تسببت الفتوى التي أفتى بها عمر عبد الرحمن الأب الروحي والأمير العام للجماعة الإسلامية، في بداية السبعينيات بعدم الصلاة على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في منعه من الخطابة وتوقيفه من مناقشة دراساته العليا.
كان عبد الرحمن قد أفتى بعدم الصلاة على الزعيم عبد الناصر، حيث تم القبض عليه وإيداعه في السجن بضعة أشهر.
القيادي الجهادي وأحد مؤسسي جماعة الجهاد أنور عكاشة أكد في تصريح لـ"المصريون" أن عبد الرحمن عقب خروجه من السجن وجد نفسه ممنوعًا من الخطابة والعمل، بالرغم من أنه كان أوائل دفعته وخطيب أزهري بالمساجد، لكن فتوى عدم الصلاة على عبد الناصر تسببت له في متاعب سياسية في هذه الفترة.
وأضاف أنه تم استدعاؤه إلى القصر الجمهوري، حيث استقبله رئيس الديوان الرئاسي "صلاح الشاهد"، وأبلغه تحيات الرئيس السادات.
وكان الرئيس السادات قد أعطى عبد الرحمن إذنا بالعودة إلى الخطابة وإلى العمل مجددًا بجامعة الأزهر.
وحول حقيقة الفتوى بعدم الصلاة على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال عبد الرحمن من خلال مقطع فيديو منتشر على "يوتيوب" أن والده عقب وفاة الرئيس الراحل وجد الناس يصلون على نعوش وهمية داخل المساجد بحجة أنها للرئيس الراحل.
وأضاف من خلال مقطع الفيديو أنه سأل والده عن طبيعة الفتوى وقتها فأخبره أنه أفتى بعدم الصلاة على نعوش وهمية ومن أراد الصلاة فليصلي على النعش الذى به جسد الرئيس وليس نعشًا وهميًا.
وعن السبب في تصادم الجماعة الإسلامية التي قام أحد قادتها باغتيال السادات قال عكاشة إن سقوط شاه إيران في ذلك الوقت تسبب في مخاوف كبيرة لدى السادات من الإسلاميين، حيث بادر إلى قرار التحفظ، ما تسبب فى حالة احتقان سياسي وأفق مسدود في هذه الفترة، بالرغم مما تمتعت به فترته من الحريات، حيث كان الدكتور عمر عبد الرحمن يجول مصر من غربها إلى شرقها كواعظ وخطيب بالمنابر.
وأشار إلى ما حدث في إيران من ثورة إسلامية أطاحت بالشاه في ذلك الوقت، حيث لم تستقبله أي دولة حتى الولايات المتحدة والتي سمحت له بتزويد طائرته فقط، دون الاستقرار على أراضيها، حيث استقبله في النهاية الرئيس الراحل أنور السادات، والذي ازدادت مخاوفه بوتيرة متسارعة تجاه الإسلاميين.
وعن فتوى عبد الرحمن بعدم الصلاة على عبد الناصر قال عبد الآخر حماد رئيس الهيئة الشرعية للجماعة الإسلامية إن الدكتور عمر عبد الرحمن اعتبر فتواه في ذلك الوقت "كلمة حق" لابد أن يصدع بها بحسب قوله.
وأضاف في تصريح خاص لـ"المصريون" أنه أفتى بعدم الصلاة عليه وليس بقتله، كما يروج أنه أفتى بقتل السادات، ولكنه قال رأيًا فقهيًا حول طبيعة "الحاكم المستبدل" للشريعة، لافتا إلى أن المنفذين لعملية اغتيال الرئيس السادات قالوا إنهم لم يصلوا إلى الدكتور عمر عبد الرحمن وأخذوا فتوى منه.
كما أوضح أن المحكمة وهيئة الدفاع تعاملا مع أقوال الدكتور عمر عبد الرحمن على أنها آراء فقهية، وأنه الوحيد الذي له حق الفتوى كعالم مسلم.
في السياق ذاته شدد حماد على أنه لابد من مراعاة الواقع في الفتوى، وأنه طالما ينصح الآخرين بالصمت لأنه باب واسع لدفع الحرج الشرعي، حتى لا تفهم الأمور والفتوى على غير واقعها ، بحسب وصفه.
يذكر أن الدكتور عمر عبد الرحمن كان أستاذ التفسير بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، حيث أفتي بعدم جواز الصلاة على الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه كافر، فتم اعتقاله بسجن القلعة ثمانية أشهر حتى أفرج عنه في 10 يونيو1971.
وقد توفي عبد الرحمن الزعيم الروحي لتنظيم الجماعة الإسلامية في مصر، في فبراير عام 2017 بأحد سجون بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية وقتها، أن الشيخ عمر عبد الرحمن المحكوم عليه بالسجن المؤبد فى الولايات المتحدة بتهم متعلقة بالإرهاب، توفى "لأسباب طبيعية" عن سن 78 عاما فى سجن فى كارولاينا الشمالية.
مزيد من التفاصيل