ركن مقالات فهمى هويدى - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    ركن مقالات فهمى هويدى


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 8th October 2008, 08:17 AM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي ركن مقالات فهمى هويدى

    أنا : Farida




    بالسمـــــــــن البلدى

    https://dostor.org/ar/index.php?optio...4702&Itemid=51

    اقتباس
    بالسمن البلدي
    03/10/2008
    مصطلح الحرب الإلكترونية له رنينه الخاص، المسكون بالهيبة والإكبار. فكلمة الحرب وحدها تستدعي إلي الذهن شريطًا مليئًا بصور الإثارة وقعقعة السلاح، وحين تكون تلك الحرب الإلكترونية، فإنها تستدعي آفاقًا جديدة تحملك إلي عالم آخر وثيق الصلة بأحدث تقنيات العصر في فنون التوجيه والرصد والحركة. بسبب ذلك، فإنني ظللت استشعر رهبة كلما مررت إلي جوار مبني مهيب عُلقت علي بابه لافتة رخامية كُتبت عليها «دار الحرب الإلكترونية». وكثيرًا ما كان الفضول يغريني بأن أمد بصري وراء الباب أو عبر قضبان سوره الحديدي لكي أعرف ما الذي يجري في داخله. وأري وجوه هؤلاء الرجال الذين لابد أن نفخر بهم ممن تخصصوا في فنون الحرب الإلكترونية. إذ كنت اعتبرهم ينتمون إلي أحدث الأسلحة تقدمًا وأكثر أساليب الحرب تطورًا.

    لم يغب عن بالي أن الدار بمثابة ناد اجتماعي للعاملين بذلك السلاح، تعمل علي رعايتهم وتوفر لهم خدمات وأنشطة تلبي حاجاتهم الإنسانية. وتتناسب مع مكانتهم باعتبارهم طليعة متميزة بين ضباط القوات المسلحة. لكني فوجئت ذات يوم بأن بعض المحال التجارية أقيمت في جانب من المبني، وكان انطباعي المباشر أن تلك المحال تخل بجلال المكان، لكنني متأثر ربما بالأجواء السائدة في البلد. أقنعت نفسي بأن الدار قد تكون اضطرت إلي ذلك، فقامت بتأجير المحال التجارية لتوفير دخل يمكنها من تغطية نفقاتها وتقديم خدمات أفضل للعاملين بالسلاح، رغم أنني كنت أعلم من أقاربي أن ضباط كل سلاح يدفعوناشتراكات شهرية تخصم من رواتبهم لحساب النوادي الخاصة بهم.

    في وقت لاحق، لاحظت أن النادي عن عرض فيلم «اللمبي» وفيلماً آخر لا أذكر اسمه، فاستنكرت ذلك بيني وبين نفسي، واستكثرت علي دار الحرب الإلكترونية أن تُدخل عرض الأفلام السينمائية الهابطة ضمن أنشطتها، لكنني أقنعت نفسي أيضًا بأن من حق رجال السلاح وأسرهم أن يروحوا عن أنفسهم، الأمر الذي جعلني «أبلع» احتجاجي الصامت، حتي أصبح تعليق إعلانات الأفلام عند مدخل الدار مألوفًا بمضي الوقت.

    شاءت المقادير أن أغيب عن المكان عدة أشهر، وأن أمر به قبل أيام أثناء شهر رمضان، فتوقفت عند لافتة من القماش بطول ثلاثة أمتار كُتبت عليها العبارة التالية: كل عام وحضراتكم بخير.. تعلن دار الحرب الإلكترونية عن بيع منتجات كعك العيد بأجود الخامات وأنسب الأسعار.. وجميع المنتجات مصنوعة بالسمن البلدي. لم أصدق ما قرأته، فأوقفت سيارتي ونقلت نصه حتي أتأكد من كلماته، ومازلت حتي هذه اللحظة عاجزًا عن الربط بين عنوان الحرب الإلكترونية وبين تصنيع كعك العيد بالسمن البلدي، ورافضًا تصديق الكلمات المكتوبة علي اللافتة. لكن ذلك لا يمنع من أن المشهد صحيح، والواقعة لاشك فيها، خصوصًا أنني حرصت علي أن أقف علي الرصيف المقابل لكي أتأكد من أن المتجر تابع للدار وأنها تبيع حقًا كعكًا مصنعًا بالسمن البلدي.

