قال محللون سياسيون إن القرار الصومالي،بإلغاء اتفاقية الشركة المبرمة مع شركة موانئ دبي العالمية، وأرض الصومال (من جانبواحد) والحكومة الإثيوبية لتشغيل ميناء بربرة يشكل ضربة للإمارات في محاولاتها لتوسيعنفوذها في منطقة القرن الإفريقي.
وسبق هذا القرار قيام جيبوتي، بإلغاء عقدالامتياز الممنوح لـ"موانئ دبي"، بتشغيل ميناء دوراليه وقالت الحكومةالجيبوتية، إن "القرار لا رجعة عنه".
وخلال أيام خسرت الإمارات موقعين استراتيجيين،على البحر الأحمر، ومنطقة القرن الإفريقي، كانت تعول عليهما لتوسيع نفوذهابالمنطقة، بعد بسطه في المنطقة المقابلة على بحر العرب جنوب اليمن.
وكانت الاتفاقية الصومالية تقضي بامتلاكموانئ دبي العالمية، ما نسبته 51 بالمئة من عائدات تشغيل ميناء بربرة، مقابل 30بالمئة لمنطقة أرض الصومال الانفصالية، و 19 بالمئة لصالح الحكومة الإثيوبية.
وكانت الحكومة الجيبوتية وصفت عقد امتيازتشغيل محطة الحاويات بميناء دوراليه، باحتوائه على عناصر "تنتهك" سيادةالدولة و"مصالح الأمة العليا".
توجسات ومخاوف
المحلل السياسي الدكتور وسام الكبيسي قال إنه"لا يخفى على المتابعين أن هناك توجهات إماراتية، بالبحث عن مواقع استراتيجيةعلى المنافذ البحرية الهامة وخاصة البحر الأحمر والقرن الإفريقي وبحر العرب وصولاإلى مصر وما بعدها".
وقال الكبيسي لـ"عربي21": "إنمساعي الإمارات لم تقف عند حد التمدد الاقتصادي، بل تعدتها للجانب السياسي وألقى ذلكبظلال سلبية وآثار غير مفضلة لدى بعض الدول في المنطقة، وأثار لديها توجسات بشأنالمرامي الإماراتية، من وراء الاستحواذ على موانئها".
وشدد على أن ما جرى في اليمن وميناء عدنومناطق جنوب اليمن "ألقى بظلاله على المسار الذي مضت به الإمارات ودفع العديدمن القوى للسعي من أجل تقليص نفوذ أبو ظبي، وبحثت الدول الإفريقية عن تجارب أخرى،لا تشعر فيها بمخاوف، كالتي تراها من قبل الإمارات".
ورأى الكبيسي أن العلاقات المميزة بينالصومال وتركيا، تصاعدت في الآونة الأخيرة، وبلا شك ألقت بظلال على القراراتالأخيرة، خاصة أن أنقرة تقدم نفسها على أساس منافس اقتصادي، يحاول الابتعاد قدرالإمكان عن التدخل في القرار السياسي الداخلي على حد وصفه.
وأضاف: "لا شك أن قرار السودان بالسماحلتركيا بإعادة إحياء سواكن، وتشغيلها، يعد قرارا هاما نظرا لأهمية وتأثير تلكالنقطة في البحر الأحمر، ويأتي في سياق التنافس على المنطقة وتنافس الإماراتوإيران، على تلك المنطقة والممرات البحرية".
ووصف الكبيسي التحركات الإماراتية، في منطقةالقرن الإفريقي بـ"المتعجلة" وتثير "توجسات وإشارات مزعجةللآخرين" وكان الأجدر التمدد اقتصاديا، بشكل بحت بعيدا عن التحرك لأغراضسياسية وتوسيع النفوذ والسيطرة.
ضربة موجعة
من جانبه وصف الخبير في الشؤون الاستراتيجية،الدكتور عامر السبايلة، القرارات الإفريقية بـ"الضربة الموجعة"للإمارات.
وأوضح السبايلة لـ"عربي21" أن ماجرى جزء من الحرب الخفية، الدائرة على منطقة القرن الإفريقي وهي نتاج للأزمةالخليجية، وصراع النفوذ على منطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى أن ما حدث يعد خسارة لطموح أبو ظبيفي تحقيق استثمارات كبيرة في البحر الأحمر، لكنه في المقابل قال إن "الخسارةمتوقعة وتشكل بداية لمعارك خفية ستتواصل مع المحور التركي القطري".
وتابع السبايلة: "استطاعت قطر وتركياكسب هذه الجولة في نفوذ البحر الأحمر، بعد دخول أنقرة للمشهد السياسي في مقديشوعلاوة على كسب ود السودان من ناحية العلاقات" مشددا على أننا "أمام حربسيطرة مفتوحة".
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن مكاسب الإماراتفي عدن وسعيها لفرض نفوذها بعد السيطرة على جزيرة سقطرى، كان سيواجه برد طبيعيبمحاولة إضعاف نفوذها بالبحر الأحمر ولاحقا تهديده".
يشار إلى أن الإمارات حصلت إبان حكم الرئيساليمني الراحل علي عبد الله صالح عام 2008 على حق إدارة ميناء عدن لمدة 100 عاملكن بعد اندلاع الثورة اليمنية والإطاحة بصالح قرر مجلس إدارة مؤسسة خليج عدنإلغاء حق تأجير الميناء لشركة موانئ دبي العالمية.
وطلبت الحكومة اليمنية بعد الثورة من الشركةالإماراتية تعديل اتفاقيةالميناء أو إلغاءها بعد وصفها بالـ"مجحفة بحق اليمن وأنها "أُبرمت فيظروف راعت المصالح السياسية أكثر من الاقتصادية"".
لكن بعد الحرب التيشنتها السعودية والإمارات على الحوثيين في اليمن عدات السيطرة الإماراتية علىموانئ جنوب اليمن عبر القوة العسكرية ومنعت في عدة حوادث تفريغ شحنات في الميناء.
مزيد من التفاصيل