تداول عدد من النشطاء السوريين على مواقع التواصلالاجتماعي صورة مركبة لزعيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) عبد الله أوجلان وهومرتديا اللباس العربي.
وأوضح النشطاء أن "الصورة تم التقاطها خلالافتتاح مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الكردي في بلدة الهول بريف الحسكة الشرقي، الخاضع لسيطرة ما يسمىبقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل المليشيات الكردية غالبيتها".
وفي الوقت الذي سخر فيه بعض النشطاء من ظهور الزعيمالكردي بالزي العربي التقليدي، أثارت الصورة ذاتها تساؤلات واهتمام المراقبين عنسبب نشرها في هذا التوقيت المتزامن مع اهتمام إقليمي ودولي بالعشائر العربية فيالشرق السوري.
وعن فحوى الرسائل التي يريد "الاتحادالديمقراطي" إيصالها من خلال تركيب هذه الصورة، رأى الباحث بالشأن السوريأحمد السعيد، أن "الاتحاد الديمقراطي، يحاول استمالة أبناء المنطقة العربلصفوفه، وكذلك التغطية على التطرف القومي من خلال المواربة والحديث عن الديمقراطية".
وأضاف السعيد لـ"عربي21"، أنه "منالواضح أن تركيب الصورة لأوجلان يؤشر إلى شعور الحزب الكردي بالخطر، سيما وأن هناكاهتماما دوليا وعربيا بالمكون العربي الذي طاله التهميش"، وذلك في إشارة منه إلىدعم السعودية للعشائر العربية ورغبتها بتشكيل جيش عشائري شرق سوريا.
اقرأ أيضا: النظام السوري يتقدم بالجنوب رغم المطالب لأممية بالتوقف
وفي السياق ذاته، اعتبر السعيد أن "الاتحادالديمقراطي، بات يخشى من ثورة عربية في مناطق سيطرته، وتحديدا بعد الأحداث الأخيرةالتي شهدتها مدينة الرقة، على خلفية تفجر الصراع ما بين "لواء ثوار الرقة"العربي والمليشيات الكردية التي تسيطر على المدينة، إلى جانب خسارته السيطرة علىمدينتي عفرين ومنبج".
من جهته، يعتقد الصحفي عبد العزيز الخليفة، منالحسكة، أن الصورة "تعبر عن شمولية حزب الاتحاد الديمقراطي، كما هو حال حزبالبعث السوري".
وأوضح الخليفة لـ"عربي21" أن "هذهالأحزاب الشمولية تسعى إلى تحويل قادتها إلى رموز؛ والاتحاد الديمقراطي بتصرفههذا، يعيد إلى الأذهان صور حافظ الأسد وهو بالزي العربي العشائري تارة، وبينالفلاحين تارة أخرى".
وحول أهداف "الاتحاد الديمقراطي" منالصورة، أضاف الخليفة أن "الحزب يريد أن يوحي بأن عرب المنطقة يقفون إلىجانبهم ويؤيدون مشروعهم".
يشار إلى أن تركيا التي تصنف "حزب العمالالكردستاني" على قائمة الإرهاب، لا زالت تحتجز زعيمه عبد الله أوجلان، الذيتسلمته بعد اعتقاله في العاصمة الكينية نيروبي في شباط/ فبراير عام 1999.
اقرأ أيضا: الوحدات الكردية تحاصر فصيلا عربيا وتعلن حالة الطوارئ بالرقة
وفي سياق متصل، أفادت مواقع محلية بأن "الإدارةالذاتية" بدأت تدريجيا بإزالة جزء من راياتها من شوارع الحسكة والقامشلي.
وفي التفاصيل، أرجع موقع "الخابور" ذلك،إلى توصل الإدارة الكردية لاتفاق مع النظام، ينص على إزالة الرايات الكردية،تمهيدا لإعادة مؤسسات النظام العسكرية إلى بعض مدن الحسكة وإقامة حواجز مشتركة مع"الوحدات الكردية" الذراع المسلح لـ"الاتحاد الديمقراطي".
وفي هذا الصدد، أرجع نائب رئيس "التحالف الوطنيلقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، إزالة الرايات الكردية إلى رغبةالوحدات بالتفاوض مع النظام، واصفا هذه الممارسات بأنها "إجراءات بناء ثقة منجديد ما بين المليشيات الكردية والنظام السوري".
وقال الماضي لـ"عربي21": "يبدو أن هذهالمليشيات أدركت أنه لا مخرج لها بعد أن تخلت عنها أمريكا استجابة للمطالب التركية،إلا اللجوء للنظام وتسليمه مناطق الجزيرة وإلا فسيواجهون تركيا والجيش الحر والذيلا قبل لهم بهذه المواجهة المحسومة النتائج".
وبشأن الاتفاق ما بين النظام والإدارة الكردية، أكدالماضي، وجود تفاهمات ولقاءات في دمشق والقامشلي، معتبرا أن "إزالة الراياتالكردية من على المباني والمؤسسات الحكومية وبعض الساحات والشوارع، تأتي تنفيذالطلب النظام الذي يرى في نشر هذه الصور، انتقاصا من سيادته"، على حد قوله.
مزيد من التفاصيل