    اعتبرت الإعلان نوعًا من ابتذال عنوان «دار الحرب الإلكترونية»، وعندما أعربت عن دهشتي لذلك، قال لي بعض العارفين: إن ذلك الابتذال حاصل في بقية نوادي القوات المسلحة التي لم تعد تقدم خدمات إلي العاملين في الأسلحة المختلفة فحسب، ولكنها أصبحت تمارس أنشطة تجارية متعددة، من بينها إقامة الأفراح وأعياد الميلاد بجميع مستلزماتها، وهي أنشطة أصبحت تدر دخلاً طيبًا، أصبح الضباط يتنافسون عليه، وهم ليسوا وحيدين في ذلك، لأن الوضع العام في مصر أصبح يشجع علي التربح والاتجار والاستثمار من جانب مختلف المؤسسات العامة، خصوصًا بعدما انسحبت الحكومة ورفعت يدها ـ بصورة نسبية ـ عن أنشطة يُفترض أن تظل مسئولة عنها، مثل خدمات التعليم والصحة والإسكان. كما أن عملية الابتذال طالت عناوين كثيرة مثل الديمقراطية والتعددية والإصلاح السياسي والفكر الجديد، الأمر الذي يعني أن ما فعلته دار الحرب الإلكترونية لم يكن أمرًا انفردت به، وإنما كان عاكسًا لواقع ترك بصماته علي مختلف الأنشطة، وظهر في الدار المذكورة علي هيئة كعك بالسمن البلدي.

     

    الموضوع الأصلي : ركن مقالات فهمى هويدى     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : Farida

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بسم الله الرحمن الرحيم : الأجابة ...ابو الفتوح إنتخابات الرئاسة مــــلامــــح 5 1686 22nd May 2012 11:23 PM
    اخص على كده : اسراء عبدالفتاح وشباب الثورة مع... شؤون مصر الداخلية انسان بقلب ملاك 55 5185 22nd March 2012 08:01 AM
    النائب الخبؤ : محمد العمدة عايز يلغى الخلع شؤون مصر الداخلية مصرى فقط 21 4010 22nd March 2012 07:06 AM
    جودة عبد الخالق عايزنا نحشى المحشى لسان عصفور شؤون مصر الداخلية Farida 0 1193 22nd March 2012 06:36 AM
    ترشيحات حزب النور بتقول ان فيه امل شؤون مصر الداخلية AlexG 13 2459 22nd March 2012 06:31 AM

    قديم 8th October 2008, 08:19 AM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida





    افتكرت وانا باقرأ المقال ده لما كنت باتفق على تجهيزات فرحى و بالف على الدور العسكريه و لما ادخل على اللواء من دول و ابص الاقيه بيقولى انا و خطيبى وقتها - زوجى حاليا- عايزين الكوشة شكلها ايه و رقاصه ولا لأ

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 9th October 2008, 06:16 PM ابتسامــة غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    ابتسامــة
    Platinum Member
     






    ابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : ابتسامــة







    العجيب أن كاتبنا الكبير لم يكن يعلم
    عن نشاطات هذه الدور حتى الآن !

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 17th October 2008, 11:43 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    https://dostor.org/ar/index.php?optio...d=13&Itemid=51

    اقتباس
    هوان مضاعف
    17/10/2008

    فهمي هويدي

    استغربت الدعوة التي وجهها نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون البحث العلمي إلي العالم المصري الدكتور مصطفي السيد، الذي حصل علي أرفع وسام علمي أمريكي في علاج السرطان، لكي يستكمل أبحاثه في المعهد القومي للأورام بالقاهرة. وكانت الحجة التي أوردها في دعوته هي مصدر الاستغراب والدهشة. إذ طبقًا لما نُشر علي لسانه (في 3/10) فإن نائب رئيس الجامعة الدكتور حسين خالد، الذي كان مديرًا سابقًا لمعهد الأورام، ذكر أن العالم المصري الأمريكي أجري تجارب علاج السرطان علي الحيوانات فقط.

    وأضاف أن إجراء تلك التجارب الإكلينيكية علي الإنسان عملية صعبة في الولايات المتحدة، لذلك فإنه عرض استضافته في القاهرة، لكي يجري تجاربه علي المرضي المصريين بمشاركة فريق عمل من أساتذة المعهد. ولإقناعنا بوجاهة الفكرة وتوفر الفرصة المناسبة لإجراء تلك التجارب ذكر الدكتور حسين خالد أن معهد الأورام مثقل بالمرضي، وأنه يستقبل سنويًا 20 ألف مريض سرطان جديد، إضافة إلي المرضي القدامي الذين يتلقون العلاج فيه بانتظام.

