قال المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط إنه التقى الرئيس البوسني على عزت بيجوفيتش، حيث كشف له عن حزمة من الأسرار .
وأضاف على حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنني أتذكر حينما قابلناه في سراييفو قال لنا: "أنا لن أكرر خطأ ياسر عرفات بالتوقيع على اتفاقات أوسلو، ثم يتم نقضها أو يكون فيها انتقاص من حقوقنا، فأنا أملك التوقيع ولن أضعه على أي اتفاق لا يرضينا ويحقق العدل"، لافتًا إلى أنه نجح أولاً فى الاتفاق مع الكروات ثم الاتفاق النهائي الثلاثي في نهاية عام 1995 في دايتون.
وأوضح ماضي أن رئاسته كانت محل إجماع من كل المكونات العرقية ثم انقلب الصرب عليه من أجل عدم الاستقلال عن يوغوسلافيا السابقة وبدأوا حربًا طاحنة، ثم طمع الكروات وانضموا للحرب لأسباب أخرى توسعية، ففي وقت واحد واجه حربًا من طرفين وهو المحاصر فى سراييفو.
وتابع: أنه كان معرضًا للاغتيال في أوائل مراحل الحرب، وكان كما قال لنا أحد مرافقيه يبيت فى خزينة البنك المركزي لحمايته من الاغتيال، وكان يخرج من النفق الذي يقع أسفل مطار سراييفو، وهي عملية شاقة لرجل اقترب من السبعين من عمره في ذلك الوقت.
وأضاف لقد نجح الرئيس علي عزت بيجوفيتش في إدارة كل هذه الملفات في الوقت الذي تخلت عنه كل دول العالم، وبالأخص الدول الإسلامية، وكان فقط هناك تعاطف من الشعوب العربية والإسلامية في الوقت الذي صمتت فيه كل الحكومات صمت القبور.
وأشار إلى أنه كان من عادته أن يذهب مبكرًا لصلاة الجمعة، ويجلس في الصف الأول، وذات مرة، ذهب متأخرًا للصلاة، فأفسح الناس له وأخلوا له الطريق حتى الصف الأول، فحين وصل إلى الصف الأول التفت إليهم وقال: "هكذا تصنعون طواغيتكم".
واستطرد ماضي في حديثه عن بيجوفينتش أنه تمت دعوته في نهاية عام 1994م للقاهرة لتسلم جائزة الملك فيصل عن عام 1993، وتم حجز جناح له وغرف للمرافقين ومنهم ابنه "بكر علي عزت" بفندق سميراميس بالقاهرة، لكن مراسم رئاسة الجمهورية اتصلت بهم وقالت إن الرئيس علي عزت بيجوفيتش رئيس دولة وسينزل في قصر الطاهرة الجمهوري بحلمية الزيتون، وقد كان.
وأشار إلى أننا حضرنا ندوة بفندق سميراميس لعدد محدود من المثقفين، وأدارها الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري، وكانت عن كتاب الرئيس علي عزت بيجوفيتش "الإسلام بين الشرق والغرب"، وكان ما قاله المسيري في تقديمه للرئيس علي عزت بيجوفيتش، أنه لو كان قرأ هذا الكتاب لَوَفَّرَ عليه 18 عامًا من التحول من الماركسية إلى الإسلام.
وفي ذات السياق كان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، قد كشف عن وصية "علي عزت بيجوفتيش" زعيم البوسنة الراحل، والتي حمله أمانتها، وذلك ضمن برنامج لإحياء الذكرى الـ25 لاستقلال البوسنة بأنقرة .
وأضاف "أردوغان" في رسالة مصورة أرسلها لندوة بالعاصمة أنقرة، أنه زار "عزت بيجوفيتش" في المستشفى قبل وفاته وحينها مسك بيجوفيتش يداه وقال له: "احم البوسنة وارعاها، هنا يعيش أولاد الفاتحين، البوسنة أمانة لديكم".
وأكد الرئيس التركي في تصريحات صحفية وقتها أنه سيستمر في الوقوف إلى جانب البوسنة والبلقان بأكمله تحقيقا لهذه الوصية، مضيفًا: "نأمل أن يسامحنا جميع الضحايا والمظلومين في البوسنة على عدم تمكننا من تقديم دعم أكبر لهم خلال الأيام العصيبة التي مروا بها، وعدم تمكننا من وقف المذابح".
جاء هذا أثناء مشاركة أردوغان في إحياء الذكرى الـ25 لاستقلال البوسنة، بحضور كل من: وزير التعليم التركي السابق نابي أفجي، ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داجي، والكاتب التركي سليمان جوندوز، وعدد من رفقاء بيجوفيتش، وعدد كبير من أتراك البوسنة.
ومن مأثورات بيجوفيتش الخالدة:
- "إن تقدم الإسلام -مثل أي تقدم آخر- يتحقق على أيدي الشجعان الثائرين، لا على أيدي الوديعين المطيعين".
- "المسلم بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن يُغيِّر العالم، وإما أن يستسلم للتغيير".
- "الإسلام طريقة حياة أكثر منه طريقة تفكير".
- "عندما تكون في السجن تكون لك أمنية واحدة: الحرية، وعندما تمرض في السجن لا تفكر بالحرية وإنما بالصحة؛ الصحة إذن تسبق الحرية".
- "الثقافة هي (الخلق المستمر للذات)، أما الحضارة فهي (التغيير المستمر للعالم)، وهذا هو تضاد الإنسانية والشيئية".
- "الصيام أعلى تعبير عن الإرادة، أي فعل الحرية".
- "يحتار عقلي ويسأل دائمًا، ولكن قلبي كان يبقى دائماً إلى جانب الإيمان، لحظات سعادتي كانت تلك التي يتوافق فيها عقلي وقلبي".
- "إذا كان من الممكن استلام السلطة بالوعود، فإن المحافظة عليها لا تكون إلا بالنتائج".
- "المعنى النهائي للفن أن يكتشف الخصوصية الإنسانية في الناس الذين أساءت إليهم الحياة".
- "إن الأخلاق النفعية ليست أخلاقًا حقيقية، وإنها تنتمي إلى السياسة أكثر من انتمائها لعلم الأخلاق".
- "إن الذي لا يعترف بخلق الإنسان لا يمكن أن يفهم المعنى الحقيقي للإنسانية".
- "إن المجتمع العاجز عن التدين، هو أيضاً عاجز عن الثورة".
- "أن تخطئ وتندم هو أن تكون إنسانًا".
- "لا شيء أسمى وأعمق من الإيمان، ولا شيء أكثر غباءً ومللاً من بعض المؤمنين!".
- "لحكمةٍ ما سجدت الملائكة للإنسان، ألا يتضمن هذا تفوق ما هو إنساني على ما هو ملائكي".
مزيد من التفاصيل