فجر اعتقال زوجة وزوجها ورضيعتها وشقيقها بمصر، ملف انتشار اعتقال العائلات خلال حكم رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي في ظاهرة لم تعهدها مصر من قبل.
وتعد عائلة خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين هي الأشهر بين العائلات الموجودة خلف القضبان، فبالإضافة لاعتقال الوالد خيرت وولديه سعد والحسن، اعتقلت السلطات المصرية زوج شقيقته وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان ، وثلاثة من أزواج بنات الشاطر وهم أحمد ثروت ومصطفي حسن وأحمد درويش، بالإضافة لملاحقة زوج ابنته الكبرى أيمن عبد الغني المتواجد حاليا خارج مصر.
ورغم أن الشاطر ونجله الأكبر سعد كانا في عنبر واحد معا بسجن العقرب، ولا يفصلهما عن بعضهما غير جدران الزنازين إلا أنه لم يسمح للابن برؤية الأب طوال أربعة أعوام قضاها سعد في العقرب قبل أن يخلي سبيله بعد براءته في قضية غرفة عمليات رابعة.
وفي العقرب أيضا عائلة الحداد التي تضم الأب عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية ونجله الأكبر جهاد، وربما كان القدر رحيما معهما أفضل من آل الشاطر، حيث يحاكم الأب والابن في قضية واحدة وهي التخابر مع حماس، وكانت جلسات المحاكمة هي الوسيلة الوحيدة للالتقاء ببعضها رغم أنهما في سجن واحد بل وفي عنبر واحد، ولا يفصلهما عن بعضهما سوى بضعة أمتار معدودة.
اقرأ أيضا: عرض رضيعة أمام نيابة أمن الدولة بمصر.. وغضب بين النشطاء
وتعد عائلة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي واحدة من الأسر التي دخل كل أفرادها السجن بدءا من الأب ونجله أنس الذي حصل مؤخرا علي حكمين بالبراءة من محكمة النقض علي أحكام سابقة بالسجن 7 سنوات قضي منها 4 سنوات بالفعل.
ولم يلتق البلتاجي المسجون بالعقرب بابنه المسجون بالليمان إلا برسائل بينهما عبر جدران "الحبسخانة" في مقر محكمة أمناء الشرطة.
انضم لقائمة معتقلي عائلة البلتاجي الابن خالد بالمرحلة الثانوية وقبل أن يكمل شهرين خارج محبسه تم اعتقال شقيقه الأصغر حسام بالمرحلة الإعدادية لعدة أسابيع قبل أن تطلق النيابة سراحه، أما الابن الأكبر عمار فقد سجن قبل اعتقال والده ليترك مصر باحثا عن الحرية خارجها، وحتي زوجة البلتاجي حكم عليها بالسجن 6 لشهر مع وقف التنفيذ بعد تلفيق تهمة الاعتداء علي إحدي موظفات السجن لها خلال زيارة زوجها.
ودخلت عائلة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي ضمن القائمة باعتقال نجله الأصغر عبد الله ومحاكمته بتلفيق تهمة حيازة مواد مخدرة، ثم اعتقال نجله الأوسط أسامة الذي تحول من محامي يدافع عن والده لسجين في نفس زنزانة والده السابقة، لأنه تجرأ بالحديث عما يتعرض له والده الرئيس.
اقرأ أيضا: دعوات للكشف عن مصير أسرة مختفية قسريا في مصر
أما عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، عبد الرحمن البر، المعتقل حاليا، فقد اعتقل مؤخرا ابنه محمد وابنته عائشة، وكذلك القيادي بجماعة الإخوان عصام حشيش ونجله عبد الله والقيادي بالجماعة الإسلامية صفوت عبد الغني وابنه الأكبر الذي اعتقل خلال زيارة والده.
ويعد الداعية الإسلامي صلاح سلطان وابنه محمد من أشهر العائلات، بعد أن هز اضراب محمد عن الطعام لأكثر من عامين المجتمع الدولي، وقد أطلقت السلطات المصرية سراحه بعد تنازله عن الجنسية المصرية.
أما العقيد متقاعد ياسر إبراهيم عرفات وزوجته الطبيبة بسمة رفعت فهما الحالة الأبرز في اعتقال الزوج وزوجته بقضية واحدة، وقد حكم علي الزوج بالإعدام والزوجة بالمؤبد في قضية مقتل النائب العام، تاركين خلفهم أربعة أطفال.
من جانبه أكد المحامي والباحث الحقوقي أسامة علي لـ "عربي 21" أن هناك صعوبة في الرصد الدقيق لعدد هذه الحالات، خاصة وأنهم ينضمون لتنظيمات مختلفة، مشيرا إلي أن هناك حالات تم اعتقال أحد أفراد العائلة لإجبار شخص آخر علي تسليم نفسه وفي النهاية يظل الجميع رهن الاعتقال مع تلفيق الاتهامات للجميع.
ويوضح أنه في كثير من الأحيان يكون الاعتقال من أجل ممارسة ضغوط علي بعض الشخصيات كما حدث مع عائلتي البلتاجي والشاطر، وهو ما كشفه أحد القضاة عندما سأله أحمد ثروت عن سبب اعتقاله، فرد عليه القاضي قائلا: "يكفي أنك نسيب خيرت الشاطر وهذا سبب كاف للاعتقال".
وعن تطبيق مبدأ لم الشمل الذي يلزم وزارة الداخلية بجمع المسجونين من الأسرة الواحدة في مكان واحد، أكد أحمد عبد الباقي العضو بهيئة الدفاع عن قضايا المعتقلين لـ "عربي 21" أن هذا المبدأ لا يتم تطبيقه علي معتقلي الانقلاب رغم حصولهم علي أحكام ملزمة من القضاء الإداري لتطبيق لم الشمل، ولكن لم يتم تنفيذها.
ورصد الباحث الاجتماعي إبراهيم المنصوري لـ "عربي 21 " المشاكل التي تعاني منها هذه الأسر، في ظل عبء مصاريف أكثر من معتقل، موضحا أنهم رصدوا أزمات أخري لانشغال الأم وتوزيع جهدها بين عدد من السجون وبالتالي لا تستطيع متابعة باقي أبنائها وهو ما يؤدي لنتائج عكسية وسلبية.
مزيد من التفاصيل