    ظاهر الخبر لا يبعث علي القلق. فها هو عالم مصري مرموق أجري أبحاثًا حققت نجاحًا مدهشًا في الولايات المتحدة، ولكن تبين أن ثمة صعوبة تعترض استكمال تلك الأبحاث هناك، فتقدم نائب رئيس جامعة القاهرة، لكي يذلل تلك الصعوبة، وعرض عليه أن يواصل عمله الكبير في مصر، التي هي أولي بتشجيعه واحتضانه، لكن هذه البراءة تتراجع حين يعيد المرء قراءة الخبر مرة ثانية، حيث يدرك أن العالم المصري أجري تجاربه في الولايات المتحدة علي الحيوانات فقط، وحقق نجاحه علي هذا المستوي. ولأن مواصلة التجارب علي الإنسان هي العنصر الحاسم في إثبات ذلك النجاح فإنه كان عليه أن يخضع عددًا من مرضي السرطان للعلاج الذي اكتشفه، وهذه مسألة ليست سهلة هناك، لأن إجراء التجارب الإكلينيكية علي البشر في مثل هذه الحالات له اشتراطات لا أول لها ولا آخر، تدور حول ضمان ألا تتم المخاطرة بحياة المريض بأي ثمن. ليس فقط لأن فشل العلاج الجديد وتعريض أي مريض للوفاة جراء ذلك يمكن أن يُحمل الجهة التي تجري التجارب بتعويضات تصل إلي ملايين الدولارات، ولكن أيضًا لأن كرامة الإنسان الأمريكي مصونة لا ُتمس، وقيمته أغلي من أن تجعله حقلاً للتجارب العلمية الخطرة. من ثم فلا غضاضة في إجراء مثل هذه التجارب علي الحيوانات، أما الإنسان الأمريكي فلا، وإذا كان لابد من إجرائها قبل توفير الضمانات والاشتراطات التي تحمي المواطن الأمريكي، فليبحث العلماء عن إنسي من جنس آخر أرخص، ويأخذون راحتهم في إجراء تجاربهم عليه.

    الاقتراح الذي قدمه نائب رئيس جامعة القاهرة يرشح المرضي المصريين ليكونوا حقل تجارب العلاج الجديد. والعرض في هذا الصدد صريح ولا يحتمل اللبس، ولا يضع قيودًا علي التجارب المفترضة سوي موافقة لجان البحوث العلمية المتخصصة ولجنة أخلاقيات البحث العلمي، وهي كما نعلم موافقات تتم علي الورق وأحيانًا من خلال الاتصال الهاتفي، وهو عرض لا يخلو من إغراء، فسعر المواطن المصري أرخص إذا ما قورن بالأمريكي، ثم إن مرضي السرطان عندنا كثيرون، والضغط علي معهد الأورام يفوق طاقة استيعابه واحتماله. وإذا تمت التضحية ببعض المصابين بالمرض أثناء العلاج فالخسائر لن تكون كبيرة، ولن يزعج ذلك أحدًا في السلطة التي ما برحت تشكو من الزيادة المستمرة في عدد السكان.

    لست أشك في حسن نية نائب رئيس الجامعة، وأغلب الظن أنه لم يدرك أن اقتراحه يعبر عن الإقرار بدونية المواطن المصري ورخص سعره. وتلك مشكلة بحد ذاتها، لأن الإقرار بالدونية وقلة قيمة الإنسان أصبح أمرًا عاديًا يسلم به حتي كبار المسئولين في البلد، وهو أمر يضاعف شعور الواحد منا بالهوان، حيث يجد أن التراجع لم يصب حجم البلد ووزنه فحسب، وإنما ضرب قيمة الإنسان المصري أيضًا.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 18th October 2008, 05:20 PM ابتسامــة غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    ابتسامــة
    Platinum Member
     






    ابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond reputeابتسامــة has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : ابتسامــة




    !For Medical Professionals Only

    اقتباس

    لست أشك في حسن نية نائب رئيس الجامعة، وأغلب الظن أنه لم يدرك أن اقتراحه يعبر عن الإقرار بدونية المواطن المصري ورخص سعره. وتلك مشكلة بحد ذاتها، لأن الإقرار بالدونية وقلة قيمة الإنسان أصبح أمرًا عاديًا يسلم به حتي كبار المسئولين في البلد، وهو أمر يضاعف شعور الواحد منا بالهوان، حيث يجد أن التراجع لم يصب حجم البلد ووزنه فحسب، وإنما ضرب قيمة الإنسان المصري أيضًا.

