كشف مصدر يمني مطلع قريب من الدوائر الرسمية عن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد يغادر عدن، التي وصل إليها منتصف حزيران/ يونيو الفائت، في أقرب وقت.
وقال المصدر لـ"عربي21" مشترطا عدم ذكر اسمه، إن ضغوطاشديدة تمارس على الرئيس هادي لمغادرة المدينة الجنوبية، من دولة الإمارات، التيتخشى من استمرار تواجده فيها على أجندتها، أو أي تطورات قد يؤدي الى اشتعال الأزمةبينهما بشكل واسع.
وزاد : سلطات "أبوظبي"، لا تريد تكرار سيناريو أزمة جزيرةسقطرى، بعدما وصلت أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في عدن.
وبحسب المصدر اليمني المطلع فإن الرئيس اليمني حينما عاد إلى مدينةعدن، في أعقاب زيارته إلى "أبوظبي" في 12 من حزيران/يونيو الماضي، وكانتالأخيرة قد اشترطت أن لا يستمر بقاءه في عدن أكثر من أسبوع.
غير أن هادي وفقا للمصدر ، أكد أنه لن يغادر عدن، إلا أن أبوظبي، لجأت للرياض، التي بدورها، مارست ضغوطا على الرئيس،كي يعود مجددا للرياض، في دعم واضح للرغبة الإماراتية.
ومضى المصدر قائلا: من المتوقع أن يغادر منصور هادي عدن عائدا لمقر إقامتهفي الرياض، في أقرب وقت. وفق تعبيره.
وكانت جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، قد نشرت خبرا السبت،يفيد بأن لقاء مرتقبا بين الرئيس اليمني، والمبعوث الأممي الخاص لليمن، سيعقد،الاثنين القادم في الرياض، وهو إشارة واضحة على أن القيادة السعودية تدعم الطلبالإماراتي برحيل هادي مجددا للمملكة. حسبما ذكره المصدر.
وأشار المصدر إلى أن المؤشرات تفيد بأن الخلافات بين الرئيس هاديوالإماراتيين في عدن تجددت، وهو ما دفع الطرف الأخير، للإيعازلأدواتهم بعدن بالتحرك على أكثر من صعيد.
وهو ما أظهرته الأيام الماضية، حسب المصدر ذاته،من تحركات مناوئة للشرعية، بدءا بقيام ميليشيات "الحزام الأمني" (شكلتها ودربتها الإمارات) بمنع دخول مئات الأسر القادمة من محافظات شمالية وأخرىفرت من جحيم الحرب في مدينة الحديدة (غربا) نحو مدينة عدن، في مسعى لإحراجه أمامشعبه.
فضلا عن ذلك، التصريحات النارية التي أدلى بها رجالات"أبو ظبي" في الجنوب، ضد الحكومة التي يرأسها، أحمد بن دغر، واتهامهاتارة بأنها "إخوان مسلمين" وتارة أخرى بـ"المعادية".
وكان خالد بحاح، نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق، قد خرج في تصريحمثير عبر فضائية "الحرة" الأمريكية، الأربعاء الماضي، يتهم حكومة خلفهبن دغر بأن "أغلب وزرائها إخوان مسلمين".
والحال نفسه، في التصريح الذي أدلى به رئيس ما يسمى"المجلس الانتقالي الجنوبي" (كيان انفصالي تشكل في آيار/ مايو 2017 بدعممن نظام أبوظبي)، عيدروس الزبيدي، لموقع "إرم" الإماراتي، واصفا حكومةرئيس الوزراء "بن دغر" بأنها "معادية"، وقال "لنتكون هناك أي حلول أبدًا إلا بعد إقالتها والانتهاء منها".
فيما أفاد مصدر ثان على اطلاع وثيق بما يجري في عدن بأنالحكومة الشرعية تجري ترتيبات مهمة في المدينة.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، طلب التحفظ علىهويته، أن الشرعية تستعد للتصعيد ضد كل مظاهر العبث والفوضى التي تقف خلفها أبوظبيوحلفائها المحليين من كيانات وتشكيلات مسلحة.
وكان الرئيس هادي قد زار "أبوظبي" الشهر الفائت، والتقىولي عهدها، بعد بلوغ الأزمة بينهما حدا غير مسبوق، انعكس على ملف الاستقرار فيمدينة عدن، التي يتخذ هادي وفريقه الحكومي منها مقرا له، وصلت حد الانفجار العسكريفي عدن أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، وتدخل الإمارات لإسناد محاولة انقلابيةقادها المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات "الحزام الأمني" برا وجوا.
ومطلع أيار/ مايو الماضي، نشبت أزمة حادة بين أبوظبي وحكومة الرئيسهادي، إثر إرسالها قوات عسكرية معززة بالآليات إلى جزيرة سقطرى وسيطرت على مطارهاومينائها، في تحرك وصف بأنه ينازع اليمن على السيادة الوطنية.
فيما وصلت الأزمة إلى الأمم المتحدة، قبل أن تتدخل الرياض لتقوداتفاقا يقضي بمغادرة القوات الإماراتية من جزيرة سقطرى، وعودتها إلى ما قبل ذلكالانتشار العسكري.
مزيد من التفاصيل