خيمت أجواء الحزن والكآبة على ذوي المعتقلين والمخفيين قسرا في سجون جماعة الحوثي باليمن، من جديد، مع حلول عيد الفطر المبارك، الذي تستقبله بعض الأسر للسنة الثالثة، وابنائها قابعون في المعتقلات.
وفي مشهد حزين، توجه عددا من أبناء المعتقلين مع شروق شمس العيد، إلى بوابة أحد السجون في العاصمة صنعاء، وقاموا بتكبيل أيديهم بالسلاسل، تضامنا مع آبائهم القابعين في ذلك المعتقل.
كما قاموا بوضع حلوى العيد على إحدى الأحجار الخرسانية المنصوبة أمام بوابة السجن، وألصقوا لافتة مكتوب عليها " لا أريد حلوى العيد وأبي في السجن". وفقا لتسجيل مصور نشرته رابطة "أمهات المعتقلين".
كما أظهر الفيديو لوعة الفراق والحرمان الذي سببه الحوثيون، باعتقال ذويهم، من الاحتفال بالعيد، سنة وراء سنة، وهو ما بدا واضحا، في اللافتات التي حملوها وتقول "وجودك يا أبي عيد"، وكيف سيحلوا العيد وأنت قابع في السجن؟".
وهتف الأطفال قائلين "عيد سعيد يا بابا"، لأكثر من ثلاث مرات.
تجربة سجين
تجربة قضاء العيد داخل السجون، لا يعي ألمها إلا من كابدها، وهو ما دفعنا للبحث عن أحد المعتقلين السابقين الذين عايشوا هذه التجربة المريرة، الذي حل عليه العيد لأكثر من مرة، وهو يعيش خلف القبضان، بعيدا عن أهله وطفله.
يوسف عجلان، صحفي يمني، تحدث لـ"عربي21" عن هذه التجربة، وقال: لقد قضيت عيدين (عيد الفطر والأضحى) 2017، داخل سجون الحوثيين.
وأضاف عجلان الذي أفرج عنه قبل أشهر، أنه أمضى عيدي الفطر والأضحى الماضيين، في السجن المركزي بصنعاء، وهو يكابد ألم العيش فيه، والبعد عن اسرته.
ومضى قائلا: مؤلم جدا بالنسبة لي، أني قضيت تلك المناسبتين بعيدا عن أسرتي، لقد شعرت بالمرارة، مرارة السجن، ومرارة بعدي عن أهلي، الذين حرموا ايضا، من الاستمتاع بأجواء العيد، بسبب وجودي خلف قبضان الميليشيات الحوثية.
ووفقا لعجلان فإن العيد كان فقط، كلمة عابرة، رافقتهم، لا معنى لها، بل كان يوما أخر من الايام السيئة التي قضيناها في المعتقل.
وأشار الصحفي عجلان إلى أنه كان يحاول مع رفاقه في السجن أن يرسموا الفرحة بينهم، فكلا منا يخفف عن الأخر، ويدعوه للصبر.
"رغم ذلك، لقد كسرنا هذه الحالة الكئيبة"، يقول عجلان، "وأقمنا لأداء صلاة العيد جماعة في الزنزانة التي كنا فيها، وكان هذا الموقف الشيء الوحيد، الذي رسم ابتسامة صغيرة علينا".
وأكد الصحفي اليمني المفرج عنه، أن الحوثيين فتحوا أبواب السجون في أحد الاعياد، لعائلاتنا، وهنا، كانت لحظات من القهر والألم قضيناها، بعدما اختلط فرحة الزيارة بالبكاء والحزن. لافتا إلى أنه عقب انتهاء الزيارات، يعود المعتقلون أدراجهم إلى غرف السجن.
وكان الصحفي عجلان، قد أفرج عنه في كانون الأول/ ديسمبر 2017، بصفقة تبادل بين قوات الجيش الوطني وجماعة الحوثيين بأسرى تابعين لها، كانوا في حوزة الجيش.
انقاذ ابنائنا
من جانب أخر، وجهت "رابطة الأمهات" في محافظة الحديدة "غربي اليمن"، نداءا للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية والعالمية، إلى إنقاذ المئات من المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون جماعة الحوثي.
وذكرت "رابطة الأمهات"، في بيان لها أمس الأحد، أن المئات من أبناء المحافظة محتجزين في سجون "القلعة، والساحل، والبحث الجنائي (مقر شرطي)، والعشرات من السجون السرية، يواجهون خطر الموت، بسبب تواجدهم على مقربة من المواقع التي تستهدفها طائرات التحالف العربي.
وحمّلت الرابطة جماعة الحوثي، "المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أبنائهن المختطفين والمخفيين قسرا، في أماكن خطرة، في ظل الوضع الأمني والعسكري المتدهور الذي تشهده المحافظة حاليا".
وتحتجز جماعة الحوثي آلاف اليمنيين في سجونها المختلفة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها بينها العاصمة صنعاء، في الوقت الذي اتهم وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية، محمد عسكر، يوم الجمعة، الجماعة، بوضع المدنيين دروعا بشرية أو جعلهم في الأماكن التي تستهدفها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
مزيد من التفاصيل