    من المفترض أن يتم استجواب وزير الصحة بشأن هذه الدعوة في مجلس الشعب ... ومن المفترض إقالة السيدنائب رئيس الجامعة بغض النظر عن حسن أو سوء نيته... ولكن يحدث هذا في بلد مواطنها له قيمة وليس في مصر فقد صدق الأستاذ فهمي حين قال أن هناك إقرار بدونية الإنسان الصري ليس فقط من مسؤليه وحكومته بل منه هو شخصيا حين لا يكون له رد فعل تجاه مثل تلك التصرفات

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 26th October 2008, 10:15 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    https://dostor.org/ar/index.php?optio...d=13&Itemid=51

    اقتباس
    الهجرة داخل الوطن
    26/10/2008

    فهمي هويدي

    حين وجه مذيع قناة الجزيرة سؤالاً إلي وزير السياحة المصري بلغة عربية فصيحة، فإن الوزير رد عليه بالعامية ولم يستطع أن يخاطبه بنفس اللغة، صحيح أن المذيع «جميل عازر» كان متمكناً من الفصحي بحكم خبرته الطويلة في الإذاعة البريطانية الناطقة بالعربية، التي تتشدد في إلزام المذيعين بقواعد اللغة، إلا أن الوزير كان معبراً بدوره عن حالة عناصر النخبة في مصر الذين أصبحوا يجيدون اللغات الأجنبية، الإنجليزية بوجه أخص، في حين يتعثرون في الحديث بالعربية الفصحي.

    شهدت مؤتمراً في دبي حضره رئيس الوزراء المصري «أحمد نظيف»، وألقي فيه كلمة مكتوبة التقطت أذني فيها أربعة أخطاء نحوية، وحين وجه إليه رئيس الجلسة الأمريكي الجنسية سؤالاً باللغة الإنجليزية، فإنه رد بطلاقة أثارت الانتباه، حتي بدا وكأن الإنجليزية ــ وليست العربية ــ هي لغته الأم.

    وفي احتفال أقيم بأحد فنادق القاهرة الكبري لتقديم جائزة الشعر للفائزين بها، وقف السيد «فاروق حسني» يلقي كلمة الافتتاح، لكنه لم يستطع وهو وزير الثقافة أن يتكلم بالفصحي لأكثر من ثلاث دقائق، وكانت عباراته ركيكة ومرتبكة، الأمر الذي اضطره إلي إنهاء كلامه بسرعة، خصوصاً أن مستمعيه كانوا جميعاً من المهتمين بالشعر واللغة العربية.

    الظاهرة تدعو إلي القلق، ليس فقط لأن النخب يعانون من الفقر في حصيلتهم اللغوية العربية، ولكن أيضاً لأنهم إفراز نظام شعبي وحالة ثقافية لم يحترم أي منهما لغة البلد الذي ينتمون إليه، فوجدوا في إجادتهم اللغات الأجنبية تميزاً لا يحصله الذين اكتفوا بالفصحي، وحتي لا يساء فهم كلامي فإنني تماماً مع الإحاطة باللغات الأجنبية وإجادتها، بشرط واحد هو ألا يكون ذلك علي حساب تعلم الفصحي والتمكن منها.

    الأدهي من ذلك والأمر أن هذه النخب التي نعيب عليها الضعف في التعامل مع الفصحي، يبدو أنهم أفضل حالاً من أجيال جديدة ليست ضعيفة في الفصحي لكنها جاهلة بها من الأساس، ذلك أنه في ظل انهيار العملية التعليمية في مصر، فإن كل القادرين علي إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة لم يترددوا في إلحاقهم بها، وفي الوقت ذاته فإن نسبة كبيرة من تلك المدارس تركز علي التعليم بالإنجليزية، وتعتبر ذلك ميزة وعنصر جذب لأولياء الأمور الذين يعتبرون أن التمكن من الإنجليزية يهيئ لأبنائهم وبناتهم فرصاً أفضل في المستقبل.

    وإزاء ذلك فمن الطبيعي أن تخرج لنا هذه المدارس أجيالاً مقطوعة الصلة باللغة الأم، قد لا تجهل الفصحي فحسب، ولكنها تحتقرها أيضاً.

    إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو: أين دور الحكومة وما موقف السياسة التعليمية من هذه الظاهرة؟ إننا لا نكاد نجد موقفاً واضحاً من هذه المسألة، كما أننا لا نلمس أثراً لسياسة تعليمية حازمة، تعني بتربية الأجيال الجديدة تربية سوية تصقل شخصيتها وتعتبر الاعتزاز باللغة من مظاهر الكبرياء الوطني والاعتزاز بالذات، والعكس صحيح بطبيعة الحال، لأن احتقار اللغة هو من مظاهر احتقار الذات.

    والأمر كذلك، فلعلي لا أبالغ إذا قلت إن تدهور أوضاع اللغة والازدراء بها هو في حقيقته تعبير عن الهزيمة الحضارية، وقد نبهنا ابن خلدون إلي أن المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب، ليس في سلوكه وعاداته فحسب، ولكن في لغته أيضاً، وقديماً قيل إن اعوجاج اللسان علامة علي اعوجاج الحال، الأمر الذي إذا صح فإنه يدلنا علي أن المشكلة ليست في ألسنة اعوجت ولغة تدهورت وإنما هي استسلام للهزيمة والانكسار، وشعور باليأس من الحاضر والمستقبل، يدفع البعض إلي الهجرة خارج الوطن، ويدفع آخرين إلي الهجرة مع الاستمرار في داخل الوطن.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 31st October 2008, 08:46 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    https://dostor.org/ar/index.php?optio...d=13&Itemid=51

    اقتباس
    صراحة شيخ الأزهر
    31/10/2008

    فهمي هويدي

    شيخ الأزهر رجل صريح أكثر من اللازم، ومعروف عنه أنه لا يخفي انفعالاته إزاء الناس العاديين، ولا يكبح جماح انفعالاته تلك إلا في مواجهة أهل السلطة لأسباب مفهومة طبعًا. والذين احتكوا به ويعرفونه لديهم قصص لا حصر لها حول المدي الذي يذهب إليه في انفعاله، الأمر الذي يورطه في توجيه سباب أو ممارسة أفعال غير مسبوقة في تاريخ مشيخة الأزهر، مثل ملاحقة الأشخاص والاعتداء عليهم بالضرب.

    قبل حوالي أسبوعين زار الشيخ محمد سيد طنطاوي بيروت بدعوة من النائب سعد الحريري لحضور افتتاح أحد المساجد في العاصمة اللبنانية، وحين تحدث عن رحلته يوم الأربعاء قبل الماضي 22/10، فإنه أشاد بالأوضاع الأمنية هناك، وقال إنها «أفضل ما تكون»، وهو ما ذكرني بزيارة شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد الفحام للاتحاد السوفيتي في الستينيات، حيث اُستقبل بحفاوة بالغة في جمهوريات آسيا الوسطي، وحين تجول في طشقند وبخاري فإنه انبهر بحدائق الفاكهة هناك وبالكرم الذي قوبل به، وكان لذلك وقعه الطيب في نفسه، الأمر الذي دعاه لأن يتحدث في كل لقاء عن أن الأوضاع في جمهوريات آسيا الوسطي «أفضل ما تكون»، وبذلنا في ذلك الوقت، نحن المرافقون له، جهدًا لدعوته إلي التحفظ فيما يقول، ليس فقط لأن النظام الشيوعي القائم وقتذاك يدعو صراحة إلي الإلحاد ومحاربة الأديان خصوصًا في مجتمعات المسلمين، ولكن أيضًا لأن أوضاع المسلمين كانت بائسة إلي حد كبير، بحيث يصبح استخدام عبارة «أفضل ما يكون» شهادة مغلوطة وإفراطًا في المجاملة، الضرر فيه أكثر من النفع.

    التقي الدكتور طنطاوي السياسيين وأهل السنة في لبنان، ولم يرتب له أي لقاء مع مراجع الشيعة، الأمر الذي جعل زيارته تصنف ضمن دعم تيار الحريري وجماعة «14 آذار»، في مواجهة فريق المعارضة الذي يضمه تجمع «8 آذار»، وفيما يبدو فإن أحدًا لم ينبهه إلي أن زيارته تلك استخدمت لصالح حملة للدعاية الانتخابية لسعد الحريري وجماعته، وبالتالي فإن زيارته لم تكن للبنان بقدر ما كانت لتعزيز موقف طرف ضد آخر في الانتخابات التي ستجري هناك بعد خمسة أشهر.

