اقتحمت موضة "البناطيل المقطعة" عالم الملابس في مصر، وأضحت من المظاهر المعتادة في الشوارع، وداخل الجامعات، في ظل إقبال الشباب عليها، على الرغم من النظرة الرافضة لها في أوساط المجتمع، وسط مطالبات بحظرها لكونها تتنافى مع قيم وعادات المجتمع.
وشنَّت جامعة الأزهر، حملة موسعة ضد الطلاب المخالفين أطلق عليها حملة "الانضباط الشرعي"، بناءً على تعليمات صدرت من مجلس جامعة الأزهر الشريف، وقررت مشيخة الأزهر منع دخول الطلاب والطالبات بالبناطيل المقطعة داخل حرم الجامعات.
وأشاد جمال قريش، نائب رئيس حزب المحافظين لشئون التنمية الإدارية والخدمات، بمنع بعض الجامعات الحكومية المصرية لظواهر "البنطلون المقطع والتدخين" داخل الحرم الجامعي، مطالبًا بتطبيق القرار على مستوى الجامعات بمختلف المحافظات.
وطالب في بيان له اليوم، بتطبيق هذا النظام على الجامعات الخاصة حتى لا تكون هناك فوارق بين التعليم الحكومي والخاص، مستكملًا أن الحرم الجامعي له قدسيته العلمية والأدبية وبالتالي لا يصح أن تحدث فيه أفعال وأمور تدعو للإهانة من قدسية الصرح العلمي.
وشدد على أنه مع قرب بدء العام الدراسي يجب تعميم المبادرة بوضع ملصقات على أرجاء الجامعة وعلى البوابات؛ تحذر من تلك الأمور، وكذلك التشديد على الطلاب بالذهاب بزي مناسب.
وأشاد قريش ببعض الجامعات المصرية التي طبقت القرار بشكل منتظم، ومنها جامعة بنها والزقازيق والفيوم وكفر الشيخ، مؤكدًا أنها تتماشى مع النظام التعليمي الجديد، والذي يهدف لتخريج جيل جديد قادر على تحمل المسئولية.
وقالت آيات الحداد، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، إنه يجب ردع من يمس الحرم الجامعي، خاصة وأنهم لاحظوا خلال الفترة الأخيرة نماذج من المُفترض أنها قدوة للأجيال تقوم ببعض الأفعال تحت مسمى الحرية الشخصية سواء تمثلوا في طلبة أو مُعلمين، فيما ما يسمى الجامعة "الحرم الجامعي".
وأشارت الحداد، في بيان لها, إلى أن القرار خطوة إيجابية بمنع ارتداء بعض الأزياء والتدخين داخل الحرم، وذلك بداية السير نحو الطريق الصحيح، لافتة إلى أن البعض قد يخلط قواعد المهنة وحُرمة المكان بالحرية الشخصية التي اقتبسوها من الغرب بلا دراية، وغاب عن ذهنهم بأن هناك فرقًا ما بين الحرية الشخصية وما يسمى بشرف المهنة.
من جانبه أشاد النائب مصطفى كمال الدين، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، بقرار منع الطلاب من الدخول بالبناطيل "المقطعة"، أو التدخين داخل الحرم الجامعي، كما طالب بمنع النقاب أيضًا معللاً ذلك بأنه "يُرتكب به العديد من الجرائم تحت اسم الإسلام وهو منهم بريء"، واصفًا إياه بأنه زي يهودي وليس إسلاميًا.
وأضاف كمال الدين لـ"المصريون": "الجامعة مكان له قداسة وحرمة خاصة، وهذه الملابس ضد العادات التي نشأنا وترعرعنا عليها".
ورأى أن "القرار لا يقيد حرية الطلاب، وأن الحرية لها حدود بأن تقف أمام حرية الآخرين"، مشيرًا إلى أن "منع التدخين داخل الجامعات وتحديد أماكن مخصصة له أمر مطبق في دول العالم المتقدمة، ويجب تطبيق القرار على جميع الجامعات لضبط المنظومة التعليمية ".
وفي تصريح إلى "المصريون"، قالت النائبة الدكتورة ماجدة نصير، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان, إن "هناك تعليمات للجامعات ولابد من تطبيقها، ومنها منع دخول الطلاب بزي مخالف مثل ارتداء "شورت أو بناطيل مقطعة".
وأوضحت, أن "هذا لا يعتبر تقييدًا على الحريات وإنما يجب الالتزام به، ولابد من وجود زي موحد للطلبة مثل طلبة المدارس يناسب دخول الجامعة".
وأضافت نصير، أن "كل رئيس جامعة له الحق في إصدار قرارات ملزمة للطلاب, ويجب توزيع كتيب على الطلبة مع بداية العام الدراسي بالأشياء الممنوعة ومتابعتها من رؤساء الجامعات والوكلاء خاصة الطلبة الجدد".
وأشارت إلى أن "التدخين ممنوع داخل مباني الجامعات خاصة في المدرجات والمعامل، وهذا من شروط الجودة التعليمية والتعليمات, وهناك أماكن للتدخين خارجها".
وعلّق الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في وقت سابق، على المطالبات بضرورة وجود زي مناسب لطالبات الجامعات، مؤكدًا أنه لابد من الالتزام بقدسية الجامعة كمكان تخرج فيه عمالقة الفكر، قائلًا "لا نريد البهرجة الزائدة أو غيرها من المغالاة الأخرى".
وأشار إلى أنه إذا كان هناك طلب رسمي من مجلس النواب سيتم دراسته والتوصل لقرار حوله. وأضاف: "نفسنا نعود للزمن الجميل عندما كان للجامعات قدسيتها، ولابد أن يكون هناك احترام في الزي".
مزيد من التفاصيل