فى الوقت الذى تستعد فيه وزارة التربية والتعليم لبدء تطبيق النظام الجديد للتعليم فى الصف الاول الثانوى " مع بداية العام الدراسى الذى سيبدأ فى 22 سبتمبر الحالى ، ما تزال هناك الكثير من الملاحظات حول هذا النظام خاصة ما يتعلق ب " التابلت المدرسى " الذى سيتم تسليمه لأكثر من مليون طالب ومعلم وإدارى هذا العام .
ولكننا قبل الكشف عن هذه الملاحظات نشير إلى أن الوزارة استعدت لهذ الأمر من خلال تنفيذ خطة لتدريب ورفع كفاءة المعلمين، بالتعاون مع شركة «ديسكفري»، وبدعم من البنك الدولي ، كما تعاقدت الوزارة مع إحدى الشركات على شراء 7 آلاف فيديو باللغة العربية، بالإضافة إلى المناهج المصرية .
وبمناسبة الحديث عن خطة التدريب ، لابد أن نتوقف أمام التصريحات المهمة التى أدلى بها إبراهيم شاهين، الخبير التربوي وكيل أول نقابة المهن التعليمية ل " صدى البلد" والتى قال فيها إن التدريب في مصر بصفة عامة وفي وزارة التربية والتعليم بصفة خاصة "أمس واليوم ومنذ 20 عاما"، غير جاد، لافتا إلى أن هناك اعتمادا في الميزانية للتدريب لكنه يوزع في صورة مكافآت ولا ينتج عنه أي استفادة للمعلمين.
وقال شاهين : "كنت معلما وكنت أحضر التدريبات ولكن دون استفادة والجميع يعلم ذلك جيدا، وكان الحضور شكليا فقط "روتين". وأضاف: "كان لدينا أمل أن يكون التدريب بمشروع تطوير التعليم الجديد مختلفا عن سابقيه، لكن اقتصر الأمر على أن تكون مدة التدريب للمعلم يوما واحدا وأحيانا ثلاثة أيام". وتابع: "نحن نقول إنه مشروع لتطوير التعليم، إذا من البديهيات أن يتم تدريب المعلم مرة ومرتين وأحيانا ثلاث خلال الإجازة الصيفية، نقول تطوير وهناك شركة أجنبية تم التعاقد معها بملايين الجنيهات ولكن لم نر جديدا فيما يتعلق بتدريب المعلمين، نحن نريد أن نعرف ما الذي استفاده المعلم من عملية التطوير حتي ينعكس على عمله".
من جانبى أطالب وزارة التعليم بالرد رسميا على ما ذكره وكيل أول نقابة المهن التعليمية حيث أنه مصدر مسئول ومتخصص ولابد أن يكون الرد من خلال الوزير شخصياً أو على الأقل من خلال المتحدث الرسمى للوزارة لأن ما ذكره شاهين يؤكد أن هذه التجربة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ .
من ناحية آخرى كشفت الوزارة أن النظام الجديد الذى سيطبق على الصف الأول الثانوى هذا العام على (700 ألف) طالب فى (2530) مدرسة حكومية، وقد تم الحصول على الموافقة على عمل شبكات داخلية، وتجهيز الفصول بلوحات رقمية وطابعة وماسح ضوئى، كما تم توقيع بروتوكول مع وزارة الاتصالات لدخول شبكة الفايبر فى كل المدارس، وقد تحملت الدولة تكلفة عمل البنية التحتية لهذه الشبكات والتى ساهمت فى إنشائها القوات المسلحة، والمخابرات، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأعلنت الحكومة قيامها بتجهيز مراكز صيانة متنقلة للتابلت، و تعيين 600 مهندس في هيئة الأبنية التعليمية في إدارة صيانة الأجهزة الإلكترونية، فضلاً عن تخصيص 40 سيارة متنقلة للصيانة.
كل هذا كلام جميل ولكننا نسأل : هل وضعت كافة الجهات المعنية الإحتياطات اللازمة لحماية التابلت من أعمال السرقة التى قد يتعرض لها طلاب الصف الأول الثانوى خاصة فى مدارس الفترتين لاسيما فى المناطق الشعبية ؟ .
وهنا أشير إلى أنه أعجبنى اقتراح تلقيته من أحد مدراء المدارس الثانوية بالجيزة والذى أشار الى أن هناك أخطار قد يتسبب فيها البلطجية الذين يمكن أن يقوموا ب " تثبيت" الطلاب عقب خروجهم من المدارس والإستيلاء على الأجهزة وبيعها كقطع غيار أو طلب مقابل مادى من الأهالى لردها اليهم ، ولذلك أقترح مدير المدرسة الفاضل أن يكون هناك بعض أفراد الامن أمام المدارس التى سيطبق فيها النظام الجديد حماية لأرواح الطلاب ومنع جرائم سرقات التابلت . وهذا الإقتراح أراه من جانبى وجيها وواجب التنفيذ على الفور حتى لا تحدث كوارث فى هذا الشأن .
وفى هذا الإطار ، أقول إنه من الضرورى عقد لقاءات بين مسئولى الوزارة المعنيين بالنظام الجديد الخاص بالصف الاول الثانوى وادارات التعليم الثانوى ومديرى المدارس الثانوية لأن هناك عشرات الاسئلة التى لم نجد اجابة عليها رغم أهميتها مثل طلاب المنازل والخدمات والتابلت ؟ وكذلك تحديد كيفية التعامل مع الطالب الذى تجاوز نسبة الغياب حيث كان يتم عمل اعادة قيده ويسمح له بدخول الامتحان ، إلا أن نتيجة الصف الاول للعام القادم لن تدخل ضمن متوسط المجموع التراكمى المؤهل للجامعة مما يفقده الأهمية .
مزيد من التفاصيل