يتقدم النظام السوري سريعا في الجنوب، في معاركأحيانا، وباتفاقات أحيانا أخرى، داعيا السوريين الذين غادروا بلداتهم بالعودةإليها بعد "تطهريها" من مقاتلي المعارضة، الأمر الذي حصل فعليا للنازحينعلى الحدود مع الأردن، وبعض أولئك النازحين في لبنان.
وعاد آلاف النازحين السوريين في المنطقةالعازلة مع الأردن بالعودة إلى مناطقهم في محافظة درعا السورية التي نزحوا منها بفعلحملة النظام على المدينة لإخراج الفصائل المعارضة منها.
وبدأت قوات النظام بدعم روسي، في 19 حزيران/يونيو الماضي، عملية ضد فصائل المعارضة في الجنوب، ما أسفر عن نزوح مئات آلافالمدنيين إلى الحدود مع الأردن.
وأعلن النظام السوري تسلمه أمور معبر نصيب معالأردن بعد تقدم واسع على حساب المعارضة وفصائل موالية لتنظيم الدولة هناك،ومغادرة عدد من المقاتلين إلى شمال سوريا بعد تسليم أسلحتهم ضمن اتفاق مع النظامبضمانة روسية.
على الجانب اللبناني، تتواصل عودة النازحين منعرسال اللبنانية إلى مناطق معضمية الشام كان آخرها قافلة مطلع تموز/ يوليو الجاريبتنظيم من الأمن العام اللبناني.
ويسيطر النظام السوري على جميع المعابرالحدودية مع لبنان.
وعن احتمالية عودة المزيد من اللاجئين السوريينفي الأردن، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد كامل، إن ذلك يتوقف على سلوكالنظام السوري في المناطق التي سيطر عليها في الجنوب، وهي غير مشجعة حتى الآن،بحسب تعبيره.
وأكد كامل لـ"عربي21" أن المطلوب هوعودة 7 ملايين سوري لاجئ وليس مجرد اللاجئين في الأردن، وأغلبهم "عرب مسلمونسنة" كانوا مستهدفين بالتهجير.
ولم يبد كامل تفاؤلا بعودة النظام إلى الجنوب،مؤكدا أن جيش النظام السوري هو رابع قوة عسكرية في نصف سوريا، في ظل الوجودالأجنبي فيها.
وتأسف كامل لـ"تخلي" الأردن عنالتزاماته فيما يتعلق بمناطق خفض التوتر في الجنوب السوري، وترحيبه باستلام النظامللأرض في الجنوب.
ويرغب الأردن في التخلص من بعض"العبء" الاقتصادي الذي يتحمله بسبب اللجوء السوري على أراضيه، حيثيستضيف أكبر مخيم للاجئين السوريين في منطقة "الزعتري" شمال البلاد،ويقيم آخرون في المحافظات الأردنية.
في وقت سابق، قال الكاتب الأردني، عريبالرنتاوي، لـ"عربي21" إن استلام النظام لمعبر نصيب، سيخلق مناخا نفسياعند السوريين الذين لجأوا من سهل حوران، وقد يدفع هذا المناخ اللاجئين منهم للعودةإلى بلداتهم، ويخفف من عبء اللجوء على الأردن.
النائب في البرلمان الأردني، وعضو لجنةالعلاقات الخارجية، رائد الخزاعلة، قال إن لا مؤشرات حقيقة وملموسة على الأرض عنبدء عودة للاجئين، لكنه توقع أن يعود البعض إذا ما استمرت النظام بالسيطرة علىمناطق الجنوب بهذه الوتيرة.
ولم يخف الخزاعلة في حديثةلـ"عربي21" رغبة الأردن في أن يعود اللاجئون السوريين لبلدهم، لتخفيفعبء اللجوء عن الأردن من جهة، ومن ناحية وطنية أردنية ترغب في عودة الأشقاء السوريإلى بلداتهم في إذا ساد الأمن فيها.
ولفت الخزاعلة إلى أن على الأردن أن يكون ضامناأو منسقا لعودة السوريين بأمان إلى بلداتهم التي غادروها.
من جانبها دعت حكومة نظام الأسد"المواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرةالبلاد إلى العودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانتتحت سيطرة الإرهابيين".
ونقلت وكالة أنباء النظام "سانا" عنمصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين بأنه "بعد الإنجازات المتتالية التيحققها الجيش والقوات المسلحة في سورية وتحرير مناطق كثيرة من رجس الإرهاب سواءبالعمليات العسكرية أو بالمصالحات والتي أدت جميعها إلى عودة الكثير من الأهاليالنازحين داخليا إلى قراهم ومناطقهم التي تحررت فإن الدولة السورية تدعو أيضاالمواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلادللعودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرةالإرهابيين".
مزيد من التفاصيل