تأسست جمهورية تركيا الحديثة على أنقاض السلطنةالعثمانية لتصبح دولة مهمة استراتيجيا تحدها اليونان غربا وإيران شرقا.
ويحكم حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الإسلامي المحافظالبلاد منذ العام 2002، وأشرف الرئيس على أكبر تغييرات شهدتها البلاد منذتأسيس تركيا الحديثة في 1923.
لكن في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأحد،سيواجه أردوغان وحزبه أكبر اختبار عبر صناديق الاقتراع لقبضتهم المستمرة علىالسلطة منذ عقد ونصف.
في ما يلي خمس حقائق عن تركيا:
على أنقاض السلطنة العثمانية
في ذروة مجدها، حكمت السلطنة العثمانية أراضي تمتدمن البلقان حتى السعودية الحديثة بما في ذلك الاماكن الإسلامية المقدسة.
لكن السلطنة عانت لقرون من الضعف إلى أن انتهتبالهزيمة التي لحقت بها في الحرب العالمية الأولى التي حاربت خلالها إلى جانبالامبراطورية الألمانية.
وبعد حرب استقلال، نجح قادة عسكريون أتراك بينهممصطفى كمال أتاتورك، في تأسيس دولة حديثة ممتدة من منطقة تراقيا حتى بلاد الرافدينمؤذنا بتأسيس الجمهورية التركية في 1923.
وفي عهد أردوغان، سعت تركيا إلى احياء نفوذها منالحقبة العثمانية في الشرق الأوسط، تحديدا في سوريا والعراق إلى جانب البلقانوافريقيا.
ديموقراطية علمانية غربية
دفع أتاتورك الذي بقي أول رئيس لتركيا حتى وفاته في1938، ببلاده نحو الغرب وجعل العلمانية من مبادئها الأساسية.
وعرفت تركيا الديموقراطية المتمثلة بالتعدديةالحزبية في 1946، وفي عهد عصمت اينونو الذي خلف أتاتورك، اعلنت حيادها خلال الحربالعالمية الثانية.
في 1952، انضمت إلى حلف شمال الأطلسي إلى جانباليونان التي كانت خصما رئيسيا لها وذلك بدعم قوي من الولايات المتحدة التي كانتتسعى إلى إبعاد أنقرة عن محور الاتحاد السوفياتي.
واليوم، يتهم معارضو أردوغان الرئيس بالاستبداد بشكلمتزايد والإشراف على حملة لتكريس الإسلام في السياسة والمجتمع في تركيا وإبعادهاعن الغرب، لكن أردوغان يصر على أنه ملتزم ابقاء تركيا جمهورية علمانية في الحلفالأطلسي.
انقلابات
أطاحت المؤسسة العسكرية النافذة في تركيا بالحكوماتالمتعاقبة على البلاد في 1960 و1971 و1980.
وأعقب انقلاب العام 1960 إعدام رئيس الوزراء عدنانمندريس (المثل الاعلى لأردوغان) ووزيرين.
بعد وصوله إلى السلطة، قلم أردوغان أظافر الجيش فيمحاولة للحد من تدخلاته في السياسة. لكن في تموز/ يوليو 2016، نجا من محاولةانقلاب نفذها فصيل متمرد في الجيش.
وأصر أردوغان على أن حليفه السابق الداعية الإسلاميالمقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، هو من خطط للانقلاب الفاشل، لكن الأخيرنفى مرارا أي صلة له بالمحاولة.
وأعلن أردوغان لاحقا حالة الطوارئ التي اعتقل بموجبهانحو 55 ألف شخص في إطار عملية تطهير غير مسبوقة، وتعهد هو والمعارضة على حد سواءبرفع حالة الطوارئ بعد الانتخابات.
استضافة اللاجئين
سعت الدولة التي تبلغ عدد سكانها أكثر من 80 مليوننسمة إلى تعزيز نفوذها، وبينما عارضت نظام الرئيس بشار الأسد بشدة خاصة في الفترةالأولى من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، عملت لاحقا عن قرب مع حليفته الأبرزروسيا لإنهاء النزاع.
واستقبلت تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشونتحديدا في جنوب شرق البلاد وإسطنبول إلى جانب أعداد أقل من العراقيين والأفغان.
وفي 2016، وقعت اتفاقا للحد من تدفق اللاجئين إلىأوروبا بعدما عبر قرابة مليون شخص بحر إيجه عبر تركيا في 2015، وعزز الاتفاق آمالأنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن العملية واجهت عراقيل عدة مذاك.
ومنحت تركيا جوازات سفر لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريينلكن المعارضين يشيرون إلى أن الدولة لا تملك استراتيجية للتعامل مع تواجدهم طويلالأمد.
المشكلة الكردية
أجبرت الأقليات في ما يعرف حاليا بتركيا الحديثة علىالمغادرة في القرن العشرين حيث لم تبقى إلا قلة قليلة منهم اليوم.
ويؤكد الأرمن أن قتل أجدادهم بأيدي قوات السلطنةالعثمانية ابان الحرب العالمية الأولى كان حملة "إبادة جماعية"، وهومصطلح ترفضه تركيا بشدة. وغادر معظم اليونانيين البلاد في عمليات تبادل للسكان جرتعام 1923.
لكن أكبر أقلية عرقية في تركيا مكونة من الأكرادالذين يشكلون خمس السكان ويشكون باستمرار من حرمانهم من حقوقهم في إطار ما يصفونهابـ"المشكلة الكردية".
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في 1984 في تمرددام خلف عشرات آلاف القتلى.
وفي السنوات الأولى من عهده، قام أردوغان بخطوات غيرمسبوقة لمنح الأكراد مزيدا من الحقوق وفتح محادثات مع حزب العمال الكردستاني، لكنوقف إطلاق النار بين الطرفين انهار في 2015 فيما لا يزال العنف مستمرا مع غياب فرصالتوصل إلى اتفاق سلام في أي وقت قريب.
مزيد من التفاصيل