قال الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" ندافشرغاي، إن "التطورات المتلاحقة بشأن مستقبل الأونروا، دفعت مكتب منسق شؤونالمناطق الفلسطينية بوزارة الحرب الإسرائيلية للإقرار بالمشكلة القادمة أمامالمنظمة الدولية، مع وجود توجهات أمريكية قاسية نحوها، ما أحدث أجواء من السخطوالغضب داخل المؤسسة الأمنية".
وأضاف في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أنه"رغم أن هذه المنظمة تعمل على تخليد قضية اللاجئين الفلسطينيين، ونقلها منجيل إلى جيل، وتوريثها من مرحلة لأخرى، لكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تبحث عنالهدوء، ولذلك فإنها ترفض أن تتسبب أي إرباكات في عمل الوكالة في أحداث من الفوضىالأمنية".
وأوضح أن "هناك مخاوف إسرائيلية من أن تسفرالإجراءات ضد الأونروا عن أحداث من المظاهرات الشعبية، وتصعيد في العمليات المسلحة،وتحذيرات من أي اقتراب من الأونروا قد يؤدي لوقف التنسيق الأمني بين السلطةالفلسطينية وإسرائيل وتجدد العمليات المسلحة، بسبب تضرر اللاجئين الفلسطينيين منإجراءات أمريكية قادمة بالمنظمة".
اقرأ أيضا: واشنطن تعلن رسميا وقف تمويل "الأونروا".. وتبرر القرار
ونقل عن عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنيةوالسياسية بوزارة الحرب أنه "عمل منذ العام 2000 ضد أي مساس بالأونروا، ثماجتهد من خلال علاقته مع السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن لإحباط أيمبادرات أو مشاريع قوانين في الكونغرس ضد الأونروا، لاعتقاده بأن الأونروا منظمةسيئة، لكن حماس أكثر سوءا".
وأوضح أن "كبار العاملين في مكتب منسق المناطقيعملون ضد أي اقتراب من الأونروا، رغم أنهم يرون فيها ظاهرة سيئة في أقل الأحوال،ويتقبلون كل الادعاءات والمزاعم ضد المنظمة الدولية، لكنهم يعتقدون في الوقت ذاتهأن اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون على ما تقدمه الأونروامن مساعدات مالية وتمويل أجنبي".
رئيس مركز أبحاث السياسات في الشرق الأوسط الإسرائيليإشدود بادين، قال إن "الجهات التشريعية الأمريكية حصلت على أوراق وأبحاثإسرائيلية أجرت مسحا دقيقا لجميع الكتب والمناهج الدراسية والفعاليات التي تشهدهامدارس الأونروا من كراهية إسرائيل، وتحريض على العنف، وحث على حق العودة، وتأبيدالصراع".
وبين شرغاي أن "المؤسسة السياسية الرسمية في تلأبيب حافظت على الهدوء هذا الأسبوع مع تزايد الجهود الأمريكية المناوئة للأونروا،باستثناء مساعدة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي التي قالت إنه آن الأوان لأن تخرجالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بموقف موحد ضد الأونروا، باعتبارها منظمة ضارة مسيئة".
اقرأ أيضا: كيف ردت السلطة الفلسطينية على وقف واشنطن دعم الأونروا
وأضافت مساعدة وزير الخارجية الإسرائيلية أنه"يجب أن تصل الأموال التي تحصل عليها لمستحقيها الفلسطينيين مباشرة من خلالمنظمات ومؤسسات ليست معنية بإبقاء مشكلة اللاجئين حتى إشعار آخر، الأونروا ليس لهامصداقية للبقاء، لأنها تورث حق العودة للأجيال الفلسطينية جيلا بعد آخر، مع أنتطبيق حق العودة يعني خراب دولة إسرائيل، ولقد نقلت رسالتي هذه للمسؤولين فيالإدارة الأمريكية، وأنا سعيدة بأن إدارة ترامب تعمل بجدية في هذا الاتجاه".
ويرى بادين أن "الخطوة الأمريكية لم تحذ حذوهاأي من الدول الـ44 المانحة للأونروا، ولذلك فهو يقترح إجراء إصلاحات إدارية داخليةفي الأونروا، بديلا عن تفكيكها".
وختم التحقيق بالقول إن "المؤسسة الأمنيةالإسرائيلية تؤكد أنه حتى اللحظة لا يوجد مؤسسة بديلة للأونروا، رغم اعتقادهابأن المس بها من شأنه إشعال المنطقة في ظل الاهتزازات التي نشعر بها تحت أقدامنافي هذه اللحظات، لأن الأمر يتعلق بقضية اللاجئين باعتبارها خطا أحمر، لأن من سيغلقالأونروا اليوم، سيتلقى حماس بدلا منها، فالفراغ لن يستمر طويلا".
مزيد من التفاصيل