمرين
وقال غوتيريش في خطاب ألقاه في اليوم الختامي لمؤتمر إعادة إعمار العراق الذي تستضيفه الكويت منذ الاثنين: "العالم مدين لكم جراء نضالكم ضد التهديد العالمي الذي فرضه تنظيم الدولة".
وأضاف: "حان الوقت لإظهار امتناننا الخالص والتعبير عن تضامننا مع الشعب العراقي"، داعيا إلى تقديم الدعم "بالسياسة والموارد".
ورأى غوتيريش أن على المجتمع الدولي "دعم جهود" العراق في إعادة بناء ما دمرته الحرب، مؤكدا أن الأمم المتحدة "ستقوم بدورها وستكون إلى جانبكم في كل خطوة".
وفي موازاة ذلك، دعا بغداد إلى إدخال إصلاحات على نظامها المالي وعلى القطاع الأمني، وإلى معالجة الأسباب التي دفعت عراقيين إلى "التطرف" وبينها أنظمة مكافحة "الإرهاب" المعتمدة في العراق، مطالبا أيضا بالعمل على تحقيق المصالحة.
وأعلن غوتيريش عن برنامج مساعدات للأمم المتحدة يمتد على عامين ويهدف إلى مساعدة الحكومة العراقية على تطبيق الجوانب الاجتماعية في مشروع إعادة الإعمار.
وانطلقت الاثنين الماضي، أعمال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، بمشاركة بحضور عدد من وزراء ومسؤولي الدول المشاركة في المؤتمر، إضافة إلى ممثلي كبريات الشركات العالمية والمستثمرين.
مزيد من التفاصيل