قال البروفيسورالإسرائيلي بيرتس ليفيا رئيس معهد التخنيون بجامعة حيفا إن "التعامل العالميمع المجتمع الأكاديمي الإسرائيلي يعاني من انفصام الشخصية، فالعالم يستفيد منالجامعات الإسرائيلية وقتما أراد، ويصفها بأسوأ الصفات إن أحب، وقد يكون ذلك بسببالضغوط التي تمارسها حركة المقاطعة العالمية BDS".
وأضاف في مقابلة مطولةمع صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمتها "عربي21"، أننا"للسنة السابعة على التوالي نوجد في الجامعات المائة الأوائل على مستوى العالم،وقد يكون صعبا أن نرى أنفسنا في القائمة العشرين، ويبدو متعذرا أن نتنافس معجامعات كامبريدج وأوكسفورد والجامعات الأمريكية".
وأوضح أن"ميزانية معهد التخنيون تصل إلى 414 مليون دولار، في حين أن موازنة الجامعاتالأمريكية الكبرى تصل إلى مليار دولار سنويا، وبعضها موازنتها تزيد على موازنة جميعقطاعات التعليم في إسرائيل، لكن الميزة الأساسية ليست فقط في الموازنة المالية علىأهميتها، وإنما في القدرة على استقطاب كبار العقول والأدمغة حول العالم".
وأكد أنه "في معظمالجامعات الأمريكية التي تمنح الدرجات العلمية الثانية والثالثة، الماجستيروالدكتوراه، هناك 75% من الطلاب ليسوا أمريكيين، خاصة في تخصصات الهندسة والعلوم،في حين أن 40% من أعضاء السلك الأكاديمي ليسوا أمريكيين، وذات الأمر يحصل فيأوروبا، نحن في عصر شراء الأدمغة واستيراد العقول، وربما ينجحون في استقطابأكاديميين وباحثين إسرائيليين".
وقال: "إننا نجحنا مؤخرا في استقطاب 250 من أعضاء السلك الأكاديمي الشبان في إسرائيل،ونصف معهد التخنيون اليوم من المحاضرين الجدد، هناك 570 محاضرا أكاديميا، بينهم220 تم تعيينهم في السنوات التسع الأخيرة، معظمهم من الشبان".
وأكد أن "هناكهجرة عقول في كل دولة حول العالم، من بينها إسرائيل، هناك أكاديميون إسرائيليون فيجامعات أوروبا وأمريكا، لكن ليس هناك أكاديميون أوروبيون وأمريكيون في إسرائيل،نحن نعيش ثورة كبيرة في مسألة هجرة العقول والأدمغة من الجامعات الكبرى حول العالم".
وأوضح أن"المسألة بحاجة لمزيد من الانفتاح، فلماذا يكون مقبولا استيراد 20 لاعب كرةسلة أجانب في فريق إسرائيلي، ولا أقوم بالفعل ذاته مع الأكاديميين الأجانب فيجامعاتنا، بمنأى عن الدين والعرق؟".
وكشف النقاب عن أن"معهد التخنيون افتتح فرعا في الصين بمدينة شنتاو، وكانت الخشية لدينا من عدمالقدرة على إحضار أكاديميين للعمل فيه، كون المدينة نائية عن مركز الدولة، وهيصغيرة نسبياً، عدد سكانها 6.5 مليون نسمة، نشرنا إعلانات عن حاجتنا لأكاديميينوباحثين جامعيين، فجأة وجدنا أنفسنا أمام 630 طلبا للتوظيف، أجريت معهم مقابلات،وسألتهم: لماذا تتركون نيوزيلاندا وأستراليا وكندا، وتأتون للعمل في التخنيون- فرعالصين؟ أجابوا بأنهم يريدون أن يكون العمل في التخنيون ضمن سيرتهم الذاتيةالأكاديمية".
وأوضح أن "معهدالتخنيون- غوانغ دونع GTIIT أقيم لمنح الطلاب الدرجة العلميةالثانية- الماجستير، وعددهم 500 طالب، وتتركز تخصصاتهم في الهندسة الكيمائيةوالبيئة والبيو-تكنولوجي والطعام".
وأكد أن "الصينستكون بعد عشرين عاما الدولة الأكبر على مستوى العالم، ونحن نريد التواجد هناك،لأنك حين تدخل الجامعات الكبرى في العالم فستفاجأ بحقيقة أن الطلاب الأكثر كفاءةفيها هم أولئك القادمون من الشرق الأقصى.. هذا استثمار كبير لإسرائيل أن نكون هناكفي الصين".
وأشار إلى أن"الموازنة التي منحتها الصين لفرعنا هناك نصف مليار دولار، وحصلنا على تبرعمن الملياردير الصيني لي كاه شينغ بقيمة 130 مليون دولار للتخنيون في حيفا،والتقيت بوزير التعليم الصيني الذي دعاني لمكتبه".
وأوضح أن"إنجازات التخنيون تتحدث عن نفسها، ففي السنوات العشرين الأخيرة أقيمت فيإسرائيل 1602 شركة على يد خريجيه، بينها 800 ما زالت تعمل حتى اليوم، وتصل أرباحها إلى 30 مليار دولار، كما أننا أقمنا فروعا جديدة في نيويورك والصين، وفي منهاتن أقيم فرعللمعهد بالتعاون مع جامعة كورنيل للعلوم الهندسية".
وأضاف أن"التخنيون فاز مع جامعة كورنيل بمسابقة أعلنت عنها بلدية نيويورك بمشاركةأكثر من خمسين جامعة كبيرة على مستوى العالم، وأصبح التخنيون أول جامعة غيرأمريكية تحظى بمهام أكاديمية داخل الولايات المتحدة".
ويكشف رئيس التخنيونأنهم "أول ما وصلوا نيويورك، اتصل بي آريك شمايدت رئيس شركة غوغل، وأبلغني بأنلديهم مبنى كبيرا في مانهاتن بمطقة تشيلسي، ويرحب بنا لاستضافتنا هناك مجانا دوندفع أي مبالغ، لأنه يريد أن يكون قريبا من التخنيون".
وأكد أن "لدى التخنيون شبكة تعاون معالعديد من جامعات العالم، وإن أكثر ما يتعبني هو كثرة الزيارات للمعهد، لم يبقرئيس جامعة مهمة في أوروبا إلا زارنا: كامبريدج، آيندهوفن، ميونيخ، EPFL، العالم ينظر إلى الأكاديمية الإسرائيليةعلى أنها موديل ونموذج يحتذى به".
وختم بالقول إن"لدينا مشكلة مع حركة المقاطعة العالمية BDS خاصة من خلال الكتل والمجالس الطلابية، هناكتحصل معارك جدية على الأرض، ومن الصعوبة أن نحاربهم للأسف الشديد".
مزيد من التفاصيل