    في التصريحات التي نشرت علي لسانه أبدي شيخ الأزهر ترحيبًا بزيارة العراق، لكنه اشترط أولاً موافقة الجهات الأمنية والمسئولين المصريين، وكان ذلك بدوره كلامًا صريحًا أكثر من اللازم، كشف فيه الرجل عن حقيقة يعرفها الجميع ولكنهم يتكتمونها. ذلك أنه لا يتحرك في أي اتجاه إلا بعد أن يتلقي ضوءًا أخضر من الجهات الأمنية، حيث لابد أن يسترشد الإمام الأكبر برأيها فيما عليه أن يقدم عليه أو يتجنبه، الأمر الذي يكشف الستار عن المدي الذي وصل إليه نفوذ جهاز أمن الدولة في المؤسسة الدينية. وإذا كان ذلك يحدث مع الإمام الأكبر بجلالة قدره، فلك أن تتصور ذلك النفوذ في جامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف. وإذا كان شيخ الأزهر لا يتحرك إلا بموافقة جهاز الأمن، فلا غرابة في أن يدير الجهاز الجامعة وأن يقرر متي تفتح المساجد أو تغلق، وما إذا كان يسمح بالتهجد والاعتكاف في المساجد أم لا، ومن يسمح له أن يعتلي منبر الخطابة يوم الجمعة، ومن الذي ينبغي أن يمنع من مخاطبة المصلين... إلخ.

    إن حالة شيخ الأزهر ليست استثناء ولا هي فريدة في بابها، ولكنها نموذج لقيادات المرحلة التي تتصدر العمل العام، وتتوفر فيها مواصفات القبول والاستمرار.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 4th November 2008, 09:34 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    https://dostor.org/ar/index.php?optio...7150&Itemid=51

    اقتباس
    إيضاحات مطلوبة
    03/11/2008

    فهمي هويدي

    لم آخذ علي محمل الجد المهرجان الذي أقامه الحزب الوطني طوال اليومين الماضيين ، وأحسب أنني لست وحيدًا في ذلك ، لأنني ما لقيت أحدًا من المواطنين العاديين إلا ووجدته غير مكترث بالموضوع، ولولا الإعلام الذي فرض علي الناس أن يشاهدوا خطبة الرئيس مبارك وجلسة الافتتاح وأعمال اللجان، لما سمع أحد بالمؤتمر فضلاً عن الحزب ذاته، من ناحيتي اعتبرته مجرد فيلم سياسي يعرض بأمر الحكومة علي الشاشات لعدة أيام ثم تسحب نسخته لعرضها في موسم آخر، لهذا السبب أرحت نفسي ولم أتابع افتتاح المؤتمر علي شاشات التليفزيون، لكنني لم أستطع أن أبتعد عنه كثيرًا، لأنني اكتشفت أن الافتتاح لاحقني في صحف الصباح، الأمر الذي اضطرني إلي قراءة العناوين المنشورة، ولأن بعضها استوقفني، فقد اضطررت إلي قراءة التفاصيل، واستوقفتني عدة أمور تحتاج إلي إيضاح، منها مثلاً:

    > إن الذين تحدثوا عن الحزب بذلوا جهدًا ملحوظًا لإقناعنا بأن الحزب موجود في البلد، له أعضاؤه وفروعه واشتراكاته ولجانه وانتخاباته التحتية والفوقية، إلي غير ذلك من الأخبار السارة التي نسمع بها لأول مرة، رغم أن المتحدثين لم يفكروا في الإجابة عن السؤالين التاليين: موجود أين؟ وماذا يفعل؟

    إن الأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف ذكر أن الرئيس مبارك هو مفجر طاقات الحزب، في حين أن المهندس أحمد عز أمين التنظيم قال إن السيد جمال مبارك هو مفجر ثورة التحديث والتطوير في الحزب، وهو ما يجبر القاريء البريء، الذي قد لا يستطيع أن يقاوم إلحاح عدة أسئلة، أحدها يتعلق بتحديد المفجر الحقيقي، الأب أم الابن؟ والثاني يتعلق بما إذا كان تفجير طاقات الحزب يختلف عن تفجير ثورة التحديث والتطوير، والثالث ينصب علي طبيعة ذلك «التفجير» الذي لم يسمع به أحد، والرابع عما إذا كان التفجير واحدًا، وكلام كل من الرجلين صحيح، ولكن كلاً منهما حرص علي أن يسجل ولاءه لسنده ومصدر قوته.

