مندوب مبيعات يتركها ويعمل "سايس": "دخلى 3000جنيه"
صاحب سوبر ماركت يتجه إلى تجارة العملة: "وجدت نفسى غنيًا بعد التعويم"
شيف مطعم يترك "الصنعة" من أجل "النظافة": "مربحة ومضمونة"
كثير من أصحاب بعض المهن، بسبب الدخل الزهيد الذى يتحصلون عليه منها يلجأون إلى البحث عن مهنة أخرى لزيادة الدخل، فيتجهون إلى مهن أخرى لا تمت لمهنتهم الأصلية فى شىء ربما الإغراء الوحيد بها يكون المكسب السريع والوفير مع تزايد الأعباء الاقتصادية.
وترصد "المصريون"، فى السطور التالية نماذج حية لبعض أصحاب المهن الذين تركوا مهنتهم من أجل "المال"، والملاحظ أثناء بحثنا أن الأمر لا يتوقف فقط على أصحاب المهن ذات الدخول المحدودة، فهناك أصحاب مهن بدخول عالية قد يتجهون إلى مهن تقع بهم تحت طائلة القانون، من أجل تحصيل أموال أكثر.
من تاجر مواد غذائية لتاجر"دولارات"
يقول ع. أ صاحب سوبر ماركت: "رأيت نفسى أعمل فى "العملة" دون أن أعلم بها فى حياتى.. أنا تاجر مواد غذائية وأملك سوبر ماركت منذ سنوات طويلة، وأنا أبلغ 31 عامًا، وورثت تلك المهنة من أبي، ونحن ميسورون الحال من تلك المهنة، حتى جاء لى فى يوم شخص "معرفة"، تحدث معى عن حالة العملة خاصة عندما حدثت مشكلة الدولار وعدم ثبات سعره".
وأضاف،: "من تلك المنطقة بدأت أفكر فى الدخول لتلك المنطقة وكنت أعرف أنها خطرة جدًا، خاصة مع حديث الدولة عن القبض على الكثير ممن يعملون ويتاجرون فى تلك العملة، ولكن أردت أن أدخل تلك المنطقة، فكان معى مبلغ كبير اقترضت منة جزء ليس بقليل، وحولته إلى عملة بالدولار".
وتابع: " فى بداية الطريق كنت أقوم بتغيير العملة لبعض التجار، خاصة الذين يسافروا خارج البلاد نظرًا لأن البنوك كانت لا تعطى سوى ألف دولار، على كل باسبور خارج البلاد، فكان الجميع يبحث عن السوق السوداء".
وأردف: "كونت فلوس كتيره خاصة عندما تم تعويم الجنيه، ففجأة وجدت نفسى أمتلك 3 أضعاف ما أملك من المساء حتى صباح اليوم التالى (بلمح البصر)، وهذا ما دفعنى للاستمرار فى تلك المهنة لأننى رأيت فيها المستقبل وأنا أعمل بها حتى الآن، وللعلم الموضوع الآن ليس مربحًا بالقدر الكافى خاصة بعد تثبيت سعر العملة ولكن المربح فى الموضوع هو الاستمرار، لأننى (بربى عميل)، وجميع عملائى الآن من المسافرين الذين يحتاجون الدولار كما قلت فى السابق".
واختتم حديثة لـ"المصريون": "مازلت أعمل فى مجال المواد الغذائية لأنها هى الأساس وأصلى الذى أفتخر به، وشغلة العملة بقت ثابتة وتنتهى بالتليفون بدون مجهود أو تعب ولكن فى النهاية هى خطر جدًا".
من "المبيعات" إلى "سايس" سيارات
يقول على التابعى حاصل على بكالوريوس علم نفس، وبدأ فى الدراسات العليا: "اتصدمت بالواقع بعد أن تخرجت عام 2011 بتقدير جيد، من جامعة القاهرة، لم أجد عملاً تمامًا".
وأضاف فى تصريحاته لـ"المصريون": "فوجئت بقرار إغلاق جميع الوظائف الحكومية، للخريجين أو غيرهم، فبدأت البحث عن البديل، ودعنى اعترف أن البديل كان صعبًا للغاية، فقد قررت أن أعمل (مندوب مبيعات) لكى أخرج من عباءة "العاطل لكن لم أستمر بها لفترات طويلة، وفجأة جاء شخص قال لى (تشتغل سايس)، تفاجأت بحديثه وجلس معى لمعرفة تفاصيل تلك المهنة والتى كنت أعتقد أنها (سهلة) ولكن فى النهاية تفاجأت بأنها دولة داخل الدولة، فلها قوانينها ولها وضعها بالإضافة إلى أنها لها مرتب مربح، فأنا أحصل على مبلغ يتراوح ما بين 2500 إلى 3500 فى الشهر، فقد جاء لى العمل فى إحدى الشركات ولم أوافق على ذلك نظرًا لأن مرتبها غير جيد".
وتابع: "نعيش زمن غير الزمن فقد ولى زمن الشهادات، وتبدلت الأحوال من حال إلى آخر، وهذا ما حدث لجيل كامل من شباب مصر وليس أنا فقط، فأنا أعرف العشرات من الخريجين وهم يجلسون فى البيوت بسبب عدم وجود شغل لهم، فهذا الجيل دفع ثمن أجيال بأكملها ماضية وقادمة".
من شيف مطعم إلى عامل نظافة
عم محمد رجل يبلغ من العمر 50عامًا، ويعمل فى "النظافة" منذ 20 عامًا، ترك صنعته الأساسية وهى "شيف" مطعم، حيث استمر فى العمل لفترات عند الصغر ولكن لم يكن لها أى مستقبل فيما بعد.
وقال لـ"المصريون": "أعمل فى إحدى شركات النظافة الخاصة منذ سنوات طويلة والتى انضممت إليها بعدما تركت العمل فى مجال المطاعم، بالإضافة إلى أنها ليست دائمًا معى وأى مشكلة أو تأخير على مواعيد العمل تجد نفسك خارج العمل فى لحظة بدون أدنى (تحقيق) من قبل الجهات القانونية لعدم تواجدها فى الأساس".
وأضاف، "عندما قبلت العمل فى قطاع القمامة، كأن لأسباب كثيرة أولها أنها شغلانة مضمونة حتى وإن لم يكن لها مستقبل، ولكن فى النهاية يأتى إليك (المرتب) شهريًا، إذن عامل "الضمان" موجود بالنسبة لى، خاصة وهى شركة تابعة للقطاع الدولة الحكومى".
وتابع:"هذه المهنة ممكن تكون ليست أفضل من المطاعم بسبب (لم القمامة) من الشارع ولكنها أفضل ماليًا، فكنت فى البداية غاضبًا منها ولكن التعود أنسانى بالإضافة إلى أننى الآن مؤمن علىّ منذ سنوات ولى تأمين صحى وهذا لم يكن متواجدًا فيما كنت فيه فى السابق".
واختتم تصريحاته لـ"المصريون": " أنا أبلغ من العمر 51 عامًا، وباقى 9سنوات للخروج إلى المعاش وسأجد لى معاشًا مناسبًا، وسأبحث عن عمل آخر فى مجال الأمن على الشركات وهو متوافر وبوفرة خاصة لكبار السن".
مزيد من التفاصيل