أثار حديث شبكة "CBS NEWS"الأمريكية بشأن سحب البيت الأبيض مساعداتها في شمال غرب سوريا تساؤلات بشأن مصيرتلك المناطق والمجموعات المسلحة التي تحكمها والمرتبطة بالوحدات الكردية.
وقالت الشبكة نقلا عن مسؤولين أمريكيين هذهالخطوة تظهر أن القوات الأمريكية تعتزم الانسحاب سريعا من سوريا بمجرد التخلصنهائيا من تنظيم الدولة.
ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية خفضت عشراتالملايين من الدولارات والتي كانت تنفق في عدة اتجاهات منها التصدي للتطرف ودعمالمنظمات المستقلة وبعض وسائل الاعلام المستقلة والتعليم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيهاالولايات المتحدة عن انسحاب أو تخفيض وجود أو قطع للمساعدات إذ سبق للرئيسالأمريكي أن أعلن رغبة بلاده بالانسحاب من سوريا لكنه عاد وأشار إلى أنه سيبقى "فيحال رغب البعض بذلك لكن عليهم أن يدفعوا".
ابتزاز للعرب
وتحدث ترامب صراحة عن ضرورة أن "تدفعالسعودية تكاليف بقاء القوات الأمريكية للحد من النفوذ الإيراني".
ورأى المحلل السياسي أحمد أن الإعلانالأمريكي الجديد بشأن مناطق شمال غرب سوري خطوة "ابتزازية جديدة".
وقال كامل لـ"عربي21" ترامب يقومالآن بالاستجداء ورمي الأحمال على الآخرين مستغلا "رغبة ولي العهد السعوديمحمد بن سلمان وبعض الدول العربية المعادية لإيران" من أجل تمويل بقائه هناك.
وشدد على أن الرئيس الأمريكي جاء بشعارالتبرؤ من الإنفاق على أي جهد خارج حدوده ولذلك يلقي بين الفينة والأخرى بتصريحاتمن أجل تمويل تقديم الخدمات الأمنية في المنطقة وأنه "لن يقدم شيئابالمجان".
ولفت كامل إلى أن هناك رسالة أخرى في حالرفعت الولايات المتحدة يدها عن تلك المنطقة وهي لفرع حزب العمال الكردستاني فيسوريا أن "يمول نفسه بنفسه من ثروات سوريا" التي تقع كلها تحت سيطرته.
لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن واشنطن تبحثعن حليف آخر غير الوحدات الكردية التي فشلت في عفرين وتعرضت صورتها لهزة كبيرة فيسوريا.
وأضاف: "مناطق غرب سوريا فيها تواجدلدول من التحالف لكن هناك مجموعات عشائرية عربية صغيرة والتي بالطبع تتعرضلاستفزازات في الرقة والطبقة وتل أبيض والشدادي وغيرها من المدن من قبل الوحداتالكردية".
ورأى كامل في حال تخلت الولايات المتحدة عنتلك المنطقة وعمدت إلى الوحدات الكردية إدارتها والسيطرة على ثرواتها أمرا سلبيالأنك تسلم "تنظيما إرهابيا دوليا ثروات هائلة هي ملك للسوريين".
وتابع: "حزب العمال وفروعه في سورياتنظيم ستاليني شديد الخطورة ومنحه كل هذه الثروات في ظل تنصيفه الدولي بالإرهابورفضه من الدول الإقليميه يمكن أن يفجر صراعات جديدة".
وفي المقابل رأى أن تسلم هذه الوحدات لثرواتتلك المنطقة سيحرم النظام السوري من كافة أشكال الدعم وبقائه على قيد الحياة بفعلالدعم الإيران فقط.
تصريحات متضاربة
من جانبه قال المحلل السياسي وعضو الائتلافالسوري للمعارضة محمود عثمان إن التصريحات الأمريكية دائما متضاربة وغير متناسقةوما تصرح به مؤسسة تنقضه أخرى.
وأشار عثمان لـ"عربي21" إلى أن أيتصريح يصدر عن جهة ما دون وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لا ينظرإليه بجدية ما لم تعلنه الأخيرة لأنها على ما يبدو صاحبة القرار العسكري والسياسيفي سوريا.
ورأى عثمان أن انسحاب القوات الأمريكيةمستبعد في هذه المرحلة والظروف المحيطة بسبب عدم وجود أفق للحل خاصة مع النفوذالكبير الذي حققته بالسيطرة على مناطق كبيرة ومليئة بالثروات.
وشدد على أن الفصائل المقاتلة شمال غرب سورياتعتمد بالكلية على الولايات المتحدة والعكس صحيح وفي حال قطع الدعم عنها ستسقطسريعا ولن تبقى أكثر من شهور قليلة رغم الترسانة الكبيرة التي بحوزتهم.
وقال عثمان إن تلك الوحدات هي الجهة الوحيدةحتى الآن التي تعمل مع أمريكا ولن تفرط بها واشنطن بهذه السهولة.
مزيد من التفاصيل