    > إن بين المتحدثين من اهتم بإبراز رعاية الحزب بالشباب وحرصه علي استيعاب أعداد كبيرة منهم، حتي وصلت نسبتهم إلي 60% تقريبًا من جملة الأعضاء، «أعمارهم ما بين 18 و 40 عامًا» في حين أن الذين تجاوزوا 60 عامًا فأكثر نسبتهم في حدود 6% فقط، لكن الذين أبرزوا هذه النسب لم يذكروا أن الستة في المائة هم الذين يقودون الحزب، فبعضهم بلغ سن العشرين أربع مرات والبعض الآخر وصل إلي سن الخامسة والعشرين ثلاث مرات، والأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف من الأخيرين من «مواليد 19 ديسمبر عام 1933».. وامسكوا الخشب.

    إن المتحدثين أشاروا كثيرًا إلي النموذج الديمقراطي الذي يقدمه الحزب، وتمنوا علي الأحزاب الأخري المعارضة أن تحتذيه في أدائها السياسي، لكي يستكمل البناء الديمقراطي أركانه، ولكي تترسخ أقدام التعددية في البلد، بل ذهب الأمين العام للحزب إلي حد دعوة أحزاب المعارضة إلي «كلمة سواء» للاشتراك في العمل من أجل الوطن، وهي دعوة غامضة ومحيرة وتحتاج إلي إيضاح لأن النموذج الديمقراطي الذي قدمه الحزب تمثل في احتكاره للسلطة لأكثر من ربع قرن، بالذوق حينًا وبالتزوير والعافية أحيانًا كثيرة، كما تمثل في رفضه لأي مشاركة، وإضعافه المستمر لفكرة التعددية، الأمر الذي يطرح السؤال التالي: ما هي بالضبط الوجبة أو المائدة التي دعيت إليها أحزاب المعارضة في خطاب الأمين العام للحزب؟

    إن الفقراء ومحدودي الدخل احتلوا مكانة بارزة في الخطب الرئيسية، التي شددت علي انحياز الدولة إليهم تحقيقًا للعدل الاجتماعي، وحرصها علي تقديم خدمات التعليم والصحة والإسكان الشعبي إلي المواطنين أيا كانت قدراتهم، كما أعلنت عن أن الدولة لم تكن غائبة يومًا ما، ولكنها ماضية علي طريق الإصلاح والتنمية، وتلك بدورها إشارات بدت غامضة ومحيرة، لأنها لم تحدد الدولة التي قامت بكل ذلك، وأين يوجد أولئك المواطنون الفقراء الذين حظوا بذلك الاهتمام.

    وتلك إيضاحات مهمة، ليس فقط لإثراء المعلومات العامة لأعضاء الحزب الوطني، ولكن أيضًا لأنها يمكن أن تكون مفيدة في حالة ما إذا اتجه الحزب إلي تطبيق تلك الأفكار في مصر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 4th November 2008, 09:35 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    https://dostor.org/ar/index.php?optio...d=13&Itemid=51

    اقتباس
    الديمقراطية الحقيقية والمغشوشة
    04/11/2008

    فهمي هويدي

    أوباما أم ماكين؟! الجميع يطرحون السؤال ولا أحد يستطيع أن يجيب عنه في داخل الولايات المتحدة أو خارجها، وإنما كل ما هنالك أن التكهنات تتحدث عن حظوظ كل واحد منهما في هذه الولايات أو تلك وأن الجميع علي ثقة من أن المجتمع هو الذي سيحسم الأمر من خلال التصويت الذي يتم اليوم، أو في الإعادة إذا كانت هناك إعادة ولا مفر من الاعتراف بأن المشهد كله غريب علينا، وربما غير مفهوم لدي شباب اليوم جميعاً، الذين لم يعرفوا أن رئيساً يمكن أن تنتهي ولايته، وأن أكثر من واحد يمكن أن يتنافسوا علي الرئاسة من بعده، ولا يخطر علي بالهم أن يكون الاختيار بين المرشحين باعثاً علي الحيرة وأن تكون النتائج موضوعاً للاجتهاد والتكهن.

    وهم إذا قبلوا فكرة أن الناس يجهلون مصير السباق ولا يعرفون بالضبط مَنْ الذي سيفوز بالمنصب، فإنهم لن يصدقوا أن الحكومة لا تعرف ولديهم منطق مفهوم في ذلك، فإذا كانت الحكومة هي التي تعيّن عمدة القرية والمحافظ وعميد الكلية، وهي التي تحدد الناجحين في انتخابات المجالس المحلية والتشريعية، وهي التي تتحكم في الأحزاب والنقابات ومنابر الإعلام الرئيسية، فمن الطبيعي أن تكون هي التي تقرر نتائج «الانتخابات» الرئاسية ولا يحتاج الأمر إلي حجج واستشهادات، لأن ثمة واقعاً مفروضاً لا يدع مجالاً للشك في أن الرئاسة في بلادنا قدر وليست اختياراً، ذلك أن خبراتنا علمتنا أن هذا المنصب محجوز سلفاً، ومكتوب في سجل أناس لا يعرف بأمرهم إلا الله في البدء والمنتهي، ولا راد لقضائه سبحانه، هو الذي يهب الملك لمن يشاء ووحده الذي ينزع الملك عمن يشاء، والناس في كل ذلك متفرجون، فلا هم الذين اختاروا البداية ولا هم الذين غيروا رأيهم في النهاية، الأمر الذي يحول موضوع الرئاسة إلي مسألة قدرية وغيبية تتنزل علي الناس دون أن يملكوا إزاءها شيئاً.

