تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة، عنزيارة من أسمته "رجل المهمات السرية لخامنئي" علي أكبر ولايتي مستشارالمرشد الإيراني الأعلى للشؤون الخارجية، إلى العاصمة الروسية موسكو ولقائه الرئيسفلاديمير بوتين.
وقال الكاتب في الصحيفة تسفي برئيل في مقال له، إنه"توجد مكانة خاصة في إيران لعلي أكبر ولايتي، فهو كاتم أسرار وحكيم ومحافظويعرف جيدا ما يدور في خلد خامنئي"، مشيرا إلى أنه "شغل منصب وزيرالخارجية لمدة أكثر من 16 عاما في ظل رؤساء محافظين وأقل محافظة، ويعرف جيدا معظمزعماء العالم".
ونوه برئيل إلى أن "ولايتي يعرف جيدا معظمزعماء العالم وعقد صفقات مع عدد منهم، مثل تدخله في قضية إيران غيت في الثمانينات،وهو مهتم بأنه خطط مع خامنئي وآخرين العملية في المركز اليهودي في بوينس آيريس فيالعام 1994".
ولفت إلى أن "ولايتي مقرب جدا من الشخصيات التيتدير الاقتصاد في إيران وحرس الثورة الإيراني، واسمه يظهر في قائمة مجالس إدارةشركات حكومية كبيرة في إيران"، موضحا أن "هذا هو الرجل الذي أرسلهخامنئي هذا الأسبوع إلى موسكو أثناء زيارة بنيامين نتنياهو".
ورأى الكاتب الإسرائيلي أنه "في ظروف أخرى أقلحساسية، فإن مهمة كهذه كانت ستلقى على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إلا أن ظريفالذي أدار بسيطرة كبيرة المفاوضات حول الاتفاق النووي، لا يحدد الاستراتيجية ولايملي سياسات في إيران".
اقرأ أيضا: للمرة الثانية خلال أيام.. إسرائيل تعترض طائرة مسيرة بالجولان
وأكد أنه "في الوقت الذي تقف فيه إيران عندمفترق طرق لحسم المواضيع المبدئية التي تمس مستقبل سياستها، دخل ولايتي إلى العمل"،مبينا أن "ولايتي بحث مع القيادة الروسية موضوعين أساسيين، الأول المطلبالإسرائيلي لسحب قوات إيران من سوريا أو على الأقل سحبها إلى عمق سوريا".
وأردف برئيل أن "الموضوع الثاني يتعلقبالعقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب على إيران"، مشددا على أن"الموضوعين لا ينفصلان عن بعضهما".
وتابع قائلا: "إذا كان المخطط لحل النزاعالإسرائيلي الفلسطيني يعرف كصفقة القرن من قبل ترامب، فإن مكانة إيران هي الصفقةالإقليمية الأهم"، مضيفا أنه "إذا نجحت صفقة القرن الإيرانية فإن القدسودمشق ستبتسمان".
واعتبر برئيل أن "فقدان أسواق النفط في بداية تشرينالثاني المقبل، هي المشكلة الأكبر بالنسبة لإيران".
وبين الكاتب الإسرائيلي أنه "إذا قدرت طهرانبأن خروجها من السوق سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار النفط، فإنها تعرف أيضا أنضدها يقف تحالف لا يرحم ويعمل فيه كلا من السعودية وروسيا"، منوها إلى أنالأولى تعهدت بزيادة إنتاج النفط من أجل التغطية على الـ2.5 مليون برميل يومياالتي تنتجها إيران.
اقرأ أيضا: صحيفة كويتية: مباحثات إيرانية إسرائيلية بوساطة روسية
واستكمل قائلا: "أيضا روسيا وقعت على صفقات غازمع السعودية، وأعلنت أنها ستزيد كميات النفط التي تستخرجها"، معتقدا أن"ولايتي وجد نفسه في موقف محرج، كمن يتسول من أجل بلاده أمام بوتين".
وأكد برئيل أنه "في جولة اللقاءات هذه ليس هناكهدايا بالمجان، وليس واضحا إذا كان ترامب سيوافق على العمل لرفع العقوبات عن روسياكما تشجعه على ذلك السعودية وإسرائيل والإمارات"، متوقعا أنه "إذا عملترامب في هذا الاتجاه، فإنه سيطلب من روسيا العمل من أجل سحب القوات الإيرانية فيسوريا، أو على الأقل إبعادها إلى مسافة 80 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية".
ورأى أن "التقارير التي وصلت من موسكو بعداللقاء بين بوتين ونتنياهو تظهر أن روسيا حقا تنوي العمل من أجل سحب القوات الايرانيةمقابل تعهد اسرائيل بعدم المس بالأسد ونظامه"، مستدركا قوله: "إلا أنالموافقة الإسرائيلية على شرط روسيا ليست دراما كبيرة"، بحسب تعبيره.
مزيد من التفاصيل