أصبح مألوفًا أن يسمع المصريون عن صداقات انتهت بسبب التوجهات السياسية، وربما تتطور الأمر إلى خلافات داخل البيت والأسرة الواحدة، لكن التطور الجديد هو أن تنتهي حياة زوجية بسبب ذلك.
وإذا كان "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، فإنه لم يعد كذلك الآن، بعدما اتسعت رقعة الخلافات بين المصريين خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت مصدرًا لأزمات لا تنتهي داخل المجتمع المصري.
وهناك العديد من الأمثلة لزيجات بين أبناء وبنات قيادات بجماعة "الإخوان المسلمين"، انتهت بالطلاق لهذا السبب، كان أشهرها انفصال عائشة ابنة القيادي الإخواني خيرت الشاطر بسبب انتقاد زوجها للجماعة، وتبرؤ الداعية الشيخ محمود المصري من زوجته، ابنة محمود عزت القائم بأعمال المرشد، بإعلانه انفصالهما منذ فترة طويلة.
وتبرأ المصري من زوجته السابقة أميرة عزت، وقال: "تزوجت أميرة عزت لمدة 8 سنوات وانفصلنا منذ 3 سنوات ونصف، وحصلت على نفقتها كاملة".
وأوضح المصري في تصريح له، أن الانفصال الرسمي حدث في شهر يونيو 2016، قائلاً عبر تسجيل صوتي أنه غير مسئول عن أي تصرفات أو تصريحات لمطلقته السابقة، لأنها لم تعد زوجته.
فيما حصلت عائشة الشاطر على الحكم بالخلع من زوجها محمد الحديدي، بعد زواج امتد أكثر من عشر سنوات.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن السبب الرئيسي وراء الخلافات الزوجية بين عائشة والحديدي، هو تركه جماعة الإخوان بعد ثورة 25 يناير عام 2011 وإصراره على شن حرب شرسة على قيادات الجماعة، وعلى رأسهم والدها، ما جعلها ترفض العيش معه وتطلب الطلاق، لكنه رفض فرفعت دعوى خلع.
الحديدي حاصل على الدكتوراه من ألمانيا ودائم العيش هناك، وكان دائم التردد على مصر، ويعقد جلسات طويلة مع الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني السابق، ومنها قبل ثورة 30 يونيو.
وكان آخر ظهور للحديدى عبر شاشة قناة الشرق التي يرأسها السياسي المعارض أيمن نور، حيث دعا صراحة إلى عقد مصالحة وطنية شاملة بين الدولة والإخوان.
وعلى مستوى قواعد المنتمين للجماعة، أقدم رجل على تطليق زوجته بسبب مشاركتها في مظاهرات أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، ورفض محاولات كل الوسطاء الذين تدخلوا لإثنائه عن قراره.
كانت الزوجة تشارك في مسيرة للإخوان في أثناء مروره بالصدفة بجوار المسيرة، وعند مشاهدته زوجته استوقفها وبادرها بإلقاء يمين الطلاق عليها، وأمرها بالعودة إلى منزل أسرتها لحين اتخاذ إجراءات الطلاق الرسمية.
الواقعة استدعت تدخل بعض أصدقاء الزوج ورءوس العائلات في المنطقة لإثنائه عن قراره قبل البدء في اتخاذ الإجراءات الرسمية لطلاقها، إلا أنه أصر على موقفه، معللاً ذلك بعدم استئذان زوجته منه إلى جانب معارضته الإخوان المسلمين بشدة.
وقام الزوج بالفعل بطلاقها وانتهت الحياة بينهما بعد 10 سنوات بينهما دامت من الحياة السعيدة والتفاهم بينهما؛ ولكن المشكلة التي واجهتهما وأدت إلى استحالة الحياة بينهما هو اختلاف الآراء السياسية .
وكان مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم في القاهرة أجاز في أحد البرامج التلفزيونية تطليق الرجل زوجته الإخوانية، ما أثار ردود فعل غاضبة في مصر.
وردت دار الإفتاء المصرية، على فتوى شاهين، قائلة إن مثل هذه الفتاوى "تثير البلبلة والجدل والفرقة في المجتمع المصري".
وأكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، في بيان أصدره: "ما صدر من قول بتطليق الرجل زوجته لانتمائها لجماعة أو حزب سياسي هو رأي شخصي، وليس بفتوى شرعية، قد شابه نوع من المزايدة بالمتغيرات السياسية، وليس أسباب الطلاق الواردة في كتب الشريعة، خاصة مع التحذير الشديد من التطليق، بغير موجب، حيث قال النبي (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)".
مزيد من التفاصيل