تحدث جنرال إسرائيلي الثلاثاء، عن الأسباب التي دفعتروسيا للكشف عن الجهة التي تقف خلف الهجوم على مطار التيفور العسكري السوري فجرالاثنين، في الوقت الذي أكد فيه أن "تل أبيب" ماضية في منع إيران منترسيخ وجودها في سوريا حتى ولو أدى ذلك لوقوع حرب.
وقال الجنرال الاحتياطي يعقوب عميدرور: "بعدساعات قليلة من المجهولية، قرر الروس كشف السر؛ في الهجوم الليلي في عمق سورياالذي استهدف مطار التيفور، وتم تنفيذه من قبل سلاح الجو الإسرائيلي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيلاليوم"، أنه من "المثير للاهتمام معرفة ما الذي دفع روسيا إلى الكشف عنهذه المعلومات، حيث يبدو أنها لا تهتم بتأجيج اللهيب، في حين أن هذا الكشف يجعلسوريا أو إيران أكثر التزاما بالرد؛ وهذا ربما يؤدي إلى خطوات أصعب".
وأوضح عميدرور، أن "التصريح القاسي نسبيا منقبل وزير الخارجية الروسي، الذي يدين الهجوم يضاف إلى الحيرة"، لافتا أن"المنطق الروسي في هذه الحالة ليس واضحا تماما، باستثناء الرغبة في البثللعالم بأنهم يعرفون ما يحدث في المنطقة التي يعملون فيها وأنه يجب أخذها فيالاعتبار بشكل أكبر".
اقرأ أيضا: الخارجية الروسية تستدعي السفير الإسرائيلي
وأضاف: "حقيقة أنه من هذا المطار تمت السيطرةعلى الطائرة الإيرانية غير المأهولة التي تم إسقاطها فوق إسرائيل منذ حوالي شهرين،وهذا يشير إلى أن الأهداف (القصف) كانت إيرانية".
كما أن التقارير التي تؤكد "وجود قتلى إيرانيينمن رجال الحرس الثوري، تشير إلى هدف الهجوم كان إيراني وليس أمر مرتبط بالقدرةالكيميائية السورية".
واعتبر الجنرال أن "انتشار القوات الروسية فيالمطار، هو من شجع الإيرانيين على استخدامه بالذات، لأنهم افترضوا أن إسرائيلستكون أكثر حذرا في استخدام الأسلحة في محيط القوات الروسية".
وتابع: "ربما يكون الإيرانيون قد قدروا أنه بعدالهجوم على مركبة التحكم الإيرانية بالطائرة غير المأهولة، سيكون الروس أكثرتصميما إزاء هجوم إسرائيلي على المطار؛ وهذا ما يستدل من بيان وزير الخارجيةالروسي".
مطار معزول
وفي ذات السياق، تساءل: "كيف يسمح الروس للإيرانيينبالعمل على مسافة قريبة إلى هذا الحد من القوات الروسية؟؛ ألا يدركون أن إيرانتستغل وجودهم في المكان وتعرض عمدا حياة جنودهم للخطر؟"، مشددا على أنه "دون معرفة ما هو المستهدف، من الواضح أنإسرائيل مصممة على مواصلة تقويض جهود إيران لترسيخ وجودها في سوريا، وجهودها لنقلالأسلحة إلى حزب الله"، وفق عميدرور.
كما يشير موقع الهجوم البعيد جدا عن لبنان، بحسبالجنرال، إلى "النوع الأول للأهداف، البنى التحتية الإيرانية، ولكن لا يمكناستبعاد أن الإيرانيين حاولوا إبعاد أثرهم وإحضار معدات لحزب الله بالذات إلى مطارمعزول وبعيد، وذلك لتقليل شكوك إسرائيل وقدرتها على مراقبة العملية".
وذكر أن هناك "تصميم إسرائيلي واضح بعدم السماحلإيران بترسيخ وجودها في سوريا، حتى لو تطلب ذلك دفع الثمن، أو تدهورت الأمور لحربأكثر شدة".
اقرأ أيضا: "يديعوت" تكشف: هذا ما تم قصفة داخل مطار التيفور
من جانبه، رأى رئيس معهد أبحاث الأمن القوميالإسرائيلي عاموس يدلين، أن "إحدى النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار هيالإعلان الروسي السريع الذي حمل المسؤولية لإسرائيل".
وأوضح في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"العبرية، أن "روسيا امتنعت حتى الآن من الدخول في المواجهة بين إسرائيلوإيران وسوريا، وهي تحافظ على توازن دقيق بين مصالحها في الشرق الأوسط"،مؤكدا أن "التصعيد في الصراع الإسرائيلي الإيراني هو عامل استراتيجي سلبي فينظر الروس".
وأضاف يدلين: "من شأن حدوث تدهور في العلاقاتمع إسرائيل؛ التي أدارها الجانبان بحذر منذ دخول روسيا إلى سوريا في أيلول 2015،ألا ينعكس في الإعلان الروسي أمس"، معتبرا أن "الغرض من رسالة موسكو هوالتوضيح بأن المصلحة الروسية هي دفع الترتيبات في سوريا؛ عسكريا وسياسيا".
مزيد من التفاصيل