نشرت صحيفة"الإندبندنت" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية تأثير الحمل على صوتالمرأة، حيث إن درجة أصوات الحوامل والأمهات الجدد تتغير بمجرد ولادة طفلهن الأول.ويرجع هذا الاختلاف بشكل أساسي إلى التغييرات الهرمونية التي تطرأ على جسد المرأة،إلا أن هذا التغيير لا يدوم طويلا، قبل أن يعود الصوت إلى سابق عهده وطبقتهالمعتادة.
وقالت الصحيفة، في هذاالتقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أصواتنا تقول الكثير عنا، والأمر سيانبالنسبة للمرأة، التي يمكن لصوتها أن يكشف كمّا من المعلومات المتعلقة بخصوبتها. فيالسابق، توصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن طبقة صوت المرأة تنخفض بمقدار يصل إلى35 هرتز بعد انقطاع الطمث، وهو ما يعزز الاعتقاد السائد بتأثير التغييراتالفيزيولوجية على الصوت.
وأشارت الصحيفة إلى أنجذاذات الأبحاث الحديثة تفيد بأنه من المرجح أن ترتفع طبقة الصوت لدى النساء في سنالإنجاب خلال فترة الإباضة من كل شهر، وهو ما يفسر سبب تفضيل الرجال للتسجيلاتالصوتية للمرأة خلال هذه الفترة. وكشفت دراسة أجرتها الباحثة في جامعة ساسكس، كاتارزينابيسانسكي، أن التغييرات التي تحدث على مستوى طبقة صوت المرأة أثناء فترة الحملتنخفض بعد الولادة. ويستمر هذا الانخفاض لحوالي سنة قبل أن تعود طبقة الصوتلمستويات ما قبل الحمل.
وبينت الصحيفة أندراسة الدكتورة بيسانسكي تمثل دليلا علميا قاطعا على اقتران الحمل بتغير صوتالمرأة. وعلى الرغم من أن الكثير من النساء يزعمن أنهن كن عرضة لهذه التغييراتبصفة شخصية، ذكرت المغنية الشهيرة أديل أن طبقة صوتها انخفضت بشكل ملحوظ عقب ولادةطفلها سنة 2011. وصرحت أديل بأن صوتها استغرق وقتا طويلا حتى يعود لمستوياتهالطبيعية.
وأوضحت الصحيفة أنحالة المغنية أديل لا تعتبر استثنائية، لأن هناك عدة تقارير ذاتية مشابهة أدلى بهاالمغنون وأخصائيو الصوت في بداية سبعينيات القرن الماضي، أبدوا فيها امتعاضهم منالتغيرات الصوتية أثناء وبعد فترة الحمل. ومن جهتهم، قدم بعض أطباء الحلق والحنجرةعمليات تقييم سريرية تتعلق بالصوت لكل الأمهات اللواتي يصيبهن القلق إزاء هذهالمعضلة.
وأفادت الصحيفة بأنالتأخر في التوصل لنتائج دقيقة حيال اقتران الحمل بتغير الصوت يعزى أساسا إلىاقتصار الدراسات السابقة على إجراء مقارنات بين مجموعات مختلفة من النساء فقط. وقدجرت العادة على تسجيل المعطيات المتعلقة بالحوامل وغير الحوامل، أو الاكتفاءبتسجيل التغييرات التي تطرأ على صوت امرأة واحدة كل ثلاثة أشهر. ونظرا للفوارقالفردية في درجة الصوت، لم تتمكن الدراسات السابقة من تسجيل الاختلافات الدقيقةعلى مستوى طبقة صوت المرأة مع مرور الوقت.
وأوردت الصحيفة أنهناك العديد من الدراسات حيال هذا الشأن، حيث بينت دراسة استمرت على مدى 10 سنواتأن هناك تغيرات ملحوظة على مستوى طبقة صوت المرأة قبل الحمل وعلى مدى خمس سنوات منالولادة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة شملت عينات من المقاطع الصوتية لفناناتومغنيات ومراسلات صحفيات، باستخدام برمجية "برات" المجانية للتحليلالصوتي العلمي.
وأضافت الصحيفة أنالدراسات المتعلقة بتحديد الاختلافات التي تطرأ على صوت المرأة خلال فترة الحمل،توصلت إلى تحديد معدل انخفاض الصوت لدى المرأة بمقدار 14 هرتز خلال الحمل مقارنةبالفترات العادية. وتشهد طبقة صوت الأمهات الجدد انخفاضا بمعدل 44 هرتز، وهو مايساهم في المقابل في ارتفاع تردد صوتهن. وفي هذا السياق، أكدت الأمهات اللواتيشملهن البحث أن هذا الأمر كان مرهقا للغاية، خاصة خلال السنة الأولى التي تلتالولادة.
ونوهت الصحيفة بأنالأسباب الحقيقية لتغير صوت المرأة أثناء فترة الحمل وبعدها لا يمكن تحديدهابسهولة، إلا أن السبب الأقرب هو التغيرات التي تطرأ على مستوى الهرمونات في الجسم،خاصة التستوستيرون والإستروجين والبروجستيرون. وعموما، تتقلب مستويات هذهالهرمونات نظرا لارتباطها بدورة الطمث، ليكون تأثيرها جليا على طبقة الصوت الذيتصدره المرأة.
وأشارت الصحيفة إلى أنمستوى الهرمونات يكون شديد التقلب لدى المرأة، ما يتسبب في حالة الاكتئاب الحادةالتي تعاني منها جل النساء بعد الولادة. وعندما يتعلق الأمر بدرجة الصوت، يؤديانخفاض هرمونات الجنس لدى المرأة إلى زيادة كتلة الحبال الصوتية وإبطاء نمطهاالاهتزازي، ما يعني خفض درجة الصوت. ومن المرجح أن يؤدي انخفاض هذه الهرمونات إلىتأثيرات غير مباشرة على المناطق الدماغية المسؤولة عن التحكم في الحنجرة.
وفي الختام، أكدتالصحية أن درجة الصوت الخاصة بنا تؤثر على الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلينا.فعادة ما ينظر إلى صاحب الصوت المنخفض على أنه ناضج وجدير بالثقة، في حين يعتبرالصوت المرتفع دليلا على عدم النضج والأنثوية. ويبدو أن النساء على دراية بهذهالمعلومة، حيث يعمدن إلى التحكم في طبقة صوتهن بناء على المواقف التي يجدن أنفسهنفي خضمها، أو بناء على الطريقة التي يردن أن يراهن الآخرون من خلالها.
مزيد من التفاصيل