كشف سفير ليبي سابق، عن أسرار تتعلق بتدخل قواتالناتو في ليبيا، والخيانة التي تعرض لها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي،وعلاقة الأخير بالرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، إلى جانب الخطة التيوضعها خليفة حفتر للسيطرة على ليبيا.
وقال السفير محمد سعيد القشاط –آخر سفير ليبيبالسعودية في عهد القذافي- خلال حوار مطول أجرته معه صحيفة "الأهرامالعربي"، إن "130 سفيرا لليبيا في دول العالم انحازوا إلى الناتو إلا 11فقط أنا واحد منهم"، لافتا إلى أن "سيف الإسلام القذافي كان يؤجر ويبيعأراضي ليبية لدول غربية تقربا إليها".
وأشار القشاط إلى أن "القذافي كان يعمل إعادةبن علي للحكم لكن الوقت لم يسعفه، وما حدث أن بن علي اتصل بي ولم أرد عليه، حتىأعرض الأمر على العقيد القذافي، وبعد الموافقة ذهبت إليه في مقر إقامته بقصرالحمراء في جدة".
وتابع: "ابن علي بدأ بالحديث وعند تطور الأحداثرأت زوجتي أن تؤدي العمرة، وأصرت أن أذهب معها، ولما رجعت إلى مطار جدة بعد العمرةوجدت الطائرة قد غادرت عائدة إلى تونس، وأخبروا قائدها الطيار محمود شيخ بأنهماتفقوا معي على ذلك، وهو ما لم يحدث".
واستكمل القشاط قائلا: "أبلغت العقيد القذافي بكلما دار تنفيذا لرغبة بن على، وفى اللقاء الثاني كان مستاء لجحود الشعب، وبعد نهايةالحديث قدمت له مبلغ 250 ألف دولار أمر بها القذافي، وشكرني وطلب إبلاغ العقيدشكره وامتنانه، وفيما بعد أنكر أنه أخذ منى أية نقود".
اقرأ أيضا: صحيفة: خليفة حفتر متمرد يتوق ليصبح معمر القذافي الجديد
وأفاد السفير الليبي السابق بأنه "عندما سقطتطرابلس ذهب إلى بلد عربي آخر، لكنهم رفضوا استقباله، ولم يكن أمامه إلا شراء جوازسفر جديد باسم جديد، ودخل من مكان آخر ومكث به 40 شهرا قبل المجيئ لمصر"، لافتاإلى أن "المشير خليفة حفتر جاءه قبل بداية عملية الكرامة بأربعة أشهر إلىالجزائر لدراسة الأمر".
وأردف قائلا: "استعرضنا التجارب المماثلة ومايناسبنا منها ووضعنا الخطط لتنفيذها، ومكثنا ثلاثة أيام نضع تصورا للقادم"، مضيفاأنه "جرى الاتفاق أنه لا حديث عن الثورة، ويجب عودة الجيش والشرطة والقضاءوإرجاع الموظفين، واختيار حكومة مؤقتة تشرف على الانتخابات".
وأكد أنه "بصفته المدنية دعم التوجه كعملسياسي، واستشرنا مصر والجزائر، على أساس عدم التصالح مع الإخوان"، معتبراأنهم "هم المشكلة وليس القبائل الليبية، والقضاء على الإخوان ليس صعبا علىالإطلاق، وما يلزم فقط توحد الجيش وفك قضية منعه من التسلح".
وتطرق القشاط إلى "سقوط القذافي"، موضحاأن "الناتو رصد مكالمة له مع قناة سورية وتلك كانت غلطة النهاية، ولما أحسبالخطر خرج ومن معه من الحراسات وعددهم 70 رجلا"، مستدركا قوله: "لكنطائرات الأباتشي الفرنسية رصدتهم فدخلوا في نفق أنبوب خرساني مجهز لمياه السيول،الذي قيل عنه للصرف الصحي".
اقرأ أيضا: ليبيا.. أبرز المحطات الفارقة منذ سقوط القذافي حتى اليوم
وتابع: "عند خروجهم من الناحية الأخرى أطلقتعليهم الطائرات الأباتشي الغازات السامة والصواريخ، ومات أبو بكر يونس جابر وبعضالحراسات وأصيب القذافي، وبين أيدي شباب مصراته لقي حتفه، وبعد أن عبثوا بجثمانهأمام الكاميرات ألقوه وولده المعتصم في فرن لصهر الحديد، وبعد وقت جاءت شائعاتأنهم رموهما في البحر، وبعد أن قتلوا باقي أفراد الحراس فروا لهم في الصحراءوردموا عليهم".
ولفت القشاط إلى إن "أحد موظفي الساعدي القذافيأحضر ثلاث رسائل مغلفة في طرابلس، لإيصالها لوزير الخارجية السعودي والثانية لرئيسمجلس الشورى والثالثة للملك عبد الله، وظننتها أنه يطلب من السعودية أن تتدخل منأجل إخراج ليبيا من محنتها، وقمت بإرسال رسالة وزير الخارجية بإرفاق من السفارة،وكذا رسالة رئيس مجلس الشورى، إلا أنني فتحت الرسالة الموجهة للملك فوجدت الساعدييطلب حق اللجوء السياسي، ويطلب قبوله منتسبا في جامعة الإمام بالمدينة المنورة،ولم أعلم أحدا بالرسائل ولم أبلغ القذافي".
وأكد أنه "عندما خرج الساعدي من ليبيا إلىالنيجر أجرى مقابلة مع فضائية العربية، وقال فيها أكثر مما حوت رسائله، وطالبوالده التسليم لهؤلاء الإسلاميين وذكرهم بخير، ولم يشفع له ذلك عندهم فقاموابشرائه من النيجر وأودعوه السجن"، على حد قول السفير.
مزيد من التفاصيل