طالب المحامي خالد أبو بكر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة بالتوقف عن استخدام الدين في القضايا السياسية، مشيرا إلى أن الوزير لا يفوت مناسبة سياسية أو اجتماعية إلا ويدلي بدلوه الديني باعتباره أحد رجال الدين.
وقال "أبوبكر"، في مقال له بعنوان "‎السيد وزير الأوقاف: هناك فرق بين احترام القانون واحترام الدين ولا دخل لأرائك الدينية في قضايانا السياسية"، بصحيفة "أخبار اليوم"، إن " القانون وحده هو الذي يربط الوزير بالمواطن أما ما يربط المواطن بدينه وتعاليمه فهو إيمانه الداخلي الذي يحاسبه عليه رب العباد مش وزير الأوقاف".
وأضاف "أبو بكر": "‎الأصل ان تخرج كل القضايا السياسية من الخطاب الديني وان نمتنع تماما عن مغازلة المشاعر بالدين، لأننا لو اقرينا هذا المبدأ لأصبح كل منا يتبع شيخه الذي يعتقد في صدق تفسيره وأصبحنا أمام قواعد تفسر حسب الفهم الذي يختلف من انسان إلي اخر، وقد عانينا كثيرا نتيجة للتفسيرات الخاطئة".
وفيما يلي نص المقال:
"وزير الاوقاف الحالي (ولشخصه كل التقدير) لا يفوت مناسبة سياسية او اجتماعية الا ويدلي بدلوه الديني باعتباره احد رجال الدين ويصبغ احكام الدين (من وجهة نظره) علي هذه المناسبة السياسية أو الاجتماعية.
‎وأنا لا دخل لي فيما يقوله وزير الاوقاف ان كان صوابا أو خطأ من الناحية الدينية فهذا دور علماء الدين يناقشوه فيه.
لكن انا اتحدث كمواطن يتلقي خطابا دينيا لخدمة قضايا سياسية من وزير في الحكومة الحالية.
‎واتفهم تماما انه من الممكن ان تكون وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام قد حرفت بعض تصريحات وزير الاوقاف المتعلقة مثلا بموضوع انتشر كرأي ديني مضمونه ''ان من لم يدفع الضرائب لا تقبل منه صلاة ولا زكاة ولاحج''.
‎الحقيقة ان ما أود ان اوصله بهذه السطور هو ان القانون وحده هو الذي يربط الوزير بالمواطن اما ما يربط المواطن بدينه وتعاليمه فهو ايمانه الداخلي الذي يحاسبه عليه رب العباد مش وزير الأوقاف.
‎ولا أعتقد ان قبول الصلاة أو الزكاة أو الحج من قبل رب العالمين امر يمكن للبشر ان يحكم فيه، فهو سبحانه وحده الذي يمكن ان يقبل العمل من عبده أو لا يقبله.
‎والسنوات الماضية كنا دائما نرفض خلط الدين بالسياسة فالدولة المصرية بها الدين الاسلامي والمسيحي والمصريون اما مسلمون او مسيحيون وبعض من اليهود.
‎اديان سماوية عظيمة في تعاليمها، ولكل دين خصوصيته واحكامه، وكنا دائما وابدا ننتقد كل من يوظف الدين كي يخدم أي قضية، فالقضية الناجحة لا تحتاج الي توظيف الدين.
‎لكن البعض يجد في منابر المساجد وفي الخطاب الديني فرصة لالهاب المشاعر والتأثير علي الناس لا سيما الطبقة المتوسطة.
‎وان كنت انا علي خطأ والوزير علي صواب، فما الحال ان قلنا للوزير ماحكم الشرع في ضريبة الملاهي الليلة؟ وضرائب الخمور وضرائب صالات القمار وماحكم من يتهرب من دفعهم في الدين؟
‎هنا سندخل في قضايا خلافية لاداعي للتطرق لها، وما هو مقبول وغير مقبول في الدين امر اختلف فيه كبار العلماء، بل وفي ثوابت اساسية اختلف فيها كبار الائمة.
‎لذلك المجتمعات يحكمها القانون، ولابد ان نعود المواطن علي احترام القانون من اجل بلده وخوفا من عقاب القانون، حتي نصل الي مجتمع يولد فيه الانسان وهو في بيئة تقدر معني الالتزام بالقانون دون خوف من ألا تقبل صلاته.
‎وأيضا إذا كان هناك رأي ديني لوزير الاوقاف الحالي واختلف مع الوزير القادم في التفسير أو في اصباغ الاحكام، أي من الوزيرين يصدق المواطن؟
‎ثم علينا ايضا ان نأتي بوزير رجل دين مسيحي كي يخاطب اخونا المسيحيين في موضوع عدم دفعهم للضرائب هل سيكون حائلا دون ان تقبل صلاتهم أم لا!!
‎ان الأمور لا تسير هكذا... ‎الأصل ان تخرج كل القضايا السياسية من الخطاب الديني وان نمتنع تماما عن مغازلة المشاعر بالدين، لأننا لو اقرينا هذا المبدأ لأصبح كل منا يتبع شيخه الذي يعتقد في صدق تفسيره وأصبحنا أمام قواعد تفسر حسب الفهم الذي يختلف من انسان إلي اخر، وقد عانينا كثيرا نتيجة للتفسيرات الخاطئة.
‎كذلك احيانا اري وزير الاوقاف دايما في خطبة الجمعة المذاعة تليفزيونيا، وهذا ايضا امر جائز لكن كنت اتمني ان يكون هناك فرصة لشباب الائمة كي يعتلوا المنبر أو لاساتذة الأزهر كي تذاع كلماتهم علي الهواء مباشرة فنسمع منهم لعلي وعسي ان يكون بينهم شعراوي أو غزالي جديد وكي لا يشعر المشاهد أيضا بالملل في لغة الخطابة أو في اسلوبها.
‎ولو كنت وزيرا للاوقاف لأخرجت جيلا كاملا من شباب الائمة اظهر بهم كل عام للمجتمع واقول هؤلاء اشرفت عليهم الوزارة شباب يتبني الفكر الديني المعتدل يظهرون في كل وسائل الاعلام ينشرون التعاليم الدينية البسيطة السلسة وايضا دون الدخول في السياسة.
‎ان وزارة الاوقاف تحتاج إلي عقلية رجل اعمال يدير ما تملكه من اصول وممتلكات، كل يوم وانا ذاهب إلي مكتبي أري أرضا في ميدان سفنكس وقد هدمت بطريقة تشوه شكل هذه المنطقة التي بها كثير من اخواننا العرب السائحين في الصيف وقد كتب عليها انها ملك هيئة الاوقاف، ولا ادري لماذا يسكت الوزير علي هذا المشهد وعلي عدم استغلال هذه الأرض.
‎طبعا هذا مثال بسيط اراه يوميا، وبالتأكيد لدي الوزير امثلة نجاح كثيرة في ادارة اصول الدولة التابعة لوزارة الاوقاف وهذا امر يسأله فيه رئيس الوزراء ثم البرلمان.
‎الوزير هو وزير للمسلم وللمسيحي ولدينا الازهر الشريف والكنيسة المصرية بكل قاماتهما الكبيرة التي يستفيد منها العالم أجمع..
‎كل الاحترام للوزير ووزارته وما كتبته هو مجرد رأي".
مزيد من التفاصيل