"إنه اللقاء الأقوى والأهم والأكثر إيجابية فى تاريخ العلاقات مع مصر" هكذا وصف موسى أبو مرزوق القيادى بحركة المقاومة الفلسطينية حماس، اللقاء الذى جمع بين قيادات الحركة، وقادة المخابرات المصرية بقيادة اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، لبحث سبل تأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة، والعمل على إغاثة القطاع بعد وصوله إلى حالة وصفت بالمنكوبة من قبل منظمات الإغاثة العالمية، بالإضافة إلى مناقشة عملية التصدى لـ"صفقة القرن".
وحسب خبراء، فإن العلاقات المصلحية قد تكون أكثر إفادة على المستوى الحالى من العلاقات طويلة الأمد بين الأطراف، خاصة وأن حركة حماس لم تعد تستطيع السيطرة على الحالة الإنسانية الصعبة داخل قطاع غزة من نقص للادوية والطعام ودفع المرتبات والكهرباء وغيرها، وفى السياق نفسه فإن مصر تحتاج بشكل كبير إلى تأمين الحدود مع القطاع وعدم تسرب أى عناصر إرهابية بين الجانبين لحفظ الأمن القومى المصري.
وتعتبر الفترة الأخيرة، هى الأطول فى فتح معبر رفح الحدودي، منذ فرض الحصار على قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس عليه فى عام 2007، مع دخول الآلاف من المواد الغذائية والأدوية لإغاثة القطاع المنكوب، بالإضافة إلى دخول أغلب المصابين من مسيرات العودة الكبرى إلى الجانب المصرى لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.
من جهته، قال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن العلاقات بين مصر وحركة حماس يجب أن تكون مصلحية، وعلى أساس من تحقيق المصالح المشتركة بين الجانبين، خاصة وأنه من المعروف انتماء الحركة المذهبى والعقائدي لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى فإنه يجدر الإشارة إلى حاجة مصر إلى حركة حماس فى تأمين الحدود البرية بين الجانبين ومنع وجود أى علميات إرهابية والقدرة على حصار العناصر الإرهابية فى حالة تخطيطهم لتنفيذ أى عمليات إرهابية مستغلة عملية الهروب عبر الحدود.
وأضاف رشاد فى تصريح لـ"المصريون"، أن حركة حماس، كان من الطبيعى أن يخرج منها حجم الإشادة الكبير باللقاء مع المخابرات المصرية، خاصة وأنها تحتاج للعديد من المصالح فى الفترة الأخيرة، وأهمها إغاثة قطاع غزة بالطعام والكهرباء وإصلاح القطاع الصحى فى ظل الإصابات الخطيرة وحالات الصحة الصعبة، التى يتعرض لها أهل قطاع غزة المنكوبين، وهو الأمر الذى لن يتم تحقيقه سوى من خلال الجانب المصرى فقط، وبالفعل مصر تقوم بهذا الدور.
وأشار رشاد، إلى أنه لا ينكر أحد أهمية فلسطين وحركة حماس والقطاع لمصر، خاصة وأن القضية الفلسطينية هى القضية الأهم للدولة المصرية منذ بدايتها، ولا يمكن لمصر أن تتخلى عن الشعب الفلسطينى فى محنته، ومن ثم تستمر الدولة المصرية فى تقديم هذه المساعدات الكبرى للشعب الفلسطيني.
وفى هذا السياق، أوضح اللواء عبد الرافع درويش الخبير الاستراتيجى والعسكري، أن حركة حماس تدرك بشكل قاطع أنها لا تساوى شيئًا بدون السيطرة على قطاع غزة، ومن ثم تحاول السيطرة على الأمور فى القطاع وتأمين حدود بالتعاون مع الجانب المصري، وتقديم تعهدات بهذا الأمر، خاصة وأن مصر تقوم بدور كبير لقطاع غزة بفتح معبر رفح لأطول فترة مكنة، وفى هذا السياق ترى حركة حماس أن هذا الأمر يمثل المصلحة الكبرى لها.
وأضاف درويش فى تصريح لـ"المصريون" أن مصر يجب أن تؤمن مصالحها فى المنطقة، وارتماء حماس فى أحضان مصر فى الفترة الأخيرة لم يأت لشيء سوى لحصار حلفائها فى منطقة الشرق الأوسط سواء إيران والتى تعانى من مشكلات اقتصادية وسياسية كبيرة بسبب مشاركتها فى الحرب فى سوريا واليمن، أو تنظيم حزب الله والذى لديه مشكلات كبرى فى لبنان، ومن ثم لم يعد لديها ما يستطيع الحفاظ على مستقبلها السياسي.
مزيد من التفاصيل