    البعض يستشهدون بالقول المأثور «كما تكونوا يولي عليكم» بما يوحي بأننا ننال ما نستحق وأن الغلط فينا، وعلينا أن نتحمل مسئولية ضعفنا وسوء حالنا، لكني كثيراً ما جادلت في رد هذه المقولة، مذكراً بأنها يمكن أن تنسحب علينا إذا كنا نحن الذين اخترنا فأسأنا الاختيار، إذ حينذاك فقط يمكن أن نتحمل مسئولية ما تورطنا فيه، أما حين لا نملك من الأمر شيئاً، بحيث يُفرض علينا مَنْ لارأي لنا فيه، ويستخدم أجهزة الدولة وسلطة الإدارة لإضعاف المجتمع وتفكيكه وإحكام السيطرة وحرق البدائل لضمان الاستمرار حتي آخر لحظة في العمر، فإنه لا يصح القول بأن ذلك تعبير عن إرادتنا وتجسيد لحالنا.

    إنهم في أمريكا اليوم لا يعرفون من سيكون رئيس الدولة غداً، الذي سيتولي منصبه رسمياً في شهر يناير القادم، وبيننا في مصر من يتصور أن مفاتيح السلطة أصبحت في جيبه، ويتصرف من الآن باعتباره الرئيس القادم بعد ثلاث سنوات.

    وإذا صح ذلك، فإنه يعني أننا سنكون «مطمئنين» إلي شغل منصب الرئاسة لمدة عشرين سنة أخري علي الأقل، إلا إذا شاء علام الغيوب شيئاً آخر، الذي بيده الأمر، والقادر علي كل شيء.

    من فضائل ثورة الاتصال في السياق الذي نحن بصدده، أنها مكنت مجتمعات كتلك التي نعيش فيها أن «تكتشف» بعضاً مما يجري في العوالم الأخري، الأمر الذي يفتح أعين شبابنا علي تلك «العجائب» التي تجري هناك: التنافس علي المنصب والمناظرات بين المرشحين وسجل كل واحد منهم منذ لحظة ميلاده إلي الآن، وتسابقهم علي تحديد مواقفهم إزاء مختلف الملفات التي تهم الناس في داخل البلاد وخارجها، ومميزات وعيوب كل منهم التي يتباري المعلقون في استدعائها من خلال البرامج التليفزيونية والحوارات الصحفية.. إلخ، ونحن نتابع كل ذلك بخليط من مشاعر الدهشة والحسد، وحين يتحول المرء ببصره عن شاشة التليفزيون إلي الواقع المحيط به فلن ينتبه فقط إلي عمق الفجوة بيننا وبينهم، ولكنه سيدرك الفرق بين الديمقراطية الحقيقية والديمقراطية المغشوشة، وسوف يتحقق من مدي الجرم الذي يرتكبه بعض مثقفينا حين يديرون ظهورهم للأولي، ويسوقون الثانية.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 5th November 2008, 09:40 PM حسام غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    حسام
    Brigadier General
     






    حسام تم تعطيل التقييم

    حسام's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : حسام




    الف شكر يا دكتورة فريدة على المقالات
    رائعة حقيقى

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    ركن مقالات فهمى هويدى

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »
    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    فى الأغتيال الصامت - فهمى هويدى المصرى أفندى منقوووووووووووولات 0 23rd June 2011 10:59 AM
    مقارنة مستحقة - فهمى هويدى المصرى أفندى منقوووووووووووولات 0 24th May 2011 07:36 AM
    مشكلة حماس / فهمي هويدي أسامة الكباريتي فلسطين أرض الرباط 0 5th February 2009 10:22 AM
    شعب الجبارين / فهمي هويدي أسامة الكباريتي فلسطين أرض الرباط 1 27th January 2009 06:39 AM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]